الثلاثاء، 9 مايو 2017

شريهان : النجمة التي أسعدتنا و لم تعرف السعادة يوماً



شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، أبصرت النور في القاهرة يوم 6 كانون الأول ديسمبر 1964،  والدها المحامي و رجل الأعمال أحمد الشلقاني كان قد تزوج من والدتها عواطف هاشم زواجاً عرفياً و هو الزواج الثاني لوالدة شريهان بعد زواجها الأول من المصور السينمائي احمد خورشيد و الذي رزقت منه بابنها الأول عمر، في حين رزقت من زواجها الثاني بابنتين هما شريهان و شقيقتها الكبرى جيهان.

لم تعرف شريهان يوماً والدها الذي توفي بعد ولادتها بفترة قصيرة، و في طفولتها كانت شريهان مدلّلة أمها وشقيقها، و رغم ذلك عاشت طفولة صعبة، لأنها كانت في بيت بلا أب، الأمر الذي انعكس على كل حياتها.


مع والدتها عواطف هاشم

لم تكن شريهان يوماً غريبةً عن الوسط الفني فهي الأخت غير الشقيقة لملك الجيتار عمر خورشيد،  حين رأتها  أم كلثوم ترقص في زفاف عمر قالت: "إن هذه الصغيرة لها مستقبل كبير"، وحين زارت العندليب الأسمر برفقة أخيها وغنّت أمامه وقلّدت بعض الفنانين، أهداها عبد الحليم خرزة زرقاء لتحميها من الحسد و اعترف بأنها ستكون ذات يوم نجمة لامعة في سماء الفن.

بدأت شريهان حياتها الفنية مبكراً فسجلت ظهورها الأول و هي في السادسة من عمرها في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970 مع فؤاد المهندس و شويكار، ثم مسلسل "المعجزة" عام 1973 مع عمر الحريري و ليلى طاهر، لتتالى بعدها الأعمال الفنية في مسيرة تصاعدية أوصلتها منتصف الثمانينات إلى موقع متقدم بين نجوم الصف الأول في مصر و العالم العربي و بخاصة بعد دورها في مسرحية "سك على بناتك" و دورها في فيلم "العذراء و الشعر الأبيض".

في عام 1981 فجعت شريهان بفقدان أخيها عمر خورشيد في حادث سير ما تزال ملابساته غامضة حتى اليوم، ما عرضها لصدمة لم تستطع يوماً الخروج منها، و جعلت كل حياتها مليئة بالحزن، و في جنازة عمر و من بين كل الحاضرين بدا أن شريهان و كذلك زوجة عمر الفنانة مها أبو عوف كانتا أكثر الموجودين حزناً حيث ظهرتا في حالة انهيار تام.


مع أخيها من والدتها الفنان عمر خورشيد

في الثمانينات دخلت شريهان في مشاكل قانونية مع أسرة أبيها من أجل الميراث وإثبات النسب، وبقيت القضية عالقة في ساحات المحاكم فترة طويلة ما أنهكها و استهلك الكثير من وقتها و أعصابها خاصة أن الصحافة لم ترحمها و تناولت القضية بطريقة أساءت لشريهان و أسرتها. 

شكل عام 1986 نقلة نوعية في مسيرة شريهان الفنية، حيث بدأت فيه تجربة الفوازير و التي استطاعت أن تتحول من خلالها إلى نجمة استعراضية أولى لا يمكن لأحد أن ينافسها، فقد أثبتت من خلالها شمولية فنها فكانت تمثل و ترقص و تغنّي و  تقدم التراجيديا والكوميديا في آن معاً.

يوم 24 أيار مايو 1989 تعرضت شريهان لحادث مؤلم بمدينة الإسكندرية  ما تزال كثير من تفاصيله مجهولة حتى اليوم، تقول شريهان : "هاحتفظ بأصل القصة لحد ما ييجي يوم و أقدر أحكيه، الحادثة صعبة جدًا، هي فعلا سيارة اتقلبت بيا كذا مرة، ضهري اتكسر و كمان العمود الفقري و الحوض اتكسر، العضم دخل في النخاع الشوكي"، بعد هذا الحادث سافرت شريهان إلى باريس حيث خضعت لأكثر من 30 عمل جراحي و بفضل عزيمتها استطاعت أن تتعافى بسرعة أذهلت حتى الأطباء المعالجين.

الواقعة تم تقييدها على أنها مجرد حادث سير عادي، لكن كثيراً من الإشاعات أثيرت آنذاك حول تورط أجهزة أمنية في تدبير الحادث، بعدما تحدثت بعض الصحف عن قصة حب كانت تجمع شريهان بعلاء مبارك، الذي صمم على الزواج منها، فاعترضت أسرة الرئيس على زواج ابنها من فنانة، و قامت بتدبير الحادث للتخلص من شريهان، خاصة  أن تعلق علاء بها وصل لدرجة خطيرة، حيث قيل أنه حمل المسدس و هدد أسرته بالانتحار إذا لم يوافقوا على زواجه من شريهان.

صدمة جديدة كانت بانتظار شريهان بعد سنوات قليلة من عودتها العجائبية من الحادث المشؤوم، الصدمة كانت إصابتها بمرض السرطان الذي اضطرها للابتعاد عن العمل الفني مجدداً حيث اضطرت للبقاء في أوروبا سنوات طويلة تتعالج حتى تحسّنت صحتها أخيراً وعادت إلى مصر، حيث لا تزال تخضع لعلاج دائم.

هكذا لم تعش شريهان سعيدة، هذه الحسناء التي زرعت السعادة في قلوب الملايين الذين تابعوها خلال مشوارها الفني المضيء، عاشت حياة مليئة بالقلق و الألق، طفولة امتزج فيها الحزن بالسعادة، ودرب فنّي مليء بالورود و الأشواك، وحياة شخصية مليئة بالإنكسارات و ببعض من السعادة و الفرح.



شاهد أيضاً :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق