مريض عقلي يصبح رئيساً للجمهورية !! ، هو أمر قد لا نتخيل وقوعه سوى في الأفلام الهزلية أو القصص الخيالية، أو ربما في بعض بلدان عالمنا العربي المحكوم بالجنون أصلاً ! لكنك سوف تفاجئ حين تعلم أن الأمر قد حدث فعلأً في فرنسا عام 1920 حين حكم مريض عقلي يدعى بول ديشانيل البلاد مدة 217 يوماً، فكيف حدث هذا ؟ إليكم التفاصيل :
ولد بول ديشانيل عام 1850 في مدينة صغيرة تقع بالقرب من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث كان والده يعيش هناك في منفاه القسري بسبب كونه أحد المعارضين لحكم الإمبراطور نابوليون الثالث، و بعد عودته إلى فرنسا درس ديشانيل المحاماة و أصبح نائباً في البرلمان عن منطقة "أور ولوار" مرتين، الأولى من 1898 إلى 1902، و الثانية من 1912 إلى 1920، و في 9 كانون الثاني يناير 1920 انتخب رئيسأً للجمهورية، و استلم منصبه في 18 شباط فبراير، حتى هنا تبدو سيرة ديشانيل طبيعية، لكن أيامه المقبلة في القصر الرئاسي سوف تحمل له و للمحيطين به الكثير من المفاجآت التي لا تصدق !
فبعد تنصيبه بفترة قصيرة بدأت تظهر على الرئيس تصرفات غير طبيعية، فذات مرة حين كان يلقي خطاباً في مدينة نيس و رأى بأن الجمهور سعيد بخطابه، أعاد الخطاب مرة أخرى ! ، و في مناسبة أخرى قدمت له طفلة صغيرة باقة من الورد فقذفها في وجهها، في حين كانت أكثر تصرفاته غرابة حين استقبل سفير بريطانيا العظمى في مكتبه و هو عار تماماً إلا من الوشاح الرئاسي، أما الحادثة التي قصمت ظهر البعير و لفتت نظر الرأي العام بشكل واسع إلى وضع الرئيس العقلي الغير طبيعي فوقعت حين كان يمشي في نومه فخرج من نافذة القطار الرئاسي و وجده رجال الشرطة يتجول بالقرب من السكة الحديدية حافي القدمين و مرتدياً ملابس النوم !
و بعد سبعة أشهر قضاها الرئيس غريب الأطوار في منصبه أصبح خلالها حديث البلاد و أضحوكتها اضطر للاستقالة يوم 21 أيلول سبتمبر 1920، و رغم حالته العقلية الغير مستقرة انتخب مجدداً لعضوية البرلمان عام 1921، حيث بقي نائباً حتى وافته المنية عام 1922 عن 72 عاماً.
رسوم كاريكاتورية نشرتها الصحافة الفرنسية تسخر فيها من الرئيس المجنون
خبر استقالة ديشانيل في الصحافة الفرنسية
شاهد أيضاً :