للمايوه على الشاشة تقاليد .. وبقدر ما يرتبط المايوه بشهرة ممثلة معروفة مثل استر وليامز أوأنتيكا ايكبرغ، بقدر ما تعتبره بعض ممثلاتنا تبذلاً لا يمكن أن تقبله في فيلم من أفلامها. وعلى الرغم من أن فاتن حمامة قد ظهرت في أفلام عديدة كان مسرح حوادثها أوبعض هذه الحوادث يدور على شاطئ البحر، وكان هذا مبرراً كافياً لظهور فاتن بالمايوه، إلا أن أي مخرج يعمل مع فاتن لا يمكن أن يعرض عليها الوقوف أمام الكاميرا بالمايوه. إن سيدة الشاشة لا تقبل بحال أن تظهر بالمايوه، لا على الشاشة ولا في حياتها العادية على البلاج خلال إجازات الصيف التي تقضيها مع أسرتها الصغيرة، زوجها عمر الشريف ونادية وطارق، في أوقات فراغها من العمل في الاستديوهات .. وإذا ارتدت فاتن المايوه على الشاطئ فبعيداً جداً عن الأنظار وفي حراسة أحد أشقائها، ولقد حدث مرة أن تجرأ مصور والتقط صورة لفاتن خلسة على الشاطئ بالمايوه، وكأنما انطبقت السماء على الأرض، فقد فوجئ المصور بشقيق فاتن ينقض عليه مغضباً وينتزع منه الكاميرا ويخرج منها الفيلم، ولكن قلب فاتن الطيب لم يقبل هذا التصرف، فدفعت للمصور ثمن الفيلم وعوضته عن النصر الذي فقده.
وفي نفس الوقت لن تجد مخرجاً يفكر في أن يظهر أمينة رزق على الشاشة وهي ترتدي "مايوه" فحتى لو وجدت الفكرة من يؤيدها من المخرجين، وحتى لو قبلت أمينة رزق أن ترتدي المايوه، فشهرة أمينة كممثلة درامية تجيد أدوار الحزن والأسى، وشهرة ثيابها السوداء، تمنع أي مخرج من أن يجرب إظهارها على الشاشة في دور يتطلب ارتداء المايوه.
وهند رستم تفضل أن ترتدي قميصاً من الساتان على أن ترتدي المايوه .. لقد جربت هند أن ترتدي هذا القميص، ثم تستحم به في الماء، عنوة أو بمحض إرادتها، واكتشفت أن الصفير والهرج والمرج الذي يسود دار العرض عند ظهورها بقميصها، يفوق أضعاف ما قد يحدث عندما تظهر على الشاشة بمايوه، وكثيرون لا يعرفون أن "هند" سكندرية، وأن المايوه جزء لا يتجزأ من حياتها، ومع هذا فهي لا تحب الظهور به، لا على الشاشة، ولا على البلاج. إن سر نجاح هند في أنها تعرف كيف تبرز فتنتها وهي تعلم تمام العلم أن المايوه لا يمكن أن يجعلها فاتنة .. وإذا لم تصدق فشاهد فيلميها "ابن حميدو" و"صراع في النيل" وشاهدها تستحم بقميصها الساتان.
والأمر سيان عند مريم فخر الدين بمايوه أو بدونه .. ومريم من النوع الذي يطيع المخرجين طاعة عمياء، وهي تنفذ تعليمات المخرج الذي تعمل معه بلا أدنى معارضة، حتى لو كان بين هذه التعليمات أن ترتدي مريم المايوه كما حدث في فيلمي "رد قلبي" و"لقاء في الغروب".
وشادية من هواة ارتداء "البيجاما" على البلاج، بل إن بيجامات شادية تعتبر أحدوثة كل صيف، وقد اعتادت شادية أن تنزل في بقعة هادئة في المعمورة بالاسكندرية، واعتادت أيضاً أن تقضي جانباً كبيراً من النهار، تحت الشمسية أو في شرفة الكابين بالبيجاما. ورغم هذا فآخر أفلام شادية "معاً إلى الأبد" قد جذب اهتمام الرقابة، وعمل فيه مقص الرقيب بهمة، لأنها ظهرت فيه على الشاشة بعدد لا بأس فيه من المايوهات.
وكانت ماجدة تلتزم نفس التقاليد التي تلتزم بها فاتن حمامة إلى وقت قريب، عندما أغراها عاطف سالم بأن ترتدي المايوه في فيلم "شاطئ الأسرار" الذي مثلته مع عمر الشريف وتحية كاريوكا في بورسعيد، ولكن يبدو أن ماجدة لن تعيد التجربة من جديد، فقد كان من الممكن لو أرادت أن تظهر في فيلم "من أجل حبي" مع فريد الأطرش بالمايوه، لأن بعض أحداث الفيلم تدور على الشاطئ، لكنها لم تفعل ..
أما لبنى عبد العزيز فقد ظهرت مرة واحدة على الشاشة بالمايوه وذلك في فيلم "هدى".
ويبدو أن "كريمة" مغرمة جداً بالمايوه، فهي لا تكاد تظهر في فيلم إلا ومعها مايوه ترتديه في حمام سباحة، أو حتى في الشرفة لكي تأخذ به حمام شمس. أما كاريوكا فتقضي الصيف كله وهي ترتدي المايوه وتجري بحرية وانطلاق على البلاج.
إن ارتداء المايوه على الشاشة له تقاليد، وقد تعني هذه التقاليد عند نجمة ما كلمة "ممنوع" وقد تفسر نجمة أخرى ارتدائها للمايوه بالمثل القائل "كل ممنوع .. مرغوب".
مجلة "الكواكب" العدد 474 بتاريخ 30 آب أغسطس 1960
شاهد أيضاً :