‏إظهار الرسائل ذات التسميات جامعات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جامعات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 1 فبراير 2017

لمن غنت فيروز "سألوني الناس" ؟



تبدأ قصة أغنية "سألوني الناس" عام 1972 حين كانت فيروز و الأخوين رحباني يحضرون لمسرحيتهم الغنائية الجديدة "المحطة"، وقتها تعرض عاصي الرحباني لنزيف دماغي حاد أدى لدخوله في غيبوبة، أطباء عاصي في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت قرروا ضرورة نقله فوراً للعلاج في الولاياة المتحدة الأمريكية، الرحابنة لم يكونوا قادرين على دفع تكاليف استئجار طائرة مستشفى لنقل عاصي الغائب عن الوعي إلى أميركا في حين لم تقدم الدولة اللبنانية آنذاك أي مساعدة لعلاج عاصي، لذلك قامت الحكومة السورية بدفع نفقات الطائرة و العلاج و تم بالفعل نقل عاصي إلى الولايات المتحدة.

هذا الغياب المفاجئ لعاصي جعل شقيقه و توأمه الفني منصور يستوحي كلمات أغنية "سألوني الناس" معبراً فيها عن مشاعر فيروز التي كان عليها أن تعتلي المسرح و تغني لأول مرة في غياب حبيبها الذي تعودت أن يكون إلى جانبها دائماً، أما ألحان الأغنية فكانت لابن فيروز و عاصي زياد الرحباني الذي كان آنذاك في السابعة عشرة من عمره فكانت "سألوني الناس" بذلك أول لحن تغنيه فيروز لزياد، و هكذا وقفت فيروز ربيع عام 1973 أمام الآلاف في العرض الأول لمسرحية "المحطة" في سينما البيكاديلي ببيروت تناجي حبيبها و زوجها الغائب عنها عاصي الرحباني :

سألوني الناس عنك يا حبيبي
 كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا
بيعز عليي غني يا حبيبي
ولأول مرة ما منكون سـوا

سألوني الناس عنك سألوني
قلت لهن راجع أوعى تلوموني
غمضت عيوني خوفي للناس
 يشوفوك مخبى بعيوني
وهب الهوا و بكاني الهوى
لأول مرة ما منكون سوا

طل من الليل قال لي ضوي لي
لاقاني الليل وطفا قناديلي
ولا تســـأليني كيف إستهديت
 كان قلبي لعندك دليلي
 واللي إكتوى بالشوق إكتوى
لأول مرة ما منكون سوا



شاهد أيضاً :

السبت، 10 ديسمبر 2016

ايران التي كانت قبل 1979


يعتبر العام 1979 عامأً مفصلياً في تاريخ ايران الحديث، فالتحول الذي شهدته البلاد في العام المذكور غير وجهها إلى الأبد و نقلها من عصر إلى آخر مع تغييرات جذرية طالت المستويات السياسية و الثقافية و الإنسانية، و بالعودة إلى الصور التي توثق لفترة السبعينات في ايران أي ما قبل التحول الكبير بسنوات قليلة يتوضح عمق هذا التحول، فإيران تلك هي غير إيران التي نعرفها اليوم، و بعيداً عن الأحكام المطلقة و التصنيفات الجاهزة و التراشقات السياسية التي غالباً ما ترافق الحديث عن هذا البلد المثير للجدل، فإن صورة ايران ما قبل الثورة و صورة ذلك الجيل من الإيرانيين التي تختلف كثيراً عن الصورة النمطية التي تعودنا رؤيتها على شاشات التلفزة للشعب الإيراني في أيامنا الحالية، هذه الصور و غيرها تبعث على التفكير و التأمل في كيفية تطور المجتمعات و تحولها و تقدمها أو تأخرها، و تأثرها سلباً أو إيجاباً بالأحداث السياسية الكبرى من حروب و ثورات و انقلابات.

"أنتيكا" اختارت لكم مجموعة من الصور التي ترصد جوانب من حياة الإيرانيين و الإيرانيات ما قبل العام 1979، دون أن ننسى أن نؤكد ما نذكره دائماً بأنه من المستحيل لمجموعة من الصور مهما كانت شاملة و موضوعية أن تؤرخ لعصر بأكمله بكل جوانبه، لكن ما نأمله من هذه الصور هو أن نضيء قدر المستطاع على جوانب محدودة من ذلك العصر و أناسه.


 شاه ايران محمد رضا بهلوي مع زوجته الإمبراطورة فرح ديبا

ميدان ولي العهد في طهران في السبعينات، بعد الثورة تم تغيير اسمه إلى ميدان ولي العصر 

مجمع بلاسكو في طهران الذي كان يتألف من 17 طابقاً و يضم مكاتب و محلات تجارية، أقامه رجل الأعمال اليهودي الإيراني حبیب ‌الله القانیان و استعان في بنائه بمهندسين من إسرائيل، بعد الثورة حوكم القانیان و أعدم بعد إدانته عديدة من بينها الفساد و دعم الصهيونية 

جامعة طهران في السبعينات 

طالبات في مخبر الكيمياء في جامعة طهران عام 1977 

مضيفات في شركة ايران اير و التي تعتبر من أقدم شركات الطيران في الشرق الأوسط حيث تأسست عام 1944 

المسابح المختلطة ممنوعة اليوم بموجب القوانين الإسلامية في ايران حتى للصغار، لكن الأمر لم يكن كذلك في السبعينات و الصورة من أحد المسابح المختلطة في طهران 

إحدى عارضات مجلة فوغ العالمية الشهيرة في جلسة تصوير في ايران عام 1969 

ملصق دعائي لأحد الأفلام الإيرانية في السبعينات، قبل الثورة كانت صناعة السينما مزدهرة في ايران لكنها تراجعت كثيراً بعد الثورة حيث أحرقت العديد من دور السينما كما فرضت قيود كثيرة على منتجي الأفلام 

راقصة شرقية تؤدي وصلتها في ملهى ليلي في طهران عام 1977، بعد الثورة منع الرقص الشرقي بموجب القوانين الإسلامية 

كوكوش كانت نجمة الغناء الأولى في ايران في الستينات و السبعينات لكنها بعد الثورة منعت من الغناء داخل ايران كما منعت أغانيها من التداول

المغنيتان هايده و مهستي خلال احتفالات النوروز عام 1975 و يعتبر النوروز من الأعياد القومية الفارسية و يرتبط بالتقاليد الدينية القديمة السابقة على الإسلام، بعد الثورة استمر الاحتفال بالنوروز حيث تعتبر أيام النوروز الأربعة اليوم عطلة رسمية في ايران

شاهد أيضاً :

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

صور من حياة المرأة المصرية قبل أربع عقود


في عددها الصادر في شهر أيلول سبتمبر من سنة 1972 نشرت مجلة "العربي" الكويتية الشهيرة استطلاعاً مصوراً عن مدينة القاهرة، و من بين الصور الجميلة المرفقة بالاستطلاع العديد من الصور التي تجسد جوانب من حياة المرأة  المصرية في ذلك الزمن، و من أول ما يلاحظه المرء درجة التحرر الذي كانت قد وصلت إليه المرأة المصرية سواء من حيث تواجدها القوي في مجال الدراسة و العمل و مختلف جوانب الحياة العامة، أو حتى من حيث اللباس الذي كان أكثر تحرراً بأشواط مما هو عليه في يومنا هذا بعد عقود من سيطرة المد الديني على الفضاء العام في مصر، "أنتيكا" اختارت لكم بعضاً من هذه الصور التي تستحق المشاهدة مع ضرورة التذكير دائمأً باستحالة أن تعبر صورة أو مجموعة من الصور مهما كانت شاملة و معبرة عن فترة زمنية بأكملها.

راقصات في فرقة رضا للفنون الشعبية 

 طالبات المعهد العالي للتربية الرياضية للمعلمات بقصر الزهرية بالجزيرة

 أحد الكازينوهات العائمة على ضفة النيل 

 فندق الهيلتون المطل على النيل 

 طالبات في جامعة عين شمس 

 السلع الاستهلاكية في محلات القاهرة

  السلع الاستهلاكية في محلات القاهرة

 فريق الشيش في  المعهد العالي للتربية الرياضية للمعلمات

طلبة و طالبات معهد الترجمة الفورية 

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

نزار قباني و معاركه مع رجال الدين



منذ ظهوره الأول على ساحة الشعر العربي حين أصدر باكورة دواوينه "قالت لي السمراء" و هو ما يزال بعد طالباً على مقاعد الدراسة في كلية الحقوق بالجامعة السورية احترف نزار قباني إثارة الزلازل بجرأته و تجديده، فكان من الطبيعي أن تتصدى له القوى الرجعية في المجتمع و لا سيما رجال الدين الذين اتهموه بالكفر تارة و بالفسق و التهتك تارة أخرى. 

أولى جولات نزار مع أهل العمائم كانت بعيد إصدار ديوانه الأول عام 1944، فكتب الشيخ علي الطنطاوي أحد مشايخ دمشق في مجلة "الرسالة" يقول : "طبع في دمشق كتاب صغير زاهي الغلاف ناعم ملفوف بالورق الشفاف الذي تلف به علب الشيكولاتة في الأعراس .. فيه كلام مطبوع على صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد إذا قستها بالسنتمترات .. يشتمل على وصف ما يكون بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة وصفاً واقعياً لا خيال فيه لأن صاحبه ليس بالأديب واسع الخيال، بل هو مدلل غني عزيز على أبويه"، فعلق نزار على كلام الطنطاوي بالقول : "لم يكن نقداً بالمعنى الحضاري للنقد، وإنما كان صراخ رجل اشتعلت في ثيابه النار".

مواجهة نزار الثانية مع رجال الدين كانت الأكبر و الأعنف في تاريخه الأدبي و جاءت عام 1954 بعد نشر قصيدته المثيرة للجدل "خبز و حشيش و قمر"، فكان أن حمل الشيخ مصطفى الزرقا و كان وقتها نائباً في البرلمان السوري عن جماعة الإخوان المسلمين راية الحرب على نزار، فطالب وزارة الخارجية السورية بطرده من السلك الدبلوماسي الذي كان نزار موظفاً رفيعاً فيه، و لم يكتف الشيخ الزرقا بذلك بل حمل قصيدة نزار إلى قبة البرلمان لتناقش في جلسة رسمية عقدت يوم 14 حزيران يونيو 1955، علق نزار وقتها على هذه الحملة المسعورة ضده بالقول : "إنها العمائم نفسها التي طالبت بشنق أبي خليل القباني، طالبت بشنقي، و الذقون المحشوة بغبار التاريخ، التي طالبت رأسه طلبت رأسي"، و كان أن انتهت الأزمة أخيراً برفض وزير الخارجية السوري آنذاك خالد العظم المطالب التي رفعت إليه بصرف نزار من الخدمة و قال معلقاً على القضية : "يا حضرات النواب الأعزاء، أحب أن أصارحكم بأن وزارة الخارجية السورية فيها نزاران : نزار قباني الموظف و نزار قباني الشاعر، أما نزار قباني الموظف فملفه أمامي و هو ملف جيد و يثبت أنه من خيرة موظفي هذه الوزارة، أما نزار قباني الشاعر فقد خلقه الله شاعراً و أنا كوزير للخارجية لا سلطة لي عليه و لا على شعره".

و في السبعينات شن الشيخ التكفيري عبد الحميد كشك حملة شعواء على نزار، فهاجمه في الكثير من خطبه، و كان هجومه الأشرس على نزار بسبب قصيدته التي رثا فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و قال في مطلعها : "قتلناك يا آخر الأنبياء"، فيقول الشيخ كشك في خطبته : "هذا الشاعر الكافر عندما مات جمال عبد الناصر كتب يقول فيه لقد مات آخر الأنبياء، و آخر الأنبياء عندنا أنت يا ناصر .. قال نزار قباني أن عبد الناصر خاتم الأنبياء و قد أسرى الله به بعد موته عندما ركب الطيارة .. عبد الناصر عندما مات ركب الهيلوكوبتر و أخذ يطوف في سماء القاهرة، قال نزار قباني إنه نبي و هذه الطائرة هي البراق الذي أسرى الله به بجمال عبد الناصر". 

هذه بعض من معارك نزار مع رجال الدين الذين كفروه و حاربوا شعره فما زاد ذلك إلا في مساحة انتشاره  و محبة الناس له، هؤلاء الناس الذين نصبوا نزار أميراً للشعر و شاعراً للحب و الجمال و الحرية.



شاهد أيضاً :