‏إظهار الرسائل ذات التسميات طيران. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طيران. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 13 فبراير 2019

سافر مع "نيرن" من حيفا إلى بيروت ودمشق وبغداد !


في عام 1919 وفد إلى بيروت الشقيقان النيوزيلانديان نورمان وجيرالد نيرن والذين كانا في عداد القوات البريطانية التي حاربت في المنطقة خلال الحرب العظمى ثم قررا البقاء والاستقرار فيها، بدايةّ أسسا شركة لبيع السيارات المستعملة، وحين فشل مشروعهما أسسا شركة أخرى استخدما فيها السيارات التي لم يستطيعوا بيعها لنقل الركاب بين حيفا وبيروت. 

أبصرت شركة "نيرن" للنقليات النور عام 1923 بدعم من القنصل البريطاني في دمشق، حيث قامت سيارات الشركة من طراز "كاديلاك" و"بويك" بقطع الطرق الغير معبدة في البادية السورية ناقلة الركاب والبريد بين دمشق وبغداد، نجح المشروع وباركته سلطات الانتدابين الفرنسي والبريطاني وتوسعت الشركة سريعاً حيث بدأت تستخدم الباصات الضخمة المزودة بالمؤن وخزانات الماء والوقود، وقد كانت الباصات والسيارات تسير غالباً في مجموعات يصحبها أدلاء من البدو.

في الأربعينات ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية التي وصل لهيبها إلى الصحراء السورية ومنطقة الشرق الأوسط تراجع نشاط الشركة، وبعد الحرب واجهت "نيرن" منافسة قوية من شركات الطيران المدني الناشئة حديثاً. 

في عام 1947 عاد جيرالد نيرن إلى بلده الأم نيوزيلاندا، في حين ترك نورمان الشركة في العام التالي 1948، ليستمر أصحاب الأسهم في إدارة الشركة حتى توقف أعمالها عام 1956 بسبب قيام الحكومة العراقية بزيادة الضرائب على الشركة التي تم حلها نهائياً عام 1959.

 إحدى حافلات "نيرن" تستعد للانطلاق من دمشق عام 1950

 ملصق إعلاني للشركة 1924

 غلاف كتيب إعلاني للشركة 

 يقول الإعلان : أكبر الحافلات في العالم مع 32 مقعداً من طراز مارمون هيرنغتون التابعة لشركة "نيرن" للنقليات، والتي تعمل على الخط الصحراوي من حيفا في فلسطين إلى دمشق وبغداد، هذا الناقل العملاق يحمل 3 سائقين، مشرف، ومضيف.

 إحدى حافلات الشركة تستعد للانطلاق من أمام فندق فيكتوريا في دمشق عام 1937

 سيارات الشركة في رحلتها الصحراوية الخطرة 

 أحد باصات الشركة وقد كتب عليه : بيروت - دمشق - بغداد 

 تحميل الأمتعة في باصات الشركة 

 تغيير إطار إحدى سيارات الشركة خلال رحلة دمشق - بغداد

باص الشركة في شوارع دمشق منطلقاً باتجاه بغداد عام 1950


شاهد أيضاً :

السبت، 2 فبراير 2019

10 صور نادرة من أرشيف أقدم شركة طيران عربية !



تعتبر "مصر للطيران" التي تأسست عام 1932 أعرق شركة خطوط جوية عربية، في البداية كان عملها مقتصراً على الرحلات الخاصة والنزهات الجوية قبل أن يشهد العام 1933 تسيير أولى الرحلات المنتظمة بين القاهرة والإسكندرية.

في عام 1934 أطلقت "مصر للطيران" رحلاتها الخارجية حيث بدأت بتسيير رحلات منتظمة إلى فلسطين ولبنان ثم في عام 1936 إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وفي الأربعينات ظهرت أولى المضيفات على متن طائراتها. 

شهد عقدا الأربعينات والخمسينات توسعاً كبيراً في نشاط الشركة ودخول طائرت جديدة الخدمة، قبل أن يتغير إسمها إلى "شركة الطيران العربية المتحدة" خلال عهد الوحدة بين سورية ومصر وطوال عقد الستينات، قبل أن تستعيد إسمها القديم "مصر للطيران" في عام 1971.

 ملصق إعلاني من عام 1934

 أحد أقدم الإعلانات المنشورة في الصحافة المصرية حول شركة "مصر للطيران" في عام 1935 

 إحدى طائرات الشركة في الثلاثينات 

 ملصق إعلاني لشركة "مصر للطيران" يعود إلى عام 1940 وتظهر عليه أسماء الوجهات التي كان تصلها طائرات الشركة وهي : فلسطين، سورية، لبنان، العراق، وقبرص.

 إحدى مضيفات الشركة في الأربعينات 

إعلان من عام 1949 

 "مصر للطيران" تعلن تأييدها للثورة عام 1952

 القاهرة بيروت في ساعتين على متن طائرات "مصر للطيران" 

 إحدى طائرات الشركة في الخمسينات 

الشركة بعد أن تغير إسمها إلى "الطيران العربية المتحدة" في الستينات 

شاهد أيضاً :
  • ماذا ارتدت مضيفات الطيران في الماضي !

الأربعاء، 23 يناير 2019

بالصور : مطار دبي في الستينات !


إن نظرة سريعة على إمارة دبي ومنطقة الخليج عموماً يمكن أن تكشف لك حجم الطفرة التي شهدتها هذه المنطقة في العقود القليلة الماضية اقتصادياً وعمرانياً وبشرياً.

افتتح مطار دبي رسمياً لأول مرة في 30 كانون الأول ديسمبر 1960 حيث كانت ساعات عمل المطار من السابعة صباحاً حتى الواحدة من بعد الظهر بحسب التوقيت المحلي، أيامها كان المطار عبارة عن مبنى بسيط بطابقين بُني على أرض بور تبعد أربعة كيلومترات عن مركز المدينة، هذا المطار لم يكن قادراً على استضافة الطائرات التي تتميز بحجمها الكبير حتى العام 1965 حين افتُتِح مهبط للطائرات مصنوع من الإسفلت، وفي عام 1969، أصبحت تحُط في أرض المطار تسعة خطوط طيران من بينها طيران الشرق الأوسط اللبناني، وطيران الخليج البحريني، ومصر للطيران. 

في الثمانينات شهد المطار توسعاً كبيراً خاصة مع تأسيس شركة طيران الإمارات عام 1985، أما اليوم فقد بات مطار دبي يضم ثلاثة مبانٍ، الأول والثاني لخطوط الطيران الدولية، والثالث لطيران الإمارات، وهو يعتبر واحداً من أكبر المطارات في العالم وأكثرها ازدحاماً حيث تبلغ طاقة استيعابه نحو 90 مليون مسافر سنوياً. 

المطار في الستينات 









المطار اليوم 





شاهد أيضاً : 

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

خاشقجي ليس الأول : شخصيات عربية اختفت في ظروف غامضة ولم يعرف مصيرها !



السياسي ورجل الأعمال اللبناني إميل البستاني اختفى عام 1963 ولم يعرف مصيره إلى الآن ! 

ماتزال وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بخبر اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية يوم 2 تشرين الأول أكتوبر الماضي ولم يخرج منها، وسط أنباء عن اغتياله وإخفاء جثته في مكان مجهول، خاشقجي ليس الشخصية الأولى التي تختفي بهذا الشكل في العالم العربي، فقد سبقه إلى هذا المصير المجهول شخصيات عديدة ظل الغموض يلف تفاصيل اختفاءها حتى يومنا هذا. 

ناصر السعيد : 

ناصر السعيد معارض سعودي آخر، كان مؤيداً متحمساً للرئيس جمال عبد الناصر والتيار القومي في زمن كان الصراع فيه على أشده بين المملكة والتيار الناصري، لجأ إلى القاهرة ثم إلى اليمن الجنوبي وأخيراً إلى دمشق، ألف العديد من الكتب التي هاجم فيها حكم آل سعود من أبرزها كتاب "تاريخ آل سعود". 

في عام 1979 وخلال الحرب الأهلية اللبنانية اختفى ناصر السعيد بشكل غامض في بيروت، والأغلب أنه تعرض للاختطاف على يد عناصر من حركة فتح الذين قاموا بتسليمه للمخابرات السعودية مقابل مبلغ مالي كبير، حيث تعرض ناصر السعيد بعدها للتعذيب قبل أن يتم التخلص من جثته في مكان مجهول على الساحل اللبناني. 


الإمام موسى الصدر اختفى مع رفيقيه في ليبيا عام 1978

موسى الصدر :

الإمام موسى الصدر الشخصية الدينية والسياسية اللبنانية التي لمع نجمها مطلع السبعينات مع تأسيسه لحركة "أمل" الشيعية، اختفى عام 1978 مع مرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الليبيون ادعوا أن الصدر غادر ليبيا بعد انتهاء االزيارة إلى إيطاليا، في حين نفى الإيطاليون ذلك، وحتى اليوم ما يزال الغموض يلف مصير الإمام موسى الصدر، والأغلب أنه تعرض للتصفية بأوامر مباشرة من الزعيم الليبي معمر القذافي ودفن في منطقة سبها جنوب البلاد.



المعارض المغربي المهدي بن بركة اختفى في باريس عام 1965

المهدي بن بركة : 

كان المفكر اليساري المهدي بن بركة واحداً من أشرس المعارضين لحكم الملك المغربي الحسن الثاني، وقد اختفى يوم 29 تشرين الأول أكتوبر 1965 خلال تواجده في العاصمة الفرنسية باريس ولم يعرف مصيره أو مكان جثته حتى اليوم، وإن كانت الروايات ترجح أن يكون قد اختطف على يد عناصر من المخابرات المغربية، حيث تم نقله إلى فيلا في ضواحي العاصمة الفرنسية حيث تعرض لتعذيب شديد، قبل أن تتم تصفيته ودفن جثته في مكان مجهول على ضفاف نهر السين. 

نبيل القليني :

عالم الذرة المصري نبيل القليني من مواليد المنصورة 1939، أوفدته جامعة القاهرة في السبعينات إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام ببعض الأبحاث، وفي يوم 27 كانون الثاني يناير 1975 اختفى من شقته في العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ ولم يعرف مصيره حتى اليوم، والأغلب أنه تعرض للاختطاف من قبل الموساد الإسرائيلي أو أحد أجهزة المخابرت الغربية.

إميل البستاني :

السياسي ورجل المال والأعمال اللبناني إميل البستاني، كان إميل البستاني شخصية عصامية استطاعت بناء امبراطورية اقتصادية من الصفر، حيث أسس عام 1935 وهو بعد في الثامنة والعشرين من عمره شركة المقاولات "كات" التي تحولت بسرعة إلى واحدة من أكبر شركات المقاولات في المنطقة حيث امتد نشاطها إلى باكستان وإيران وتركيا ومنطقة الخليج وشمال أفريقيا. 

في عام 1963 كان إميل البستاني المرشح الأبرز لخلافة اللواء فؤاد شهاب في منصب رئيس الجمهورية، خاصة أن البستاني كان صديقاً للرئيس جمال عبد الناصر، لكن صباح يوم 15 آذار مارس 1963 حمل أخباراً غير سارة حين سقطت طائرة إميل البستاني الخاصة التي كانت تقله إلى دمشق في البحر قبالة ميناء بيروت، وفي حين عثر رجال الإنقاذ على جثث كل من الطيار البريطاني الذي كان يقود الطائرة ومرافقي البستاني، فإن جثة البستاني ظلت مختفية ولم يتم العثور عليها أبداً، ليبقى اختفاء البستاني بهذه الطريقة الغامضة لغزاً محيراً، فهل كان حادث الطائرة مدبراً ؟ وهل اختفت جثة البستاني بعد سقوط الطائرة أم أنه لم يصعد إلى الطائرة أساساً ؟ أسئلة تظل كلها معلقة دون إجابة.

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

فون براون : النازي الذي أعطى أميركا صواريخها البالستية !



فيرنر فون براون (1912-1977)

في الأيام الأخيرة للحرب العالمية الثانية أشهر النازيون آخر أسلحتهم السرية التي كانوا يأملون بأن تغير مسار الحرب، فأسقطوا على لندن مئات الصواريخ البالستية من طرازي V1 و V2، والتي زرعت الرعب في قلوب البريطانيين وأسقطت بينهم آلاف الضحايا. 

بعد انتهاء الحرب حاول كل من الروس والأمريكيين العثور على العالم الألماني الذي كان يقف خلف هذا الاختراع الخطير، لا لمحاكمته كمجرم حرب كما حدث لغيره من القادة النازيين، بس لاستغلال اختراعه في الصراع القادم بين المعسكرين الشرقي والغربي والذي سوف يعرف فيما بعد باسم الحرب البادرة. 

بحث الطرفان عن مخترع الصواريخ الألمانية دون جدوى، فقد أحاط النازيون برنامج الصواريخ الخاص بهم بسرية كبيرة، حيث كان البرنامج يخضع للاشراف المباشر لرئيس جهاز الإس إس هنريك هملر، لكن الأمريكيين فوجئوا بعد انتهاء الحرب واستسلام المانيا بأشهر قليلة برجل الماني ادعى بأن شقيقه هو من اخترع الصواريخ الألمانية، وأنه يود أن يضع نفسه تحت تصرف القيادة الأمريكية شرط أن يسمح لمساعديه أن يرافقوه إلى الولايات المتحدة ليتابع عمله في برنامج الصواريخ هناك. 


فون براون محاطاً بضباط سلاح الطيران النازي

وافقت القيادة الأمريكية على هذه الشروط، وبذلك انتقل المهندس فيرنر فون براون مع فريق عمله إلى أميركا ونقلت معهم كل الرسومات والنماذج التي كان فون براون قد أخفاها مع قرب انتهاء الحرب في أحد الكهوف، بالمقابل تم غض الطرف عن كونه عضواً سابقاً في الحزب النازي، وحاصلاً على وسام صليب الاستحقاق الحربي من أدولف هتلر شخصياً، كما تم غض الطرف عن تورطه في سوء معاملة اسرى الحرب الذين كان يتم استخدامهم في تصنيع الصواريخ، وقد مات كثير منهم من الجوع والإجهاد وبسبب الظروف الغير الإنسانية التي كانوا يضطرون للعمل تحتها. 

في الولايات المتحدة حصل فون بروان على الجنسية الأمريكية وتم مسح كل تاريخه الأسود، فقد كان ذكاؤه وصفاته القيادية أموراً هامة للغاية للأمريكيين الذين كانوا يسعون للتفوق على السوفييت في مجال الصواريخ البالستية التي كانت ضرورية لهم في كل من سباق التسلح والسباق إلى الفضاء. 


فون براون مع الرئيس كيندي 

التقى فون براون بمعظم الرؤساء الأمريكيين الذي عاصرهم، وقد كان له دور بارز في إرسال أول إنسان إلى سطح القمر عام 1969، وفي عام 1975 حصل على قلادة العلوم الوطنية، بالإضافة إلى عدة جوائز وأوسمة أخرى، وإلى جانب عمله العلمي قدم فون براون في الخمسينات مع والت ديزني برنامجاً موجهاً للأطفال حول علوم الفضاء.

توفي فون براون عام 1977 في ولاية فرجينيا الأمريكية بمرض السرطان عن 65 عاماً، بعد حياة حافلة تحول فيها بكثير من الانتهازية من نازي متحمس وضع قدراته العلمية في خدمة آلة الحرب النازية، إلى أحد الشخصيات الأساسية في وكالة ناسا وفي مجال صناعة الصواريخ الأمريكية. 


فون براون بين علماء ناسا خلال إطلاق المركبة أبولو 11 التي حملت أول إنسان إلى سطح القمر عام 1969

فون براون مع والت ديزني الذي قدم معه برنامجاً تلفزيونياً موجهاً للأطفال عامي 54-55

شاهد أيضاً :

الاثنين، 16 أبريل 2018

كوهين : جاسوس الموساد الفاشل الذي حولته إسرائيل إلى أسطورة !




إيلي كوهين (1924-1965) هو بلا شك أحد أشهر جواسيس الموساد عبر تاريخه الطويل، وهو بطل قومي من أبطال دولة الاحتلال ورمز من رموز جهاز المخابرات فيها، وهو أمر يبدو بعد قليل من التأمل مثيراً للاستغراب، فكوهين بكل المعايير جاسوس فاشل حيث أن أمره قد كشف بعد أربع سنوات فقط من دخوله إلى سورية، وقد حوكم وأعدم شنقاً على مرأى ومسمع من العالم، فكيف تحول جاسوس فاشل إلى أسطورة من أساطير المخابرات؟

الواقع أن إسرائيل كانت مهمومة دائماً بترسيخ أسطورة تفوق جيشها وأجهزة استخباراتها في ذهن شعبها وكذلك لدى الشعوب العربية، لذلك فقد عمدت إلى تحويل عملية ايلي كوهين من فشل استخباراتي ذريع إلى قصة بوليسية عن البطل اليهودي الذي دخل إلى عقر دار العدو وتغلغل داخل قيادته وضحى بحياته من أجل إسرائيل، وفي سبيل هذا قدمت إسرائيل الكثير من المبالغات حول دور كوهين ودرجة تغلغله داخل القيادة المدنية والعسكرية السورية، وقد تلقفت وسائل إعلام وصحفيون عرب معادون للنظام في سورية هذه المبالغات وتطوعوا لإعادة نشرها على أوسع نطاق، ومن بين تلك الوسائل الإعلامية صحف ومجلات عراقية أولبنانية تابعة للعراق في أواخر الستينات، حيث كان النظام البعثي في العراق آنذاك في حالة عداء شديد مع نظام البعث السوري، وكانت المعارك الإعلامية بينهما دائماً ما تزخر بقصص التآمر والتهم المتبادلة بالخيانة والعمالة إما للغرب أو لإسرائيل ومخابراتها. 


كوهين أيام شبابه في الإسكندرية

ولد إلياهو شاؤول كوهين في الإسكندرية لأسرة يهودية مصرية من أصول حلبية سورية عام 1924، درس في مدرسة الليسيه، حيث تعلم الفرنسية إلى جانب العبرية والعربية، وقد أبدى اهتماما مبكرا بالديانة اليهودية فالتحق بمدرسة الميمونيين في القاهرة، ثم عاد لتلقي الدراسات التلمودية في الإسكندرية تحت رعاية الحاخام موشيه فينتورا، في الأربعينات انضم لإحدى المنظمات الشبابية الصهيونية التي كانت تنشط سراً في مصر وكان يقودها إبراهام دار، وفي عام 1954 ألقت السلطات المصرية القبض عليه مع مجموعة كبيرة من الشباب اليهود بتهمة التورط في فضيحة "لافون" الشهيرة، حيث قام إرهابيون يهود وقتها باستهداف عدد من المصالح الغربية في مصر وذلك بهدف تخريب علاقة النظام الجديد في مصر مع الدول الغربية.

أطلقت السلطات المصرية سراح كوهين بعد أن ثبت عدم تورطه في التفجيرات، وفي عام 1955 هاجر إلى إسرائيل حيث تنقل بين عدد من الوظائف المدنية، وفي عام 1959 تزوج من فتاة يهودية من اصل عراقي تدعى نادية.


كوهين يوم زفافه على زوجته نادية عام 1959

كوهين ونادية في رحلة إلى منطقة روش هانيكرا السياحية القريبة من حدود فلسطين المحتلة مع لبنان

جهاز المخابرات الإسرائيلية والذي كان يبحث عن جواسيس يزرعهم في البلاد العربية وجد في كوهين الشخص المناسب بسبب إتقانه للغة العربية وماضيه في العمل السري، فتم إخضاعه لتدريب مكثف مدة ستة أسابيع، أرسل بعدها إلى الأرجنتين بأوراق مزورة، وفي الأرجنتين انخرط كوهين في أوساط الجالية السورية الكبيرة هناك، باعتباره رجل أعمال سوري مسلم إسمه كامل أمين ثابت، وفي شباط فبراير 1962 انتقل كوهين بناء على تعليمات الموساد إلى دمشق، وقدم نفسه إلى المجتمع الدمشقي باعتباره مغترباً عائداً لأرض الوطن، وسريعاً بنى كوهين لنفسه شبكة علاقات واسعة معتمداً في ذلك على الحفلات والولائم التي كان يقيمها في بيته، وعلى الهدايا التي كان يغدقها على الأشخاص الذين كان يعتقد بأنهم قد يكونون مفيدين له في عمله الاستخباري، كما أقام عدداً من العلاقات النسائية مع فنانات ومضيفات طيران وسيدات مجتمع وإحدى سكرتيرات وزارة الدفاع، مستفيداً من شخصيته الدونجوانية ومن وضعه كثري عازب. 


كوهين في دمشق

بعد فترة نجح كوهين في تجنيد عدد من المتعاونين، حيث ضمت الشبكة التي كونها ضباطاً في القوات المسلحة وموظفين في الإذاعة وفي مطار دمشق الدولي وعدد من أجهزة الدولة الأخرى كانوا يمدونه بالمعلومات، وقد كان يعتمد على جهاز لاسلكي في إرسال التقارير إلى رؤساءه في إسرائيل، حيث كان الجهاز مخبئاً في شقته، كما سافر إلى إسرائيل خلال هذه الفترة بشكل سري ثلاث مرات للاجتماع بضباط الموساد وتلقي التعليمات. 

خلال آخر زيارة له إلى إسرائيل في تشرين الثاني نوفمبر 1964 عبر كوهين لرؤسائه عن خوفه من افتضاح أمره، خاصة أنه علم أن ضابط المخابرات السوري أحمد سويداني كان يجري تحريات عنه، لكن ضباط الموساد طمأنوه إلى أن كل شيء على ما يرام، وفي كانون الثاني يناير 1965 اقتحمت قوات أمن سورية شقة كامل أمين ثابت وألقت القبض عليه متلبساً أثناء قيامه بإرسال الرسائل اللاسلكية إلى أسرائيل، حيث كانت أجهزة الأمن قد التقطت إشارات الراديو الصادرة وحدد مصدرها بدقة اعتماداً على تجهيزات حديثة سوفييتية الصنع. 


المبنى الذي كان يقطنه كوهين حين تم إلقاء القبض عليه متلبساً في كانون الثاني يناير 1965 

كوهين وأعضاء شبكته التجسسية في قفص الإتهام خلال محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية بدمشق

حوكم كوهين أمام محكمة عسكرية مع أعضاء شبكة التجسس التي كان قد كونها، ونقلت وقائع محاكمته آنذاك على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون السوري، حيث يتذكر ذلك الجيل من السوريين وقائع المحاكمة والأداء المسرحي لرئيس المحكمة العقيد صلاح الدين الضللي، وقد حكم على كوهين بالإعدام شنقاً، ونفذ الحكم يوم 18 ايار مايو 1965 في ساحة المرجة بدمشق رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها سورية آنذاك لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام، وقد دفن كوهين في دمشق في حين رفضت الحكومة السورية مراراً طلب أسرته بنقل رفاته إلى إسرائيل. 

في إسرائيل اعتبر كوهين شهيداً وبطلاً قومياً وصدر عدد من الكتب والوثائقيات التي تناولت سيرته مع كثير من المبالغات، حيث ادعى بعضها أن المعلومات التي زود بها كوهين إسرائيل كان لها أثر حاسم في انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب عام 67، كما صدر عام 1987 فيلم تلفزيوني حمل عنوان "جاسوس المستحيل" تناول سيرة كوهين، وادعى أنه كان  على علاقة بالرئيس السوري آنذاك أمين الحافظ، لكن الحافظ نفى في لقاء تلفزيوني أي معرفة بينه وبين كوهين، وأكد أن المرة الوحيدة التي رآه فيها كانت في فرع فلسطين خلال التحقيق معه بعد أن تم إلقاء القبض عليه. 


رسالة كوهين إلى زوجته قبل إعدامه 

نهاية الجاسوس 

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 4 أبريل 2018

شاهد الحياة في عراق الخمسينات !


 درس ألعاب في ثانوية العقيدة للبنات ببغداد 

من أرشيف مؤسسة "باثي نيوز" البريطانية العريقة المنشور على قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، فيلم قصير عن العراق في خمسينات القرن الماضي مدته نحو 19 دقيقة، الفيلم بالألوان الطبيعية وقد تم تصويره كما هو واضح من محتواه خلال العهد الملكي (ما قبل تموز - يوليو 1958)، يحتوي الفيلم على صور نادرة للعاصمة بغداد ومدينة البصرة الجنوبية ومنطقة الأهوار، وكذلك لمناطق الكرد العراقيين في الشمال، وينوه الفيلم بوسائل النقل الحديثة التي باتت متوفرة في العراق من طائرات وقطارات وحافلات، وكذلك يشير الفيلم إلى الثروة التي حققتها البلاد بفضل البترول، والتي تقوم باستثمارها في تطوير البلاد وتحسين شروط الحياة فيها. 

كما احتوى الفيلم لقطات من حفل تنصيب الملك فيصل الثاني عام 1953، ولقطات من مدارس بغداد وكلياتها الجامعية، كما نوه إلى الوضع المميز التي باتت تحتله المرأة العراقية حيث نالت حق التعليم وبدأت تتحرر من قيود العادات والتقاليد التي فرضها عليها المجتمع في الماضي. 






  









شاهد أيضاً :