‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعذيب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعذيب. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 4 فبراير 2018

أغرب 7 وجهات سياحية في العالم : يمنع دخول أصحاب القلوب الضعيفة !


 1. سراديب الموتى في باليرمو (إيطاليا) : تقع أسفل دير باليرمو الكبوشي، يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي وتحتوي على أكثر من 8000 جثة، يمكن للسياح التجول في هذه السراديب والتقاط الصور مع جثامين الموتى !

 2. كنيسة سيدليك (جمهورية التشيك) : الكنيسة مزينة بأكثر من 40 ألف هيكل عظمي بشري، لذلك يطلقون عليها اسم كنيسة العظام، يعود تاريخ بناء الكنيسة إلى عام 1400 وقد أقيمت فوق مقابر الرهبان، و في عام 1870 خطرت لأحد عمال الكنيسة فكرة استخدام عظام الرهبان في تزيين الكنيسة التي تحولت بعدها إلى معلم فريد من نوعه يستقطب حالياً نحو 200 الف زائر سنوياً.

3. كاتاكومب باريس (فرنسا) : هي سراديب الموتى التي تقبع على عمق 20 متراً وعلى امتداد 350 كيلومتراً تحت العاصمة الفرنسية باريس، وتحتوي رفاة نحو 6 ملايين انسان، كانت السراديب في السابق مناجم للكلس، وفي عام 1810 تم نقل جثامين الموتى من مقابر جماعية كانت تقع على تخوم باريس إلى هذه السراديب حيث تم رصفها بشكل متناسق، القسم المفتوح للزوار من سراديب الموتى يمتد لكيلومترين فقط أما الباقي منها فهو محظور على الزوار بسبب خطورته.

4. حديقة وانغ ساين سوك (تايلاند) : تعرف أيضاً باسم حديقة الجحيم، تقع على بعد نحو 110 كيلومترات من العاصمة التايلاندية بانكوك، تحتوي على تصور للجحيم بحسب العقيدة البوذية، حيث تشاهد فيها مشاهد بشعة لأناس يغلون في قدور نحاسية وتمزقهم كلاب الجحيم.

5. جزيرة الدمى (المكسيك) : هي جزيرة مهجورة تقع جنوب العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، شهدت الجزيرة منذ سنوات طويلة حادثة غرق فتاة صغيرة، وبات سكان المنطقة يعتقدون أن روح الفتاة قد سكنت هذه الجزيرة، فصاروا يعلقون الدمى على الأشجار لاسترضاء هذه الروح، مع السنوات امتلأت أشجار الجزيرة بالدمى المتحللة وباتت (دون قصد) وجهة سياحية يقصدها الكثير من زوار المنطقة. 

6. متحف التعذيب (هولندا) : يقع هذا المتحف الفظيع في العاصمة الهولندية أمستردام، ويحتوي على مشاهد تحاكي أبشع وسائل التعذيب التي كانت معروفة في أوروبا خلال العصور الوسطى.

7. متحف الموت (الولايات المتحدة) : يقع في مدينة لوس أنجلس الأمريكية، ويحتوي على كثير من القطع الفنية التي تحاكي موضوع الموت، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لجثث حقيقية، وقطع نادرة تعود إلى أشهر السفاحين في تاريخ أميركا، هدف المتحف بحسب مؤسسيه هو تعريف الناس ببشاعة الموت وحضهم على الشعور بالسعادة لكونهم أحياء. 

شاهد أيضاً: 

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

بعض أكثر الكتب تطرفاً ألفها أصحابها داخل السجون!


يعلم كل من تصدى لتأليف الكتب بأنها مهمة صعبة تحتاج إلى صفاء ذهني وتوازن نفسي وفكري لا يتوفر عادة إلا في مناخ ينطوي على الحد الأدنى من الهدوء والأمان، وهو أمر يصعب أن يتوفر إلا فيما ندر لدى نزلاء السجون والمعتقلات، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن نجد أن بعض أكثر الكتابات تطرفاً في التاريخ قد خرجت إلينا من غياهب السجون وزنازينها المظلمة، سواء كان التطرف الذي احتوته هذه الكتب دينياً أوسياسياً أو حتى جنسياً، ومن هذه الكتب اخترنا لكم ثلاثة أمثلة معروفة تنتمي إلى مراحل زمنية مختلفة:


1. معالم في الطريق (سيد قطب)


ألف الكاتب الإسلامي وعضو جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب هذا الكتاب خلال مكوثه في السجن بعد حملة الاعتقالات التي طالت أفراد الجماعة إثر اتهام أحد أعضائها بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري آنذاك جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة عام 1954، حيث مكث قطب في السجن لنحو عقد من الزمن حتى خروجه منه بعفو صحي و بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف عام 1964، الكتاب احتوى أفكار سيد قطب حول بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، وقد ركز فيه بشكل خاص على مفهوم حاكمية الله، والذي يعني أن التشريع من اختصاص الله وحده، وأن على الأنظمة أن تخضع في قوانينها وتشريعاتها لحاكمية الله وإلا وقعت في الشرك.

أفكار سيد قطب هذه اعتبرها كثيرون مغالية ومتطرفة حيث أنها تقود عند تطبيقها على الأنظمة والمجتمعات المعاصرة إلى اعتبارها جميعها كافرة، حتى داخل جماعة الإخوان نشأ تيار معارض لأفكار قطب وآخر متحمس لها عرف بالتيار القطبي، وهو انقسام ما تزال آثاره بادية داخل الجماعة حتى يومنا هذا.

الكتاب صدر لأول مرة عام 1964 عن مكتبة وهبة في عدد محدود من النسخ قبل أن يتم لاحقاً سحبه من الأسواق بعد أن تنبهت السلطات لخطورته، لكن الكتاب اكتسب في العقود اللاحقة أهمية كبيرة لدى جماعة الإخوان و غيرها من التيارات الجهادية خاصة إثر إعادة اعتقال مؤلفه وإعدامه على يد السلطات المصرية عام 1966 بعد اتهامه بقيادة تنظيم سري مسلح، كان ينوي اغتيال رئيس الجمهورية وشن عمليات تخريبية ضد المصالح الحكومية والمنشآت العامة.

اليوم يعتبر كثير من الباحثين في تاريخ التيارات الإسلامية هذا الكتاب المرجع الذي قامت على أساسه أفكار معظم جماعات العنف الديني والسلفية الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة، الذي خرج زعيمه الحالي المصري أيمن الظواهري أساسأً من عباءة الإخوان المسلمين، وتحديداً من التيار القطبي في الجماعة.


2. كفاحي (أدولف هتلر)


ألف الزعيم النازي أدولف هتلر كتابه الشهير "كفاحي" خلال مكوثه في سجن لاندسبرج إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب عام 1923 ضد حكومة فايمار، حيث صدرت النسخة الأولى من الكتاب بعد خروج هتلر من السجن عام 1925، وقد روى فيه قصة نشأته وشبابه المبكر في فيينا، وذكرياته عن الحرب العالمية الأولى التي خدم خلالها كجندي في الجيش الألماني على الجبهة الغربية، كما شرح فيه مبادئه وأفكاره وخطته لإقامة الرايخ الألماني الثالث، حيث ألقى باللائمة في هزيمة المانيا في الحرب على اليهود والشيوعيين الذين وعلى حد تعبيره طعنوا الجيش الألماني في الظهر في وقت كان قد أوشك فيه على تحقيق الانتصار في الحرب، كما دعا في الكتاب إلى تمزيق معاهدة فرساي التي جلبت على المانيا الذل والمهانة، وأكد على تفوق الجنس الألماني وضرورة الحفاظ على نقاءه من خلال منع اختلاطه بالأجناس الأدنى وخاصة اليهود.

في البداية ظل الكتاب مغموراً ولم تبع منه إلا بضع آلاف من النسخ داخل المانيا، ولكن وبعد وصول هتلر وحزبه النازي إلى السلطة عام 1933 أصبح الكتاب مطلوباً في المانيا وخارجها، فطبعت منه ملايين النسخ ووزع في مختلف أنحاء المانيا، كما ترجم إلى لغات أجنبية عديدة ووزع في العديد من بلدان العالم.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بهزيمة المانيا المدوية وانتحار هتلر مع زوجته ايفا براون وسط أنقاض مبنى المستشارية ببرلين، تم الكشف عن الفظائع التي ارتبكها النازيون داخل معسكرات الاعتقال بوحي من أفكار هتلر العنصرية، فتم لعقود لاحقة حظر الكتاب في المانيا والعديد من دول العالم باعتباره يحض على الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية.


3. 120 يوم في سدوم ( الماركيز دو ساد)


ألف النبيل الفرنسي وفيلسوف السادية الماركيز فرانسوا دو ساد هذه الرواية التي تعرف أيضاً باسم "مدرسة الخلاعة" عام 1785 خلال مكوثه في سجن الباستيل الشهير بباريس بأمرملكي بسبب فضائحه الأخلاقية.

تتناول الرواية قصة أربعة رجال أثرياء يقررون أن يقوموا بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسي، وذلك بأن يعزلوا أنفسهم مدة أربعة أشهر في قلعة نائية في منطقة سان مارتن دي بيلفيل في فرنسا، برفقة ست وثلاثين ضحية من الذكور والإناث معظمهم من المراهقين، و قد ذهب دو ساد في هذه الرواية بعيداً في وصف الممارسات الجنسية الشاذة ومشاهد التعذيب الجسدي.

المخطوطة الأصلية للكتاب كانت قد اختفت إثر قيام الثورة الفرنسية وقيام الثوار باقتحام الباستيل، ولسنوات طويلة ساد اعتقاد بأن المخطوطة قد ضاعت للأبد، قبل أن يعاد اكتشافها في برلين مطلع القرن العشرين على يد أحد هواة جمع المخطوطات النادرة، حيث طبعت لأول مرة في فرنسا عام 1904، كما تم تحويلها عام 1975 إلى فيلم سينمائي من إخراج الإيطالي بيير باولو بازوليني، و قد تم حظرالرواية والفيلم على حد سواء في العديد من دول العالم بسبب محتواهما الجنسي والعنيف.

شاهد أيضاً: 

الأحد، 21 مايو 2017

إليزابيث باثوري : "كونتيسة الدماء" و المرأة الأكثر شراً في التاريخ !




ألقاب عديدة أطلقت عليها من "كونتيسة الدماء" إلى "السيدة دراكولا"، في حين وصفها البعض بأنها المرأة الأكثر وحشية و شراً في التاريخ، إنها الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري، و إليكم قصتها : 

ولدت إليزابيث باثوري عام 1560، في إحدى مقاطعات هنغاريا (المجر)، لأسرة أرستقراطية، فابن عمها كان رئيسًا لوزراء هنغاريا و خالها كان ملك بولندا، و في طفولتها تعرضت لصدمة نفسية لم تخرج منها أبداً و ذلك حين رأت أثناء تمرد المزارعين اغتصاب أختيها الأكبر منها من قبل الخدم، و ذلك قبل أن يتم إنقاذها و قمع التمرد.

في سن الخامسة عشرة تزوجت من الكونت فيرينك نيداسدي و انتقلت للعيش معه في قلعته، و هناك بدأت ميولها السادية بالظهور، حيث ابتكرت طريقة لتأديب الخدم وأطلقت عليها إسم "رقصة النجوم"، فكانت تقيد الخادمة التي تريد تأديبها و تضع  قطعاً ورقية مبللة بالزيت بين أصابع قدميها، ثم تقوم بإشعال النار في طرف القطع الورقية، وحين يصل اللهب إلى الخادمة تبدأ في التخبط بطريقة عشوائية محاولة إبعاد النار عن قدميها و هي تصرخ من شدة الألم، و عاماً بعد عام راحت  إليزابيث باثوري تطور طرق تعذيبها للخدم و تتفنن بها، دون أن تجد من يردعها، حتى أنها في بعض الأحيان كان تلفق التهم للخادمات حتى تستمع بتعذيبهن، ففي إحدى المرات إتهمت خادمة بسرقة نقود، و عقاباً لها قامت بتسخين قطعة نقود معدنية حتى ابيضت من السخونة ثم دقت قطعة النقود الساخنة بيد الفتاة حتى التصقت بها !

و رغم وحشية ما كانت تقوم به إليزابيث باثوري إلا أن جرائمها اقتصرت حتى ذلك الحين على تعذيب الخادمات، لكن الأيام المقبلة سوف تحمل ما هو أكثر بشاعة و أشد إجراماً من كل ما سبق. 


قلعة إليزابيث باثوري التي ارتكبت فيها معظم جرائمها

فبعد وفاة زوجها و استيلاء أحد أقاربه على معظم أملاكه لم تجد إليزابيث باثوري ما تنفس به عن غضبها سوى إيقاع صنوف العذاب بالخادمات، و لم تكتف بهذا، فمع تقدمها بالسن راحت تخشى من تلاشي جمالها، و لأنها سمعت بأسطورة قديمة تقوم بأن الاستحمام بدماء العذراوات الجميلات يجدد الشباب، فقد راحت تتصيد العذراوات من القرى المحيطة و تأتي بهن إلى قلعتها بحجة تشغيلهن كخادمات، ثم تقوم باحتجاز الفتاة في قفص مرتفع، حيث يقوم أحد الحرس بطعن الفتاة برمح مسنون ليتم تجميع الدم النازف في برميل خاص حتى تستخدمه الكونتيسة في الاستحمام، و أحيانا كانت تخلط الدم بالنبيذ و تقوم بشربه، أو تقوم بقضم قطع من لحم الفتيات الحي. 

كان يمكن لإليزابيث باثوري أن تنجو بفعلتها لو أنها ظلت تقتل الخادمات و الفلاحات، إلا أن تعطشها إلى دماء الجميلات جعلها تسعى خلف بعض فتيات الطبقة النبيلة، ما أوقع بها و كتب الفصل الأخير في قصتها المرعبة، فحين حاولت الإيقاع بابنة أحد الكهنة النافذين اشتكت الفتاة الأمر لوالدها، الذي تدخل لدى السلطات التي أرسلت كتيبة مسلحة قامت باقتحام قلعة الكونتيسة فوجدت هناك أكثر من 650 جثة لفتيات عذبن و قتلن بأبشع الطرق، و رغم هذا و بسبب مكانتها الإجتماعية فقد اكتفت السلطات بسجن إليزابيث باثوري في إحدى حجرات قصرها، في حين تم إنزال أقسى العقوبات بالخدم الذين كانوا يقومون بمساعدتها في جرائمها، و بعد 4 سنوات قضتها في سجنها وجدت إليزابيث باثوري مقتولة و غارقة في دمائها دون أن يعرف أحد من قام بقتل كونتيسة الدم. 


لوحة تمثل إليزابيث باثوري تستحم بدماء ضحاياها

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 26 أبريل 2017

هل كان عبد الناصر شيوعياً ؟؟




في حياة عبد الناصر كما في مماته طاردته تهمة الشيوعية إلى القبر، فهل كان عبد الناصر بالفعل شيوعياً ؟ و ما أصل هذه التهمة التي لطالما استخدمها خصومه ضده؟ 

أولاً  و من الناحية الايديولوجية يستحيل أن يكون عبد الناصر شيوعياً، فعبد الناصر و كما هو معروف عنه كان زعيم القومية العربية، فكيف يستوي أن يكون المرء قومياً و شيوعياً في الوقت عينه مع العلم أن الشيوعية تنطوي في مبادئها الأساسية على الأممية التي هي نقيض القومية، فالشيوعيون يرون أن الأديان و القوميات و غيرها من الانتماءات تتضائل حتى تختفي أمام الصراع الأساسي بين الرأسمالية الدولية و البروليتاريا في كل أنحاء العالم، لذلك جاءت صيحة ماركس الشهيرة : "يا عمال العالم اتحدوا".

ثانياً و من الناحية التاريخية فقد كانت فترة حكم عبد الناصر من أقسى الفترات التاريخية على الشيوعيين في مصر و العالم العربي، فمن المعروف أن المعتقلين السياسيين في زمن عبد الناصر كانوا بمعظمهم من الإسلاميين و الشيوعيين، و كذلك ذاق شيوعيو سوريا الأمرين في عهد الوحدة بين سوريا و مصر فتعرضوا للاعتقال و التعذيب و كان الحادث الأشهر اعتقال و تصفية الزعيم الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو الذي دخل سوريا آنذاك متخفياً فاعتقلته الأجهزة الأمنية و عذب حتى الموت ثم تم تذويب جثته بالأسيد و رميها في مجارير دمشق.

كما لا يمكن لمؤرخي تلك الفترة أن ينسوا صراع عبد الناصر الدامي مع شيوعيي العراق في عهد عبد الكريم قاسم، فقد كان قاسم وطنياً عراقياً لذلك كان من المعارضين لانضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة، و لذلك تحالف قاسم مع الحزب الشيوعي الذي كان سيد الشارع في العراق آنذاك، في حين التقى البعثيون و الناصريون بزعامة عبد السلام عارف على ضرورة ضم العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة، و دار صراع دام بين الطرفين كانت أبرز فصوله انقلاب الشواف الفاشل في الموصل و المدعوم من الجمهورية العربية المتحدة، و كذلك محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشلة التي فر منفذوها إلى مصر و كان من بينهم الشاب البعثي صدام حسين التكريتي، أما نهاية هذا الصراع فجاءت مع انقلاب 8 شباط فبراير 1963 الدموي الذي أطاح بقاسم و تمت على اثره تصفية آلاف الشيوعيين بطريقة وحشية على يد الحرس القومي و بمباركة من عبد الناصر و ماكينته الإعلامية، فكيف يتهم عبد الناصر بعد كل هذا بالشيوعية و هو كان خصم الشيوعيين الأول في العالم العربي الذي أسال دمائهم و أذاقهم الأمرين في غياهب السجون و المعتقلات. 

أما عن أصل هذه التهمة فقد بدأت كشكل من الحرب الدعائية مع صفقة الأسلحة التشيكية التي أبرمها نظام عبد الناصر لتسليح الجيش المصري، ثم تصاعدت مع بروز التحالف بين مصر الناصرية و روسيا الشيوعية، علمأً أن التحالفات الدولية لا تقوم أبداً على الايديولوجيا، و خير دليل على ذلك أن أقرب الحلفاء العرب لأميركا الليبرالية هي المملكة العربية السعودية ذات نظام الحكم الثيوقراطي و التي لم تكن يوماً ليبرالية بشكل من الأشكال. 

أما عن الخلط بين الشيوعية و بين الاشتراكية التي نادى بها عبد الناصر في الستينات، فهو ناجم عن جهل الغالبية بالفرق بين معنى الشيوعية الأممية و معنى الاشتراكية التي قد تكون وطنية أو قومية أو محلية كما هو مثلأً حال الاشتراكية الوطنية التي نادى بها هتلر عدو الشيوعية الأول.

أما مصدر هذه التهمة فقد جاء بداية من إسرائيل التي أرادت تحريض الغرب و بخاصة أميركا ضد عبد الناصر من خلال التخويف من احتمال قيام نظام شيوعي حليف للسوفييت في المنطقة، و جاء ثانياً من جماعة الإخوان المسلمين الذين وجدوا في الشيوعية و بالتالي الإلحاد وصفة سحرية قد تساعدهم في تأليب الشعب المصري و الشعوب العربية صاحبة العصبية الدينية بطبعها على رئيس كافر و حليف للكفار، و أخيراً تبنى هذا الاتهام أعداء عبد الناصر السعوديين بعد اندلاع حرب اليمن و بروز الخلاف بين مصر و النظام الوهابي الحاكم في المملكة.

و رغم مرور عقود طويلة على رحيل عبد الناصر و رغم كل المغالطات التاريخية و الفكرية التي ينطوي عليها هذا الاتهام، ما يزال خصوم عبد الناصر ينعتونه بالشيوعية التي لم ينتسب لها يوماً، بل كان واحداً من ألد خصومها. 

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :

الأحد، 18 ديسمبر 2016

فيوليت موريس : المرأة الرجل التي قطعت ثدييها و لقبت بضبع الغستابو


قصص الجاسوسية زاخرة بالشخصيات الغريبة التي تبدو أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، و من بين تلك الشخصيات الجاسوسة فيوليت موريس الفرنسية التي رفعت اسم بلادها عالياً ذات يوم في المحافل الرياضية، قبل أن تتحول إلى خائنة تخدم محتلي بلادها و تعذب أبناء شعبها من المقاومين.

فيوليت موريس كانت رياضية من الطراز الأول حققت بطولات عديدة و كانت تمارس ألعاب القوى و الملاكمة و كرة القدم و قيادة السيارات و رياضات أخرى عديدة، و من شدة ولعها بممارسة الرياضة قامت باستئصال ثدييها لأنهما كانا حسب رأيها يعوقانها عن ممارسة الألعاب الرياضية، و كانت تردد دائماً بأن أي شيء يقوم به الرجل تستطيع فيوليت موريس القيام به. 



حياة فيوليت موريس الخاصة كانت مثيرة للجدل، خاصة أن المجتمع الفرنسي في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي كان ما يزال مجتمعاً محافظاً، فقد كانت موريس ترتدي الملابس النسائية تارة و الرجالية تارة أخرى، و كانت تنخرط في علاقات جنسية مع أشخاص من كلا الجنسين.


و في عام 1935 و خلال زيارة إلى برلين نجحت المخابرات النازية في تجنيد فيوليت للعمل لصالحها، و خلال السنوات التالية نجحت فيوليت في إثبات ولائها للألمان و قدمت لهم معلومات خطيرة حول تحصينات خط ماجينو و حول صناعة الدبابات في فرنسا.

و حين غزا الألمان فرنسا عام 1940 أوكلوا إلى فيوليت موريس مهمة التحقيق مع السجينات من أفراد المقاومة الفرنسية، ويحكى بأن فيوليت كانت تتفنن في إنزال صنوف العذاب بالسجينات و كانت تتلذذ برؤيتهن يتلوون من الألم، قسوتها و شراستها هذه جعلت الناس يطلقون عليها لقب "ضبع الغستابو".

في عام 1944 و قبيل تحرير فرنسا حكمت حكومة فرنسا الحرة على فيوليت موريس غيابياً بالإعدام و تولى أفراد من المقاومة الفرنسية تنفيذ الحكم فقاموا بتتبعها و إطلاق النار على سيارتها فقتلت على الفور.





شاهد أيضاً :