الجمعة، 20 يناير 2017

من جدار هادريان إلى جدار ترامب .. أسوار لعزل البشر


أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفيظة كثيرين حين أعلن عن نيته بناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك و ذلك لوقف الهجرة غير الشرعية و عمليات التهريب عبر هذه الحدود، جدار ترامب إذا ما بني فعلاً لن يكون أول جدار من نوعه في التاريخ، صحيح أن بناء الأسوار كان سائداً في العصور القديمة حول المدن لحمايتها من الغزوات إلا أن التاريخ القديم و الحديث على حد سواء عرف في أكثر من حالة بناء جدران وأسوار على طول الحدود بين الشعوب و الدول لفصلها عن بعضها البعض.

 1. سور هادريان : 



خلال الإحتلال الروماني لجنوب بريطانيا كثرت غارات القبائل الشمالية على المناطق التي يسيطر عليها الرومان، لذلك شرع الامبراطور الروماني هادريان عام 122 ميلادية ببناء سلسلة من الأسوار أشهرها السور الذي عرف باسمه و هو سور ضخم يمتد من البحر إلى البحر و يفصل الجزيرة البريطانية إلى جزئين شمالي يقع شمال الجدار و تسكنه القبائل الشمالية، و جنوبي يقع جنوب الجدار و يسيطر عليه الرومان، بلغ طول السور نحو 117.5 كيلو متراً و أثاره ما تزال قائمة حتى اليوم في مواقع متفرقة من بريطانيا. 

2. سور الصين العظيم : 



أقيم على مراحل ما بين القرنين الرابع عشر و السابع عشر الميلاديين على طول الحدود الشمالية و الشمالية الغربية للصين و ذلك لصد غزوات المغول، يبلغ طوله الإجمالي 22 ألف كيلومتراً حيث يمتد عبر تضاريس مختلفة و معقدة و قد بنيت معظم أجزاءه خلال حكم أسرة مينغ، يعتبر سور الصين اليوم واحداً من عجائب الدنيا و رمزاً للصين و موقعاً من مواقع التراث الإنساني. 

3. جدار برلين : 



بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انقسمت العاصمة الألمانية برلين إلى قطاعين واحد تسيطر عليه القوات السوفييتية و آخر تسيطر عليه قوات الحلفاء، و في عام 1949 قامت في الشطر الغربي من المانيا جمهورية المانيا الإتحادية الموالية للغرب في حين قامت في الشطر الشرقي من المانيا جمهورية المانية الديمقراطية الموالية للمعسكر الاشتراكي، و مع اشتداد حدة الحرب الباردة قررت سلطات المانيا الشرقية في عام 1961 الشروع ببناء جدار يفصل بين شطري العاصمة الألمانية و ذلك لضبط الحدود و التحكم في حركة الدخول و الخروج، بلغ طول الجدار نحو 155 كيلومتراً، و في عام 1989 أدت احتجاجات سلمية إلى سقوط الجدار الذي بدأ بشكل رمزي مع عبور الآلاف له ثم تحول إلى سقوط حقيقي مع قيام المتظاهرين بهدمه، اعتبر سقوط جدار برلين ايذاناً بإعادة توحيد المانيا الذي تم في العالم التالي 1990. 

4. جدار الفصل العنصري : 



جدار شرعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ببنائه إبان انتفاضة الأقصى عام 2000 على طول الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية و الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، يفترض أن يبلغ طوله عند الانتهاء من بنائه 708 كيلومتراً. 

شاهد أيضاً :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق