‏إظهار الرسائل ذات التسميات باريس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات باريس. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 24 أبريل 2017

كازانوفا زير النساء الذي أصبح أسطورة



في الحياة أسماء تصبح بفضل سمعة أصحابها مرادفة لصفات و معان تدخل معها في قاموس الأدب و الفن و الثقافة الشعبية، هكذا هو حال كازانوفا أشهر زير نساء في التاريخ الذي أصبح إسمه مرادفاً للفحولة و تعدد العلاقات الغرامية و المهارة الاستثنائية في إغواء النساء. 

ولد جاكومو كازانوفا عام 1725 في فينيسيا الإيطالية لوالدين كانا يعملان كممثلين، في ذلك الوقت كانت فينيسيا مدينة المتع المحرمة في أوروبا المحافظة حيث كانت مليئة بالحانات و دور القمار و بيوت الدعارة التي يقصدها السياح من كل أرجاء القارة، في ظل هذه البيئة نشأ كازانوفا في كنف جدته بعد أن توفي والده و هو بعد صبي في الثامنة في حين كانت والدته دائمة الغياب في جولات مسرحية في أرجاء أوروبا. 

في سن الحادية عشرة عرف كازانوفا أول تجربة غرامية في حياته، حين التقى في منزل معلمه بالجميلة بتينا شقيقة المعلم الصغرى التي أغرمت به و نشأت بينهما علاقة ظلت مستمرة حتى بعد زواجها، يقول كازانوفا في مذكراته عن بتينا : "لقد كانت هي من أشعل في صدري شرارات العاطفة الأولى التي تحولت فيما بعد إلى شغف جارف".

إلى جانب وسامته و جاذبيته كان كازانوفا شعلة متقدة من الذكاء فقد برع في الفلسفة و اللغات و تخرج و هو في السابعة عشرة من عمره من مدرسة القانون و اصبح بذلك محامياً كنسياً، و في الوقت عينه بدأ يظهر إدمانه على القمار الذي سوف يظل ملازماً له طيلة حياته، في حين بدأت أولى الفضائح الجنسية تطارد كازانوفا و التي كان من أبرزها علاقته بالشقيقتين ماريا و نانيتا ابنتي الرابعة عشرة و السادسة عشرة.

فضائح كازانوفا و ادمانه على القمار الذي جعل منه دائماً شخصاً مثقلاً بالديون أديا سريعاً لطرده من وظيفته الكنسية و سجنه، و بعد خروجه من السجن انضم كازانوفا لفترة قصيرة إلى الجيش لكن الحياة العسكرية التي تنطوي على الرتابة و الانضباط لم تناسبه فتركها سريعاً.

لقطة من فيلم "كازانوفا" انتاج 1927

بعد فترة من اليأس و الإحباط تنقل خلالها بين مهن عديدة تفتحت أبواب الأمل لكازانوفا مجدداً حين تعرف صدفة إلى أحد النبلاء الذي اتخذ منه مستشاراً قانونياً له، فعاد كازانوفا في ظل راعيه الجديد إلى حياة اللهو و الاستهتار، حتى اتهم ذات يوم باغتصاب فتاة شابة فاضطر إلى الفرار من فينيسا خشية الاعتقال.

بفراره من فينيسا بدأت رحلة كازانوفا المغامر و الأفاق و العاشق الأسطوري الذي راح يجوب أرجاء أوروبا باحثاً عما يروي ظمأه للمتعة و المغامرة و النساء، رحلة كازانوفا حملته إلى باريس و برلين و فيينا و موسكو و غيرها من المدن و العواصم الأوروبية، أحداث هذه الرحلة يختلط فيها الواقع بالخيال ففيها يتنقل كازانوفا من القصور الملكية و قاعاتها الفخمة إلى الحانات الرخيصة و زنازين السجون، و من مخادع نساء الطبقة المخملية ذوات الألقاب الملكية النبيلة إلى بائعات الهوى اللاتي يعملن في أفقر شوارع و أزقة المدينة. 




 كازانوفا في لوحة للرسام أليساندرو لونغي 

ببساطة لقد كانت حياة كازانوفا سلسلة لا تنتهي من التنقل و العبث لا هدف منها سوى البحث عن أكبر قدر من اللذة و المغامرة، و في سبيل ذلك لم يكن شيء ليثني كازانوفا فقد دخل السجن عدة مرات و أصيب بأمراض منقولة جنسياً تركت على جسده و صحته آثاراً ظلت ملازمة له طيلة حياته في حين دخل في عدد لا يحصى من المبارزات و المشاجرات مع أزواج النساء المتزوجات اللاتي كان يعاشرهن، كل هذا لم يزده إلا سعياً خلف الملذات بكل أشكالها، فقد كان يقول دائماً : "إن الحصول على كل ما يمنحني المتعة الحسية هو عملي الرئيسي في الحياة أما كل شيء عدا ذلك فهو غير مهم، لقد ولدت لأجل النساء و كل ما كنت أقوم به في حياتي كان هدفه الحصول على إعجابهن".

إلى جانب مغامراته العديدة كان كازانوفا أديباً صاحب فلسفة في الحياة و الإنسان، و قد وضع عدداً غير قليل من المؤلفات يظل أشهرها كتاب مذكراته الذي ضمنه مغامراته الغرامية العديدة و قد ألفه في سنواته الأخيرة التي قضاها في قلعة في المانيا قبيل رحيله عام 1798 عن 73 عاماً.

لوحة تمثل فضيحة كازانوفا مع الأختين ماريا و نانيتا

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :

الخميس، 30 مارس 2017

في ذكرى غيابه الأربعين : صور و محطات من حياة الأسطورة عبد الحليم حافظ



اليوم 30 آذار مارس تمر الذكرى الأربعون لغياب أسطورة الغناء العربي العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بهذه المناسبة اختارت لكم "أنتيكا" مجموعة من الصور النادرة ترصد بعض المحطات الهامة في حياة العندليب الراحل.

 المنزل الذي ولد فيه عبد الحليم علي شبانة في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية عام 1929

عبد الحليم في شبابه مع شقيقه الاكبر اسماعيل شبانة 

في ظهوره السينمائي الأول في فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955 مع عمر الشريف، فاتن حمامة، و أحمد رمزي 

مع سلطانة الطرب منيرة المهدية في منزلها 

مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي جمعته به شراكة فنية من خلال مؤسسة "صوت الفن"

في مدينة الضباب لندن 

في العاصمة الفرنسية باريس

في الكويت 

مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي غنى له و لثورة يوليو العديد من أجمل الأغاني الوطنية 

مع صديقه اللدود الموسيقار فريد الأطرش 

مع الكابتن صالح سليم و الكابتن عادل هيكل  

مع سعاد حسني التي جمعته بها قصة حب و قيل الكثير حول زواج سري قد يكون ربط بينهما

حليم على فراش المرض الذي عانى منه الكثير منذ شبابه 

مع أفراد أسرته 

يلعب الورق مع بليغ حمدي و عمر الشريف

في آخر أفلامه "أبي فوق الشجرة" عام 1969 مع ميرفت أمين 

في أواخر أيامه مع عماد عبد الحليم الذي تبناه و قدمه للجمهور و منحه إسمه

جثمان عبد الحليم ملفوفاً بعلم مصر في رحلته إلى مثواه الأخير عام 1977


شاهد أيضاً :

الأحد، 26 مارس 2017

بدايات يولاندا ابنة شبرا التي تحولت من دليلة إلى داليدا !



عرفناها باسم داليدا، الفنانة التي شغلت العالم بحياتها الحافلة و موتها المأساوي الغامض، داليدا أيقونة الحب و الجمال و التراجيديا، ولدت في شبرا بالقاهرة عام 1933 لأسرة إيطالية باسم يولاندا كريستينا جيجليوتي، و عرفها الجمهور المصري لفترة باسم "دليلة" حين فازت بمسابقة ملكة جمال مصر عام 1954 و ظهرت في فيلم سينمائي بعنوان "سيجارة و كاس" إلى جوار كوكا و سامية جمال سنة 1955 قبل أن تسافر إلى عاصمة النور باريس و تبدأ من هناك مغامرتها الفرنسية التي حملتها إلى قمة المجد و النجاح ثم هوت بها بطريقة درامية إلى هاوية الحزن و الموت حين قررت أن تنهي حياتها بنفسها بعد صراع مع الاكتئاب عام 1987.

أما عن الطريقة التي تحولت بها "دليلة" إلى "داليدا" فيروى أن أحد العاملين في الوسط الفني نبهها في إحدى الأمسيات بعد وصولها إلى باريس بفترة قصيرة إلى أن إسمها غريب بعض الشيء و يستحسن أن تغيره إذا أرادت ولوج عالم الشهرة، فقررت أن تخلط إسمها الفني "دليلة" مع إسمها الحقيقي "يولاندا" وهكذا ولد إسمها الذي عرفناها به جميعاً "داليدا".

"أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور النادرة من فترة بدايات يولاندا في مصر حين كانت تحمل إسم "دليلة" قبل أن تتحول إلى "داليدا" و تنطلق في مغامرتها الفرنسية المثيرة.









شاهد أيضاً :

الخميس، 9 مارس 2017

النصاب الذي باع برج ايفل و احتال على آل كابوني !




هل شاهدت فيلم "العتبة الخضراء" الذي يلعب فيه أحمد مظهر دور نصاب يقوم ببيع ميدان العتبة الخضراء بالقاهرة لقروي ساذج لعب دوره اسماعيل ياسين ؟  حسناً، إن واقعة مشابهة قد حدثت بالفعل في فرنسا مطلع القرن العشرين حين قام نصاب يدعى فكتور لوستيج ببيع برج إيفل كخردة لأحد المقاولين و إليكم التفاصيل .. 

ولد فيكتور لوستيج عام 1890 في بلدة صغيرة تابعة للامبراطورية النمساوية المجرية آنذاك، و في سن مبكرة برزت مواهبه في النصب و الاحتيال  فاتجه غرباً حيث اتخذ من البواخر التي كانت تسافر عبر المحيط الأطلسي بين فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية مسرحأً لنشاطه مستفيداً من أناقته الأرستقراطية و إتقانه لعدة لغات حيث كان يقوم بخداع المسافرين الأثرياء والاستيلاء على أموالهم بطرق مختلفة من بينها بيعهم ماكينة مزيفة لطباعة أوراق البنكنوت، في البداية كانت الماكينة تقوم بطباعة أوراق حقيقة من فئة المئة الدولار بمعدل ورقة واحدة كل ست ساعات، لكن الماكينة كانت تتوقف عن الطباعة بعد يوم أو يومين، حينها يكتشف الزبون الذي دفع نحو 30 ألف دولار ثمناً للماكينة أنه تعرض لعملية نصب ! 


نموذج عن الماكينة التي كان لوستيج يقوم ببيعها للمسافرين

في العشرينات من القرن الماضي قرر لوستيج الاستقرار في باريس حيث قام بتبذير الثروة التي جمعها من عمليات النصب السابقة، لذلك راح يبحث عن عملية نصب جديدة تدر عليه مبلغاً كبيراً من المال، و حين كان جالساً في أحد مقاهي باريس في يوم ربيعي من عام 1925 قرأ لوستيج مقالاً عن الصعوبات المادية التي تواجهها الحكومة الفرنسية لصيانة برج ايفل و المحافظة عليه، هنا لمعت في رأس لوستيج فكرة مبتكرة شرع في تنفيذها فوراً.

أرسل لوستيج رسائل تحتوي توقيعات و أختاماً رسمية مزورة إلى ستة من أشهر تجار الخردة في باريس يدعوهم فيها إلى اجتماع سري و عاجل في أحد أشهر فنادق باريس الفخمة، و خلال الاجتماع ادعى لوستيج أنه موظف حكومي رفيع المستوى مكلف بمهمة فائقة السرية، ألا و هي العثور على شار لبرج ايفل، ذلك أن الحكومة لم تعد تستطيع تحمل نفقات صيانته و قد قررت بيعه كخردة ! و لعل ما ساعد على نجاح خدعة لوستيج أن برج ايفل لم يكن يتمتع في عام 1925 بنفس المكانة المعنوية التي يتمتع بها في يومنا هذا، خاصة أن البرج كان قد أقيم بمناسبة المعرض العالمي عام 1889، و قد ظهرت العديد من الأصوات التي طالبت بإزالته بعد انتهاء المعرض كونه لا يتناسب مع الطراز العمراني للمدينة.

قام لوستيج باصطحاب التجار في سيارة فارهة مستأجرة إلى جولة في البرج لمعاينة أطنان الحديد التي سوف يقومون بشرائها، و لم ينس تذكيرهم أن القضية من أسرار الدولة التي لا يجوز لأحد منهم أن يبوح بها لأي شخص، و ضرب لهم موعداً في اليوم التالي لتسليم عروض الأسعار. 


النصاب فيكور لوستيج 

لوستيج لاحظ أن واحداً من التجار و يدعى أندريه بوسون كان الأكثر حماساً للموضوع، لذلك فقد قرر ترتيب موعد معه، و خلال الموعد طلب لوستيج من بوسون رشوة لترتيب فوزه بمناقصة شراء برج ايفل، و بالفعل قام بوسون برهن مبنى فخم كان يملكه حتى يتمكن من دفع الرشوة المطلوبة على أمل الفوز بشرف شراء برج ايفل، لكن لوستيج فر من باريس بمجرد حصوله على النقود أما بوسون فقد اطمأن إلى أن المناقصة من نصيبه، لكن زوجته شكت في الأمر و دفعته للذهاب إلى الشرطة الذين  كان ردهم السخرية منه على سذاجته و غباءه المذهلين ! و هنا اكتشف بوسون أنه كان ضحية عملية نصب متقنة لكنه لم يجرؤ على إثارة الموضوع أكثر من ذلك خشية على سمعته و مكانته. 

بعد شهر واحد قضاه في فيينا عاد لوستيج إلى باريس مجدداً حيث دعا ست تجار خردة آخرين و حاول تكرار الخدعة معهم، لكن أحدهم اشتبه بالأمر و قام بتبليغ الشرطة التي لم تتمكن من القبض على لوستيج الذي فر من باريس مجدداً، و لكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة، و هناك عاد لوستيج إلى عمليات النصب و لكن على نطاق أوسع، حتى أن واحداً من ضحاياه كان آل كابوني زعيم المافيا الشهير !، و بعد 10 سنوات من النشاط ألقت الشرطة الفيدرالية عام 1935 القبض على لوستيج إثر وشاية من عشيقته التي اكتشفت بأنه يخونها مع أخرى فقررت الانتقام منه و الإبلاغ عنه للشرطة، و في السجن يحكى أن لوستيج كان يعلق بالقرب من سريره بطاقة بريدية عليها صورة لبرج ايفل مكتوب عليها عبارة "بيع بمبلغ مئة ألف فرنك". 

شاهد أيضاً : 

الأحد، 5 مارس 2017

من فظائع الإستعمار المنسية : حدائق حيوانات بشرية في عواصم أوروبا !



جرائم الاستعمار الغربي في العصر الحديث في بلدان آسيا و أفريقيا و أميركا الجنوبية و الوسطى أكثر من تعد و تحصى بدءاً من نهب ثروات البلدان المستعمرة وصولاً إلى استغلال السكان بشتى السبل بما فيها تلك الأكثر إذلالاً وامتهاناً لكرامتهم الانسانية.

من صفحات الإستعمار المنسية ما كان يسمى بالمعارض الاستعمارية، و هي معارض كانت تقام بشكل منتظم في أميركا وبعض العواصم الأوروبية ما بين منتصف القرن التاسع عشر و حتى ثلاثينات القرن العشرين لتستعرض فيها كل بلد عظمة إمبراطوريتها الإستعمارية و ما تحتويها من أمم و شعوب، و كان يشارك في تلك المعارض رجال و نساء و أطفال من أبناء الشعوب المستعمرة، حيث يعرضون غالباً خلف سياج حديدي كالذي يكون مخصصاً عادة للحيوانات، و كانوا يجبرون على الظهور شبه عراة و أداء رقصات بدائية لترسيخ الصورة النمطية التي كانت رائجة آنذاك لدى الرجل الأبيض حول الشعوب المستعمرة التي كان ينظر إليها غالباً باعتبارها شعوباً بربرية متوحشة و غير متحضرة، ما كان يبرر استغلالها و معاملتها دون أي مراعاة لإنسانيتها، وأحياناً كان يتم نقل بعض هؤلاء بعد انتهاء المعرض إلى حدائق الحيوانات ليتم عرضهم هناك بشكل دائم جنباً إلى جنب مع الحيوانات والمخلوقات النادرة ! 

الآلاف من أبناء المستعمرات ممن شاركوا في هذه المعارض ماتوا بسبب تعرضهم لتغيرات الطقس، أو من المرض أو سوء المعاملة، و كثيرون منهم خدعوا حول سبب المجيء بهم إلى أوروبا حيث كانوا يوهمون بأنهم قادمون للعمل في مشاريع صناعية أو عمرانية قبل أن يتم إجبارهم على الإشتراك في هذه المعارض الإستعمارية.

اليوم يطلق المؤرخون على المعارض الاستعمارية إسم حدائق الحيوانات البشرية، وقد صدرت كتب ودراسات عديدة حول تلك المعارض وما رافقها من ممارسات غير انسانية،  في حين يحاول الغربيون طمس تلك الحقبة ومحوها من ذاكرتهم باعتبارها وصمة عار في تاريخهم. 

واحد من أكبر المعارض الإستعمارية في القرن العشرين هو ذلك الذي أقيم في باريس عام 1931 حيث استضافت الحديقة الإستوائية في العاصمة الفرنسية المعرض لمدة ستة أشهر زاره خلالها ملايين الزوار جاؤوا من كل أنحاء أوروبا باستثناء الإتحاد السوفييتي الذي كان النظام الإشتراكي فيه يستهجن مثل هذا السلوك و يعتبره دليلاً على إجرام الإمبريالية الإستعمارية و توحشها، احتوى معرض باريس نماذج و ديكورات ضخمة لمباني معروفة في كمبوديا و فيتنام و مالي و السنغال وتونس والجزائر و غيرها من المستعمرات الفرنسية، كما عرض فيه أيضاً آلاف من أبناء هذه المستعمرات من بينهم نساء أجبرن على الظهور أمام الجمهور عاريات الصدر. 

خلال الحرب العالمية الثانية توقفت المعارض الإستعمارية و بعد الحرب أقيمت بعض هذه المعارض في بلجيكا بشكل خاص، قبل أن تتوقف بدءاً من أواخر الخمسينات مع تراجع الاستعمار بشكله القديم وتحرر معظم الشعوب المستعمرة ونيلها استقلالها، هكذا أصبحت هذه المعارض جزءاً من الماضي، و إن بقيت بعض صورها تتكرر حتى يومنا هذا بأشكال و طرق أخرى.




شاهد أيضاً :

السبت، 18 فبراير 2017

هذه هي أشهر اللوحات الفنية في العالم



ليس هناك قائمة رسمية معتمدة لأهم 10 لوحات فنية في العالم لذلك كان علينا الاختيار بين مئات اللوحات الخالدة لعباقرة الرسم في العالم للوصول إلى قائمة نهائية تمثل - حسب رأينا و اجتهادنا الشخصي - أهم وأشهر 10 لوحات فنية : 


1. الموناليزا (ليوناردو دافنشي)


أهم اللوحات الفنية في العالم و أكثرها شهرة على الإطلاق، رسمها ليوناردو دافنشي مطلع القرن السادس عشر في عصر النهضة و هي تمثل سيدة من فلورنسا تدعى ليزا ديل جوكوندو، ابتسامة الموناليزا حيرت محبي الفن على مر العصور و أحاطتها بهالة أسطورية لم تنلها أي لوحة فنية أخرى، اللوحة محفوظة اليوم في متحف اللوفر الشهير بباريس ويأتيها السياح من كل أصقاع الأرض ليشاهدوا ابتسامة الموناليزا الشهيرة

2. خلق آدم (مايكل آنجلو)


هي إحدى اللوحات التي زين بها مايكل آنجلو سقف  كنيسة سيستين في الفاتيكان بين أعوام 1508-1512 و تمثل قصة خلق آدم كما وردت في الكتاب المقدس و قد نالت اللوحة شهرة كبيرة بين محبي الفن بسبب براعة مايكل آنجلو في تصوير تفاصيل الجسد البشري 

3. ولادة فينوس (اندرو بوتيتشيلي)


تمثل اللوحة ولادة الإلهة فينوس ربة الحب و الجمال كما وردت في الأساطير الإغريقية القديمة، و قد رسمها بوتيشيلي بناء على طلب رعاته من آل ميديتشي حكام فلورنسا حوالي عام 1486، و هي محفوظة اليوم في متحف أوفيزي في فلورنسا 

4. غرنيكا (بابلو بيكاسو)


تمثل اللوحة ويلات الحرب الأهلية الإسبانية من خلال تصوير معاناة سكان قرية غرنيكا الإسبانية الصغيرة التي تعرضت للقصف من قبل سلاح الجو الألماني المساند لقوات الجنرال فرانكو اليمينية، بابلو بيكاسو رسم اللوحة عام 1937 بناء على طلب حكومة الجمهورية الإسبانية آنذاك، اللوحة اليوم محفوظة في متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون في مدريد، كما أن نسخة من اللوحة تزين مبنى الأمم المتحدة في نيويورك 

5. العشاء الأخير (ليوناردو دافنشي)


لوحة جدارية رسمها ليوناردو دافنشي عام 1498 لتزين قاعة الطعام في دير سانتا ماريا ديلي غراسي في ميلانو، تمثل اللوحة العشاء الأخير للسيد المسيح قبل الصلب كما ورد في العهد الجديد من الكتاب المقدس، و قد أثارت اللوحة الكثير من التساؤلات حول التفاصيل الغريبة الواردة فيها و التي تناولها بإسهاب الكاتب دان براون في روايته الشهيرة (شيفرة دافنشي) 

6. الصرخة (إدفارت مونك) 


تعتبر لوحة الصرخة للرسام النرويجي إدفارت مونك تجسيداً حياً للألم البشري في مواجهة الحياة الحديثة، تمثل اللوحة رجلاً معذباً أمام سماء دموية حمراء في جو عام يشبه الكابوس، رسم مونك اللوحة عام 1893 و قد أنجز لاحقاً عدة نسخ منها تعرض بعضها للسرقة في حين ما تزال نسختان منها محفوظتين في كل من متحف مونك و المتحف الوطني بأوسلو

7. ليلة النجوم (فينسنت فان جوخ)


رسم الفنان الإنطباعي الهولندي فان جوخ لوحته الشهيرة "ليلة النجوم" حين كان يتأمل المنظر من غرفته في المصح العقلي في بلدة سان ريمي الفرنسية عام 1889، اللوحة محفوظة اليوم في متحف الفن الحديث في نيويورك 

8. الثالث من مايو (فرانثيسكو جويا)


تمثل اللوحة التي رسمها الفنان الإسباني فرانثيسكو جويا عام 1814 حادثة إعدام بالرصاص لوطنيين إسبان على يد القوات الفرنسية االتي كانت قد احتلت إسبانيا في عهد الإمبراطور نابوليون عام 1808، اللوحة محفوظة اليوم في متحف ديل برادو بمدريد

9. الفتاة ذات القرط اللؤلؤي (يوهانس فيرمير)


رسم الفنان الهولندي يوهانس فيرمير هذه اللوحة عام 1665 و قد حازت شهرة واسعة حتى لقبها البعض بموناليزا الشمال، اللوحة محفوظة اليوم في متحف ماورتشوس في لاهاي 

10. الحرية تقود الشعب (أوجين ديلاكروا)



أنجز الرسام الفرنسي أوجين ديلاكروا هذه اللوحة عام 1830 إحياء لثورة تموز يوليو 1830 ضد حكم الملك شارل العاشر و هي تمثل امرأة عارية الصدر ترمز إلى الحرية ترفع العلم الفرنسي و تقود الشعب عبر المتاريس، اللوحة محفوظة اليوم في متحف اللوفر بباريس  

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 7 فبراير 2017

بالصور : مدينة الموتى التي تقبع تحت العاصمة الفرنسية باريس !


حين تزور مدينة الأنوار باريس سيكون بإمكانك إن كنت من هواة زيارة الأماكن الغريبة و إن لم تكن تعاني من رهاب الأماكن المغلقة أن تزور سراديب الموتى الواقعة تحت العاصمة الفرنسية ، هذه السراديب التي تقع على عمق 20 متراً تحت سطح الأرض و تمتد لنحو 350 كيلومتراً و تضم رفات نحو 6 ملايين إنسان ! .

ففي العصور الوسطى و بداية عصر الأنوار كان جثامين فقراء باريس ممن لا يستطيعون شراء مدافن خاصة تدفن في مقابر جماعية تقع على تخوم العاصمة، و في القرن الثامن عشر أصبحت هذه المقابر مكتظة بالجثامين بشكل يهدد الصحة العامة، لهذا ارتأت سلطات العاصمة أن تقوم بتفريغ تلك المقابر و نقل محتوياتها إلى أنفاق مهجورة كانت فيما مضى مناجم للكلس، و هكذا تم نقل جماجم و عظام بشرية تعود لنحو 6 ملايين شخص و تم رصفها بشكل منتظم في شبكة الأنفاق التي باتت تعرف باسم "سراديب الموتى" أو "كاتاكومب باريس".

القسم المفتوح للزوار من سراديب الموتى هذه يمتد لكيلومترين فقط أما الباقي منها فهو محظور على الزوار بسبب خطورته، لكن هذا لم يمنع مئات الشبان من محبي المغامرات من النزول إلى تلك الأنفاق الخطرة لاستكشافها و أحياناً لإقامة حفلات الشرب و الرقص فيها و التي قد يشارك فيها أحياناً المئات و تمتد طيلة الليل.






شاهد أيضاً :