‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسرائيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسرائيل. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 25 مارس 2019

لغز الشقيقتين ليز ولين : جاسوستان يهوديتان أم ضحيتان من ضحايا المخابرات؟



في عشرينات القرن الماضي وصل إلى الإسكندرية الموسيقي اليهودي النمساوي ألبرت فيشل، وسرعان ما اندمج في مجتمع المدينة الكوزموبولوتي فتزوج من مغنية أوبرا يهودية تدعى جانين ألبرت، حيث أنجبا ابنتين هيلينا عام 1930، وبيرثا عام 1932. 

هكذا ترعرت الشقيقتان هيلينا وبيرثا في بيت موسيقي، فتعلمتا الباليه منذ الصغر، ثم اتجهتا إلى الرقص الشرقي الذي برعتا فيه بشكل أدهش مدربيهم، في الوقت نفسه بدأت الأسرة تعاني من مصاعب مادية، ما شجع الفتاتين على العمل في الملاهي الليلة، رغم قلق الأم والأب بسبب صغر سنهم، حيث بدأتا العمل وهما في سن 12 و14 عاماً. 


أطلقت الفتاتان على نفسيهما إسم "ليلى ولمياء" أو "التوأم جمّال" رغم أنهما لم تكونا توأمين، قبل أن يستقرا أخيراً على إسم "ليز ولين" الذي عرفتا به في كازينوهات وملاهي الاسكندرية والقاهرة التي سرعان ما ذاع صيتهما فيها، حتى أن الملك فاروق شخصياً كان واحداً من معجبيهم فكان يترد بانتظام على كازينو "قصر الحلمية" بالقاهرة الذي كانتا تقدمان فيه وصلاتهما الراقصة، هذ الشهرة سرعان ما قادت الشقيقتين إلى المشاركة في أول فيلم سينمائي لهما وكان "بلبل أفندي" عام 1948 حيث رقصتا في الفيلم على أنغام أغاني صباح وفريد الأطرش. 

في السنوات اللاحقة شاركت ليز ولين في عشرات الأفلام السينمائية إلى جانب شادية ومحمد فوزي واسماعيل ياسين وفريد شوقي وفاتن حمامة وغيرهم من نجوم السينما والغناء في مصر والعالم العربي آنذاك، كما جاوزت شهرة الشقيقتين مصر فكانتا تقومان برحلات منتظمة إلى الخارج وبخاصة شرق آسيا حيث شاركتا في عدد من الأفلام الهندية. 


في عام 1957 وخلال إحدى رحلاتهم إلى الخارج أبرق الأب ألبرت فيشل لابنتيه بعدم العودة إلى مصر لأن الشرطة المصرية أصدرت أمرا بتوقيفهم بتهمة التجسس، هكذا وجدت الشقيقتان نفسيهما عالقتين مع والدتهما في الهند، لكنهما استطاعتا أخيراً الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة وفد من الكونغرس الأمريكي كان يزور مومباي آنذاك. 

في أميركا قدمت الشقيقتان عروضهما في الحي اللاتيني في نيويورك، قبل أن تتزوجا وتعتزلا الرقص في الملاهي، حيث توجهتا عوضاً عن ذلك إلى تعليم الرقص، وفي عام 1992 توفيت لين في لونغ آيلاند، في حين توفيت شقيقتها ليز عام 2016. 


مؤخراً أعيد تسليط الضوء على الشقيقتين ليز ولين من قبل عدد من المواقع العربية وكذلك الاسرائيلية، وفي وقت تصف بعض المواقع العربية الشقيقتين بالجاسوستين، دون سند واضح، خاصة أنهما وبعد مغادرتهما مصر لم تتوجها إلى فلسطين المحتلة بل فضلتا عوضاًَ عن ذلك الهجرة إلى أميركا،  فإن المواقع الإسرائيلية اهتمت بشكل خاص بالاستحواذ على تاريخ الراقصتين والتركيز على أصلهما اليهودي، كما قام المتحف الوطني الإسرائيلي بالحصول على أرشيف الراقصتين والذي يضم مئات الصور الفوتوغرافية التي التقطت لهما في مصر وأميركا وخلال جولاتهما العالمية. 

هكذا تظل حقيقة "ليز ولين" أو "هيلينا وبيرثا" لغزاً يضاف إلى الألغاز العديدة التي تحيط بتلك الشخصيات التي شاءت الظروف التاريخية والصراعات السياسية لها أن تكون ولو عن غير إرادتها، في قلب الأحداث التي عصفت بالشرق الأوسط عقب اغتصاب فلسطين وقيام إسرائيل، فهل كانت الشقيقتان جاسوستين حقاًُ ؟ أم كانتا ضحية من ضحايا المخابرات وألاعيبها ؟ 


شاهد أيضاً :

الاثنين، 11 مارس 2019

بالصور : نساء مقاتلات .. ما الذي يجمع بينهن ؟



فتاة عمانية من المقاتلين في صفوف ثورة ظفار في السبعينات 

دائماً ما تجتذب صور النساء المقاتلات عدسات المصورين واهتمام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي التي كثيراً ما تستعمل كليشيهات جاهزة و مبتذلة في وصف تلك الصور، كليشيهات غالباً ما تنطوي على مقارنة ما بين جمال النساء ورقتهن وقسوة الحرب وبشاعتها .. هذا ما رأيناه مثلأً في تعاطي الإعلام الغربي والعربي السطحي مع ظاهرة المقاتلات الكرديات في الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش في سورية والعراق. 

لكن الواقع يبدو أعمق وأشد تعقيداً من ذلك، فالنساء المقاتلات لسن دائماً مقاتلات في سبيل الحرية، فهناك مثلاً النساء اللاتي قاتلن في صفوف تنظيم داعش، أو في صفوف القوات اليمينية في الحرب الأهلية الإسبانية، أو النساء اللاتي خدمن في الجستابو خلال الحرب العالمية الثانية، أو النساء اللاتي قاتلن في صفوف العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة.

وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي ارتبطت صورة المرأة المقاتلة برومانسية حركات المقاومة الوطنية والأحزاب اليسارية وثورات التحرر الوطني في مختلف أرجاء العالم، فصورة المرأة المقاتلة كانت رمزاً لحرية الوطن وكذلك لحرية المرأة التي كان ينبغي أن يجري تحريرها من قيود الجهل والتخلف بالتوازي مع تحرير الوطن من نير الاستعمار والاستغلال. 

من ذلك الزمن اخترنا لكم 10 صور لنساء مقاتلات لنتأمل بها ونحاول أن نكتشف ما يجمع بين تلك النساء اللواتي حملن السلاح وذقن مرارة الحرب وقسوتها جنباً إلى جنب مع االجنود لرجال. 


مارينا جينستا مقاتلة إسبانية في السابعة عشرة من عمرها، قاتلت في صفوف القوات الجمهورية في برشلونة خلال الحرب الأهلية الإسبانية 1936 

 فتاة يوغوسلافية في صفوف المقاومة الشعبية خلال الحرب العالمية الثانية 

 فتاة فرنسية من قوات المقاومة عام 1944

 جزائريتان في صفوف جبهة التحرير خلال ثورة الجزائر 

الثائرة الكوبية فيلما أيسبن التي قاتلت في صفوف القوات الثورية خلال الثورة الكوبية ضد حكم باتستا

 مقاتلة فيتنامية في صفوف قوات الفيت كونغ عام 1972

الفدائية في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شادية ابو غزالة والتي استشهدت عام 1968 

 مقاتلة في صفوف ثورة ظفار العمانية في السبعينات 

 فتاة عمانية من المقاتلين في صفوف جبهة تحرير ظفار في السبعينات 

مقاتلة في صفوف جبهة التحرير الإريترية في السبعينات

شاهد أيضاً :

الاثنين، 16 أبريل 2018

كوهين : جاسوس الموساد الفاشل الذي حولته إسرائيل إلى أسطورة !




إيلي كوهين (1924-1965) هو بلا شك أحد أشهر جواسيس الموساد عبر تاريخه الطويل، وهو بطل قومي من أبطال دولة الاحتلال ورمز من رموز جهاز المخابرات فيها، وهو أمر يبدو بعد قليل من التأمل مثيراً للاستغراب، فكوهين بكل المعايير جاسوس فاشل حيث أن أمره قد كشف بعد أربع سنوات فقط من دخوله إلى سورية، وقد حوكم وأعدم شنقاً على مرأى ومسمع من العالم، فكيف تحول جاسوس فاشل إلى أسطورة من أساطير المخابرات؟

الواقع أن إسرائيل كانت مهمومة دائماً بترسيخ أسطورة تفوق جيشها وأجهزة استخباراتها في ذهن شعبها وكذلك لدى الشعوب العربية، لذلك فقد عمدت إلى تحويل عملية ايلي كوهين من فشل استخباراتي ذريع إلى قصة بوليسية عن البطل اليهودي الذي دخل إلى عقر دار العدو وتغلغل داخل قيادته وضحى بحياته من أجل إسرائيل، وفي سبيل هذا قدمت إسرائيل الكثير من المبالغات حول دور كوهين ودرجة تغلغله داخل القيادة المدنية والعسكرية السورية، وقد تلقفت وسائل إعلام وصحفيون عرب معادون للنظام في سورية هذه المبالغات وتطوعوا لإعادة نشرها على أوسع نطاق، ومن بين تلك الوسائل الإعلامية صحف ومجلات عراقية أولبنانية تابعة للعراق في أواخر الستينات، حيث كان النظام البعثي في العراق آنذاك في حالة عداء شديد مع نظام البعث السوري، وكانت المعارك الإعلامية بينهما دائماً ما تزخر بقصص التآمر والتهم المتبادلة بالخيانة والعمالة إما للغرب أو لإسرائيل ومخابراتها. 


كوهين أيام شبابه في الإسكندرية

ولد إلياهو شاؤول كوهين في الإسكندرية لأسرة يهودية مصرية من أصول حلبية سورية عام 1924، درس في مدرسة الليسيه، حيث تعلم الفرنسية إلى جانب العبرية والعربية، وقد أبدى اهتماما مبكرا بالديانة اليهودية فالتحق بمدرسة الميمونيين في القاهرة، ثم عاد لتلقي الدراسات التلمودية في الإسكندرية تحت رعاية الحاخام موشيه فينتورا، في الأربعينات انضم لإحدى المنظمات الشبابية الصهيونية التي كانت تنشط سراً في مصر وكان يقودها إبراهام دار، وفي عام 1954 ألقت السلطات المصرية القبض عليه مع مجموعة كبيرة من الشباب اليهود بتهمة التورط في فضيحة "لافون" الشهيرة، حيث قام إرهابيون يهود وقتها باستهداف عدد من المصالح الغربية في مصر وذلك بهدف تخريب علاقة النظام الجديد في مصر مع الدول الغربية.

أطلقت السلطات المصرية سراح كوهين بعد أن ثبت عدم تورطه في التفجيرات، وفي عام 1955 هاجر إلى إسرائيل حيث تنقل بين عدد من الوظائف المدنية، وفي عام 1959 تزوج من فتاة يهودية من اصل عراقي تدعى نادية.


كوهين يوم زفافه على زوجته نادية عام 1959

كوهين ونادية في رحلة إلى منطقة روش هانيكرا السياحية القريبة من حدود فلسطين المحتلة مع لبنان

جهاز المخابرات الإسرائيلية والذي كان يبحث عن جواسيس يزرعهم في البلاد العربية وجد في كوهين الشخص المناسب بسبب إتقانه للغة العربية وماضيه في العمل السري، فتم إخضاعه لتدريب مكثف مدة ستة أسابيع، أرسل بعدها إلى الأرجنتين بأوراق مزورة، وفي الأرجنتين انخرط كوهين في أوساط الجالية السورية الكبيرة هناك، باعتباره رجل أعمال سوري مسلم إسمه كامل أمين ثابت، وفي شباط فبراير 1962 انتقل كوهين بناء على تعليمات الموساد إلى دمشق، وقدم نفسه إلى المجتمع الدمشقي باعتباره مغترباً عائداً لأرض الوطن، وسريعاً بنى كوهين لنفسه شبكة علاقات واسعة معتمداً في ذلك على الحفلات والولائم التي كان يقيمها في بيته، وعلى الهدايا التي كان يغدقها على الأشخاص الذين كان يعتقد بأنهم قد يكونون مفيدين له في عمله الاستخباري، كما أقام عدداً من العلاقات النسائية مع فنانات ومضيفات طيران وسيدات مجتمع وإحدى سكرتيرات وزارة الدفاع، مستفيداً من شخصيته الدونجوانية ومن وضعه كثري عازب. 


كوهين في دمشق

بعد فترة نجح كوهين في تجنيد عدد من المتعاونين، حيث ضمت الشبكة التي كونها ضباطاً في القوات المسلحة وموظفين في الإذاعة وفي مطار دمشق الدولي وعدد من أجهزة الدولة الأخرى كانوا يمدونه بالمعلومات، وقد كان يعتمد على جهاز لاسلكي في إرسال التقارير إلى رؤساءه في إسرائيل، حيث كان الجهاز مخبئاً في شقته، كما سافر إلى إسرائيل خلال هذه الفترة بشكل سري ثلاث مرات للاجتماع بضباط الموساد وتلقي التعليمات. 

خلال آخر زيارة له إلى إسرائيل في تشرين الثاني نوفمبر 1964 عبر كوهين لرؤسائه عن خوفه من افتضاح أمره، خاصة أنه علم أن ضابط المخابرات السوري أحمد سويداني كان يجري تحريات عنه، لكن ضباط الموساد طمأنوه إلى أن كل شيء على ما يرام، وفي كانون الثاني يناير 1965 اقتحمت قوات أمن سورية شقة كامل أمين ثابت وألقت القبض عليه متلبساً أثناء قيامه بإرسال الرسائل اللاسلكية إلى أسرائيل، حيث كانت أجهزة الأمن قد التقطت إشارات الراديو الصادرة وحدد مصدرها بدقة اعتماداً على تجهيزات حديثة سوفييتية الصنع. 


المبنى الذي كان يقطنه كوهين حين تم إلقاء القبض عليه متلبساً في كانون الثاني يناير 1965 

كوهين وأعضاء شبكته التجسسية في قفص الإتهام خلال محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية بدمشق

حوكم كوهين أمام محكمة عسكرية مع أعضاء شبكة التجسس التي كان قد كونها، ونقلت وقائع محاكمته آنذاك على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون السوري، حيث يتذكر ذلك الجيل من السوريين وقائع المحاكمة والأداء المسرحي لرئيس المحكمة العقيد صلاح الدين الضللي، وقد حكم على كوهين بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم يوم 18 ايار مايو 1965 في ساحة المرجة بدمشق رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها سورية آنذاك لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام، وقد دفن كوهين في دمشق في حين رفضت الحكومة السورية مراراً طلب أسرته بنقل رفاته إلى إسرائيل. 

في إسرائيل اعتبر كوهين شهيداً وبطلاً قومياً وصدر عدد من الكتب والوثائقيات التي تناولت سيرته مع كثير من المبالغات، حيث ادعى بعضها أن المعلومات التي زود بها كوهين إسرائيل كان لها أثر حاسم في انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب عام 67، كما صدر عام 1987 فيلم تلفزيوني حمل عنوان "جاسوس المستحيل" تناول سيرة كوهين، وادعى أنه كان  على علاقة بالرئيس السوري آنذاك أمين الحافظ، لكن الحافظ نفى في لقاء تلفزيوني أي معرفة بينه وبين كوهين، وأكد أن المرة الوحيدة التي رآه فيها كانت في فرع فلسطين خلال التحقيق معه بعد أن تم إلقاء القبض عليه. 


رسالة كوهين إلى زوجته قبل إعدامه 

نهاية الجاسوس 

شاهد أيضاً :

الأحد، 1 أبريل 2018

12 صورة تصور حياة اليهود العرب قبل قيام إسرائيل !


 حفل زفاف يهودي في حلب عام 1914

 عائلة يهودية في حلب مطلع القرن العشرين

 فتاة يهودية في دمشق بعدسة مصور فرنسي عام 1865 

 أعيان الطائفة االيهودية مع حاخام الطائفة في دمشق عام 1910 

 عائلة يهودية في دمشق مطلع القرن العشرين

 عائلة يهودية في بغداد عام 1910 

 أعضاء من الطائفة اليهودية أمام قبر النبي حزقيال في مدينة الكفل - العراق 

 فريق الكشافة في مدرس اليانس اليهودية ببغداد في العهد الملكي 

 ساسون حسقيل أحد أعيان الطائفة اليهودية في العراق وأول وزير مالية في العهد الملكي 

 المصلون في كنيس ماغين أبراهام في منطقة وادي أبو جميل ببيروت عام 1926

 فتيات من الطائفة اليهودية بالاسكندرية خلال احتفال بار متسفا، وهو احتفال ديني يقام عند بلوغ اليهودي الثالثة عشرة من عمره، أي عندما يـُعتبر مكلفاً بأداء الفرائض الدينية حسب الشريعة اليهودية


جوقة الترتيل في كنيس منشا الذي كان موجوداً في ميدان المنشية بالاسكندرية 

شاهد أيضاً :

الاثنين، 26 مارس 2018

زوجة رافت الهجان تتحدث !

 فالتراود بيتون مع زوجها جاك بيتون (رفعت الجمّال)

بثت قناة دي دبليو عربية مؤخراً لقاءً خاصاً مع أرملة الجاسوس المصري رفعت الجمال الألمانية، والتي عرف الجمهور العربي قصة زوجها من خلال الرواية التي كتبها صالح مرسي وتحولت أواخر الثمانينات إلى مسلسل تلفزيوني ذائع الصيت لعب دور الجاسوس المصري فيه الفنان الراحل محمود عبد العزيز.

في اللقاء تحدثت فالتراود بيتون عن لقاءها الأول مع جاك بيتون رجل الأعمال الإسرائيلي، وكان ذلك في أحد فنادق فرانكفورت عام 1963، كانت هي وقتها في الثانية والعشرين من عمرها، وفد فاجئها جاك بطلب الزواج منها، وأمهلها 10 أيام لتفكر بالأمر ريثما ينهي بعض أعماله في فيينا، خلال هذه الفترة تحرت فالتراود عنه وعلمت بأنه صاحب شركة سياحة كبيرة في تل أبيب، فقبلت الزواج به، وانتقلت للعيش معه في إسرائيل. 

وتتابع فالتراود واصفة كيف تعرفت في العاصمة الإسرائيلية إلى أعضاء النخبة الحاكمة في البلاد والذين كان زوجها مقرباً منهم، وبخاصة وزير الدفاع موشي ديان الذي أهداها باقة ورد كبيرة في أول لقاء بينهما، كما تعرفت إلى جولدا مائير رئيسة الوزراء، وديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلي.

وتصف فالتراود علاقتها مع جاك بيتون فتقول بأنه كان دمث الخلق وكان يعاملها بكل حب وحنان، لذلك كانت تثق به ثقة عمياء ولم تشك به للحظة، وقد دام زواجهما 19 عامأً حتى وفاته متأثراً بمرض السرطان في كانون الثاني يناير من عام 1982.

تقول فالتراود بأنها غادرت مع زوجها إسرائيل منتصف السبعينات بعد أن صفى شركة السياحة التي كان يملكها في تل أبيب، وافتتح شركة نفط وبدأ يديرها من المانيا، كما بات يتردد خلال هذه الفترة على مصر بصفته رجل أعمال الماني، وقد التقيا في إحدى الزيارات بالرئيس أنور السادات في منزله بالإسكندرية، كما اشترى جاك في إحدى زياراته لمصر آية قرآنية مشغولة بشكل جميل قام بتعليقها في مكتبه، كما كان دائماً يقرأ القرآن الكريم، أما هي فلم تثر هذه الأمور شكها لأنها لم تكن تأبه كثيراً لموضوع الدين، وكانت تنظر لاهتمام زوجها بالإسلام كنوع من الشغف بالثقافة العربية.

أما عن حقيقة زوجها فتروي فالتراود أنها لم تعلم بالأمر إلا بعد وفاته وذلك من قبل إبن شقيقه محمد الجمال الذي أخبرها بحقيقة عمه، إلا أنها لم تصدق الأمر إلا بعد أن قرأت مذكرات زوجها ووصيته اللذين كان قد تركهما لها في عهدة محاميه الخاص، وتقول فالتراود بأنها سامحت زوجها لاخفائه حقيقته عنها، ذلك أنه كان أباً وزوجاً صالحا وكان كل مايريده هو حماية أسرته من أي مكروه قد يحصل لهم.



شاهد أيضاً :

الأربعاء، 21 مارس 2018

فيلم الفدائيين الذي تحول صنّاعه إلى شهداء حقيقيين !



الواقع قد يكون أشد غرابة من الخيال أحيانأً، ومأساة صنّاع فيلم "كلنا فدائيون" تستحق هي نفسها أن تتحول إلى فيلم سينمائي، فلعلها المرة الأولى وربما الأخيرة في تاريخ السينما التي استشهد فيها طاقم عمل الفيلم بالكامل خلال التصوير بمن فيهم المنتج والمخرج وعدد من الممثلين، هذه هي الحكاية المنسية لشهداء السينما اللبنانية الذين لم يعد أحد يتذكرهم اليوم !

ففي أواخر الستينات وبعيد نكسة 67 تصاعد العمل الفدائي وتحولت بيروت في ظل الحضور الفلسطيني المسلح فيها ووجود شريحة واسعة من اللبنانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية خاصة في الأوساط القومية واليسارية، تحولت إلى مركز ثقافي وفكري داعم للكفاح المسلح، وشكلت السينما جانباً هاماً من هذه الحالة، فظهر عدد من الأفلام التي تمجد بطولات الفدائيين الفلسطينيين مثل "الفلسطيني الثائر" و"الطريق إلى القدس" و "أجراس العودة" وغيرها من الأفلام التي باتت بحكم المنسية اليوم خاصة أن المحطات الفضائية لا تقوم بعرضها.

ومن تلك الأفلام فيلم "كلنا فدائيون" الذي انتج عام 1968 وله قصة تستحق أن تروى لتتذكرها الأجيال اللاحقة، فخلال تصوير المشهد الأخير من الفيلم ليلة السبت - الأحد  الخامس من تشرين الأول أكتوبر 1968 في استريو "البورغاتوار" بمنطقة الحازمية ببيروت، وكان مشهد تفجير يقوم به فدائي فلسطيني انتقاماً لرفاقه الذين قتلتهم قوات الاحتلال، وكان من المفترض أن المكان الذي يتم تفجيره هو بار في تل أبيب يدعى "بار استير"، أمر المخرج بتفجير المفرقعات الخلبية وبدء التصوير، لكن الانفجار الذي وقع كان حقيقياً، وكما تبين لاحقاً فقد قام أحدهم باستبدال المتفجرات الخلبية بأخرى حقيقية، أدت لتدمير موقع التصوير واستشهاد عشرين شخصاً من بينهم المنتج الكبير أدمون نحاس (أحد مؤسسي استديو نحاس الشهير في مصر)، مخرج العمل كاري كربيتيان، الممثل الشاب سامي عطار، الممثلة الشابة منى سليم المعروفة باسمها الفني "تغريد"، المصور سركيس غوغونيان، صاحب الاستريو جورج غصن وابنة أخته كوليت ناصيف عبد الساتر (16 عاماً).


منى سليم في لقطة من الفيلم

بعيد الحادث أجرى الأمن العام اللبناني تحقيقاته والتي رافقتها تسريبات إعلامية عديدة نشرتها الصحافة اللبنانية وقتها وأشار بعضها إلى احتمال تورط بعض الإيطاليين الذي كانوا مساهمين في إنتاج الفيلم والذين بينت التحقيقات أنهم كانوا ينوون بيع نسخة منه إلى إسرائيل، كما روت التسريبات أن انفجاراً آخر كان قد وقع سابقاً خلال تصوير الفيلم لكن الممثلين نجوا منه بأعجوبة، في النهاية لم تكشف تحقيقات الأمن العام حقيقة ما حدث في استريو "البورغاتوار" ومع مرور السنين طوى النسيان الملف مثل كثير من االحوادث الأمنية التي شهدها لبنان وظلت ملابساتها غامضة حتى يومنا هذا. 

في عددها رقم 664 الصادر يوم 14 أكتوبر تشرين الأول 1968 نقلت مجلة "الشبكة" اللبنانية عن الفنانة الشابة منى سليم التي كانت ما تزال تصارع الموت على فراشها في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت وقد تشوه جسدها الذي تحول إلى كتلة من الجروح والحروق، تساؤلها بكل مرارة : "هل أصبحنا كلنا فدائيين !". 

أما المخرج كاري كربيتيان وهو أرمني الأصل عراقي المولد، ولد في بغداد عام 1935 ودرس الإخراج في الولايات المتحدة، وعمل مخرجاً في تلفزيون لبنان منذ تأسيسه عام 1959، فقد أشارت التحقيقات إلى أنه كان قادراً على النجاة بنفسه من الحريق، إلا أنه أبى أن يغادر الاستريو إلا بعد أن يساعد كل رفاقه المصابين، فكانت النتيجة أن مات اختناقاً، وقد كان كاري يحضر قبل وفاته لفيلم آخر عن العمل الفدائي يحمل عنوان "ياشا مصطفى"، وياشا كلمة أرمنية معانا عاش في حين أن مصطفى هو إسم الفدائي الذي تدور حوله قصة الفيلم. 


جزء من الاستريو المحترق وفي الإطار صور شهيد الفن كاري كربيتيان (من أرشيف محمد جبوري)

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 22 فبراير 2017

لقطات نادرة من كواليس اشهر الأفلام العربية (الجزء الثالث)


الفنان دريد لحام مع أبطال فيلم "الحدود" (1984) 

المخرج محمد خان مع أحمد زكي و ميرفت أمين في كواليس فيلم "زوجة رجل مهم" (1988) 

فاتن حمامة وعبلة كامل و سيمون في كواليس فيلم "يوم مر ويوم حلو" (1988) 

 المخرج محمد خان و النجم أحمد زكي في كواليس فيلم "أحلام هند وكاميليا" (1988) 

 محمود حميدة و شريهان خلال تصوير فيلم "يوم حار جدا" (1993)

خالد النبوي و يسرا في كواليس فيلم "المهاجر" (1994) 

ناديا الجندي مع نجوم فيلم "48 ساعة في إسرائيل" (1998) 

 أحمد زكي مع يسرا و شيرين رضا في كواليس فيلم "نزوة" (1996)

أحمد زكي في كواليس فيلم "أيام السادات" (2001) 

 يوسف شاهين في الكواليس مع نجوم فيلم "سكوت ح نصور" (2001)

المخرج محمد خان و ياسمين رئيس في كواليس فيلم "فتاة المصنع" (2014)

شاهد أيضاً :