‏إظهار الرسائل ذات التسميات جرائم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جرائم. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

حكاية عشيقة ولي عهد بريطانيا التي تزوجت مصرياً ثم قتلته في "جريمة كاملة" !




في الساعة الثانية من صباح يوم الثلاثاء العاشر من تموز يوليو سنة 1923 علت أصوات شجار من غرفة الوجيه المصري علي فهمي وزوجته الفرنسية في فندق سافوي اللندني الفاخر، وحين هرع أحد الخدم إلى الغرفة ليطلب من الزوجين أن يخفضوا أصواتهم مراعاة لبقية النزلاء فوجئ بصوت أربع طلقات نارية يدوي بين جنبات الفندق وبالزوج الشاب ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً غارقاً في دمائه في حين وقفت بجواره الزوجة مارجريت لورينت أو ماجي كما كانت تحب أن تنادى وبيدها مسدس من نوع  كاليبر-32. 

ولدت بطلة قصتنا مارجريت لورينت في باريس عام 1890 لأسرة فقيرة، وفي سن السادسة عشرة حملت من علاقة غير شرعية وأنجبت بنتاً، عاشت بعدها حياةً صعبة وغير مستقرة حتى تعرفت على شخص تدبر لها عملاً كبائعة هوى في بيت الملذات الباريسي الراقي ميزون دي راندي فو والذي كان كل زبائنه من الأمراء والأثرياء وعلية القوم. 


مارجريت لورينت خلال عملها كبائعة هوى في باريس

في عام 1917 تعرفت مارجريت على الأمير إدوارد أمير ويلز وولي عهد بريطانيا والملك المستقبلي، والذي كان يقيم في باريس كضابط في القوات البريطانية المشاركة في المعارك على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، انخرط الاثنان في علاقة حب عاصفة، استمرت لنحو العام وانتهت مع مغادرة الأمير إدوارد لباريس بعدما وضعت الحرب أوزارها عام 1918. 

في عام 1922 زارت مارجريت مصر برفقة أحد عشاقها وخلال حفلة في فيلا بالزمالك التقت بالثري علي بيه فهمي الذي كان يصغرها بعشر سنوات، كان علي شاباً متهوراً ورث ثروة طائلة عن والده الراحل، وقد عرفت مارجريت الخبيرة والمتمرسة في عالم الرجال كيف توقع المليونير الشاب في حبائل هواها، ففتن بها حتى الجنون، وطاردها إلى باريس حيث ركع عند قدميها متوسلاً أن تقبل الزواج به، وبالفعل فقد تزوج الشاب الأرعن والغانية اللعوب مدنياً في باريس في كانون الأول ديسمبر 1922  ثم على الطريقة الإسلامية في مصر في كانون الثاني يناير 1923. 


مارجريت في مصر بعد زواجها من علي فهمي

عاش الزوجان في قصر الزوج الفاخر في حي الزمالك، وفي الأول من تموز يوليو سنة 1923 سافر الزوجان إلى لندن في رحلة ترفيهية مع سكرتير خاص وخادمين، وفي العاصمة البريطانية فوجئ الزوج بالسلوك الغير محتشم لزوجته فراح يعنفها ويتشاجر معها حتى وصل به الأمر إلى ضربها في أكثر من مناسبة، في النهاية لم تستطع مارجريت تحمل تلك المشاحنات أكثر من ذلك، فأقدمت صبيحة  يوم العاشر من تموز يوليو على قتل زوجها بعد شجار عنيف دار بينهما بسبب رفض الزوج سفرها إلى باريس لزيارة ابنتها الغير شرعية. 

حظيت محاكمة مارجريت لورينت باهتمام منقطع النظير في مصر وفرنسا وبريطانيا على حد سواء، فأوفدت دار الأهرام أحد صحفييها ليغطي أحداث المحاكمة لحظة بلحظة، في حين بلغ اهتمام العامة في لندن بالقضية أن البعض كان يبيعون مقاعدهم في قاعة المحكمة لمن يرغب مقابل مبالغ مالية كبيرة.


قصر علي فهمي في الزمالك الذي ورثته بعد وفاته أخته عائشة التي كانت متزوجة من عميد المسرح العربي يوسف وهبي واليوم تحول القصر إلى مركز للفنون 

وفي حين كان من المفترض أن تبت المحكمة في القضية سريعاً كونها قضية واضحة لا لبس في أحداثها خاصة أن القاتلة قد اعترفت بجرمها بعد أن القي القبض عليها وفي يدها سلاح الجريمة، إلا أن جلسات المحاكمة حملت مفاجآت غير متوقعة غيرت مسار القضية بشكل كامل، فقد تعاقدت مارجريت مع إدوارد مارشال أحد ألمع المحاميين في لندن آنذاك، والذي كان شهيراً ببلاغته وأدائه المسرحي، فقد حول مارشال موكلته من قاتلة إلى ضحية مسكينة لزوجها الشرقي المتوحش، هكذا وصف المحامي الزوج المغدور بأنه : "وحش تمثل فيه الانحلال والانحطاط الشرقي" وبأنه : "ذو ميول جنسية سادية وغير أخلاقية تجاه زوجته الأوروبية الضعيفة والعاجزة"، وأضاف عارضاً قراءته للقضية : "نحن يا حضرات أمام امرأة غربية اقتيدت بحيلة شرقية ماكرة من قلب الحضارة إلى ظلام الصحراء، لتقضي شهر العسل بين وحوشها وزواحفها، وتعرضت منذ ذلك الحين لمحنة لم تدع لها إرادة وحولتها إلى كائن مذعور خائف، امرأة لم تنو القتل ولم تقتل، بل انطلقت منها رصاصة قتلت ذئبًا بريًا كان يهم بافتراسها، فإذا أردتم أن تسموه قتلا خطأ فهو كذلك، وإذا أردتم أن تسموه دفاعًا شرعيًا عن النفس فهو كذلك".هذا في حين شنت الصحف البريطانية حملة عنصرية منظمة راحت تصف كل الرجال الشرقيين بأنهم برابرة متوحشون، كل هذا أدى لتعاطف المحكمة والرأي العام مع مارجريت التي ظهرت بثوب الحمل الوديع، وبخاصة بعدما نجحت في إخفاء ماضيها المشين عن المحكمة والرأي العام. 


الزوج المغدور علي فهمي

مع نهاية المحاكمة فوجئ الجميع وبخاصة أسرة الزوج المغدور بحكم البراءة الذي أصدرته المحكمة بحق الزوجة القاتلة، بل إن مارجريت رفعت قضية ضد أسرة زوجها طالبت فيها بحقها من ميراثه، لكن المحاكم المصرية رفضت القضية من أساسها. كل هذا جعل الصحافة تصف ما قامت بها مارجريت بالجريمة الكاملة ! فكيف لسيدة أن تقتل زوجها وتعترف بجريمتها ثم تخرج من القضية بالبراءة التامة  ودون أن تقضي ولو يوماً واحداً في السجن ؟! 

عاشت مارجريت بقية حياتها في شقة صغيرة في باريس، في حين احتفظت حتى آخر حياتها بالرسائل الغرامية التي أرسلها لها الأمير إدوار أثناء علاقتهما، يقول المقربون منها أنها كانت تعتبر تلك الرسائل بمثابة تأمين على حياتها، وفي حين يعتقد البعض أن حكم البراءة الذي حصلت عليه مارجريت في قضية قتل زوجها تعود لعنصرية المحكمة وانحيازها للزوجة الأوروبية ضد الزوج الشرقي، إلا أن كثيراً من المؤرخين الذين أعادوا دراسة القضية مؤخراً يعتقدون أن القطبة المخفية في هذه القضية تعود لتدخل صديق قديم للمتهمة ألا وهو الأمير إدوارد للضغط على المحكمة وذلك بعد أن لوحت مارجريت بقدرتها على تفجير فضيحة تهز الأسرة المالكة فيما لو تمت إدانتها من قبل المحكمة البريطانية. 


الملك إدوارد الثامن 

أما في مصر فقد أثرت قصة علي فهمي وزوجته الفرنسية في المجتمع، وأثارت كثيراً من الجدل حول طبيعة العلاقة بين الرجل الشرقي والمرأة الأوروبية خاصة أن كثيراً من المصريين آنذاك وبخاصة طبقة الأثرياء والمتعلمين كانوا متزوجين من أجنبيات، وبذلك أوحت هذه القضية بقصة أول فيلم مصري ناطق صدر عام 1932 وحمل عنوان "أولاد الذوات" ولعب دور البطولة فيه يوسف وهبي (الذي كان متزوجاً من شقيقة علي فهمي السيدة عائشة فهمي)، كما قدم نجيب الريحاني عام 1934 فيلماً آخر حمل عنوان "ياقوت" تناول القضية ذاتها. 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

دولت فهمي : ضحت بسمعتها في سبيل الثورة وراحت ضحية "جريمة شرف" !



لعبت المرأة المصرية دوراً أساسياً في ثورة 1919

بين دفات كتب التاريخ أسماء وأحداث منسية سقطت سهواً أوعمداً من تاريخنا في حين كان الأجدر بنا أن نخلدها بأحرف من ذهب لما فيها من صور التضحية والبطولة والوطنية الحقة. وقصة دولت فهمي واحدة من تلك القصص. 

في عام 1919 اندلعت الثورة في مصر على خلفية منع  سلطات الاحتلال البريطاني الوفد المصري برئاسة سعد زغلول من السفر لعرض قضية استقلال مصر على مؤتمر الصلح الذي انعقد في باريس وضم الدول المنتصرة عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى. وقد ترافقت الثورة مع تشكيل عدة منظمات سرية لتحريض الجماهير ومناهضة الاحتلال، وكانت جمعية "اليد السوداء" واحدة من أبرز تلك الجماعات، حيث جعلت الجماعة واحداً من أهدافها اسخدام العنف الثوري كوسيلة لترهيب أعداء الثورة بخاصة المصريين المتعاونين مع قوات الاحتلال. 


سعد باشا زغلول 

في يوم 22 شباط - فبراير 1920 رمى عضو جماعة "اليد السوداء" عبد القادر شحاتة قنبلة على وزير الأشغال المهندس محمد شفيق باشا أثناء مرور موكبه في ناحية غمرة بالقاهرة، وفرّ هارباً، لكن الشرطة التي حاصرت المنطقة ألقت القبض عليه، وسرعان ما تعرّف وزير الأشغال الذي نجا من الحادث على شحاتة الذي قال في التحقيقات : "أنا الذي ألقيت القنبلة لقتل محمد شفيق باشا لأنه قبل منصب وزير الأشغال بعد استقالة إسماعيل سري باشا، بعد أن رفض أي مصري أن يقبل هذا المنصب". 

لكن السطات العسكرية البريطانية لم تكتف بهذا الاعتراف الصريح، بل كان هدفها إثبات أن الحادث مؤامرة كبرى تقف ورائها منظمة ثورية، لذلك راحت تضغط على شحاتة بكل السبل للاعتراف بأسماء شركائه، لكن شحاتة ظل صامداً. وقد ركز المحققون على نقطة أساسية وهي معرفة المكان الذي كان يبيت فيه شحاتة، حيث أنه كان قبل هذه العملية مطلوباً للسطات بسبب أعمال ثورية قام بها في المنيا، لكن شحاتة لم يستطع الإجابة على هذا السؤال، حيث أن إفشاء إسم الشخص الذي كان يبيت عنده سيعرض التنظيم بكامله للخطر. عند هذه النقطة تلقى شحاتة رسالة من خارج السجن تفيد بأن سيدة تدعى دولت فهمي، تعمل ناظرة في مدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات ستتقدم للشهادة وتقول أنه عشيقها وأنه كان يبيت عندها ليلاً، وإنه يجب أن يدلي بنفس الشهادة رغم أن هذا يسيء إلى سمعة كل منهما، لكنها تضحية لا بد منها في سبيل القضية. وعندما استدعى النائب العام شحاتة مجدداً للتحقيق سأله عن مكان مبيته، فأجاب وهو يُظهر الخجل: "كنت أبيت عند السيدة دولت فهمي، ناظرة مدرسة الهلال الأحمر". وعلى الفور، أصدر النائب العام أمراً بالقبض على دولت فهمي، فجاءت إلى النيابة مكبلة بالحديد، ودخلت إلى غرفة النائب العام، واندفعت باتجاه شحاتة، وقبلته وقالت له: "حبيبي! حبيبي!"، وأفادت بأنه عشيقها وأنه كان يبيت في منزلها.


دولت فهمي

حاول الإنكليز بكل الوسائل إغراء السيدة لتغير شهادتها وتنكر معرفتها بشحاتة إلا أنها رفضت وأصرت على الشهادة "الفضيحة" ! فمنعت بذلك السلطات العسكرية البريطانية من معرفة باقي أعضاء الجماعة السرية. حكمت المحكمة العسكرية البريطانية على شحاتة وزميله عباس حلمي بالإعدام شنقاً، ولكن بعد ذلك استُبدل الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة التي أمضى شحاتة أربع سنوات منها في سجن طره إلى أن أفرج عنه الزعيم سعد زغلول عام 1924.

لم يرَ شحاتة دولت فهمي منذ أن قبّلته في غرفة النائب العام. وعندما خرج، بحث عنها في كل مكان، حيث رأى أن من واجبه أن يتزوج منها بعد أن ضحت بسمعتها لأجله ولأجل قضية بلادها، فسأل عنها رفاقه لكنهم طلبوا منه ألا يسأل عنها مرة أخرى، لكنه أصرّ وتابع بحثه حتى علم أن أهلها في المنيا قتلوها في "جريمة شرف" بعدما علموا برواية مبيتها معه.

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 17 أبريل 2019

فرانكا فيولا : قصة المرأة التي قالت لا !



في عام 1965 تعرضت فتاة ايطالية تبلغ من العمر 17 عامأً للاغتصاب، إسم الفتاة فرانكا فيولا من جزيرة صقلية، أما الجاني فعضو في المافيا المحلية يدعى فيليبو ميلوديا، هذه الجريمة كان من الممكن أن تمر مرور الكرام لو أن فرانكا كغيرها من الفتيات انصاعت للقوانين المحلية وللأعراف والتقاليد الإجتماعية المحافظة في جزيرة صقلية والتي تقضي بأن تتزوج الفتاة بالشاب الذي افقدها عذريتها حتى لو اغتصاباً، لتسقط عنه بذلك تهمة الاغتصاب، لكن فرانكا قالت لا ورفعت راية التحدي في وجه قانون ذكوري ومجتمع متخلف حتى أصبحت رمزاً لحرية وكرامة المرأة الإيطالية.

ولدت فرانكا في بلدة الكامو الريفية بصقلية لأب يعمل مزارعاً، وفي سن 15 عاماً  تمت خطبتها من فيليبو ميلوديا، ابن أخ عضو المافيا فينسينزو ريمي، البالغ من العمر 23 عاماً، وحين تم القبض على ميلوديا بتهمة السرقة قررت الأسرة فسخ الخطوبة،  ثم سافر ميلوديا بعد ذلك إلى المانيا الغربية، وخلال 1965 تمت خطبة فيولا من رجل أخر، لكن  ميلوديا عاد إلى الكامو وحاول الرجوع إلى فيولا دون جدوى، فراح يطاردها في كل مكان حتى أنه قام بتهديد والدها وخطيبها.

خلال الساعات الأولى من يوم 26 كانون الأول ديسمير 1965، أقتحم ميلوديا وعدد من المسلحين منزل فيولا وقاموا بإختطافها، اقتاد ميلوديا فيولا إلى منزل شقيقته الواقع في ضواحي البلدة حيث قام باغتصابها، ثم أخبرها أنها أصبحت الآن ملزمة أن تتزوج منه وإلا سوف تصبح إمرأة عديمة الشرف وسوف يطاردها العار هي واسرتها طيلة حياتها، لكن فيولا رفضت، وبعد اسبوع واحد يوم 2 كانون الثاني يناير 1966 وجدت الشرطة فيولا وقامت بإلقاء القبض على المختطف. 


خلال المحاكمة عرض ميلوديا الزواج على فيولا، لكنها رفضت مجدداً، اختيارها هذا طبقاً لأعراف المجتمع المحلي كان يعني أنها ستصبح "امراة فاسقة"، فقد فقدت عذريتها دون زواج، هذه المفاهيم الرجعية لم تكن مقصورة على صقلية أو المناطق الريفية فقط، فقد كانت مكرسة حتى في قانون العقوبات الإيطالي في ذلك الوقت، حيث تنص المادة 544 على مساواة الاغتصاب بجريمة ضد "الأخلاق العامة" بدلا من كونها جريمة شخصية، مضيفة الطابع الرسمي على فكرة "إعادة التأهيل عن طريق الزواج"، مشيرة إلى أن المغتصب الذي يتزوج من ضحيته تُبطل جريمته تلقائياً.

تعرضت عائلة فيولا للنبذ والاضطهاد من قِبل أبناء المدينة بعد تحدي فيولا للأعراف السائدة ورفضها الزواج من مغتصبها، حيث قاموا بحرق مزرعة العائلة، وقد حظيت هذه الأحداث والمحاكمة على صدى واسع في وسائل الإعلام الإيطالية، حتى وصل الأمر إلى البرلمان نفسه، حيث بدا أن هنالك تياراً واسعاً في البلاد يدعم موقف فيولا ويتبنى أفكاراً تقدمية معارضة للأعراف والتقاليد السائدة.

بغية تبرئة موكلهم حاول محامو ميلوديا إثبات أن فيولا وافقت على الهروب معه بدافع "الزواج سراً"، لكن المحاكمة أقرت بأن ميلوديا مذنب، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، في حين حصل أصدقاؤه الذين ساعدوه في عملية الخطف على أحكام مخففة،  وفي عام 1976 خرج ميلوديا من السجن، وبعدها بعامين قتل على يد أعضاء آخرين في المافيا الصقلية. 


بعد عامين من المحاكمة التي هزت إيطاليا في كانون الأول ديسمبر 1968 تزوجت فرانكا فيولا من جوزيبي روزي خطيبها الذي ظل داعماً لها طوال الأزمة التي مرت بها مع أسرتها، والذي لم يأبه لكل التهديدات التي تعرض لها، وقد عبر كل من الرئيس الإيطالي جوزيبي ساراغات والبابا بولس السادس عن مدى تقديرهم لشجاعة فرانكا فيولا وتضامنهم معها هي وزوجها، حتى أن الرئيس ساراغات قام بإرسال هدية رمزية لهم يوم زفافهم، كما إستضافهم البابا في جلسة خاصة، وقد أنجبت فيولا ثلاثة أطفال ولاتزال تعيش مع زوجها في الكامو.

ورغم الضجة التي أثارتها قضية فرانكا فيولا  إلا أن المادة القانونية التي تنص على بطلان جريمة الاغتصاب في حال تزوج المغتصب من ضحيته ظلت على حالها دون تغيير، ولم يتم إلغاؤها إلا في عام 1981.

شجاعة فرانكا فيولا وتحديها للأعراف والقوانين البالية شكلت مادة خصبة أثارت مخيلة الكتاب والسينمائيين حيث تم تقديم العديد من الأفلام والكتب التي تناولت سيرة تلك الشابة الجميلة التي غيرت شجاعتها عقلية مجتمع بأكمله وساهمت بتحرير النساء في بلدها من العادات والتقاليد البالية، مثل الفيلم الإيطالي "الزوجة الأجمل" عام 1970، والفيلم الفرنسي"فيولا" عام 2017.

شاهد أيضاً :

الأحد، 24 مارس 2019

حكاية فيكتور عواد المرعبة : أول قاتل متسلسل في تاريخ لبنان !



في عام 1948 اهتز حي الجميزة البيروتي على وقع جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها مومس تدعى أنطوانيت نجار، القاتل التقى القتيلة في حانة قبل أن يصطحبها إلى منزل قريب قام باستئجاره حيث عاشرها هناك قبل أن يقوم بخنقها ثم بقطع رأسها الذي وجده المحققون مخبئاً في بيت المونة ! 

بعد هذه الحادثة شهدت الجميزة حادثة قتل ثانية، إسم الضحية جوزيف عوّاد والقتل كان بقصد السرقة هذه المرة، ولم تكد تمر بضعة أسابيع حتى استفاقت الجميزة على وقع جريمة جديدة ضحيتها الآنسة إيميلي عنطوري، هذه المرة قام القاتل بخطف ضحيته إلى منزل مهجور حيث قام بقتلها وسرقة مصاغها الذهبي !

ثلاث جرائم في ظرف بضعة أشهر، والجاني لا يزال حراً طليقاً، هكذا تسرب الرعب إلى شوارع بيروت في تلك الشهور من عام 1948، وهي المدينة التي لم تكن تشهد جرائم قتل إلا فيما ندر، لكن قوات الدرك تمكنت أخيراً من كشف الفاعل وذلك بالاعتماد على السلاح الذي استخدمه في جريمته الأخيرة، حيث أقدم على إطلاق أربع عيارات نارية من مسدس "كولت 12" على ضحيته إيميلي عنطوري. 

إسم القاتل فيكتور حنا عواد من بلدة فتري قضاء جبيل، يعمل في حانوت لبيع الفحم، متزوج من نهاد عواد التي تعمل خادمة وليس لهما أطفال، شخصية فيكتور عواد غريبة مثيرة للجدل، فقد تطوع في شبابه في "جيش الشرق" الذي أسسه الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان، وتم صرفه منه بتهمة السرقة، حيث قضى عدة سنوات في السجن كتب خلالها مذكراته التي استند عليها محاميه موسى برنس في كتابه "ذهب ودم"، لذلك فقد أطلق عليه لقب "السفاح الأديب" ! 

ولد فكتور عواد في شباط فبراير من عام 1922، توفي والداه وهو طفل فتم إرساله إلى ميتم اللعازرية في بيروت، لكنه طرد منه بعد أن قام بسرقة صندوق النذور الخاص بالكنيسة، بعدها عاد فكتور إلى بيت عمه في فتري، ودرس في أحد معاهد بيروت حتى نال الشهادة المتوسطة، ثم تطوع في "جيش الشرق" وهناك شكل عصابة مع مجموعة من رفاقه حيث كانوا يقومون بالسطو على بعض "السهيرة" في ليل بيروت عقب خروجهم من الحانات والمواخير في وقت متأخر من الليل، ثم راحوا يسرقون الأسلحة والمؤن من ثكنات "جيش الشرق"، حتى كشف أمرهم، فحكم على فكتور عواد بالسجن 10 سنوات، لكنه خرج من السجن قبل أن يكمل المدة بعد أن شمله عفو عام. 

في كتابه "ذهب ودم" يتحدث المحامي موسى برنس عن السفاح عواد ويحاول تحليل تلك الشخصية الغريبة والمعقدة فيقول : "ان من امعن النظر في شخصية فيكتور عواد وسمع اقوال من عاشره وعايشه يرى ان هذا الرجل كان غريباً في ميوله وطباعه، وإذا كانت هناك اشياء تميزه عن سواه من الناس فهناك ولا شك أشياء أخرى قد لا يعيرها المرء أي اهتمام لولا بروز صاحبها في عالم الاجرام، لقد كان فيكتور عواد قليل العناية بهندامه لا يعبأ به ابداً، ونحن لا نعلم ما إذا كان هناك أناس يكرهون الثياب كرهه لها. ومن غريب ما روي عنه في هذا الصدد أنه عندما أراد ان يرد زيارات الاقرباء والاصدقاء الذين جاؤوه مهنئين بزفافه ارتدى ثيابا عتيقة ممزقة، ونفش شعره فبدا وكأنه ذاهب الى مستودع «الفحم والجماجم» لا الى زيارة الناس".

ويضيف برنس : "والأغرب من ذلك انه لم يكن يخاف شر الأعاصير فيقي نفسه من برد الشتاء اللاذع وعواصفه الهوجاء، وكأن ايمانه بالحظ قاده الى الكفر حتى بالواقع المحسوس، فكان ينهض صيفاً وشتاءً وفي كل صباح «بالبروتيل» غير عابئ بتقلبات الطبيعة ولا بهبوب الرياح القارسة، وكأن شخصيته الشريرة أرادت ان تتمرد حتى على الطبيعة القاسية وأن تسخر حتى من الفلك العاتي الجبار، واذا ما تطرقنا الان الى تصوير هذا الرجل الغريب وتصرفاته نجده موضوع درس ذا اهمية كبيرة خاصة للعالم النفساني الذي يريد جلاء شخصية عجيبة، فبينما نراه رقيق الشعور هادئاً إذا به ينقلب الى وحش يحكّم في فريسته يديه المجرمتين ويلقيها في كيس من اكياس فحمه جثة هامدة ممزقة الأوصال، ثم يعود مرتاح البال كأنه لم يأت على ضحيته ولم يبعثرها أشلاء ودماء في بطن الارض الواسع الراغب في كل شيء".

ويتابع قائلاً : " كان عواد شرس الطباع لا تستطيع ان تتصوره عندما يثور اذ يصر باسنانه وتجحظ عيناه فيخيل اليك انك امام ذئب لا انسان، وهو بالرغم من ارتكابه جرائمه هذه لم يكن يحب الدم، بل كان ينفر منه نفور المجتمع منه، ومن غريب ما حدث ان احدى جاراته جاءته يوماً بدجاجة ليذبحها لها فرفض قائلا «ما لي قلب!» وهو لم يكن يكره الدم فحسب، بل كان يكره كل ما يرمز اليه ايضاً، ومما روته لنا احدى قريباته انه رآها ذات يوم ترتدي فستانا احمر فهجم عليها وضربها ضرباً مبرحاً وهددها بالقتل اذا عادت فلبسته، ومنذ ذلك الحين لم تعد تجرؤ على ارتدائه ابدا فاحتفظت به في خزانتها".

"ومن كان على شاكلة فيكتور عواد مجرماً يكون في معظم الاحيان ملحداً لا يؤمن بالله ولا بالآخرة، أما هذا وان لم يكن يحب الصلاة ولا القديسين، فقد كان يكنّ لاحدهم، مار انطونيوس، حباً عظيماً يتجلى في صلواته له وتبرعاته لصندوق الكنيسة التي تحمل اسمه، فقد كان يأتيه دائما بالشمع والزيت والبخور. ولم يكتف بذلك بل اشترى له ايضا «اجة» يأتمنها في كل مساء على شيء من النقود، حتى اذا امتلأت كسرها وجاء بما فيها الى مار انطونيوس يلقيه بين يديه، ولسنا نعلم السبب الذي كان يحمله على هذا التعبد الخاص لمار انطونيوس، فلعله انتقاه شفيعاً وأراد التعبد له كفارة عن ذنوبه وآثامه". 

"وكان يتبرم بابنة العنقود فهو لا يحبها كثيراً ولا يشربها الا في مناسبة، ولكم عاد الى منزله بعد ان غسل يديه من دم ضحيته وترحم عليها على مسمع من الناس ولعن قاتلها،  لكم عاد وطلب الى زوجته ان تهيئ له «تزكة» عرق وقليلا من «التبولة» يتناولها، وهو يعبث بعوده مرقصاً كلبه على أنغامه وكأنه في حفلة عرس، وقد اضحى القتل عنده عرساً، هكذا كان يفكر دائماً ويخفي اسراره في قلبه وكأنه عمل بالمبدأ الذي جاهر به امام رئيس محكمة الجنايات ابان محاكمته يوم سأله: كيف اقدمت على ارتكاب جرائمك وحدك يا فيكتور؟ فأجاب: سيدي الرئيس، فعلت ذلك لعلمي: «ان كل سر جاوز الاثنين شاع»، ولذا ظلت اعماله مخفية الى ان كشفت دفعة واحدة وهو موقن من أن مرور الايام قد أتى على آخر اثر من آثارها".

في يوم 31 كانون الثاني يناير 1949 نفذ حكم الإعدام في فكتور عواد شنقاً في باحة القصر العدلي في بيروت على مرأى ومسمع المئات ممن جاؤوا ليشاهدوا السفاح الذي روع مدينتهم لأشهر، وقد طلب قبل شنقه أن يودع محاميه موسى برنس، فعانقه بحرارة وسط شتائم الحاضرين وبخاصة أهالي ضحاياه. 

شاهد أيضاً :

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

أسرار لا تعرفها عن فيلم "باب الحديد"



شكل فيلم "باب الحديد" إنتاج 1958 علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية وسينما المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث أن الأبعاد النفسية لشخصيات الفيلم، وبخاصة شخصية "قناوي" الفتى الأعرج الذي يدفعه الكبت الجنسي ومشاعر الغيرة لارتكاب جريمة قتل مروعة مسرحها محطة القطارات التي يعمل فيها كبائع صحف، أخرجت الفيلم من عباءة الأفلام الكلاسيكية الساذجة التي كانت تعتمد على كليشيهات سينمائية محفوظة ومكررة، وأحلت مكانها نوعاً من الواقعية سواء في شخوص العمل أو حتى في مكان التصوير نفسه، حيث خرج شاهين من استديوهات التصوير المغلقة إلى محطة مصر المكتظة بالناس والشخصيات. 

"أنتيكا" تستعرض معكم بعضاً من الحقائق المثيرة للاهتمام والتي لا يعرفها كثيرون حول هذه الأيقونة السينمائية الخالدة :

- كان "باب الحديد" مهدداً بعدم الترخيص للسيناريو من قبل وزارة الداخلية، إذ وصل إلى إدارة الرقابة خطاب يحمل صفة "سري وعاجل" صادر من إدارة الأمن العام في وزارة الداخلية، يطلب من الرقابة رفض السيناريو ومنع إجازته نهائياً، بحجة أن العمال وقتها كانوا قد دخلوا في مواجهة مفتوحة مع نظام ثورة يوليو، بعد إعدام ثلاثة من زملائهم، والفيلم يحرض العمال على إنشاء نقابات للحصول على حقوقهم في مواجهة السلطة، إلا أن الرقابة كانت قد وافقت على السيناريو بالفعل قبل وصول خطاب الأمن العام،  ما أوقع الأديب الراحل يحيى حقي مدير الرقابة وقتها في مأزق، خشية رفع شاهين دعوى قضائية ضد الرقابة ووزارة الثقافة ومطالبتها بتعويض مادي وأدبي، ولحسن الحظ مر تصوير الفيلم بسلام، لكن يوم عرضه سينمائياً على الرقابة لإجازته، نشبت معركة كلامية عنيفة بين يوسف شاهين ومندوب وزارة الداخلية، بعدما طلب منع المشهد الذي يتحدث عن ضرورة تكوين نقابة للشيالين لحمايتهم من استغلال البلطجية، إلا أن شاهين أصر على وجوده استناداً إلى أن القانون يجيز شرعية تكوين النقابات العمالية.

- كان المخرج يوسف شاهين قد اختار الفنان محمد توفيق ليقوم بدور "قناوي"، حتى أن الفنان المذكور تقاضى فعلاً خمسين جنيهاً كعربون للدور، غير أنه فوجئ لاحقاً بأن الفنانة هند رستم قد أقنعت يوسف شاهين بأنه خير من قد يقوم بهذا الدور، وبالفعل استبعد محمد توفيق عن العمل ووقف يوسف شاهين أمام الكاميرا لأول مرة كممثل. 



- أسند المخرج يوسف شاهين دور "أبو سريع" للوجه الجديد آنذاك محمود مرسي، ليكون أول أدواره الرئيسية في السينما المصرية، إلا أن ضعف الأجر المعروض للدور جعل محمود مرسي يتراجع عن الظهور في الفيلم، فأسند الدور للفنان فريد شوقي بدلاً منه. 

- عند عرضه لأول مرة عام 1958 لاقى فيلم "باب الحديد" فشلاً جماهيرياً كبيراً حيث رفض الجمهور الإقبال عليه رغم وجود أسماء لامعة في قائمة أبطال الفيلم أبرزهم فريد شوقي "ملك الترسو" آنذاك، ولم يلاق الفيلم الصدى المطلوب إلا لدى طبقة المثقفين، فتم رفعه من دور العرض بعد طرحه بمدة قصيرة، ما أصاب مؤلفه عبد الحي أديب ومخرجه يوسف شاهين بحالة من الإحباط الشديد، إلا أن الجمهور أعاد اكتشاف العمل بعد سنوات طويلة فأعيد الاعتبار لفيلم "باب الحديد" باعتباره واحداً من أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية.

- وضع الموسيقى التصويرية للفيلم الملحن والمؤلف الموسيقي الكبير فؤاد الظاهري الذي مزج أصوات عدة آلات موسيقية مع أصوات القطارات للإيحاء بأجواء ملحمية درامية، وقد وضع فؤاد الظاهري إلى جانب موسيقى "باب الحديد" الموسيقى التصويرية لعدد من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية مثل : "رد قلبي"، "الزوجة الثانية"، و"أميرة حبي أنا".

- تسبب فيلم "باب الحديد" بوقوف يوسف شاهين أمام محكمة الجنح بتهمة التمثيل ! حيث تقدمت نقابة المهن التمثيلية بشكوى ضده للنيابة وذلك لمزاولته مهنة التمثيل دون انضمامه للنقابة أو الحصول على تصريح منها بالتمثيل، ما عرض يوسف شاهين لعقوبة الحبس ثلاثين يومًا مع غرامة خمسين جنيهًا.




شاهد أيضاً :

الخميس، 14 سبتمبر 2017

10 أفلام عربية مستوحاة من أحداث واقعية


 1.فيلم "اللص والكلاب" (1962): المأخوذ عن رواية للكاتب نجيب محفوظ والذي يعتبر واحداً من أفضل الأفلام في تاريخ السينما العربية استقى أحداثه من قضية محمود امين سليمان السفاح الشهير الذي شغلت قضيته الرأي العام في مصر لعدة أشهر مطلع عام 1960 قبل أن يقتل على يد رجال الشرطة

2. فيلم "ريا وسكينة" (1952) : من إخراج صلاح أبو سيف، و بطولة: أنور وجدي، فريد شوقي، نجمة ابراهيم، وزوزو حمدي، قصة الفيلم مستوحاة من قضية السفاحتين ريا وسكينة اللتين تزعمتا عصابة روعت مدينة الإسكندرية مطلع العشرينات حيث كانت تقوم بخطف النساء و قتلهن بقصد سرقة ما يرتدينه من مصاغ ذهبي

3. فيلم "الكرنك" (1975): عن رواية بنفس العنوان للكاتب نجيب محفوظ، يقول نجيب محفوظ في إحدى حواراته التلفزيونية أنه استقى قصة الرواية من لقاء تم بالمصادفة في أحد المقاهي بينه وبين حمزة البسيوني المدير السابق للسجن الحربي في الستينات والذي اشتهر بممارسة التعذيب ضد السجناء السياسيين

4. فيلم "النمر الأسود" (1984): من بطولة النجم أحمد زكي، قصة الفيلم تم استيحائها من حياة الشاب المصري محمد حسن الذي احترف الملاكمة في المانيا بعد مشوار كفاح رواه الفيلم بكل تفاصيله 

5. فيلم "ليلة بكى فيها القمر" (1980): من بطولة صباح وحسين فهمي، أحداث الفيلم مستوحاة من قصة صباح مع زوجها السابق الفنان المسرحي اللبناني وسيم طبارة الذي كان يصغرها سناً وقد انفصلت عنه بعد أن اكتشفت خيانته لها

6. فيلم "أريد حلاً" (1975): من بطولة رشدي أباظة و فاتن حمامة، تدور قصة الفيلم حول سيدة تُقرر بعد أكثر من 20 سنة زواج الانفصال عن زوجها الدبلوماسي السابق إلا أن زوجها يرفُض تطليقها، ما يضطرها لرفع قضية تستمر في المحاكم فترة طويلة قبل أن ترفض المحكمة الدعوى، خطرت فكرة الفيلم لفاتن حمامة نتيجة بقاءها مُعلّقة مدة 20 عامًا في زواجها من عمر الشريف الذي رفض تطليقها حُبًا فيها بينما كانت هي ترفض مغادرة مصر و اللحاق به لحلم العالمية، و حين وقع الطلاق أخيراً عام 1974 تحدثت فاتن حمامة للصحفية حُسن شاه وطلبت منها كتابة فيلم يتناول مشاكل النساء المٌعلقات وأزمات مابعد الطلاق

7. فيلم "الفهد" (1972): واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما السورية وأنجحها جماهيرياً، من إخراج نبيل المالح، بطولة: أديب قدورة وإغراء، الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الإسم للروائي حيدر حيدر، و الرواية و الفيلم مستوحيان من قصة حقيقة وقعت في ريف مدينة مصياف السورية الواقعة في محافظة حماة، حيث ظهر أواخر الأربعينات بطل شعبي يدعى أبو علي شاهين تمرد على سلطة الأقطاعيين وخاض معارك عديدة مع رجال الدرك حتى اعتقل أخيراً و أعدم في اللاذقية عام 1949



8.  فيلم "الجزيرة" (2007): من بطول النجم أحمد السقا والفنانة التونسية هند صبري، الفيلم مستوحى من قصة حياة عزّت حنفي تاجر المخدرات والسلاح الذي سيطر على 280 فدّان في جزيرة النخيلة بمحافظة أسيوط حيث قام بزراعتها بالبانجو إلى أن تم القبض عليه في 2004 بعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة المصرية على الجزيرة، حيث تمت محاكمته و أعدم مع شقيقه عام 2006

9. فيلم "المرأة والساطور" (1996): من بطولة نبيلة عبيد وأبو بكر عزت، تدور أحداث الفيلم حول أرملة شابة توفى زوجها وترك لها ميراثًا كبيراً تسقط في براثن محتال يدَّعي أنه مُدير مكتب رئيس الوزراء فتتزوجه وتمنحه توكيلاً رسمياً يُمكِّنه من الإستيلاء على كل ممتلكاتها، فتُقرر الانتقام منه حيث تقتله وتُقطع جسده بالساطور قبل أن تتخلص من أشلائه برميها في أماكن مُتفرقة، القصة مأخوذة عن حادث شهير وقع بالفعل عام 1989 وتم الحكم على بطلته بالسجن مدة 25 عاماً


10. فيلم "موت سميرة" (1985): من بطولة رغدة، كمال الشناوي، إلهام شاهين، و يوسف شعبان، قصة الفيلم مستوحاة من قضية سميرة مليان المطربة المغربية الشابة التي انتحرت برمي نفسها من شرفة شقة الموسيقار بليغ حمدي عام 1984، ما أثار وقتها قضية تسببت بمغادرة بليغ حمدي مصر لسنوات قبل أن يعود مطلع التسعينات و تثبت المحكمة برائته من القضية.


شاهد أيضاً:

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

بعض أكثر الكتب تطرفاً ألفها أصحابها داخل السجون!


يعلم كل من تصدى لتأليف الكتب بأنها مهمة صعبة تحتاج إلى صفاء ذهني وتوازن نفسي وفكري لا يتوفر عادة إلا في مناخ ينطوي على الحد الأدنى من الهدوء والأمان، وهو أمر يصعب أن يتوفر إلا فيما ندر لدى نزلاء السجون والمعتقلات، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن نجد أن بعض أكثر الكتابات تطرفاً في التاريخ قد خرجت إلينا من غياهب السجون وزنازينها المظلمة، سواء كان التطرف الذي احتوته هذه الكتب دينياً أوسياسياً أو حتى جنسياً، ومن هذه الكتب اخترنا لكم ثلاثة أمثلة معروفة تنتمي إلى مراحل زمنية مختلفة:


1. معالم في الطريق (سيد قطب)


ألف الكاتب الإسلامي وعضو جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب هذا الكتاب خلال مكوثه في السجن بعد حملة الاعتقالات التي طالت أفراد الجماعة إثر اتهام أحد أعضائها بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة عام 1954، حيث مكث قطب في السجن لنحو عقد من الزمن حتى خروجه منه بعفو صحي و بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف عام 1964، الكتاب احتوى أفكار سيد قطب حول بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، وقد ركز فيه بشكل خاص على مفهوم حاكمية الله، والذي يعني أن التشريع من اختصاص الله وحده، وأن على الأنظمة أن تخضع في قوانينها وتشريعاتها لحاكمية الله وإلا وقعت في الشرك.

أفكار سيد قطب هذه اعتبرها كثيرون مغالية ومتطرفة حيث أنها تقود عند تطبيقها على الأنظمة والمجتمعات المعاصرة إلى اعتبارها جميعها كافرة، حتى داخل جماعة الإخوان نشأ تيار معارض لأفكار قطب وآخر متحمس لها عرف بالتيار القطبي، وهو انقسام ما تزال آثاره بادية داخل الجماعة حتى يومنا هذا.

الكتاب صدر لأول مرة عام 1964 عن مكتبة وهبة في عدد محدود من النسخ قبل أن يتم لاحقاً سحبه من الأسواق بعد أن تنبهت السلطات لخطورته، لكن الكتاب اكتسب في العقود اللاحقة أهمية كبيرة لدى جماعة الإخوان و غيرها من التيارات الجهادية خاصة إثر إعادة اعتقال مؤلفه وإعدامه على يد السلطات المصرية عام 1966 بعد اتهامه بقيادة تنظيم سري مسلح، كان ينوي اغتيال رئيس الجمهورية وشن عمليات تخريبية ضد المصالح الحكومية والمنشآت العامة.

اليوم يعتبر كثير من الباحثين في تاريخ التيارات الإسلامية هذا الكتاب المرجع الذي قامت على أساسه أفكار معظم جماعات العنف الديني والسلفية الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة، الذي خرج زعيمه الحالي المصري أيمن الظواهري أساسأً من عباءة الإخوان المسلمين، وتحديداً من التيار القطبي في الجماعة.


2. كفاحي (أدولف هتلر)


ألف الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" خلال مكوثه في سجن لاندسبرج إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب عام 1923 ضد حكومة فايمار، حيث صدرت النسخة الأولى من الكتاب بعد خروج هتلر من السجن عام 1925، وقد روى فيه قصة نشأته وشبابه المبكر في فيينا، وذكرياته عن الحرب العالمية الأولى التي خدم خلالها كجندي في الجيش الألماني على الجبهة الغربية، كما شرح فيه مبادئه وأفكاره وخطته لإقامة الرايخ الألماني الثالث، حيث ألقى باللائمة في هزيمة المانيا في الحرب على اليهود والشيوعيين الذين وعلى حد تعبيره طعنوا الجيش الألماني في الظهر في وقت كان قد أوشك فيه على تحقيق الانتصار في الحرب، كما دعا في الكتاب إلى تمزيق معاهدة فرساي التي جلبت على المانيا الذل والمهانة، وأكد على تفوق الجنس الألماني وضرورة الحفاظ على نقاءه من خلال منع اختلاطه بالأجناس الأدنى وخاصة اليهود.

في البداية ظل الكتاب مغموراً ولم تبع منه إلا بضع آلاف من النسخ داخل المانيا، ولكن وبعد وصول هتلر وحزبه النازي إلى السلطة عام 1933 أصبح الكتاب مطلوباً في المانيا وخارجها، فطبعت منه ملايين النسخ ووزع في مختلف أنحاء المانيا، كما ترجم إلى لغات أجنبية عديدة ووزع في العديد من بلدان العالم.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بهزيمة المانيا المدوية وانتحار هتلر مع زوجته ايفا براون وسط أنقاض مبنى المستشارية ببرلين، تم الكشف عن الفظائع التي ارتبكها النازيون داخل معسكرات الاعتقال بوحي من أفكار هتلر العنصرية، فتم لعقود لاحقة حظر الكتاب في المانيا والعديد من دول العالم باعتباره يحض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية.


3. 120 يوم في سدوم ( الماركيز دو ساد)


ألف النبيل الفرنسي وفيلسوف السادية الماركيز فرانسوا دو ساد هذه الرواية التي تعرف أيضاً باسم "مدرسة الخلاعة" عام 1785 خلال مكوثه في سجن الباستيل الشهير بباريس بأمرملكي بسبب فضائحه الأخلاقية.

تتناول الرواية قصة أربعة رجال أثرياء يقررون أن يقوموا بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسي، وذلك بأن يعزلوا أنفسهم مدة أربعة أشهر في قلعة نائية في منطقة سان مارتن دي بيلفيل في فرنسا، برفقة ست وثلاثين ضحية من الذكور والإناث معظمهم من المراهقين، و قد ذهب دو ساد في هذه الرواية بعيداً في وصف الممارسات الجنسية الشاذة ومشاهد التعذيب الجسدي.

المخطوطة الأصلية للكتاب كانت قد اختفت إثر قيام الثورة الفرنسية وقيام الثوار باقتحام الباستيل، ولسنوات طويلة ساد اعتقاد بأن المخطوطة قد ضاعت للأبد، قبل أن يعاد اكتشافها في برلين مطلع القرن العشرين على يد أحد هواة جمع المخطوطات النادرة، حيث طبعت لأول مرة في فرنسا عام 1904، كما تم تحويلها عام 1975 إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي بيير باولو بازوليني، و قد تم حظرالرواية والفيلم على حد سواء في العديد من دول العالم بسبب محتواهما الجنسي والعنيف.

شاهد أيضاً: 

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

الشخصيات الحقيقية لمسلسل ناركوس حول حياة امبراطور المخدرات بابلو اسكوبار


 امبراطور المخدرات الكولومبي  بابلو اسكوبار قام بدوره في المسلسل الممثل البرازيلي واغنر مورا

زوجة  بابلو اسكوبار ماريا فيكتوريا هيناو أطلق عليها في المسلسل إسم "تاتا" وقامت بدورها الممثلة المكسيكية باولينا غايتن 

عشيقة بابلو اسكوبار الصحفية فرجينيا فاليجو أطلق عليها في المسلسل إسم "فاليريا فيليز" وقامت بدورها الممثلة الأمريكية ذات الأصول المكسيكية ستيفاني سيغمان 

عميلا مكافحة المخدرات الأمريكيان ستيف مورفي وخافيير بينيا قام بدورهما في المسلسل كل من الممثل الأمريكي بويد هولبروك والممثل الأمريكي ذي الأصول التشيلية بيدرو باسكال  

الرئيس الكولومبي سيزار جافيريا قام بدوره في المسلسل الممثل المكسيكي راوول مينديز 


ابن عم بابلو اسكوبار وذراعه اليمنى جوستافو جافيريا قام بدوره في المسلسل الممثل الكولومبي خوان بابلو رابا


شاهد أيضاً: 

الأحد، 16 يوليو 2017

الأيام الأخيرة في حياة ريا و سكينة !


اختفاء 17 سيدة في ظروف غامضة ! حدث جلل شغل الرأي العام في مصر و الإسكندرية بشكل خاص بداية عشرينيات القرن الماضي، إلى أن تمكن البوليس من إلقاء القبض على الشقيقتين ريا وسكينة اللتين اتهمتا مع مجموعة من المساعدين باستدراج و قتل ضحاياهم من السيدات بغرض السرقة. 

المحكمة قامت بتوجيه تهم القتل العمد والسرقة لكل من ريا و زوجها حسب الله، و سكينة و زوجها عبد العال، و أربع أشخاص آخرين يدعون شكير و حسبو وعرابي و عبد الرزاق، و قد قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعاً، كما تم الحكم بسجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام، و قد تم تنفيذ حكم الإعدام بالمتهمين على دفعتين يومي 21 و 22 كانون الأول ديسمبر 1921.

و في عام 1953 أعاد الفنان أنور وجدي إحياء قصة ريا وسكينة من خلال فيلم سينمائي تناول قصتهم بشكل درامي و حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، ما حدا بمجلة "المصور" الشهيرة للبحث عن أحد الشهود الأحياء على الأيام الأخيرة في حياة ريا وسكينة داخل السجن، و بالفعل عثرت المجلة على الضابط محمود عمر قبودان الذي كان آنذاك ملاحظ سجن الحضرة الذي استقبل أفراد عصابة ريا وسكينة في أيامهم الأخيرة قبل الإعدام، و قد أجرت المجلة حديثاً مطولاً معه نشر في عددها الصادر يوم 9 شباط فبراير 1953 و قد اخرتنا لكم منه بعضاً مما تذكره قبودان و رواه للمجلة : 

فقد أخبرته ريا بأن زوجها محمد عبدالعال وهو شاب وسيم قوي البنية ودائم التأنق في ملبسه، كان يطوف شوارع الإسكندرية بحثًا عن بنات الهوى والنسوة اللواتي ينقدن لوعود الشباب، بشرط أن يكن متحليات بالحلي الذهبية، ثم يدعوهن للذهاب معه إلى بيته وهناك يعمد إلى خنقهن بمساعدة زوجته وباقي أفراد العصابة، و قد كانت تلك الجرائم ترتكب بسهولة ودونما ضجة، و خشية افتضاح أمرها قررت العصابة دفن الضحايا في بدروم الدار.

و قد روت سكينة أن رجال البوليس كانوا في شغل شاغل عنهم، حيث كانت العصابة ترتكب جرائمها في منزل ريا وسكينة الواقع خلف قسم اللبان، وأردفت سكينة متهكمة: "لو أن أحد ضباط القسم أرهف سمعه قليلًا لسمع صرخات الضحايا".

ويضيف الضابط في شهادته أن الشقيقتين كانتا تتفاخران بما فعلتاه دونما أي ندم أو خجل، وكانتا ترددان أسماء ضحاياهما داخل محبسهما بشكل دائم، وقد اعتبرتا أن اكتشاف البوليس لجرائمهم جاء بمحض الصدفة، حيث أن سيدة تُدعى فردوس الحبشية أرسلت ملابسها للكي في حانوت على مقربة من وكر العصابة، ولما أبطأ الكوّاء في تجهيز الملابس ذهبت إليه تستعجله، لكنها التقت ريا التي دعتها إلى منزلها، حيث قامت العصابة هناك بقتلها ودفنها كما جرت العادة مع باقي الضحايا، ومع اختفاء الفتاة توجهت والدتها إلى الكواء الذي أرشدها لمنزل ريا، فما كان من الأم إلا أن أخبرت قسم اللبان بالواقعة، و عند مداهمة المنزل فوجئ رجال الشرطة بالعثور على جثة المفقودة مدفونة في البدروم مع جثث عديدة أخرى.

ويروي الضابط أن السطات أرسلت ابنة ريا إلى أحد الملاجئ لعدم وجود من يعولها، وقد واظبت االفتاة على زيارة والدتها التي كانت تقول لها: "إنتي مش ناوية يا بنت تنشنقي بدال أمك؟"، وعن رد فعل الفتاة يقول قبودان : "كانت تظهر استعدادها للتضحية بحياتها إذا كان في هذا إنقاذ لعنق أمها من حبل المشنقة"، ما جعل ريا تقول له : "شوف البنت طالعة جدعة زي أمها إزاي؟".

وبما أن ريا وسكينة كانتا أول امرأتين في مصر ينفذ بحقهما حكم بالإعدام شنقاً، فقد اضطرت السلطات إلى صنع جلبابين خصيصاً لهما باللون الأحمر، وتم إعدام المتهمين على يومين، الأول شنق فيه الشقيقتان وعبدالعال و حسبو، وفي اليوم التالي أعدم شكير وعرابي وعبدالرزاق.

وقد حضر الضابط بنفسه تنفيذ الأحكام، وروى أن ريا حين دخلت غرفة الإعدام كانت تضحك متظاهرةً بالشجاعة، أما سكينة فقد نظرت إلى حبل المشنقة ثم إلى العشماوي حيث قالت له: "يللا يا أخينا شوف شغلك أوام".



 ريا 

سكينة 

شاهد أيضاً :

الجمعة، 14 يوليو 2017

فنانون سقطوا في فخ المخدرات !


ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بخبر توقيف الفنانة السورية اصالة نصري في مطار رفيق الحريري الدولي بتهمة حيازة الكوكايين، ليفتح هذا الخبر من جديد ملف العلاقة بين الوسط الفني و تعاطي المخدرات، و هي علاقة قديمة يحتوي سجلها على أسماء نجوم كبار في عالم الفن، منهم من سقط في فخ المخدرات ثم عاد منه ليروي تجربته المريرة مع الإدمان، ومنهم من دمرت المخدرات حياته و مستقبله الفني.


عماد عبد الحليم :



من النجوم الذين قضى عليهم الإدمان المطرب الشاب عماد عبد الحليم، الذي عثر على جثته ملقاة على ضفة النيل فجر 20 آب أغسطس 1995 و ذلك بعد تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات. 

و كان عماد عبد الحليم قد حقق شهرة واسعة في سن مبكرة بعد أن تبناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ و منحه إسمه الفني، فقدم عدداً من الأغاني الناجحة، و قام ببطولة عدد من الأفلام السينمائية، لكنه سرعان ما سقط في فخ المخدرات التي قضت عليه و أنهت حياته مبكراً في سن الخامسة و الثلاثين.



فاروق الفيشاوي : 



في خطوة شجاعة اعترف النجم السينمائي فاروق الفيشاوي في عدة مناسبات بإدمانه المخدرات ثم إقلاعه عنها، واصفاً ما تعرض له بالتجربة الصعبة والمريرة، حيث قال بأن إحساسه بالمسؤولية تجاه أطفاله كان الحافز الأساسي له للإقلاع. 





نور الشريف : 



روى الفنان الراحل  نور الشريف، تفاصيل إدمانه الحبوب المخدرة وإقلاعه عنها وفق ما جاء في كتاب "نجوم لا يعرفها أحد" للكاتب الصحفي مصطفى ياسين. وقال إنه في أواخر الستينات و بعد صعوده الصاروخي في عالم النجومية، جعله هذا الأمر يفقد توازنه ويرتبك وينسى نفسه تماماً، فكان أن أدمن خلال وجوده في لبنان على الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة التي كانت صرعة جديدة بين الشباب في أيامها، و استمر إدمان نور الشريف لهذه الحبوب مدة عامين كادت خلالها أن تقضي على مستقبله الفني، حيث يروي أنها أوصلته إلى وضع بات فيه منبوذاً في الوسط الفني حيث لم يعد هناك منتج يرضى بإسناد دور رئيسي له، ما جعله يفكر ملياً في هذا الوضع البائس الذي وصل إليه و يقلع عن الإدمان.





حاتم ذو الفقار : 



أصبح الفنان حاتم ذو الفقار حديث الوسط الفني في الثمانينات بعد وقوعه في فخ الإدمان، فقد بدأ بتناول الحشيش، وانتهى بالهيرويين، ما تسبب بطلاقه من الفنانة نورا بعد أن اكتشفت موضوع إدمانه. 

و في عام 1987 ألقت مباحث المخدرات القبض على ذو الفقار في شقة مشبوهة في العباسية، حيث حكم عليه بالسجن مدة عام و غرامة قدرها 500 جنيه مصري بعد أن تمت إدانته بحيازة الهيرووين. 



سعيد صالح :



في تموز يوليو 1995 ألقت الشرطة القبض في الإسكندرية على الفنان سعيد صالح ومعه سبعة من زملائه بينما كان يتعاطى المخدرات في إحدى الشقق بحي مصطفى كامل، حيث كانوا يحضرون وقتها لبروفات مسرحية "تعال نلعبها".

و إثر ذلك أحيل سعيد صالح وبقية المتهمين إلى محكمة الجنايات التي قضت بحبسه مدة عام مع الشغل وغرامة قدرها 10 آلاف جنيه مصري. 



ماجدة الخطيب :



في عام 1986 صدم الوسط الفني بخبر اعتقال النجمة ماجدة الخطيب بتهمة حيازة وتعاطي المخدرات، وعاقبتها محكمة جنايات القاهرة في حكمها الذي أصدرته منتصف 1987 بالحبس لمدة عام، وقد أخلت المحكمة سبيلها عقب صدور الحكم لأنها كانت قد قضت في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات مدة تفوق مدة الحكم الصادر، لتخرج من السجن في حالة انهيار كامل، حيث تنقلت بعدها  بين لبنان والأردن وباريس، إلى أن عادت مرة أخرى إلى مصر بداية التسعينيات، بعد أن فقدت كثيراً من بريقها الفني متأثرة بالقضية.



مجدي وهبة :


الممثل مجدي وهبة كان أيضاً واحداً ممن وقعوا في بئر الإدمان وتم القبض عليه أكثر من مرة بتهمة التعاطي والاتجار، وفي عام 1983 تم ضبطه من قبل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات متلبسًا بحيازة قطعة من المخدرات داخل جيب الجاكيت الذي كان يرتديه داخل سيارته بشارع العروبة كما عثر معه على 5 غرامات من مادة الأفيون، و15 غراماً من البودرة، ومعها جنيه ورق ملفوف على شكل أنبوبة لاستعماله في الاستنشاق، و قد اعترف وهبة بحيازته للمواد المخدرة وبرر ذلك بأنه لزوم "التسخين" للبروفات التي كان يقوم بها لإحدى المسرحيات الجديدة ! ، وتم سجنه احتياطيًا مدة 70 يومًا، إلى أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا بتبرئته، لبطلان في إجراءات الضبط والتفتيش.

و في شباط فبراير 1990 توفي وهبة بقرية المشربية السياحية بالغردقة بسبب جرعة زائدة من المخدرات تسببت له بهبوط حاد في الدورة الدموية .



جورج وسوف : 


في عام 2009 ألقت الشرطة السويدية القبض على الفنان السوري جورج وسوف الذي كان متواجداً هناك في جولة فنية، حيث داهمت قوات الأمن الفندق الذي كان يتواجد فيه الوسوف، و تبين بأن كمية المخدرات التي تمت مصادرتها أكبر من الحد المسموح به للاستعمال الشخصي وفق القوانين السويدية، ما استدعى توقيف الفنان حوالى خمسة أيام، وتم إيفاد محامين لبنانيين إلى السويد للدفاع عن الوسوف الذي أخلي سراحه بكفالة مالية كبيرة،عاد بعدها إلى بيروت مسرعاً من دون متابعة جولته الغنائية.

شاهد أيضاً :