‏إظهار الرسائل ذات التسميات تجارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تجارة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 24 فبراير 2018

بالصور : هكذا كان لبنان في "أيام العز" !



غالباً ما يذكر اللبنانيون في معرض حديثهم عن الماضي "أيام العز" في إشارة إلى الزمن السابق على الحرب الأهلية اللبنانية وهي الحقبة التي شهدت ازدهار لبنان كمقصد سياحي ومركز مالي وتجاري وثقافي هام في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الممتدة ما بين أواخر الخمسينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي. 

عبارات من نوع "هيك كان لبنان أيام العز" أو "أيام العز راجعة" غالباً ما تستدعي إلى الذهن صوراً نمطية لذلك اللبنان القديم تلخصه في صور شابات جميلات مستلقيات بالمايوه على شاطئ البحر تحت أشعة الشمس الذهبية، أو سياح يمارسون التزلج في منتجعات لبنان الجبلية، أو صور فنادق الخمس نجوم الفارهة والمتاجر العامرة بالبضائع الأجنبية والتي كانت حكراً على أبناء الأقلية الميسورة من اللبنانيين أو على السياح العرب والأجانب الذين كانوا يتوافدون إلى "سويسرا الشرق" للتمتع بهذا المزيج الفريد ما بين التقاليد الشرقية والحداثة الغربية. 

تلك الصورة النمطية التي رسمتها الثقافة الشعبية وحتى بعض وسائل الإعلام والأفلام الوثائقية لخصت لبنان ما قبل الحرب في صور ساذجة استبعد منها غالبية اللبنانيين الذين عاشوا في أحزمة الفقر التي كانت وما زالت تحيط بالعاصمة اللبنانية بيروت، أو في المناطق اللبنانية البعيدة عن العاصمة والتي لم يطلها نفس القدر من التنمية فبقيت بعيدة عن الصورة الباهية للعاصمة والمدن الرئيسية، كل هذا ولد كثيراً من الفوارق الطبقية والتفاوتات الاجتماعية التي كان لها دور كبير في انفجار الحرب الأهلية المشؤومة التي لم تكن نبتاً شيطانياً، بل محصلة طبيعية لصراعات اجتماعية واقتصادية وثقافية كانت تعتمل وتتزاحم خلف الصور اللامعة للفتيات للجميلات والشواطئ الساحرة والكازينوهات الفاخرة والمهرجانات العامرة. 

"أنتيكا" اختارت لكم عدداً من البطاقات البريدية التي تعود إلى فترة الستينات في لبنان والتي تصور ذلك الفردوس المفقود الذي يحلو للكثيرين أن يسبغوا عليه صفات اليوتوبيا، وذلك قبل أن تنقض عليه وتمزقه نيران الحرب الملعونة. 

 راقصات وشرقيات وفتيات أجنبيات على خلفية تصور كازينو لبنان وفندقي السان جورج والفينيسيا

 صخرة الروشة وشواطئ بيروت الساحرة

 شاطئ نادى سبورتنج بيروت

 فندق السان جورج 

 فندق الفينيسيا 

 مقهى في منطقة الروشة 

 الأبنية الحديثة في منطقة الروشة 

مسرح كازينو لبنان 

 وسط بيروت التجاري 

 ساحة الشهداء 

 شارع ويجان وسط بيروت 

 مضمار سباق الخيل في بيروت

 تلفريك حريصا

 التزلج في منطقة الأرز

مدينة بعلبك الأثرية 

مهرجانات بعلبك الدولية 

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 24 يناير 2018

تجارة العبيد والجواري في مصر القرن التاسع عشر !




عرفت مصر تجارة الرقيق منذ عهد الفراعنة، وهي تجارة ظلت موجودة ومزدهرة بشكل متواصل حتى مطلع القرن العشرين، حيث كان العبيد يجلبون من مناطق مختلفة، فالعبيد البيض كانوا يجلبون من جورجيا والقوقاز ومناطق الشركس، أما السود فكانوا يجلبون من دارفور وكردفان وجنوب السودان.

"إنهُ واحد من أهم المشاهد التى تستحق الزيارة"، هكذا قال السير بارتل فرير، عضو البرلمان البريطاني عن سوق الرقيق بالقاهرة حين زارها عام 1834، وقد تركزت تجارة الرقيق في عهد محمد علي وخلفائه من بعده في وسط القاهرة، حيث كان لها وكالات خاصة مثل وكالة المحروقي والسلحدار.


لوحة "سوق الرقيق" للرسام الفرنسي المستشرق جان ليون جيروم (1824-1904)

وكان من المعتاد أن يتم الكشف على الرقيق من كلا الجنسين وهم عرايا، وقد يبالغ الشاري في الفحص فيجري بعض الاختبارات الغريبة، خصوصًا بالنسبة للجواري اللاتي كن يتعرَّضن لتفرس المشترين ونظراتهم، وهن في حالة من العرى والبؤس، فلا يسترهن سوى قطعة صغيرة من القماش معقودة حول الوسط، أو شال معلق فوق أكتافهن، فكن يستسلمن بهدوء لعبث أيدي المشترين والبائعين الفاحصة ونظراتهم التي لا ترحم.

وقد كانت الجواري توضع في حريم المشتري مدة ثلاثة أيام هي عبارة عن فترة اختبار، تظل خلالها تحت مراقبة نساء الحريم، وفي النهاية يقدمن تقريرًا عنها، فإما أن يقبلها المشتري في حريمه أو يردها إلى التاجر إن وجد عيباً بها كأن تكون كثيرة النوم، أومصابة بمرض ما، وبالمقابل كان للتاجر الحق في عدم قبول رد الجارية إذا ما انقضت مهلة الثلاثة أيام، أو إذا كان الشاري قد عاشر الجارية خاصة إذا ما كانت عذراء.


تاجر الرقيق جالساً على دكته يدخن "الشبك" وبجواره الجواري افترشن الأرض في انتظار قدوم المشترين

وكان "الجلابة" وهم تجار الرقيق يجلسون بالقرب من رقيقهم  يدخنون "الشبك" في فتور ولامبالاة ظاهرين، إلى أن يأتي أحد المشترين، فيطيل النظر في الرقيق ويتفحصهم، ثم يبدأ في مساومة التاجر على الثمن، وقد يستعين التاجر أو المشتري أحيانًا بسماسرة الرقيق الذين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى تتم الصفقة، ثم يحصل السمسار على عمولة معلومة من التاجر والمشتري.

وفي عام 1855 أصدر الوالي سعيد باشا قراراً يعطي الحرية لكل الجواري والعبيد الموجودين بمصر والراغبين -باختيارهم- ترك خدمة سادتهم، لكن العمل بهذا القانون لم يدخل حيز التنفيذ فظل حبراً على ورق واستمرت تجارة العبيد تجري بنفس النشاط.


لوحة أخرى تمثل سوق الرقيق بالقاهرة للرسام الفرنسي مكسيم داستوغ (1851-1909)

وحين تولى الخديوي اسماعيل السلطة عام 1863 بدأ العمل جدياً على تحرير الرقيق وإبطال الرق، فحارب تجارة الرق، وعمل على تحرير الرقيق الموجودين في مصر، إلا أنه واجه معارضة شديدة وتعنتًا من الأغنياء ورجال الدين الذين كانوا ينظرون إلى محاولات إبطال الرق على أنها تحدٍّ وتعدٍّ على الشريعة الإسلامية والعرف السائد.

ورغم جهود الحكومة لمحاربة الرق إلا أن التجارة ظلت قائمة وإن تحولت من الأسواق العامة إلى داخل البيوت والأماكن البعيدة عن رقابة الحكومة، كما حدث عام 1894 عندما اشترى علي باشا شريف رئيس المجلس التشريعي وبعض الأعيان مجموعة من الجواري السود من الجلابة الذين تسللوا إلى مشارف القاهرة عند سفح الأهرامات.


"تذكرة حرية" صادرة عن "قلم عتق الرقيق" عام 1904 

ومطلع القرن العشرين عرفت مصر شكلاً جديداً من تجارة الرقيق، تمثلت في قيام بعض النخاسين بخطف الفتيات القاصرات الأوروبيات وبيعهن في مصر إلى القوادين والعاملين في مجال الدعارة، وقد ذكر القنصل البريطاني بالقاهرة اللورد كتشنر أنه تم القبض على 74 تاجرًا و843 فتاة قاصرة من الأوروبيات والتركيات في عام 1913 وحده، وقد ظل هذا الشكل من تجارة الرقيق نشيطاً حتى صدور قرار الحكومة المصرية بإلغاء البغاء في أواخر العهد الملكي. 

شاهد أيضاً: 

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

روث هاندلر: مخترعة "باربي" التي صنعتها لأجل ابنتها وسمتها تيمناً بها




جميعنا يعرف الدمية الشهيرة "باربي" لكن قليلين منا سمعواً بروث هاندلر، السيدة التى صممت الدمية الأشهر في العالم بناءً على طلب ابنتها الصغيرة، لتنتشر فيما بعد في كل أنحاء العالم وتصبح أيقونة من أيقونات القرن العشرين، ورمزاً من رموز العولمة الثقافية والاقتصادية.

ولدت روث في ولاية كولورادو عام 1916، وظلّت تتدرج في المراحل التعليمية، قبل أن تتولى أول وظيفة لها، سكرتيرة صغيرة في استوديوهات "بارامونت" السينمائية الشهيرة، لتتعرف بعدها على زوجها اليوت ويتزوجا عام 1938.

في البدء كان اليوت يصمم حاملات الشموع وبعض الصناديق التقليدية، حالماً بتوسيع إنتاجه ليشمل المجوهرات والهدايا، وبالتدريج كانت شركته تكبر وتتوسع، خاصة بعد أن انضم إليه شريك جديد.



في الوقت نفسه كانت روث تتطلع لأن تصنع شيئًا مختلفًا، وذات يوم طلبت منها ابنتها دُميةً بلاستيكية، وبعد وقت من التفكير، قررت روث أن تصنع الدمية بنفسها، دُمية حية لا تشبه تلك البلاستيكية عديمة الملامح التي تباع عادة في المحلات، وبالفعل بدأت روث تعمل على الدمية، وكان واحدأً من الأشياء التى شغلت بالها صدر الدُمية، كيف تلهو فتاة صغيرة مع دُمية لها صدر مُسطح، بقيت الفكرة عالقة في رأسها حتى استوحت تصميمها من لعبة ألمانية شهيرة كانت شاهدتها في إحدى رحلاتها إلى سويسرا في الخمسينات حين لفت نظرها في المتاجر دمية ألمانية تُدعى "بيلد ليلي"، كانت تلقى رواجاً واسعاً بين المشترين، فقررت أن تنقل الفكرة إلى أميركا مع تعديل التصميم الألماني، وأسمتها "باربي" نسبةً إلى ابنتها التي كانت تدعى "باربرا".

ميزة الدمية التي صنعتها روث أنها اعتمدت فيها على الأبعاد الواقعية للجسد، وقد خططت لإنتاجها على نطاق واسع، لكن زوج روث لم يعتقد أن الدمية ستحقق مبيعات كافية، إلا أن "باربي" فاجئت الجميع بعد عرضها بمعرض نيويورك للألعاب في نهاية الخمسينيات، حيث حققت نجاحاً منقطع النظير، فانطلقت روث في عملها وراحت تصمم الدمى وتعمل على التسويق لها، حتى استطاعت أخيراً أن تصبح أيقونة عالمية تلهم المصممين ودور الأزياء، فحققت بفضل "باربي" أرباحًا طائلة لشركة زوجها، التي تخصصت في تصميم وإنتاج الدمى، حتى باتت شركة "ماتيل" عند وفاة روث هاندلر عام 2002 واحدة من أهم 500 شركة صناعية على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية.



شاهد أيضاً:
قصة بيتي جراهام المدهشة : المرأة التي علمتنا كيف نصحح أخطائنا !

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

بالصور : هذه قطر قبل 57 عاماًَ !


في عددها الصادر في شهر أيار مايو 1960 نشرت مجلة "العربي" الكويتية المعروفة تقريراً مصوراً عن قطر بعنوان "هذه قطر" احتوى العديد من الصور و المعلومات النادرة التي نعرض عليكم بعضاً منها مع الوصف كما ورد في المقال الأصلي في المجلة المذكورة : 


 صورة الغلاف : فتاة من قطر بثيابها الوطنية 



 أجمل منظر في الدوحة عاصمة قطر هو برج الساعة و المدرجات التي حوله، إنه يطل على مياه الخليج العربي، و حوله ميدان فسيح يقع فيه قصر الشيخ علي آل ثاني حاكم البلاد، و دار الاعتماد البريطاني، و جامع الشيوخ، إن البرج و الساعة يضاءان ليلاً بالكهرباء، و في أيام الأعياد يتزاحم الناس تحت مظلاتها للاستماع إلى فرقة موسيقى الشرطة التي تعزف بها

 استبدل بعلم قطر القديم الذي عليه كلمة قطر، علم جديد نبيذي اللون و تراه هنا يرفرف فوق مركز الشرطة

 حلاقة في الهواء الطلق تحت أسوار القلعة، إنها من العادات الدخيلة التي جاءت مع المهاجرين النازحين إلى الدوحة 

 الدوحة من الجو

كان القطري قبل اكتشاف البترول يمكث في البحر ثلاث شهور لجمع اللؤلؤ يعود بعدها ليستريح بقية العام، ينفق خلالها من ثمن المحصول الذي جمعه، أما اليوم و بعد تدهور سوق اللؤلؤ، لم تعد هناك مراكب تخرج للصيد، و اكتفى التجار بشرائه من دبي و إيران لبيعه لمن يشاء 

من المشاهد المألوفة في الأسواق العربية منظر البائعات يعرضن السلع المختلفة إلى جانب الباعة من الرجال، كل قطعة منها بنصف روبية 

قطري يحمل لفة من التبغ اشتراها من الميناء، و يستورد التبغ من إمارة الشارقة حيث تزرع منه مساحات غير قليلة 

رصيف التجار في الدوحة : إن هذا الرصيف لم يعد يصلح لمقتضيات العصر الحديث، إن طوله 250 متراً، و عرضه 20 متراً، و يتسع لرسو 30 سفينة من الحجم الصغير، إلا أن عدد السفن التي ترسو بجواره يزيد على الستين، تتراكم بجوار بعضها و تتزاحم لتفريغ شحناتها

مبنى سوق الخضار الحديث، و قد ظهرت في الصورة سيارة ضخمة -كاميون- قادمة من بيروت و هي تفرغ حمولتها من التفاح الذي يباع الصندوق منه بأربعين روبية، و في الصيف تنقل هذه الكاميونات سيارات الأهالي الخاصة لتوصلها إلى دمشق و بيروت عن طريق السعودية و الأردن، و يكلف نقل السيارة من 700 إلى 1300 روبية 

الحديقة العامة الوحيدة في الدوحة، و فيها أجمل الزهور و الأشجار، و يرتادها سكان العاصمة ليقضوا وقتاً طيباً، إن عمرها سنتان فقط، و كانت من قبل مباءة للذباب و الروائح الكريهة 

كان القطري إلى عهد قريب يفضل اللحم و السمك و الأرز، أما الخضروات فلم يكن يهتم بها، إلى أن أنشئت دائرة الزراعة و بدأت تجاربها، و ترى هنا أحد عمالها، و هو فلاح من غزة يحمل مزهواً الخضروات ذات الأحجام الكبيرة التي أنتجتها المزارع النموذجية التابعة لدائرة الزراعة في حكومة قطر  

الجلسة : من العادات العربية القديمة التي ما زالت موجودة في ضواحي الدوحة، و يجلس فيها صاحب البيت مع أصدقائه على مصطبة حجرية يسمونها "دكة" بجوار بوابة المنزل الخارجية، يتحدثون و يتندرون 

مبنى مطار الدوحة الجديد، إن الموظفين لم يدخلوه بعد، و الذي تقوم بالإشراف على المطار هي شركة الراديو الجوية الدولية، و من المنتظر أن ترصف أرض المطار من جديد حتى تستطيع أن تستقبل الطائرات النفاثة  

عطور من الهند، أقمشة من السعودية، قمصان و جوارب و أحذية من الكويت، أغذية محفوظة من البحرين، و نارجيلة يدخنها التاجر الإيراني، إن الإيرانيين يكادون يسيطرون على التجارة في قطر، و قد تنبه أهل البلاد إلى ذلك فبدأوا في النزول إلى ميدان التجارة التي كانوا يحتقرون الإشتغال بها 

قرية المرخية، إنها واحة وسط الصحراء، يسكنها ما يقرب من 500 شخص، على مسافة خمس كيلومترات من الدوحة

يحيط الماء بقطر من كل جهة ما عدا الجزء الجنوبي المتصل بحدود المملكة العربية السعودية، و الشاطئ في مجموعه ضحل قليل الغور، و المراكب التي ترسو عنده تقوم برحلات يومية إلى البحرين و الكويت و الشارقة و دبي و إيران 


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

فانوس رمضان : أصل و تاريخ !




ما إن تهل علينا نسائم الشهر الكريم حتى تخلع شوارع مصر عباءتها التقليدية لترتدي ثوباً جديداً ذا ألوان زاهية، فترى الفوانيس وقد صُفّت على الجانبين بإضاءتها وألوانها الجميلة، في حين يطوف الأولاد في الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس مطلقين الأغاني والأناشيد، ومن أشهرها الأغنية الشعبية "وحوي يا وحوي".

و الفانوس بشكله الحالي لم يظهر إلا منذ نحو 100 عام أو أكثر بقليل، بينما يعود أول ظهور له إلى العهد الفاطمي و تحديداً إلى يوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هجرية، 969 ميلادية، مع دخول المعز لدين الله القاهرة ليلاً، إذ أمر جوهر الصقلي قائد الجيش الفاطمي و مؤسس مدينة القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه، و حتى لا تنظفئ الشموع لجأ الناس إلى وضعها على قاعدة من الخشب وإحاطتها ببعض الزعف والجلد الرقيق، وهنا أعجب المعز بمشاهد الفوانيس التي يحملها المصريون، ومنذ ذلك الوقت بات الفانوس تقليداً رمضانياً راسخاً. 

و يروى أيضأً أن الخليفة الفاطمي كان دائماً ما يخرج إلى الشارع في ليلة استطلاع هلال رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوساً ليضيئوا له الطريق، وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بحلول الشهر الفضيل.

أما صناعة الفانوس فازدهرت على نطاق واسع في عهد الحاكم بأمر الله في القرن العاشر الميلادي، الذي أمر أن لا تخرج النساء من بيوتهن ليلاً إلا في شهر رمضان للتزاور أو الصلاة في المساجد، على أن يتقدمهن صبي يحمل فانوساً، كما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات وأبواب البيوت، وفرض غرامات على كل من يخالف هذا الأمر.

وتعد القاهرة من أهم المدن التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس، وهناك مناطق معينة تعتبر من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس ، مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر، والغورية، ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب، كما انتقلت فكرة الفانوس إلى أغلب الدول العربية وأصبحت تقليداً من تقاليد شهر رمضان المبارك، خاصة في القدس و دمشق وحلب. 

ورغم أن تجارة الفوانيس تزدهر في موسم الشهر الكريم، إلا أنها صناعتها تستمر على مدار العام، حيث يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الزمن حتى ظهر مؤخراً الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة عوضاً عن الشمعة، ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصين مصر و الدول العربية بصناعة الفانوس الصيني الذي يضيء ويتكلم ويتحرك ويغني أحياناً !



شاهد أيضاً :

الاثنين، 22 مايو 2017

قصة بيتي جراهام المدهشة : المرأة التي علمتنا كيف نصحح أخطائنا !




الطرد من العمل قد لا يكون أمراً سيئاً بالضرورة، بل إنه قد يكون محفزاً للإنسان على اتخاذ خطوات هامة على طريق الثروة و الشهرة و النجاح، و هذا ما حصل مع بطلة قصتنا لهذا اليوم.

ولدت بيتي نيسمث جراهام عام 1924 في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، و في عام 1941 تزوجت و أنجبت طفلاً، ثم انفصلت لاحقاً عن زوجها عام 1946، لتجد نفسها وحيدة و مسؤوولة عن طفل، ما اضطرها أن تتخلى عن حلمها بأن تصبح فنانة، فوجدت عملاً كسكرتيرة، في حين ظلت تمارس الرسم و التلوين في أوقات فراغها.

و خلال عملها كسكرتيرة تنفيذية في بنك "تكساس تراست" تعرفت بيتي إلى الآلة الكاتبة، و رغم أن هذا الاختراع قد مكن الموظفين من الكتابة بطريقة أسرع، لكن كانت هناك مشكلة كبيرة، و هي أنه عندما تحدث أخطاء في الكتابة لم يكن أمام الموظف سوى أن يعيد كتابة الصفحة كاملة، وكان هذا أكثر ما يزعج بيتي وزميلاتها من السكرتيرات.

كانت بيتي سعيدة بعملها، لكن هفوات الطباعة كانت تستهلك قسطاً كبيراً من وقتها، و تحرمها من قضاء الوقت مع ابنها الصغير، هذا الأمر جعلها تبدأ بالتفكير في حيلة فنية تساعدها على تصحيح أخطاء الكتابة دون أن تضطر لإعادة طباعة الصفحة كاملة، هنا تذكرت بيتي أن الفنانين لا يمسحون أخطاءهم، بل يرسمون عليها، و كثيراً ما يلجأون للرسم على الأقمشة و الملابس لإخفاء عيوبها، فقالت في نفسها : لماذا لا أفعل الشيء نفسه ؟

هكذا عادت بيتي إلى مطبخها، حيث قامت بخلط بعض الماء الساخن مع طلاء بلون مناسب للورق، و وضعت الخليط في زجاجة، ثم أخذت فرشاة الألوان المائية الدقيقة معها إلى المكتب، حيث بدأت في استخدام هذا الخليط الذي ابتكرته في تصحيح الأخطاء، ومر وقت طويل، دون أن يلاحظ مديرها الأمر، و حين علمت صديقاتها السكرتيرات بذلك السائل العجيب، طلبن منها أن تمدهن بعبوات منه، فعادت إلى مطبخها، و صنعت المزيد منه و عبأته  في زجاجات خضراء اللون، وكتبت عليها عبارة "مزيل الأخطاء"، وتدريجياً راحت كل سكرتيرات المبنى الذي كانت تعمل فيه يستخدمن السائل، الذي ظلت تقدمه لهن مجاناً لفترة طويلة.

أسست بيتي من منزلها شركة "مزيل الأخطاء"، والتي أسمتها لاحقاً " الورق السائل"، و تحول مطبخها إلى مختبر تقوم فيه باختبار و تحسين المنتج، فجربت تغيير نسب المكونات، و درجة حرارة الماء، و زمن الخلط، و نوع الطلاء المستخدم، و علاوة على هذا قامت باستشارة  معلم الكيمياء الذي كان يدرس ابنها، حتى نجحت في الوصول أخيراً إلى المزيج المثالي، وفى عام 1958، حصلت على براءة اختراع وعلامة تجارية لمنتجها، وعمل ابنها و بعض أصدقائه في تعبئة الزجاجات و تجهيزها للبيع، لكنها رغم كل هذا لم تحقق أموالاً طائلة حيث ظلت مبيعاتها محدودة. 

و في أحد الأيام، اكتشف مديرها خطأ نسيت أن تقوم بإصلاحه، فطردها من العمل، و رب ضارة نافعة، فأخيراً أصبح لديها ما يكفي من الوقت للاهتمام بشركتها الخاصة، التي راحت تنمو بسرعة مذهلة، فتعاقدت مع عدد من العاملين بدوام جزئي، وبدأ المنتج ينتشر داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، وزادت المبيعات بصورة مضطردة، ما دفعها  لتعيين موظفين دائمين، و في في عام 1968 انتقلت الشركة إلى مقر خاص في دالاس، واشتمل المقر الجديد على مصنع متطور يقوم على تشغيله 19 عاملاً، و بلغ رأسمال الشركة آنذاك مليون دولار أمريكي، وباعت في هذا العام وحده نحو مليون زجاجة.

و مع مرور السنوات ازدهرت الشركة، وبحلول عام 1975، كان المنتج يوزع في 30 بلداً حول العالم، و انتقلت الشركة إلى مقر أكبر، وزاد الانتاج بشكل كبير حتى وصل لنحو 500 مليون عبوة سنوياً، وبلغ صافى أرباح الشركة لسنة 1976 وحدها 1.5 مليون دولار أمريكي، و في عام 1979 باعت بيتي الشركة لمجموعة "جيليت" المعروفة بمبلغ قدره 47.5 مليون دولار.

استخدمت بيتي جزءاً كبيراً من ثروتها في إقامة مؤسستين لطالما حلمت بهما، الأولى هدفها تقديم الدعم والمشورة وفرص التدريب و المنح الدراسية للنساء و بخاصة المعيلات منهن، و الثانية لرعاية الفنون، ولا تزال المؤسستان قائمتين حتى يومنا هذا.

وفى عام 1980، رحلت بيتي نيسمث جراهام عن  56 عاماُ، بعد أن أمضت حياة اعتمدت فيها على نفسها و لم تنتظر المساعدة من أحد، و كانت كما وصفت نفسها ذات يوم : "نسوية أرادت الحرية لنفسها وللجميع"، فعلمتنا كيف نصحح أخطائنا، و نحول فشلنا إلى نجاح. 


بيتي جراهام مع ابنها مايكل الذي أصبح عازف كمان معروف 


شاهد أيضاً : 

الاثنين، 15 مايو 2017

أم كلثوم و ذكرياتها مع الشام و أهلها




قدمت سيدة الغناء العربي أم كلثوم إلى دمشق صيف 1931 من اجل تقديم ثلاث حفلات في حديقة المنشية بالهواء الطلق، و كانت قيمة البطاقة "ليرة ذهب رشادية" و هو مبلغ معتبر بمقاييس تلك الأيام، مما أجبر بعض محبيها أن يبيعوا سجاد منازلهم، أو يرهنوا مصاغ زوجاتهم، حتى يتمكنوا من حضور الحفل ومشاهدة أم كلثوم شخصياً.

و بمجرد وصول كوكب الشرق إلى مشارف العاصمة عن طـريق بيروت القـديـم، كان في استقبالها آلاف الدمشقيين يتقدمهم الزعيم الوطني المعروف فخري البارودي، وأمين العاصمة، ومدير الشرطة و الأمن العام، ونخبة من رجالات التجارة و الصناعة والاقتصاد، و محررو الصحف الخاصة، وسيدات يمثلن الجمعيات النسائية بدمشق، و طلبة المدارس.

انتقلت أم كلثوم وسط هذا الزحام البشري غير المألوف في الحياة اليومية الدمشقية إلى فندق أمية، وهناك كان في انتظارها مجموعة من الشباب المتزمت قابلوها بالقدح والذم في المساء قبل بدء الحفل، و رشقوها بنثرات الفضة محاولين احراق وجهها ومطالبين إياها بإلغاء الحفـل و "الاحتشام"، وطالبوها أيضاً أن تضع حجاباً على رأسها.

غضبت ام كلثوم من هذا التصرف و بسببه قاطعت دمشق لسنوات طويلة، و قد روت بنفسها هذه القصة للرئيس ناظم القدسي عندما استقبلها في مطار دمشق في أيلول سبتمبر 1955، مبررة غيابها الطويل عن الشام و أهلها، و قد عوضتها دمشق بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى واستقبال باهر في المرة الثانية في حفلات لا تنسى على مسرح سينما دمشق ومعرض دمشق الدولي ومدرسة اللاييك استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، حيث غنت لجمهورها السوري : ذكريات، شمس الأصيل، نهج البردى، يا ظالمني ، عـودت عيني، جددت حبك، و الكثير غيرها من الروائع الكلثومية.


لم تزر أم كلثوم دمشق بعد انفصام عرى الوحدة بين سوريا ومصر لكنها بقيت على محبتها و وفائها للشعب السوري، تتذكر ما هو طيب وتتناسى ما هو مسيء، و حتى وفاتها عام 1975 كانت ام كلثوم تطلب من أي صديق يزور دمشق : "والنبي .. عايزة اسطوانات لصباح فخري !".


بتصرف عن صفحة "وشوشات شامي عتيق" على موقع فايسبوك 

شاهد أيضاً :

الخميس، 9 مارس 2017

النصاب الذي باع برج ايفل و احتال على آل كابوني !




هل شاهدت فيلم "العتبة الخضراء" الذي يلعب فيه أحمد مظهر دور نصاب يقوم ببيع ميدان العتبة الخضراء بالقاهرة لقروي ساذج لعب دوره اسماعيل ياسين ؟  حسناً، إن واقعة مشابهة قد حدثت بالفعل في فرنسا مطلع القرن العشرين حين قام نصاب يدعى فكتور لوستيج ببيع برج إيفل كخردة لأحد المقاولين و إليكم التفاصيل .. 

ولد فيكتور لوستيج عام 1890 في بلدة صغيرة تابعة للامبراطورية النمساوية المجرية آنذاك، و في سن مبكرة برزت مواهبه في النصب و الاحتيال  فاتجه غرباً حيث اتخذ من البواخر التي كانت تسافر عبر المحيط الأطلسي بين فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية مسرحأً لنشاطه مستفيداً من أناقته الأرستقراطية و إتقانه لعدة لغات حيث كان يقوم بخداع المسافرين الأثرياء والاستيلاء على أموالهم بطرق مختلفة من بينها بيعهم ماكينة مزيفة لطباعة أوراق البنكنوت، في البداية كانت الماكينة تقوم بطباعة أوراق حقيقة من فئة المئة الدولار بمعدل ورقة واحدة كل ست ساعات، لكن الماكينة كانت تتوقف عن الطباعة بعد يوم أو يومين، حينها يكتشف الزبون الذي دفع نحو 30 ألف دولار ثمناً للماكينة أنه تعرض لعملية نصب ! 


نموذج عن الماكينة التي كان لوستيج يقوم ببيعها للمسافرين

في العشرينات من القرن الماضي قرر لوستيج الاستقرار في باريس حيث قام بتبذير الثروة التي جمعها من عمليات النصب السابقة، لذلك راح يبحث عن عملية نصب جديدة تدر عليه مبلغاً كبيراً من المال، و حين كان جالساً في أحد مقاهي باريس في يوم ربيعي من عام 1925 قرأ لوستيج مقالاً عن الصعوبات المادية التي تواجهها الحكومة الفرنسية لصيانة برج ايفل و المحافظة عليه، هنا لمعت في رأس لوستيج فكرة مبتكرة شرع في تنفيذها فوراً.

أرسل لوستيج رسائل تحتوي توقيعات و أختاماً رسمية مزورة إلى ستة من أشهر تجار الخردة في باريس يدعوهم فيها إلى اجتماع سري و عاجل في أحد أشهر فنادق باريس الفخمة، و خلال الاجتماع ادعى لوستيج أنه موظف حكومي رفيع المستوى مكلف بمهمة فائقة السرية، ألا و هي العثور على شار لبرج ايفل، ذلك أن الحكومة لم تعد تستطيع تحمل نفقات صيانته و قد قررت بيعه كخردة ! و لعل ما ساعد على نجاح خدعة لوستيج أن برج ايفل لم يكن يتمتع في عام 1925 بنفس المكانة المعنوية التي يتمتع بها في يومنا هذا، خاصة أن البرج كان قد أقيم بمناسبة المعرض العالمي عام 1889، و قد ظهرت العديد من الأصوات التي طالبت بإزالته بعد انتهاء المعرض كونه لا يتناسب مع الطراز العمراني للمدينة.

قام لوستيج باصطحاب التجار في سيارة فارهة مستأجرة إلى جولة في البرج لمعاينة أطنان الحديد التي سوف يقومون بشرائها، و لم ينس تذكيرهم أن القضية من أسرار الدولة التي لا يجوز لأحد منهم أن يبوح بها لأي شخص، و ضرب لهم موعداً في اليوم التالي لتسليم عروض الأسعار. 


النصاب فيكور لوستيج 

لوستيج لاحظ أن واحداً من التجار و يدعى أندريه بوسون كان الأكثر حماساً للموضوع، لذلك فقد قرر ترتيب موعد معه، و خلال الموعد طلب لوستيج من بوسون رشوة لترتيب فوزه بمناقصة شراء برج ايفل، و بالفعل قام بوسون برهن مبنى فخم كان يملكه حتى يتمكن من دفع الرشوة المطلوبة على أمل الفوز بشرف شراء برج ايفل، لكن لوستيج فر من باريس بمجرد حصوله على النقود أما بوسون فقد اطمأن إلى أن المناقصة من نصيبه، لكن زوجته شكت في الأمر و دفعته للذهاب إلى الشرطة الذين  كان ردهم السخرية منه على سذاجته و غباءه المذهلين ! و هنا اكتشف بوسون أنه كان ضحية عملية نصب متقنة لكنه لم يجرؤ على إثارة الموضوع أكثر من ذلك خشية على سمعته و مكانته. 

بعد شهر واحد قضاه في فيينا عاد لوستيج إلى باريس مجدداً حيث دعا ست تجار خردة آخرين و حاول تكرار الخدعة معهم، لكن أحدهم اشتبه بالأمر و قام بتبليغ الشرطة التي لم تتمكن من القبض على لوستيج الذي فر من باريس مجدداً، و لكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة، و هناك عاد لوستيج إلى عمليات النصب و لكن على نطاق أوسع، حتى أن واحداً من ضحاياه كان آل كابوني زعيم المافيا الشهير !، و بعد 10 سنوات من النشاط ألقت الشرطة الفيدرالية عام 1935 القبض على لوستيج إثر وشاية من عشيقته التي اكتشفت بأنه يخونها مع أخرى فقررت الانتقام منه و الإبلاغ عنه للشرطة، و في السجن يحكى أن لوستيج كان يعلق بالقرب من سريره بطاقة بريدية عليها صورة لبرج ايفل مكتوب عليها عبارة "بيع بمبلغ مئة ألف فرنك". 

شاهد أيضاً :