‏إظهار الرسائل ذات التسميات عمارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عمارة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 28 مارس 2018

صخرة اذكريني دائماً : أسطورة حب دمشقية نسجتها خيوط الواقع والخيال !


صخرة اذكريني دائماً في لقطة من المسلسل التلفزيوني "الفصول الأربعة" إنتاج 1999

تستقبل الداخل إلى دمشق من جهة الربوة صخرة شاهقة يبلغ ارتفاعها نحو 40 متراً، تحمل بعض الكتابات الفاطمية القديمة التي تؤرخ لعمارة الربوة، كما  كتب على أحد وجهيها : "اذكريني دائماً"، أما الوجه الآخر فقد كتب عليه : "لا أنساك"، فهل هي دمشق تحيي الزائر لها بهذه العبارات ؟ أم تذكِّره بدراما العشق التي شهدتها هذه المدينة منذ سنين طويلة ؟ 

ما من أحد في دمشق لم يسمع بهذه الصخرة الشاهقة المنتصبة بكل كبرياء عند مدخل الربوة، وعن القصص التي أحاطت بها، خاصة تلك القصة التي تقول أن شاباً أحب فتاةً حباً جنونياً، لكنها تزوجت من آخر، فما كان منه إلا أن صعد لأعلى صخرة في المنطقة وكتب على سطحها الأملس عبارة : "اذكريني دائماً"، ثم ألقى بنفسه منتحراً إلى قاع الفج، ولما سمعت الصبية بما جرى لحبيبها تسلقت الصخرة وكتبت عليها : "لن أنساك"، ولحقت به وفاء لحبهما الطاهر، وأصبح المكان منذ ذلك اليوم يعرف لدى سكان دمشق باسم صخرة اذكريني دائماً، في حين كانت تسمى سابقاً باسم صخرة المنشار بسبب شكلها الذي يشبه المنشار.

ولمعرفة حقيقة هذه القصة عدنا إلى مذكرات المؤرخ والكاتب نجاة قصاب حسن (1920-1997) الذي يعتبر أحد أهم المصادر الموثوقة حول تاريخ مدينة دمشق، حيث يقول متحدثاً عن هذه الصخرة : "وصف ابن بطوطة الربوة قائلاً هي من أجمل مناظر الدنيا ومتنزهاتها، وهي واد مرتفع عن سطح دمشق، وآخره فيه صخرة عالية إلى أيسر القادم إلى دمشق اسمها المنشار، وصارت لها منذ نحو أربعين سنة في ذهن الناس صورة عاطفية رومانسية، فالداخل إلى دمشق يرى قبل دخوله إليها كتابة تصافح عينيه  وقد كتبت بأحرف كبيرة ودهان لا يزول كلما غسله المطر يتجدد لمعانه، وهذه الكتابة من جملتين أولهما : اذكريني دائماً، والثانية : لا أنساك".

ويضيف نجاة قصاب حسن حول حقيقة العبارات التي تحملها الصخرة : "نُسجت أساطير حول كاتب هذه الكلمات، وأجمعت كلها على أنها من صنع عاشق مجهول فشل في حبه وقيل أنه انتحر، وقد تحرّيت الأمر بلطف فعلمت إنه عاشق فعلاً، ومن أبناء تلك المنطقة، وقد أحب فتاة فلسطينية لم يزوجه أهلها إياها، ففي ليلة عقد قرانها كتب الكلمتين الأوليين، وفي ليلة زفافها بعثت إليه بأنها لن تنساه فكتب العبارة الجوابية، ولكنه لم ينتحر، ومن يعرفونه يتكتمون حول اسمه وهذا أفضل لتبقى القضية خيالاً حلواً، على كل حال، ومع أن كلا العاشقين مجهول، فإن هذه الجملة توحي بالكثير من الرقة والحنين".

وقد كان من المنطقي أن تُمحى عبارة "اذكريني دائماً" وتبهت ألوانها وتطمس الحروف، بتأثير العوامل المناخية، خاصة بعد مرور كل تلك العقود الطويلة من الزمن، لكن الواقع أن العديد من أصحاب المقاهي والمنتزهات الشعبية في تلك المنطقة أعادوا بالتناوب تحبير العبارة كلما استدعت الضرورة، من أجل استقطاب الناس بخاصة العشاق، فتزدحم هذه الأماكن بالرواد الذين يدفعهم الفضول  لقراءة ما خطه العاشق الكبير على سطح الصخرة الأسطورية.

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 23 يناير 2018

الحمل والولادة زمن الفراعنة !





أمور كثيرة نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نتصور أن أصولها الأولى تعود إلى أكثر من 7 آلاف عام، وتحديداً إلى حضارة مصر القديمة، تلك الحضارة التي استوطنت ضفاف النيل وقدمت للبشرية ميراثاً انسانياً خالداً في العمارة والفن والعلوم. 

فهل يمكن أن تتخيل مثلاً عزيزي القارئ أن الفراعنة كانوا أول من ابتكر ما يعرف اليوم باسم اختبار الحمل ؟ نعم فبحسب بردية محفوظة في متحف برلين تعود إلى عام 1350 ق.م، وتُسمى "الاهون" فإن المصريين القدماء كانوا أول من استطاع تشخيص الحمل عن طريق البول،  حيث تذكر البردية أن المرأة كانت تبلل حبات الشعير والقمح بقليل من البول الخاص بها، فإذا نما الشعير يكون هذا دليل على أنها حامل والجنين ذكر، أما إذا نما القمح فيكون دليلًا على أنها حامل والجنين أنثى، وإذا لم ينبت أي منهما يكون هذا دليل على أن هذا الحمل كاذب.

ومع حدوث الحمل كانت الأم تستعين بتمائم خاصة لضمان سلامة المولود وخلوه من الأمراض، حيث تصنع التميمة على هيئة إناث الحيوانات التي تتسم بكثرة النسل مثل الضفادع، ويشكلون أخرى على هيئة إناث الحيوانات التي تتصف بضخامة البطن والثدي، مثل أنثى فرس النهر.



ولتسهيل وضع الجنين اخترع الفراعنة كرسيًا خاصاً تجلس عليه المرأة خلال الولادة كما تشير لوحة محفوظة في المتحف المصري بالقاهرة توضح شكل هذا الكرسي، حيث تظهر في اللوحة امرأة تقوم بوضع الجنين في حين تقف الآلهة إلى جوارها تباركها وتحميها. 

وبالمقابل فقد ظهرت لدى الفراعنة أيضاً وسائل منع الحمل، فرغم حبهم للأطفال وكثرة النسل إلا أن المصريين القدماء كانوا يفضلون عدم الانجاب وتحديد النسل في بعض الظروف الخاصة، كما حصل في زمن المجاعة التي اجتاحت مصر عهد الملك زوسر، ولهذا الغرض استخدمت النساء آنذاك البخور وبعض الأدوية والعقاقير التى لم يُعرف سر تركيبها حتى الآن.

شاهد أيضاً:

الأحد، 24 ديسمبر 2017

بالصور : هكذا كانت تبدو عجائب الدنيا السبع !


من بين  عجائب الدنيا السبع التي ذكرها الإغريق في كتبهم القديمة لم يبق لدينا اليوم إلا الهرم الكبير في الجيزة، في حين فقدنا بقية العجائب إما بسبب الحروب أو بفعل الكوارث الطبيعية، عجائب الدنيا والتي تعرف أيضاً بعجائب العالم القديم كانت تبدو كما في هذه الصور وذلك بحسب الوصف الذي وصلنا عنها من قبل المؤرخين الذين عاشوا في تلك العصور : 

 تمثال زيوس : أقام الإغريق هذا التمثال في مدينة أوليمبيا في القرن الخامس قبل الميلاد حيث قام النحات الشهير فيدياس بصنعه ليوضع داخل هيكل مخصص لعبادة الإله زيوس، بلغ ارتفاع التمثال 13 متراً فوق القاعدة التي كان ارتفاعها 6 أمتار، وقد صنع جسد التمثال من العاج في حين صنعت العباءة من الذهب الخالص والقاعدة من الرخام، بقي التمثال قائماً نحو ألف عام، وما تزال ظروف دماره مجهولة حيث وقع إهماله بعد انتشار المسيحية في القرن الرابع الميلادي، ويعتقد أن التمثال قد دمر بفعل العوامل الطبيعية خلال القرنين الخامس و السادس الميلاديين

منارة الإسكندرية : أقامها البطالمة  عام 270 ق.م على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي بمدينة الإسكندرية، تعتبر أول منارة في العالم وقد بلغ ارتفاعها نحو 120 متراً، وقد ظلت قائمة لنحو 1500 عام قبل أن يدمرها زلزال كبير وقع عام 1323 م

حدائق بابل المعلقة : أقيمت في مدينة بابل القديمة في العراق، وقد احتار علماء الري في الطريقة التي أقيمت بها، يعتقد أن بانيها هو نبوخذ نصر ملك بابل العظيم الذي حكم في القرن السادس قبل الميلاد، بسبب عدم وجود أدلة أثرية ملموسة على وجودها يعتقد بعض علماء الآثار أن الحدائق المعلقة ما هي إلا محض أسطورة، في حين يعتقد آخرون أنها كانت موجودة بالفعل وقد دمرها زلزال كبير ضرب المنطقة في القرن الأول الميلادي 

ضريح موسولوس : أقيم هذا الضريح في مدينة هليكارناسوس اليونانية القديمة والتي تقع حالياً في تركيا، وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كان مخصصاً للملك اليوناني موزول، وقد عرف بأبعاده الضحمة ونقوشه الباذخة، وقد بقي الضريح قائماً نحو ألفي عام قبل أن تدمره سلسلة من الزلازل ضربت المنطقة بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين

هيكل آرتميس : معبد الإلهة اليونانية آرتميس والذي كان يقع في مدينة إفسوس اليونانية القديمة التي تقع حالياً في تركيا، انتهى بناؤه عام 550 ق.م، وقد بني الهيكل بكامله من الرخال باستثناء السقف الخشبي المغطى بالقرميد، عام 356 ق.م قام شخص مهووس بإشعال الحرائق يدعى هيروستراتوس بإحراق المعبد، وقد أتى الحريق على أجزاء كبيرة منه بما فيها السقف الخشبي الذي احترق بشكل كامل 

تمثال رودس : أقيم على مدخل ميناء جزيرة ردوس اليونانية بارتفاع 33 متراً لتمر السفن من تحته عند دخولها وخروجها من الميناء، انتهى بناؤه عام 280 ق.م وكان مصنوعاً من البرونز المقوى بالحديد، التمثال سقط عام 226 ق.م بفعل زلزال مدمر ولم تتم إعادة بناءه من بعدها، ويعتقد بعض المؤرخين أن العرب حين استولوا على رودس في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان قاموا بتذويب بقايا التمثال ونقلها إلى دمشق

الهرم الأكبر بالجيزة : هو الأقدم من بين عجائب الدنيا السبع والوحيد الذي ما يزال باقيا ًحتى يومنا هذا، أقامه الفراعنة في الألف الثالثة قبل الميلاد، وما تزال أسرار بناء الهرم لغزاً من ألغاز البشرية الكبرى االتي لم تحل حتى يومنا هذا

شاهد أيضاً :

الأحد، 5 نوفمبر 2017

"الإيموبيليا" : عمارة الزمن الجميل !




على ناصية شارعي شريف وقصر النيل بوسط مدينة القاهرة تنتصب عمارة "الإيموبيليا" بتاريخها العريق الذي جعل البعض يشبهها بالأهرامات، وقد كانت يوماً أعلى عمارة في مصر في زمنٍ كانت فيه منطقة وسط القاهرة من أرقى الأحياء ولا يدخُل شوارعها إلا أبناء الطبقات الراقية من خواجات وأجانب وباشوات بالإضافة لمشاهير الفن و والفكر والرياضة والسياسة.

بنيت عمارة "الإيموبيليا" عام 1940 من قبل أحمد عبود باشا أحد أغنى أغنياء مصر، فقد كانت تُقدّر ثروته بأكثر من 10 ملايين جنيه، حيث كان يملك العديد من شركات السكر والورق والأسمدة بالإضافة إلى نصف أسهم البنك الأهلي المصري، وقد احتوت العمارة على 350 شقة، و 27 أسانسير صنفت لثلاثة أنواع، الأول "بريمو" للسكان، والثاني "سيكوندو" للخدم، والثالث مخصص للأثاث، وكان بها نظام للتدفئة المركزية الذي كان يمد جميع الشقق بالماء الساخن، بالإضافة إلي نظام مركزي لحرق القمامة، حيث كانت نفايات الشقق توضع في مواسير ضخمة وتصل لبدروم العمارة ليتم حرقها، وكان يتم تنظيفها بصورة دورية حيث تأتي عربات المطافئ لتغسلها مرتين في الشهر.



وقد سكن "الإيموبيليا" بعض أشهر الفنانين في مصر أمثال : نجيب الريحاني، محمد فوزي، ليلي مراد، محمود المليجي، محمد عبد الوهاب، ماجدة، عزيزة أمير، واسمهان، كما كان يتردّد عليها من حين لآخر الملك فاروق، آخر ملوك أسرة محمد علي، ليُقابل الممثلة الشابة كاميليا التي ربطته بها علاقة غرامية، حيث يروى أن الملك كان يأتي إلى العمارة بحجة زيارة أحد رجال السرايا اللواء أحمد باشا كامل الذي كان يقطن في الطابق الثامن، فكان يقضي بعض الوقت عنده بالفعل، ثم ينتقل إلى الطابق التاسع حيث شقة كاميليا، حين كان يقضي عندها بقية السهرة حتى الصباح.

كما قطن العمارة بعض أهم أثرياء اليهود في مصر، في مقدمتهم الخواجة ريمون شملا، صاحب محلات "شملا"، وسلفادور شيكوريل، صاحب متاجر "شيكوريل" الشهيرة، والخواجة مواليس موصيري، صاحب بنك "موصيري" بشارع جواد حسني، و تاجر المجوهرات الشهير الخواجة ريمون موصيري، كما ضمّت "الإيموبيليا" مكاتب لبعض شركات البترول الإنكليزية والأمريكية الكُبرى، وتأسس بها مكتب لوكالة "رويترز" الإخبارية، كما كانت بها شقتان بالطابق الأول لنقابة الصحفيين.

شهدت العمارة تصوير العديد من الأعمال السينمائية المعروفة مثل "حياة أو موت" لعماد حمدي ومديحة يسري، و "قصة ممنوعة" لمحمود المليجي وماجدة، كما كان لعمارة "الإيموبيليا" دور في خروج فيلم "غزل البنات" إلي النور، حيث جمع أسانسير العمارة بالصدفة نجيب الريحاني وليلى مراد، فانتهز الريحاني الفرصة ليعرض علي ليلى مراد فكرة عمل سينمائي يجمعهما سوياً، فتحمست ليلى مراد للفكرة وقامت بطرحها فوراً على زوجها الفنان أنور وجدي الذي تحمس لها كثيراً، وهكذا ولد فيلم "غزل البنات" الذي يعتبر اليوم واحداً من روائع السينما المصرية، ومن طرائف أسانسير"الإيموبيليا" أيضاً أنه أوحي للمخرج الكبير صلاح أبوسيف بفكرة فيلم "بين السماء والأرض" لأنه كان يتعطل كثيرًا.



شاهد أيضاً:

الخميس، 28 سبتمبر 2017

قصر البارون : أشهر المواقع المسكونة بالجن والأرواح في مصر!



عام 1904 وصل إلى مصر قادماً من الهند المليونير والمهندس البلجيكي البارون إدوارد إمبان، والذي كان إلى جانب نبوغه في الهندسة، صاحب عقلية اقتصادية فذة، حيث أقام في بلاده العديد من المشروعات التي جلبت له أموالاً طائلة، وكان على رأس تلك المشاريع البنك الصناعي البلجيكي.

وإلى جانب نشاطاته الاقتصادية كان البارون يعشق السفر والترحال، ولذلك انطلق بأمواله إلى معظم بلدان العالم، المكسيك ثم  البرازيل، ومن أميركا الجنوبية إلى إفريقيا حيث أقام الكثير من المشروعات خاصة في الكونغو، ومن قلب القارة السمراء اتجه شرقاً إلى الهند بلاد السحر والجمال والغموض، وفي الهند وقع البارون البلجيكي في غرام الشرق، فعاش هناك سنيناً طويلاً ذاب خلالها في عشق الأساطير المرتبطة بالحضارات القديمة، حتى كان قراره أخيراً بالبحث عن مكان تاريخي أقدم فلم يجد أمامه سوى أرض الفراعنة مصر، التي عشقها بجنون فقرر أن يمضي بقية حياته فيها، وأوصى أن يدفن في ترابها، حتى لو وافته المنية وهو بعيد عنها. 

قصر البارون قديماً 


عشق البارون لمصر أوحى له بمشروع عملاق، حيث قرر بناء مدينة جديدة مجاورة للقاهرة، أطلق عليها إسم "هليوبوليس" أو "مصر الجديدة" التي أصبحت اليوم بعد التوسع العمراني حياً من أحياء مدينة القاهرة، وبالفعل انطلق البارون في مشروعه الطموح، وكانت درة ذلك المشروع قصر البارون الذي اتبع فيه تصميماً معمارياً فريداً هو مزيج من فن العمارة الأوروبي وفن العمارة الهندي، فجاء تحفة فنية حقيقة استغرق بناؤها خمس سنوات لتخرج كالدرة النفيسة من قلب الصحراء القاحلة، وقد زود البارون القصر ببرج متحرك قابل للدوران بواسطة التروس ليتيح للجالس مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.

اليوم وبعد أكثر من قرن على بناءه يبدو قصر البارون الذي بات ملكاً لوزارة الآثار بعد أن طاله التأميم في الستينات متروكاً مهملاً،  وقد انتشرت كثير من الأقاويل التي جعلت من قصر البارون بيتاً حقيقياً للرعب، ويدور معظمها حول سماع أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، أو رؤية الأنوار التي تضاء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضاً، كما يشاع عن سهرات عربدة وطقوس شيطانية تقام في الحجرات السفلية للقصر.

السلالم الداخلية للقصر 

أصل تلك الروايات وغيرها يعود إلى الفترة التي أعقبت وفاة أخت البارون البارونة هيلين، التي نسج حولها العديد من الروايات، منها واحدة تقول إنها سقطت من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان البارون يدور ببرج القصر ناحية الجنوب، وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة  سخطت من تأخر شقيقها في إنقاذها، وهو ما عطل تروس البرج التي توقفت عن الدوران منذ ذلك الحين، ومع وفاة البارون عام 1929، بدأت الروايات تحاك مجدداً وبكثرة حول القصر حيث راجت أقاويل عن سماع أصوات تخرج من القصر بعضها شجار بين البارون وأخته، ومنذ ذلك الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون كان قد نجح بعد وفاة شقيقته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة لإنقاذها بعد سقوطها من غرفتها، كل هذه القصص القديمة بالإضافة إلى بقاء القصر مغلقاً دون أي محاولة لترميمه أو إعادة فتحه للزوار، جعلت من قصر البارون واحداً من أشهر الأماكن في مصر التي يشاع بأنها مسكونة بالأرواح والجن.

بالإضافة لذلك فإن واحداً من الأسباب الإضافية للغموض الذي يحيط بالقصر وجود غرفة حرّم البارون دخولها حتى على ابنته وأخته، وهي الغرفة الوردية في أقبية القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الواصل إلى كنيسة البازيليك التي دفن فيها البارون بعد وفاته.


وقد روجت السينما المصرية لفكرة وجود الأشباح في قصر البارون من خلال عدد من الأفلام كان آخرها فيلم "منطقة محظورة" الذي صوّرت بعض مشاهده داخل القصر.

هذا في حين ينفي المجلس الأعلى للآثار ما يتردد حول القصر من أساطير، قائلاً أن كل ما يروى من قصص هي خيالات بعض الناس التي انتشرت وصدقها الكثيرون دون أن يكون لها أساس من الصحة.

شاهد أيضاً:


الأربعاء، 9 أغسطس 2017

كيف نظر العرب لأثارمصر القديمة ؟؟ خرافات وأساطير وكنوز مدفونة!



حين دخل العرب مصر في القرن السابع الميلادي وجدوا أمامهم آثاراً عمرها آلاف من السنين، حيث يكفي لنا فقط أن نتخيل أن الهرم وقتها كان عمره نحو 3 آلاف عام!، فكيف نظر الفاتحون القادمون من شبه الجزيرة العربية لهذا الكنز التاريخي وما خلفه من حضارة وتاريخ ، علماً أن كثيراً من المعلومات التي نعرفها اليوم عن الحضارة الفرعونية لم يتم الكشف عنها إلا في القرون القليلة الماضية، وقد كانت مجهولة بالكامل لأهل ذلك الزمان.

أبو الهول طلسم للرمل والرياح :

نظر العرب إلى تمثال أبي الهول على أنه طلسم سحري، فذكر القاسم بن يوسف التجيبي السبتي في كتابه "مستفاد الرحلة والاغتراب" إن المصريين يزعمون أن أبا الهول طلسم للريح، وانه لو ذهب لأتلفت الريح مصر، في حين ذكر زكريا بن محمد بن محمود القزويني في كتابه "آثار البلاد وأخبار العباد" أنه طلسم للرمل لئلا يغلب على منطقة الجيزة.

أما عن تشويه أنف أبي الهول فيذكر المقريزي أن أحد مشايخ الصوفية و يدعى محمد صائم الدهر أعلن سنة 807 هجرية عن نيته محاربة المنكرات، فحاول تحطيم وجه أبي الهول باعتباره صنماً، إلا أن لم يتمكن إلا من تحطيم الأنف كونه اضعف جزء في الوجه، وإثر تلك الحادثة غلب الرمل على أراض كثيرة في منطقة الجيزة، ما جعل أهل تلك النواحي يعتقدون أن سبب ذلك هو التشويه الذي حل بوجه أبي الهول.

المومياوات وشفاء المرضى :

ساد بين العرب اعتقاد بأن المصريين القدماء الذين صنعوا تلك الآثار المذهلة لم يكونوا أناساً طبيعيين، ونسبوا إليهم الكثير من الخوارق، ما أدى إلى انتشار أفكار ممزوجة بخرافات روج لها بعض الرحالة والمؤرخين، فشاعت وخاصة في العصور الوسطى فكرة مفادها أن قليلاً من مسحوق مومياء مصرية قديمة كفيل بشفاء كل العلل والأمراض مهما كانت مستعصية، ومن بين من أشاروا إلى هذا الأمر أبو عبد الله بن محمد الحميري في كتابه "الروض المعطار في خير الأقطار" في سياق حديثه عن مدينة قوص في صعيد مصر.


لغز بناء الهرم :

وقف العرب مذهولين أمام الكيفية التي بني بها الهرم، فنسبوا بناءه إلى مجموعة من الخرافات والأساطير، من بينها رواية ذكرها كل من المقريزي والسيوطي، تربط بين بناء الهرم وطوفان نوح الذي ذكر في التوراة والقرآن، و تقول الرواية أن من بنى الهرم هو ملك مصر سوريد بن سلهوق بن شرياق، وذلك قبل الطوفان بثلاثمئة عام، وسبب ذلك أنه رأى في نومه كأن الأرض انقلبت بأهلها، وكأن الخلق هاربون على وجوههم، وكأن الكواكب قد تساقطت من السماء، فما كان من بن سلهوق إلا أن جمع كبار الكهنة، وأخبرهم بما رأى، فدرسوا ارتفاع الكواكب وأحوالها، وأُخبروه بأمر الطوفان، فأمر الملك عند ذلك ببناء الأهرامات التي ملأها بالطلاسم والعجائب والكنوز.

كنوز الفراعنة المدفونة :

ويشير المقريزي إلى أحد العلوم التي نشأت في مصر وهو "علم الكنوز"، مشيراً إلى أن وثائق هذا العلم كُتبت فيها الأماكن التي توجد فيها النفائس والأموال المدفونة، وقد نقلها الروم لما خرجوا من مصر والشام وأودعوها في عاصمتهم القسطنطينية.

انتشار أخبار تلك الكنوز وظهور بعضها بالفعل من وقت لآخر كانا كفيلين بأن يسعى الخيال الشعبي إلى تفسيرها بشتى السبل، ومنها ما ذكره السيوطي في كتابه "كوكب الروضة" إن فرعون كان يخصص جزءاً من كل قرية يدفن فيه الكنوز تحسباً لنائبة أو حائجة تنزل بأهل القرية، فى حين رأى فيها البعض الآخر كنوز النبي يوسف وكنوز الملوك الذين جاؤوا من قبله ومن بعده.

شاهد أيضاً:

الخميس، 22 يونيو 2017

بالصور : ساحة المرجة في 100 عام


تعتبر ساحة المرجة واحدة من أهم ساحات العاصمة السورية دمشق، حيث كانت شاهداً على أكثر من 100 عام من تاريخ المدينة، بدءاً من تداعي و سقوط الاحتلال العثماني لسوريا و البلاد العربية و الذي دام لنحو 4 قرون، وصولاً إلى يومنا الحاضر. 

في وسط ساحة المرجة ينتصب عمود التلغراف الذي أقيم عام  1907 زمن الوالي حسين ناظم باشا، بمناسبة تدشين الاتصالات بين دمشق والمدينة المنورة، و تزامناً مع إطلاق خط حديد الحجاز، و قد صمم النصب الفنان الإيطالي بابلو روسيني حيث قام بتصنيعه من البرونز الخالص، و يبدو على قاعدة النصب شعار الدولة العثمانية الهلال و النجمة، و في أعلى العمود نموذج دقيق لجامع يلدز في إسطنبول.

و تعرف الساحة أيضاً باسم ساحة الشهداء، تكريمأً للشهداء الذين أعدمهم العثمانيون في الساحة يوم السادس من أيار مايو 1916 بسبب مناهضتهم للاحتلال العثماني، و مناداتهم باستقلال البلاد العربية، و قد شهدت الساحة في العقود اللاحقة العديد من حالات الإعدام الأخرى، حيث كان الفرنسيون يعرضون فيها جثامين شهداء الثورة السورية بقصد إرهاب الأهالي، كما شهدت الساحة أيضاً إعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير ايلي كوهين عام 1965.

"أنتيكا" تستعرض معكم جزءاً من تاريخ هذه الساحة العريقة من خلال مجموعة من الصور التي يعود تاريخها إلى حقب مختلفة تبدأ من مطلع القرن العشرين، حتى الوصول إلى يومنا هذا. 















شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

بالصور : هذه قطر قبل 57 عاماًَ !


في عددها الصادر في شهر أيار مايو 1960 نشرت مجلة "العربي" الكويتية المعروفة تقريراً مصوراً عن قطر بعنوان "هذه قطر" احتوى العديد من الصور و المعلومات النادرة التي نعرض عليكم بعضاً منها مع الوصف كما ورد في المقال الأصلي في المجلة المذكورة : 


 صورة الغلاف : فتاة من قطر بثيابها الوطنية 



 أجمل منظر في الدوحة عاصمة قطر هو برج الساعة و المدرجات التي حوله، إنه يطل على مياه الخليج العربي، و حوله ميدان فسيح يقع فيه قصر الشيخ علي آل ثاني حاكم البلاد، و دار الاعتماد البريطاني، و جامع الشيوخ، إن البرج و الساعة يضاءان ليلاً بالكهرباء، و في أيام الأعياد يتزاحم الناس تحت مظلاتها للاستماع إلى فرقة موسيقى الشرطة التي تعزف بها

 استبدل بعلم قطر القديم الذي عليه كلمة قطر، علم جديد نبيذي اللون و تراه هنا يرفرف فوق مركز الشرطة

 حلاقة في الهواء الطلق تحت أسوار القلعة، إنها من العادات الدخيلة التي جاءت مع المهاجرين النازحين إلى الدوحة 

 الدوحة من الجو

كان القطري قبل اكتشاف البترول يمكث في البحر ثلاث شهور لجمع اللؤلؤ يعود بعدها ليستريح بقية العام، ينفق خلالها من ثمن المحصول الذي جمعه، أما اليوم و بعد تدهور سوق اللؤلؤ، لم تعد هناك مراكب تخرج للصيد، و اكتفى التجار بشرائه من دبي و إيران لبيعه لمن يشاء 

من المشاهد المألوفة في الأسواق العربية منظر البائعات يعرضن السلع المختلفة إلى جانب الباعة من الرجال، كل قطعة منها بنصف روبية 

قطري يحمل لفة من التبغ اشتراها من الميناء، و يستورد التبغ من إمارة الشارقة حيث تزرع منه مساحات غير قليلة 

رصيف التجار في الدوحة : إن هذا الرصيف لم يعد يصلح لمقتضيات العصر الحديث، إن طوله 250 متراً، و عرضه 20 متراً، و يتسع لرسو 30 سفينة من الحجم الصغير، إلا أن عدد السفن التي ترسو بجواره يزيد على الستين، تتراكم بجوار بعضها و تتزاحم لتفريغ شحناتها

مبنى سوق الخضار الحديث، و قد ظهرت في الصورة سيارة ضخمة -كاميون- قادمة من بيروت و هي تفرغ حمولتها من التفاح الذي يباع الصندوق منه بأربعين روبية، و في الصيف تنقل هذه الكاميونات سيارات الأهالي الخاصة لتوصلها إلى دمشق و بيروت عن طريق السعودية و الأردن، و يكلف نقل السيارة من 700 إلى 1300 روبية 

الحديقة العامة الوحيدة في الدوحة، و فيها أجمل الزهور و الأشجار، و يرتادها سكان العاصمة ليقضوا وقتاً طيباً، إن عمرها سنتان فقط، و كانت من قبل مباءة للذباب و الروائح الكريهة 

كان القطري إلى عهد قريب يفضل اللحم و السمك و الأرز، أما الخضروات فلم يكن يهتم بها، إلى أن أنشئت دائرة الزراعة و بدأت تجاربها، و ترى هنا أحد عمالها، و هو فلاح من غزة يحمل مزهواً الخضروات ذات الأحجام الكبيرة التي أنتجتها المزارع النموذجية التابعة لدائرة الزراعة في حكومة قطر  

الجلسة : من العادات العربية القديمة التي ما زالت موجودة في ضواحي الدوحة، و يجلس فيها صاحب البيت مع أصدقائه على مصطبة حجرية يسمونها "دكة" بجوار بوابة المنزل الخارجية، يتحدثون و يتندرون 

مبنى مطار الدوحة الجديد، إن الموظفين لم يدخلوه بعد، و الذي تقوم بالإشراف على المطار هي شركة الراديو الجوية الدولية، و من المنتظر أن ترصف أرض المطار من جديد حتى تستطيع أن تستقبل الطائرات النفاثة  

عطور من الهند، أقمشة من السعودية، قمصان و جوارب و أحذية من الكويت، أغذية محفوظة من البحرين، و نارجيلة يدخنها التاجر الإيراني، إن الإيرانيين يكادون يسيطرون على التجارة في قطر، و قد تنبه أهل البلاد إلى ذلك فبدأوا في النزول إلى ميدان التجارة التي كانوا يحتقرون الإشتغال بها 

قرية المرخية، إنها واحة وسط الصحراء، يسكنها ما يقرب من 500 شخص، على مسافة خمس كيلومترات من الدوحة

يحيط الماء بقطر من كل جهة ما عدا الجزء الجنوبي المتصل بحدود المملكة العربية السعودية، و الشاطئ في مجموعه ضحل قليل الغور، و المراكب التي ترسو عنده تقوم برحلات يومية إلى البحرين و الكويت و الشارقة و دبي و إيران 


شاهد أيضاً :