‏إظهار الرسائل ذات التسميات إباحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إباحية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 8 مارس 2017

كيف اختفى الموديل العاري من كليات الفنون في العالم العربي




للعالم العربي تاريخ عريق مع الفنون بأشكالها، فالشرق مهد الحضارات و الحضارة و الفن صنوان لا يفترقان، من مصر القديمة إلى بعلبك و تدمر و أوغاريت و آشور و بابل برعت شعوب المنطقة في فنون الرسم و النحت و العمارة فتركوا لنا روائع التحف الأثرية التي باتت اليوم إرثاً انسانياً لا يقدر بثمن.

و في العصر الحديث مع مطلع عصر النهضة العربية حاول العالم العربي تلمس طريقه و اللحاق بركب الغرب في ميدان الفنون الانسانية بعد أن تأخر عنها لقرون طويلة، فافتتحت في العواصم العربية كليات الفنون الجميلة و أرسل كثير من الشبان و الشابات لدراسة الفنون في العواصم الغربية.

و يعرف معظم الفنانين أن تشريح الجسد البشري هو واحد من أهم و أصعب المواضيع في عالم التصوير و النحت، حتى  أن فناناً مثل مايكل آنجلو اعتبر عبقرياً لبراعته في رسم و نحت الجسد البشري بمختلف حركاته و أوضاعه، لذلك كان الموديل العاري واحداً من المواد الأساسية في كليات الفنون الجميلة حول العالم و التي تتيح للطلاب معرفة أشكال أجزاء الجسم البشري و تناسق أبعادها و تغير شكلها مع تغير الحركة، لكن هذه المادة تعرضت لكثير من سوء الفهم من قبل الفئات المتعصبة في المجتمعات العربية، ما أدى لاختفاء هذا التقليد الأكاديمي تدريجياً من مختلف كليات الفنون الجميلة في العالم العربي، و إليكم التفاصيل من ثلاث بلاد عربية : 

1. مصر :

مطلع القرن العشرين و تحديداً عام 1905 أشرف الأمير يوسف كمال باشا على إنشاء مدرسة لتعليم الفنون الجميلة في القاهرة تحولت لاحقاً إلى كلية قبل أن تصبح لاحقاً جزءاً من وزارة التعليم العالي في مصر.

في البداية كان تصوير و نحت الجسد العاري مادة أساسية في المدرسة و كان أول موديل عاري الشقيقان عبد العزيز و عبد الوهاب هيكل حيث كانا يتقاضيان مقابلاً مادياً جيداً عن هذا العمل، ثم توالت على الكلية العديد من الموديلات العارية منهن فتيات من بنات الطبقة الأرستقراطية في مصر آنذاك كن يقمن بدور الموديل العاري دون مقابل مادي حباً بالفن. 

في هذه الفترة ظهر عدد من الفنانين الذين برعوا في تصوير الجسد البشري من بينهم النحات الشهير محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر الشهير، و الفنان عبد البديع عبد الحي جمعة الذي قدم العديد من الأعمال المميزة حول جسد المرأة و كان يتخذ من زوجته موديلاً عارياً في معظم الأعمال التي قدمها. 

استمر وجود الموديل العاري في كلية الفنون الجميلة في مصر حتى الستينات، و في مطلع السبعينات و مع صعود التيارات الإسلامية المتطرفة في الجامعات المصرية و بخاصة جماعة الإخوان المسلمين بمباركة من نظام الرئيس أنور السادات أثار الطلاب الإسلاميون موضوع الموديل العاري و ضغطوا على إدارة الكلية حتى أصدرت عام 1973 قراراً بمنع تدريس الموديل العاري باعتباره مخالفاً للشرع و الدين الإسلامي.


مرسم مدرسة الفنون الجميلة عام 1927 

الفنان عبد البديع عبد الحي جمعة


الفنان جمال السجيني مع أحد أعماله


2. سوريا : 

في مطلع القرن الماضي لم يكن في سوريا كلية للفنون الجميلة، لذلك فقد درس جيل الرواد من الفنانين السوريين في مصر أو في المدارس و الكليات الغربية، و نقلوا حين عودتهم إلى سوريا تقليد الموديل العاري في مراسمهم و محترفاتهم، من أبرز هؤلاء فتحي محمد و ناظم جعفري و محمود حمّاد حيث يبدو الموديل العاري حاضراً و بقوة في أعمالهم. 

مطلع الستينات تم تأسيس كلية الفنون الجميلة بدمشق و كان الموديل العاري مادة أساسية، و حين كان الموديل يغيب لسبب ما كان أحد الطلاب يقوم بالحلول مكانه، آنذاك كان هناك ميزانية مخصصة للموديل العاري من قبل الكلية و كان الموديل يعتبر تقريباً موظفاً لدى وزارة التعليم العالي، و يذكر بعض طلاب الكلية أن من بين من قاموا بدور الموديل العاري مطلع السبعينات الفنانة المعروفة نبيلة النابلسي، و حول طريقة تعامل الطلاب آنذاك مع الموديل العاري يقول الفنان التشكيلي أسعد عرابي : "كانت تغلق الأبواب و خاصة على غرباء الكلية، ويتم رسم الموديل العاري بالرصانة نفسها التي يتم بها اليوم تشريح الجثث في كليات الطب. ذلك أدى إلى علاقة رصينة بين الطلاب والأساتذة مع الموديل التي كانت تتمتع بالاحترام بل وبنوع من الاعتراف بالجميل. كما ويتحوّل عمل الموديل إلى مهنة كريمة كباقي المهن".

في السبعينات تراجع دور الموديل العاري في الكلية مع تراجع الميزانية المخصصة لها حتى لم تعد الكلية تجد امرأة تقبل العمل كموديل عاري، كما أن الجو العام في البلاد الذي أصبح أكثر محافظةَ و انغلاقاً أدى لاختفاء الموديل العاري تماماً من الكلية رغم عدم صدور قرار رسمي بمنعه كما حصل في مصر. 


من أعمال الفنان محمود حماد

3. لبنان : 

في لبنان كان الجسد العاري حاضراً بقوة في أعمال رواد الفن التشكيلي مطلع القرن الماضي أمثال داوود قرم و حبيب سرور و مصطفى فروخ ممن درسوا الفن خارج لبنان، و مع تأسيس الجامعة اللبنانية كان الموديل العاري متواجداً في كلية الفنون في خمسينات و ستينات و حتى سبعينات القرن الماضي، و كان من أشهر الموديلات اللاتي عملن في الكلية رينيه ديك ومريم خيرو و ميشلين ضو و كانوا موديلات محترفات يتمتعن بسمعة طيبة في الوسط الفني، لكن سيطرة ميليشيات ذات توجه ديني متطرف على المنطقة التي تقع ضمنها الكلية خلال سنوات الحرب الأهلية أدى لمنع مادة الموديل العاري ابتداء من عام 1983، في البداية اعتقد الطلاب أن هذا الوضع مؤقت و أن الأمور ستعود قريباً إلى طبيعتها، لكن القرار ظل سارياً حتى بعد انتهاء الحرب. 


من أعمال الفنان مصطفى فروخ


من أعمال الفنان جورج قرم


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 7 مارس 2017

الأغاني الإباحية من منيرة المهدية إلى ميريام كلينك !




أثارت الفنانة اللبنانية ميريام كلينك مؤخراً الكثير من الضجة بعد إطلاقها لفيديو كليب أغنية "فوّت الجول" بالاشتراك مع الفنان جاد خليفة بسبب ما احتواه من ايحاءات جنسية واضحة سواء في كلمات الأغنية أو في الفيديو كليب نفسه، ما جعل السلطات اللبنانية تمنع بث الكليب و تداوله تحت طائلة الملاحقة القانونية. 

موجة الكليبات "الإباحية" أو "الجريئة" أو "الساخنة" ليست جديدة على الإطلاق و هي تعود إلى سنوات خلت حيث ترافقت مع انطلاق عدد من المحطات الفضائية المتخصصة ببث أغاني الفيديو كليب على مدار اليوم، و التي وجدت في هذا النوع من الأغاني وسيلة سهلة لجذب المشاهدين و الانتشار السريع، لكن الواقع أن هذا الصنف من الأغاني يعود إلى ما قبل هذا التاريخ بفترة طويلة أيضاً، و تحديداً إلى بدايات الغناء العربي الحديث مطلع القرن الماضي حيث كانت الطقاطيق و أغاني الملاهي الليلية هي السائدة. 

المطربة التونسية حبيبة مسيكة (1903-1930) و التي كانت من أشهر مطربات جيلها قدمت في عشرينات القرن الماضي مثلاً أغنية بعنوان "اعطيني بوسة" و أغنية أخرى بعنوان "على سرير النوم دلعني" التي يقول أحد مقاطعها "عطف علي بجمالو يا محلا غمزو و هزارو .. سبتو يعمل ما بدالو و على سرير النوم دلعني".


أما نعيمة المصرية (1894-1976) فقد غنت "تعال يا شاطر نروح القناطر" من كلمات يونس القاضي و ألحان الشيخ زكريا أحمد و التي تقول فيها : "هات القزازة واقعد لاعبني .. دي المزة طازة والحال عاجبني". 



"سلطانة الطرب" كما كانت تلقب منيرة المهدية (1885-1965) قدمت أيضاً العديد من الأغاني التي يمكن وصف كلماتها بأنها شديدة الجرأة بمقاييس يومنا هذا من بينها أغنية "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة" من كلمات يونس القاضي و ألحان محمد القصبجي التي يقول أحد مقاطعها : "مستنظراك ليلة التلات بعد العشا .. تلقى الحكاية موضبة .. بإيدي قايدة الكهربا .. واقعد معاك على هواك ولا فيش هناك غيرنا وبلاش كتر الخشا".



موجة الأغاني هذه تراجعت بشكل واضح في مصر في الثلاثينات و الأربعينات مع صعود نجم الإذاعة التي كان يقوم على انتقاء الأغاني فيها لجان مختصة لا تسمح ببث إلا ما يتوافر على الحد الأدنى من الجودة الفنية و يتوافق مع الذوق العام، و إن بقيت بعض هذه الأغاني تظهر في السينما من وقت لآخر، كأغنية "يا شبشب الهنا" التي قدمها المطرب عبد العزيز محمود في فيلم "منديل الحلو" عام 1949. 



 في الستينات عاد  هذا اللون من الأغاني ليظهر من جديد في لبنان هذه المرة من خلال عدد من مطربي و مطربات الدرجة الثانية كان من أشهرهم المغنية السورية مها عبد الوهاب التي لمع نجمها في الملاهي الليلية في بيروت حتى أنها شاركت بدور صغير في أحد الأفلام اللبنانية آنذاك في حين أدى ظهورها في أحد البرامج على شاشة تلفزيون لبنان لهجمة صحفية شديدة اتهمت التلفزيون وقتها بالترويج للانحلال والخلاعة وذلك في مواجهة الإذاعة التي لم تكن تسمح لمثل هؤلاء الفنانين بالظهور على اثيرها.

مها عبد الوهاب وإن لم تكن الوحيدة التي أدت مثل تلك الأغاني فقد استحقت عن جدارة لقب "مطربة السيكس"،  حيث قدمت عدداً من الأغاني التي بلغت حداً من الإسفاف لم يسبقها إليه أحد مثل "ع شفافي مرمغ شنباتك" و "أي أي" و التي ذهبت فيها بعيدأً في تسمية الأشياء بمسمياتها دون تورية. 


أما آخر موجات الأغاني هذه فقد بدأت مطلع الألفية الثالثة مع انتشار المحطات الفضائية و بخاصة تلك التي تبث بتكاليف منخفضة و من دون رقابة ويقتصر بثها على الأغاني والإعلانات حيث يكون همها الأساسي جذب المشاهدين دون أي اعتبار لمعايير الأخلاق و الذوق العام، و عزز من هذه الموجة انتشار الإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت على أي كان تصوير و بث الأغاني المصورة دون أي شكل من أشكال الرقابة.





الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

بيروت عاصمة الصحافة الإباحية في السبعينات




غالباً ما كانت تتصدر هذه المجلات صور لنساء شبه عاريات معظمها مأخوذة من مجلات أجنبية

"شقق مفروشة"، "بلايبوي"، "الجنس"، "أضواء النجوم"، و غيرها الكثير، هي عناوين لمجلات إباحية عربية كانت تصدر في بيروت في أواخر الستينات و بداية السبعينات من القرن الماضي، في تلك الفترة كانت بيروت بحق عاصمة للصحافة الإباحية العربية دون منازع، و كانت تلك المجلات التي تطبع و تنشر في بيروت توزع و يتم تداولها سراً أو علناً في معظم البلاد العربية. 

ما من وجود لمراجع موثوقة تؤرخ للصحافة الإباحية في لبنان و العالم العربي، لكن تصفح عدد من تلك المجلات يمكن أن يعطيك فكرة وافية عنها، بعضها كان يعتمد على المواد الجنسية بالكامل مثل مجلة "الجنس" التي ظهر عددها الأول سنة 1967 و ظلت تصدر لسنوات لاحقة و كان يراس تحريرها يوسف جادو و يديرها رضا الحلبي، المجلة المذكورة كانت تعرف عن نفسها بأنها "أحدث دليل علمي للثقافة الجنسية و الزواج" و بأنها "تصدر بإشراف نخبة من الإطباء و علماء النفس الإختصاصيين" و رغم هذا التعريف الذي قد ينم عن الرزانة إلا أن المجلة كانت تعتمد بشكل أساسي على الصور العارية و المواضيع المثيرة البعيدة عن العلمية، و ان احتوت أيضاً بعض المقالات التي يمكن تصنيفها تحت خانة الثقافة الجنسية.


كانت هذه المجلات تعتمد بشكل أساسي على القصص الجنسية

من ناحيتها تبدو مجلة "شقق مفروشة" التي بدأت بالصدور عام 1971 أكثر وضوحاً في طرحها، تعرف المجلة التي كانت تصدر عن دار نشر تدعى "منشورات السكسي" عن نفسها بأنها "سلسلة قصصية جنسية بوليسية مصورة" لذلك تعتمد المجلة بشكل أساسي بالإضافة إلى الصور العارية على القصص الجنسية، أبرز كتاب المجلة كانا ألبير أبي راشد و أحمد الشريف بالإضافة إلى كاتبة كانت تكتب باسم مستعار هو ناديا، أما الناشر فهو جان نانو، و قد احتوت المقالات القليلة التي كانت تحتويها المجلة على دعوة واضحة للحرية الجنسية، ففي افتتاحية العدد 74 مثلاً تقول المجلة "لا مفر من الاعتراف بأن لبنان وطن يستمد اقتصاده من السياحة و الاصطياف، و علينا جميعاً تقع مسؤولية إزالة خطوط العقد الجنسية التي خطها الزمن البالي العتيق على جبين آبائنا و أمهاتنا، و من هنا بات من الواجب على كل مواطن في لبنان و العالم العربي أن يضع في دفتر حساباته، بأن الشعوب التي نالت حقوقها المشروعة لمفهوم الحرية لم تنلها بالسهولة المروج لها بل نالتها عن طريق العمل في كل الميادين و الحقول و أهمها التخلص من أخطبوط بعبع الجنس الذي يطوق مسيرتنا الطويلة في سبيل التوصل إلى مواكبة الشعوب التي سبقتنا اشواطاً بعيدة في ممارسة الحرية".

مجلة "كل شهر" (عن صفحة "أرشيف لبنان" على موقع فايسبوك)

من ناحيتها بدأت مجلة "السينما و العجائب" مسيرتها في الخمسينات كمجلة فنية لكنها تحولت في أواخر الستينات إلى مجلة إباحية مع الإبقاء على بعض المواد الفنية في المجلة ولو على نحو خجول.

مجلة "أضواء النجوم" التي بدأت بالصدور عام 1969 اعتمدت أيضاً على المزج بين الأخبار الفنية و المواد الإباحية، و اعتباراً من عام 1970 بدأت المجلة تصدر ملحقاً خاصاً بالمواد الإباحية يحمل عنوان "بلايبوي".

مجلات أخرى عديدة صدرت في نفس الفترة و يمكن تصنيفها ضمن نفس الإطار من بينها "الصنارة"، "الليالي و الجنس"، "الكاميرا"، و غيرها، و بنظرة متمعنة على هذه المجلات و المواد التي كانت تنشرها يمكن القول بأن هذا النوع من الصحافة كان يؤدي رسالة معاكسة للرسالة التي كان يدعيها، ففي حين كان العنوان العام لهذه المجلات إشاعة الحرية و الثقافة الجنسية، كانت معظم المواد التي تنشرها مواداً رخيصة بعيدة كل البعد عن العلمية الهدف الأساسي منها جذب أكبر عدد ممكن من القراء بغرض الربح المادي، و رغم هذا فإن تجربة الصحافة الإباحية في لبنان و العالم العربي تستحق التوقف عندها و دراستها ملياً باعتبارها ظاهرة اجتماعية حازت قدراً كبيراً من الرواج و التأثير في فترة من الفترات.

شاهد أيضاً :