الأربعاء، 8 يناير 2020

مكافحة الغرام في باريس !



هناك في لندن في حدائق هايد بارك وغيرها يتقابل العشاق، ويفعلون ما يشاؤون بينما رجال الشرطة يروحون ويجيئون في طرقات الحديقة، حيث يرون المعانقات والقبلات، ويسمعون الزفرات والتنهدات، فيمرون على ذلك كله مرور الكرام، ويقفون منه كالأصنام، وكأن شيئاً من ذلك لا يمس الأخلاق والآداب من قريب أو بعيد !

على أنهم رأوا أخيراً أن يوضع حد لهذه الحالة، وأن يطارد العشاق في كل مكان. وتداول في الأمر من يهمهم أمر مكافحة الغرام من الرجال الرسميين وغير الرسميين، فاستقر رأيهم بعد المداولة على أن البوليس الإنجليزي غير مدرب التدريب الكافي للقيام بعمله هذا كما يجب أن يكون، وأن رجاله لم يحسنوا أداء مهمتهم الدقيقة، فعاملوا العشاق بشيء من العنف لا تقتضيه الحال !

وبناء على ذلك قرروا بالإجماع إيفاد بعثة من رجال البوليس الإنجليزي إلى باريس، ليتلقوا على أيدي الخبراء المدربين هناك من رجال البوليس أحدث الطرق وأحسنها لضبط حوادث الغرام، ومطاردة العشاق باللين الذي يتفق مع الظروف والأحوال !



ووصلت البعثة الإنجليزية إلى باريس ووزع رجالها على مختلف الأقسام، ليصحبوا رجالها المختصين في طوفاتهم لمكافحة الغرام الممنوع، وبعد شهر تلقى ولاة الأمر في لندن تقريراً عن أفراد البعثة من المدير العام لبوليس الآداب في باريس، فإذا به يقول فيه : إن البوليس الإنجليزي لا يصلح على الإطلاق لضبط حوادث الغرام، لأن رجاله، كما دلت التجربة، ينقصهم عنصر المرونة الكافية، والشعور الغريزي الذي يجعلهم "يشمون رائحة" العشاق من بعيد، وختم جناب المدير تقريره بأن البرود الإنجليزي الطبيعي، لا يتفق قط مع ما تتطلبه تلك المهمة من صفات ومؤهلات .. 

وهكذا عادت البعثة من حيث أتت، وقدر للغرام في بلاد الإنجليز، ألا يجد مكافحين مدربين .. ومن طريف ما يروى عن البعثة أن أحد افرادها خرج ليلة مع شرطي فرنسي إلى الممرات الضيقة في غابة بولونيا حيث يكثر العشاق، فسمعا تنهدات غريبة، وسأل الفرنسي صاحبه عما يسمع، فلما أجابه بأنه يسمع تنهدات يحرمها القانون، اتفق معه على ضبط العاشقين متلبسين بالجريمة ووضح له مهمته في تنفيذ الخطة اللازمة، فأدى هذه المهمة على ما يرام ووقع في أيديهما العاشقان المتلبسان. وكم كانت دهشتهما عظيمة حين وجدا أن ذلك العاشق الولهان ليس سوى عضو محترم من أعضاء البعثة الإنجليزية التي جاءت إلى باريس لتتدرب على ضبط حوادث الغرام ! 


مجلة "الإثنين" العدد 655 - 30 كانون الأول ديسمبر 1946

شاهد أيضاً : 

الثلاثاء، 7 يناير 2020

صوفيا لورين خالة زيزي مصطفى !


الراقصة زيزي مصطفى 

الوسط الفني في القاهرة يضحك كثيراً للنادرة الطريفة التي حدثت للراقصة زيزي مصطفى، فمنذ مدة دعت زيزي الوسط الفني كله من ممثلين وممثلات ومخرجين "ومخرجات" إلى حفلة خطبتها لأحد رجال الأعمال المصريين. وقبل يوم واحد من موعد الحفل اختفلت زيزي مع الخطيب الذي اختفى عن الأنظار .. 

واحتارت زيزي في أمرها ووجدت نفسها في ورطة لا تعرف الخلاص منها، وراحت تسعى لتجد مبرراً أو تفسيراً لتأجيل الحفل، خاصة وأن شائعات الوسط الفني قالت أن الخطيب قد هرب .. 

واستشارت زيزي أحد أصدقائها الصحفيين، فأشار عليها بأن تتصل بمن دعتهم وتعتذر عن عدم إقامة الحفل بسب وفاة أحد أقاربها. ولاثبات حدوث "الوفاة" الموهومة أشار الصديق على زيزي بنشر نعي في الصحف الصباحية .. واقتنعت زيزي بما نصحها الصديق به، وكلفته بأن يقوم بالمهمة عنها، وتم الاتفاق على أن تكون القريبة المتوفاة خالتها. 

واتصلت زيزي بعد ذلك بمعظم المدعوين والمدعوات إلى حفل الخطبة تبلغهم باكية نبأ التأجيل بسبب وفاة خالتها العزيزة .. وفي الصباح صدرت الصحف وفيها نبأ وفاة خالة زيزي مصطفى المزعومة واسمها "سنية أبو المعاطي" ..

وعندما قرأت زيزي خبر النعي ثارت، ونسيت مشكلة الخطيب، ثم اتصلت بالصديق الصحفي تعاتبه بثورة على اختياره اسماً "بلدياً" لخالتها أخت أمها هو "سنية أبو المعاطي" ! وهنا ضحك الصديق وقال لها : وماذا كنت تتوقعين أن أسمي خالتك صوفيا لورين ؟ ..


مجلة "الشبكة" العدد 890 : 12 شباط فبراير 1973 

شاهد أيضاً :

الاثنين، 6 يناير 2020

أشياء لا تحدث إلا في السينما !


في أفلام طرزان تجد طرزان ابن الغابة وشعره لامع مدهون بالمراهم  وذقنه حليقة ناعمة أما رفيقته فهي على سنجة عشرة !

كثيراً ما تحدث على الشاشة حوداث يتقبلها جمهور النظارة، في حين أنه قد يرفضها كل الرفض في الحياة الحقيقية وإليك فيما يلي بعض "عينات" منها :
  • قد نرى على الشاشة بطل الفيلم، فإذا به نحيل الجسم .. ومع ذلك يخوض إحدى المعارك فيقتل العشرات، ويحطم كل ما تصل إليه يده، ويقاوم أكثر من عشرين رجلاً مدججين بالسلاح .. ولا بد له في النهاية من أن ينتصر عليهم جميعاً بقدرة قادر.
  •  في الأفلام الكوميدية لا بد أن تترك الحبيبة علامة فمها المخضبة "بالروج" على وجه حبيبها، وتظهر القبلة مطبوعة طبعاً متقناً بحيث تظهر بصمة الشفتين بالتمام والكمال، ثم يسير "الحبيب" بين الناس وهو بهذه الحالة، لا لشيء سوى ليضحك الجمهور. ولكن في الأفلام الدرامية لا تترك القبلة أثراً بالمرة على خد الحبيب، ويظهر أن الروج المستعمل في هذه الأفلام من النوع الغالي الذي لا يترك أثراً على الشفاه !

عندما تستيقظ البطلة من نومها فإن شعرها يكون دائماً في حالة جيدة أي (غير منكوش) !

  • عندما يتحدث الممثل في التلفون، فالنمرة دائماً تكون "فاضية" والحرارة دائمأً موجودة تحت أمره، بعكس ما يحدث في الحياة!
  • عندما تستيقظ البطلة من نومها فإن شعرها يكون دائماً في حالة جيدة، أي (غير منكوش)، عكس ما يحدث دائماً في الحقيقة ! 
  • في الأفلام البوليسية، يكفي أن يضيء اللص أو البطل البطارية حتى يضاء المكان باكمله، كما لو كانت كشافاً كهربائياً في أحد الاستديوهات أو في مسارح الأوبرا .. مع أن ضوء أقوى البطاريات عادة لا ينتج هذا الأثر !
  •  في أفلام طرزان تجد طرزان ابن الغابة  والرجل القرد الذي ولد في الأحراش، أقول تجد شعره لامعاً مدهوناً بالمراهم و (الكوزماتيك) كما ترى ذقنه حليقة ناعمة للغاية .. أما رفيقته فهي على سنجة عشرة .. رموش طويلة، و (رميل) كامل وخلافه ..!
  • على الشاشة فقط قد تسأل البطلة البطل سؤالاً في موضوع جدي، فيأبى أن يجيبها إلا بأغنية طويلة عريضة تقف لتستمع إليها مدة نصف ساعة، ثم تكمل معه الحوار في الموضوع نفسه. إن مثل هذا لا يحدث إلا في سراي المجاذيب ! 

المصدر : مجلة "الكواكب" العدد 33 تشرين الأول - أكتوبر 1951


شاهد أيضاً :

الأحد، 29 ديسمبر 2019

10 مأكولات سميّت نسبة إلى ملوك وحكّام وشخصيات تاريخية !


1. حلوى "الفيصليات" : يقال أنها سميت نسبة للأمير فيصل نجل الشريف حسين حيث أنها أعدت لأول مرة في دمشق احتفالاً بدخول الأمير فيصل للمدينة على رأس قوات الثورة العربية الكبرى عام 1918. 

2. طبق "داوود باشا" : سمي نسبة إلى داوود باشا آخر ولاة المماليك الذين حكموا مدينة بغداد قبل سقوطها بيد العثمانيين عام 1830، ويروى أن داوود باشا كان يحب هذه الأكلة بشكل كبير وقد سميت باسمه لأنه قام بمعاقبة أحد الطهاة بسبب ارتكابه لخطأ في المقادير !

3. بيتزا "مارغريتا" : سميت نسبة لمارغريتا ملكة إيطاليا أثناء فترة حكم زوجها الملك أومبيرتو الأول (1878-1900)، حيث يقال أن البيتزا كانت في الأصل طعاماً للفقراء وعامة الشعب في إيطاليا، لكن الملكة كانت تحب هذه الأكلة لذلك قام طاهي القصر بإعداد وصفة بيتزا المارغريتا خصيصاً لأجل الملكة حيث أضاف لها لأول مرة صلصة الطماطم والريحان وذلك حتى لا تغادر الملكة القصر لتناول البيتزا في المتاجر التي يأكل فيها عامة الشعب. 

4. دجاج "كونج باو" : سمي هذا الطبق نسبة إلى دينغ باو تشن حاكم مقاطعة سيتشوان الصينية في القرن التاسع عشر والذي كان يُعرف بلقب "كونج باو" وكان من محبي هذا الطبق المكون أساساً من الدجاج والفستق والخضار. 

5. حلوى "أم علي" : تنسب هذه الحلوى إلى أم علي الزوجة الأولى لعز الدين أيبك أول سلاطين المماليك في مصر بعد انتهاء حكم الأيوبيين في القرن الثالث عشر الميلادي، والذي تزوج من شجرة الدر أرملة السلطان الأيوبي نجم الدين أيوب حتى يصل لعرش مصر، ثم قرر بعد فترة الزواج من غيرها فدبرت له شجرة الدر مؤامرة أدت لمقتله. ولما علمت أم علي بمقتل زوجها وأبو ابنها دبرت لشجرة الدر مكيدة وقتلتها، ثم نصّبت ابنها سلطاناً على مصر، وبهذه المناسبة أمرت أم علي بخلط الدقيق مع السكر والمكسرات لصنع طبق من الحلوى عرف باسمها.

6. طبق "شاتو بريان" : سمي نسبة إلى الكاتب الفرنسي الفيكونت دوشاتو بريان الذي عاش في القرن التاسع عشر وكان مقرباً من الملك لويس الثامن عشر، حيث اقترح ذات مرة على طاهي القصر تغيير حجم قطع اللحم التي كانت تقدم رفيعة وصغيرة أيام الحرب لتصبح أكبر حجما دلالةً على العيش الرغيد تحت حكم الملك المذكور، فولد بذلك طبق "شاتو بريان" الشهير. 

7. صلصة "البشاميل" : يرتبط اسم هذه الصلصة  بالماركيز الفرنسي لويس بيشاميل الذي عاش في القرن السابع عشر وكان يشغل منصب كبير الطهاة في بلاط الملك لويس الرابع عشر والذي أدخل تعديلات جذرية على الصلصلة البيضاء الإيطالية التقليدية، ما جعل هذه الوصفة المعدّلة ترتبط باسم عائلته.

8. فاكهة "اليوسفي" أو "اليوسف أفندي" : سميت نسبة إلى يوسف أفندي أحد المهندسين الزراعيين المصريين الذين أوفدهم والي مصر محمد علي باشا في القرن التاسع عشر للدراسة في الخارج، حيث أحضر معه إلى مصر أول شتلة من هذه الفاكهة. 

9. حلوى "كريب سوزيت" : قدمت هذه الحلوى لأول مرة خصيصاً للأمير إدوارد نجل الملكة فيكتوريا حين زار أحدى المقاهي في مونتي كارلو عام 1896، وقد طلب الأمير من صاحب المقهى تسمية الحلوى نسبة إلى صديقته التي كانت ترافقه في تلك الزيارة وكانت تدعى سوزيت. 

10. طبق "ستروجونوف اللحم" : سمي نسبة إلى عائلة "ستروجونوف" وهي إحدى العائلات الروسية النبيلة في القرن التاسع عشر، حيث يقال أن أحد الطهاة الفرنسيين والذي كان يعمل لدى الأسرة هو من ابتكر هذا الطبق. 

شاهد أيضاً :