الاثنين، 15 مايو 2017

هكذا ولدت أغنية : "حلوة بلادي السمرا بلادي"




يعتبر الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور إبن صعيد مصر أحد أبرز شعراء العامية المصرية في جيله، و قد كتب خلال مسيرته كلمات أكثر من 200 أغنية أكثرهم  في الفترة الواقعة ما بين حرب الإستنزاف و حتى نصر 73، و كان الموسيقار بليغ حمدي شريكه في معظم هذه الأغاني، حيث كان هذا الثنائي يمتلك رؤيا تقول أن الأغنية لا تنتهي عند ترديدها على ألسنة الناس وإنما هي مثل الجندي الذي يقاتل على الجبهة، فالأغنية رسالة و لابد أن تصل هذه الرسالة إلى جميع الناس بكل فئاتهم وطوائفهم ومستوياتهم الاجتماعية.

و حين شن الجنود المصريون و السوريون هجومهم الخاطف على القوات الإسرائيلية في جبهتي سيناء و الجولان ظهيرة السادس من تشرين الأول أكتوبر 1973، كان عبد الرحيم منصور يومها في منزله يحاول أن ينال قسطاً من الراحة بعد أن أمضى عدة أيام مع بليغ حمدي في مبنى الإذاعة يسجلون بعض الأغاني، و ما كاد يغمض عينيه حتى سمع صوت طرق شديد على الباب يكاد يحطمه، فقفز من فوره و ركض إلى الباب ليفتحه، و إذا ببليغ متهلل الأسارير يقول له : "اصحى وصحصح وفتح عينك يا رحمي احنا عبرنا و انتصرنا"، فأجابه عبد الرحيم : "آآآآآه يا بوووووي .. نفسي كنت ابقى في البلد دلوقتي"، فقاطعه بليغ قائلا : " كنت هتعمل ايه يا رحمي لو كنت في البلد دلوقت"، فقال له : " يا بوووووي ... كنت همسك الربابة واتني اغني بيها في كل البلد"، ققال له بليغ في اثارة شديدة : "اكتب دا بسرعة يا عبد الرحيم .. خد ورقة وقلم واكتب"، وبالفعل كتب عبد الرحيم منصور من فوره :

وانا على الربابة بغني
ما املكش غير انى اغني واقول
تعيشي يامصر
 وانا على الربابة بغني واقول
ما املكش غير غنوة امل للجنود
 أمل للنصر
ليكي يا مصر ليكي يا مصر
حلوة بلادي السمرا بلادي الحرة بلادي .. 

و هكذا كان مولد أغنية "حلوة بلادي السمرا بلادي" التي أنشدها صوت وردة الجزائرية، و تغنت بها أجيال من المصريين. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق