‏إظهار الرسائل ذات التسميات زراعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات زراعة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

بالصور : هذه قطر قبل 57 عاماًَ !


في عددها الصادر في شهر أيار مايو 1960 نشرت مجلة "العربي" الكويتية المعروفة تقريراً مصوراً عن قطر بعنوان "هذه قطر" احتوى العديد من الصور و المعلومات النادرة التي نعرض عليكم بعضاً منها مع الوصف كما ورد في المقال الأصلي في المجلة المذكورة : 


 صورة الغلاف : فتاة من قطر بثيابها الوطنية 



 أجمل منظر في الدوحة عاصمة قطر هو برج الساعة و المدرجات التي حوله، إنه يطل على مياه الخليج العربي، و حوله ميدان فسيح يقع فيه قصر الشيخ علي آل ثاني حاكم البلاد، و دار الاعتماد البريطاني، و جامع الشيوخ، إن البرج و الساعة يضاءان ليلاً بالكهرباء، و في أيام الأعياد يتزاحم الناس تحت مظلاتها للاستماع إلى فرقة موسيقى الشرطة التي تعزف بها

 استبدل بعلم قطر القديم الذي عليه كلمة قطر، علم جديد نبيذي اللون و تراه هنا يرفرف فوق مركز الشرطة

 حلاقة في الهواء الطلق تحت أسوار القلعة، إنها من العادات الدخيلة التي جاءت مع المهاجرين النازحين إلى الدوحة 

 الدوحة من الجو

كان القطري قبل اكتشاف البترول يمكث في البحر ثلاث شهور لجمع اللؤلؤ يعود بعدها ليستريح بقية العام، ينفق خلالها من ثمن المحصول الذي جمعه، أما اليوم و بعد تدهور سوق اللؤلؤ، لم تعد هناك مراكب تخرج للصيد، و اكتفى التجار بشرائه من دبي و إيران لبيعه لمن يشاء 

من المشاهد المألوفة في الأسواق العربية منظر البائعات يعرضن السلع المختلفة إلى جانب الباعة من الرجال، كل قطعة منها بنصف روبية 

قطري يحمل لفة من التبغ اشتراها من الميناء، و يستورد التبغ من إمارة الشارقة حيث تزرع منه مساحات غير قليلة 

رصيف التجار في الدوحة : إن هذا الرصيف لم يعد يصلح لمقتضيات العصر الحديث، إن طوله 250 متراً، و عرضه 20 متراً، و يتسع لرسو 30 سفينة من الحجم الصغير، إلا أن عدد السفن التي ترسو بجواره يزيد على الستين، تتراكم بجوار بعضها و تتزاحم لتفريغ شحناتها

مبنى سوق الخضار الحديث، و قد ظهرت في الصورة سيارة ضخمة -كاميون- قادمة من بيروت و هي تفرغ حمولتها من التفاح الذي يباع الصندوق منه بأربعين روبية، و في الصيف تنقل هذه الكاميونات سيارات الأهالي الخاصة لتوصلها إلى دمشق و بيروت عن طريق السعودية و الأردن، و يكلف نقل السيارة من 700 إلى 1300 روبية 

الحديقة العامة الوحيدة في الدوحة، و فيها أجمل الزهور و الأشجار، و يرتادها سكان العاصمة ليقضوا وقتاً طيباً، إن عمرها سنتان فقط، و كانت من قبل مباءة للذباب و الروائح الكريهة 

كان القطري إلى عهد قريب يفضل اللحم و السمك و الأرز، أما الخضروات فلم يكن يهتم بها، إلى أن أنشئت دائرة الزراعة و بدأت تجاربها، و ترى هنا أحد عمالها، و هو فلاح من غزة يحمل مزهواً الخضروات ذات الأحجام الكبيرة التي أنتجتها المزارع النموذجية التابعة لدائرة الزراعة في حكومة قطر  

الجلسة : من العادات العربية القديمة التي ما زالت موجودة في ضواحي الدوحة، و يجلس فيها صاحب البيت مع أصدقائه على مصطبة حجرية يسمونها "دكة" بجوار بوابة المنزل الخارجية، يتحدثون و يتندرون 

مبنى مطار الدوحة الجديد، إن الموظفين لم يدخلوه بعد، و الذي تقوم بالإشراف على المطار هي شركة الراديو الجوية الدولية، و من المنتظر أن ترصف أرض المطار من جديد حتى تستطيع أن تستقبل الطائرات النفاثة  

عطور من الهند، أقمشة من السعودية، قمصان و جوارب و أحذية من الكويت، أغذية محفوظة من البحرين، و نارجيلة يدخنها التاجر الإيراني، إن الإيرانيين يكادون يسيطرون على التجارة في قطر، و قد تنبه أهل البلاد إلى ذلك فبدأوا في النزول إلى ميدان التجارة التي كانوا يحتقرون الإشتغال بها 

قرية المرخية، إنها واحة وسط الصحراء، يسكنها ما يقرب من 500 شخص، على مسافة خمس كيلومترات من الدوحة

يحيط الماء بقطر من كل جهة ما عدا الجزء الجنوبي المتصل بحدود المملكة العربية السعودية، و الشاطئ في مجموعه ضحل قليل الغور، و المراكب التي ترسو عنده تقوم برحلات يومية إلى البحرين و الكويت و الشارقة و دبي و إيران 


شاهد أيضاً :

الاثنين، 15 مايو 2017

محمد علي و أصل تسمية الـ"يوسف أفندي" !




كان طوسون أحب أبناء والي مصر محمد علي باشا إلى قلبه، و قد أرسله إلى الحجاز على رأس الحملة التي كانت مكلفة بإخماد تمرد الوهابيين على الدولة العثمانية، و كان سن طوسون وقتها لا يزيد عن 18 عاماً، و مع هذا تمكن طوسون من إنزال هزيمة منكرة بالوهابين و حلفائهم فاستعاد منهم مكة و المدينة و أرسل مفاتيح الكعبة إلى والده محمد علي باشا، و لكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة بسبب الهجوم المضاد الذي شنه الوهابيون سافر محمد علي باشا بنفسه ليساند ابنه، و حين عاد طوسون إلى مصر في 29 أيلول سبتمبر سنة 1816 ، قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات عظيمة فرحاً برجوع ابنه الأثير إلى قلبه، ولكنه فوجئ في بداية الإحتفالات بإصابة طوسون بمرض الطاعون الذي فتك به في أقل من 24 ساعة فتوفي و هو بعد في الثانية و العشرين من عمره، ففطر قلب أبيه الذي حزن عليه بشدة.

ولإهتمام محمد علي باشا الكبير بالزراعة، إستحضر إلى مصر من تركيا أشجار العنب والتوت والتين والليمون، و قام بتخصيص 100 فدان بالقرب من حديقة شبرا لزراعة النباتات الأوروبية والآسيوية، و كان محمد علي باشا قد أرسل مجموعة من الشبان المصريين ليتعلموا أصول الزراعة في الخارج، ليعودوا و يعلمونها للفلاحين المصريين، و من بين من تعلموا بالخارج كان هناك طالب يدعى يوسف أفندي و قد أتى ببعض أشجار الفاكهة الجديدة التي اشترى مقداراً كبيراً منها من سفينة بالقرب من مالطا كانت قادمة من الشرق الأقصى، و حين عاد الطلبة إلى مصر استقبلهم محمد علي باشا شخصياً بالإسكندرية،  و كان يوسف أفندي  يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة قدمها إلى محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها فسأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب : "نسميها طوسون باشا"، فتأثر محمد علي من هذه البادرة، وقال له:  "حسناً سوف نسميها يوسف أفندي"، وأمر محمد علي أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي حتى يشرف على زراعتها بنفسه، ومنذ ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه االثمرة هو "يوسف أفندي".

شاهد أيضاً :

الاثنين، 1 مايو 2017

مدينة الطبقة : من رمز لثورة البعث إلى مسرح لحرب الغرباء على أرض سوريا


تحولت مدينة الطبقة الواقعة على بعد نحو 55 كم من مدينة الرقة السورية مؤخراً إلى مسرح جديد يضاف إلى مسارح التراجيديا الدموية التي تدور فصولها على أرض سوريا منذ عام 2011، و من بين كل المدن السورية تكتسب الحرب في الطبقة رمزية خاصة، فالمدينة التي أنشئت مطلع السبعينات لإسكان العاملين في سد الفرات، كان من المراد لها أن تكون رمزاً لثورة البعث و المجتمع الجديد الذي بشر السوريين به، مجتمع قوامه الوحدة و الحرية و الاشتراكية، أو كما سمته الأدبيات البعثية "المجتمع العربي الاشتراكي الموحد".

سد الفرات كان المشروع الهندسي الأضخم في سوريا في زمنه و قد أقيم بمساعدة من الإتحاد السوفييتي في تكرار لتجربة السد العالي في مصر الناصرية، في حين أطلق على المدينة الجديدة إسم مدينة الثورة و إن ظل إسم الطبقة هو الإسم الأكثر تداولاً بين سكان المنطقة، هذا المشروع العملاق حمل عند إقامته آمالاً عريضة للسوريين بمستقبل واعد ما جعل شاعراً كنزار قباني يمتدح المشروع في قطعة نثرية ظلت لسنوات جزءاً من المنهاج الدراسي في المرحلة الإعدادية في المدارس السورية، في حين كرس المخرج السوري المعروف عمر أميرلاي باكورة أعماله السينمائية "محاولة عن سد الفرات" لمشروع السد، ليعود المخرج عينه بعد ثلاث عقود و نيف ليعبر عن خيبة أمله من التجربة برمتها في عمل سينمائي آخر حمل عنوان "طوفان في بلاد البعث" تنبأ فيه مبكراً بالخطر المحدق الذي كان يتربص بسوريا نتيجة ما اكتنف التجربة البعثية التي كان سد الفرات رمزاً لها من أخطاء جعلت الحلم يتحول إلى كابوس من دم و نار. 

شوارع الطبقة التي تحمل أحيائها أسماء "الوحدة" و "الحرية" و هي شعارات حزب البعث المعروفة تحولت اليوم إلى ساحة لحرب الغرباء على أرض سوريا، فمن جهة هناك وحدات الحماية الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني و المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، و من جهة ثانية الأتراك بمشروعهم العثماني الرجعي الرافض لأي توسع كردي و الطامع في الأرض السورية، و بينهما تنظيم الدولة الإسلامية المدجج بجيش من الرايات السوداء و قاطعي الرؤوس القادمين من كل أنحاء العالم لإقامة دولة الخلافة المزعومة على أرض سوريا الجريحة.

مجلة "العربي" الكويتية كانت قد زارت مدينة الطبقة في إطار استطلاع مصور نشر في عددها الصادر في شهر آب أغسطس من عام 1972، يوم كان الحلم في ذروته و كانت شوارع المدينة الوليدة تزدحم بالعمال و المهندسين السوريين و الخبراء السوفييت لتعد سوريا بمستقبل مزهر، يومها لم يكن أكثر المتشائمين ليتوقع أن الشوارع عينها ستخلو يوماً من أهلها لتزدحم بالمدافع و البنادق و المتقاتلين على أرض سوريا من كل أنحاء العالم، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من ذلك الاستطلاع القديم مرفقة بالوصف كما ورد حرفياً في المجلة المذكورة.

في محطة توليد الكهرباء بسد الفرات في منطقة الطبقة بسوريا وقفت مهندسة الأمن الصناعي مع أحد زملائها المهندسين السوريين يدرسان تقريراً في موقع العمل

الصورة العليا لجانب من العمارات السكنية التي شيدت للعاملين في السد بمدينة الطبقة الحديثة، بينما ظهرت في الصورة السفلى الفيلات التي خصصت لسكن المهندسين و كبار الفنيين المسؤولين عن سير العمل في سد الفرات و أسرهم

أقيمت الأسواق و الجمعيات الإستهلاكية في مدينة الطبقة لتوفير المواد الغذائية لسكان مدينة السد، و في الصورة لفيف من زوجات الفنيين و الخبراء في أحد متاجر بيع الخضروات و الفاكهة بالسوق المركزي 

الشارع الرئيسي في مدينة السد و هو يخترق المدينة من منتصفها و يصل بين أحيائها الثلاثة 

التعليم المختلط تجربة رائدة في مدينة الطبقة، بمدرسة ثانوية عبد الناصر، التي تضم المرحلتين الإعدادية و الثانوية، و الصورة لفصل دراسي بالسنة الثالثة الإعدادية أو المتوسطة، و قد جلست الفتاة بجوار الفتى، و نجحت التجربة، و يقول مدير المدرسة التي تضم 950 طالباً و طالبة، ان من بين العوامل الأساسية التي ساعدت على نجاح تجربة الاختلاط في هذه المدرسة، هو التوجيه التربوي داخل المدرسة و خارجها .. و مما يذكر أيضاً أن هيئة التدريس في المدرسة من الجنسين، و هي تضم 29 مدرساً و مدرسة 

لم يقتصر الاختلاط بين الجنسين على وجودهم في الفصول الدراسية، فقد حرص المسؤولون على إقامة مباريات رياضية يتنافس فيها الطلبة و الطالبات، و الصورة لمباراة في الكرة الطائرة بين الطلبة و الطالبات و قد أحرز فريق الجنس الناعم فوزاً كاسحاً

مجموعات من العاملين في السد و هم يتوجهون إلى مقر أعمالهم في الساعة السابعة صباحاً بعد أن نقلتهم عوامة العبور من الضفة اليسرى إلى الضفة اليمنى لنهر الفرات، و يتكرر هذا المشهد يومياً ثلاث مرات في بدء الورديات الثلاث، عمال ذاهبون و عمال عائدون من عملهم، و يعمل في موقع السد ما يزيد على العشرة آلاف عامل  

محطة توليد الكهرباء في السد ذات البوابات الثمانية

مختبر المراقبة و يقوم العاملون فيه و هم من الآنسات السوريات الحاصلات على الثانوية العامة (القسم العلمي) تحت إشراف مهندسة متخرجة من جامعة حلب، بإجراء مختلف التجارب المخبرية الفيزيائية و الميكانيكية على أنواع التربة التي استخدمت في ردم جسم السد

شاهد أيضاً :

الجمعة، 31 مارس 2017

ارتاحي يا كذبة نيسان !




هل سبق و أن كنت يوماً ضحية لكذبة الأول من نيسان - أبريل ؟ لا عليك فأنت لست الوحيد، حيث أن ملايين غيرك حول العالم يقعون ضحية هذا التقليد السنوي الواسع الانتشار، و لكن هل سألت نفسك يوماً عن أصل هذا التقليد و جذوره ؟ حسناً إن الأمر يحتاج لعودة سريعة إلى التاريخ حتى نتعرف على أصل كذبة نيسان. 

في الحقيقة ليس هناك رواية وحيدة متعارف عليها لأصل كذبة نيسان ، لذلك سنستعرض لكم بعض الروايات التاريخية التي يدعي أصحابها بأنها تمثل الأصل التاريخي ليوم الكذب هذا، و أول هذه الروايات و أوسعها انتشاراً هي تلك التي تعود بنا إلى أوروبا القرن السادس عشر حين كان التقويم الروماني هو المعتمد و هو التقويم المسمى باليولياني نسبة إلى الامبراطور الروماني يوليوس قيصر، حيث كانت السنة بحسب هذا التقويم تبدأ في الأول من نيسان - أبريل، في ذلك الوقت و تحديداً في العام 1581 قررت الكنيسة الكاثوليكية اعتماد تقويم جديد أطلق عليه إسم التقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر، و بموجب هذا التقويم باتت السنة الميلادية تبدأ في الأول من كانون الثاني - يناير كما هو الامر في أيامنا هذه، لكن و بما أن وسائل الاتصال في ذلك الزمن لم تكن بنفس سرعة هذه الأيام فقد كان قرار كهذا يستغرق سنوات ليصل لكل قرية و مدينة في أنحاء أوروبا، لذلك ظل كثيرون يحتفلون لسنوات برأس السنة في الأول من نيسان، و من هنا جاء تقليد إطلاق النكات و المقالب للسخرية من هؤلاء الذين ظلوا يحتفلون برأس السنة بحسب التقويم القديم.

و رغم سعة انتشار هذه الرواية كأصل لكذبة نيسان إلا أن كثيراً من الباحثين يعيدون جذورها إلى ما هو أقدم بكثير من القرن السادس عشر، ففي سورية القديمة و بلاد الرافدين احتفلت حضارات سومر و بابل و أشور برأس السنة في الأول من نيسان و هو العيد الذي يطلق عليه إسم "أكيتو" أو رأس السنة السورية أو الآشورية، و قد ارتبطت هذه الاحتفالات التي تعود إلى آلاف السنين بالضحك و الفكاهة و الخدع، حيث ارتبط هذا اليوم لدى الحضارات المذكورة بالسعادة و الفرح و تجدد الحياة خاصة أنه يتزامن مع فصل الربيع حيث تجدد الطبيعة نفسها و تبدأ دورة حياة جديدة. 

أما الحضارة الرومانية القديمة فقد ارتبط لديها الأول من نيسان بعيد "هيلاريا" و الذي اشتقت منه لاحقاً الكلمة الإنكليزية "هيلاريوس - hiliarious" و تعني شدة الضحك، حيث كانوا يحتفلون فيه بأتيس إله الخصب و الزراعة الذي يعتقد الرومان بأنه ارتكب خطيئة و عوقب عليها فمات في نهاية شهر مارس و قام من بين الأموات بعد ثلاث أيام في الأول من أبريل، و كان موت أتيس و قيامته يرمزان لموت الطبيعة ثم قيامتها في فصل الربيع، ومن هنا جاء تقليد الاحتفال بهذا العيد.

تاريخياً اختلفت تسمية يوم كذبة نيسان بين بلد و آخر و إن ظلت طرق الاحتفال به واحدة، ففي انكلترا مثلاً كانوا يطلقون عليه "يوم حمقى أبريل" و في اسكتلندا أطلقوا عليه إسم "يوم اصطياد المغفلين"، في حين أطلق عليه الألمان إسم "يوم مزحة أبريل"، أما الفرنسيون فأطلقوا عليه إسم "يوم سمكة أبريل" و ذلك لأن الأولاد اعتادوا في هذا اليوم أن يقوموا بصنع سمكة ورقية يقومون بلصقها على ظهر زملائهم ثم يضحكون عليهم كنوع من الفكاهة.

و مهما تعدد الروايات حول نشأة كذبة نيسان فإننا ندعوكم أن تجعلوا من هذا اليوم يوماً للصدق و الصراحة و المحبة، فربما آن لكذبة نيسان - أبريل أن تستريح وسط كل الكذب الذي بات يملأ كل أيام حياتنا، و على كل حال نرجوا أن يظل الكذب -إن وجد- محصوراً في الفكاهة و الضحك المزاح لا أكثر، فكم من كذبة كانت أشد قتلاً و فتكاً من حد السيف. 

شاهد أيضاً : 

الجمعة، 10 فبراير 2017

بالصور : الموصل حاضرة العراق و عاصمة الشمال كيف كانت عام 1961




تحت عنوان "الموصل مدينة أبي تمام و ابن الأثير تنفض عنها غبار النسيان" نشرت مجلة "العربي" الكويتية في عدد مارس آذار 1961 استطلاعاً مصوراً حول مدينة الموصل حاضرة الشمال العراقي و المدينة الثانية بعد العاصمة بغداد الواقعة على ضفة نهر دجلة ذات التاريخ العريق و التركيبة السكانية المميزة. 




"أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور المميزة من الإستطلاع المذكور مع الوصف كما ورد حرفياً في المقال الأصلي : 


يقسم نهر دجلة الموصل إلى قسمين يرتبطان بجسرين حديديين يوصلان إلى مختلف القرى و المدن المحيطة بالموصل، و ترى هنا جسر "نينوى" الذي يقع في نهاية الشارع المسمى بنفس الإسم  

بوابة نركال إحدى بوابات سور مدينة نينوى لقد تم تجديدها و تحويلها إلى متحف وضعت بداخله نسخ من اللوحات الآشورية الأصلية الموجودة في متاحف أوروبا  

ميدان الجندي المجهول أكبر الميادين و أوسعها إن بلدية الموصل تأمل أن توافق مديرية الآثار على نقل بعض الآثار الضخمة التي عثر عليها في نينوى إلى الساحات الخالية من أي أثر يدل على تاريخ المدينة المجيد  

من بين مشروعات تجميل الموصل مشروع إقامة كورنيش على شاطئ دجلة في المنطقة الواقعة بين الجسرين  

إن منتهى آمال رجال الآثار هو أن يسمح لهم بالتنقيب في هذا التل .. تل التوبة، فجميع الآثار الهامة عثر عليها في تل قوينجق، أما تل التوبة فلم يسمح لأحد حتى الآن بالتنقيب فيه لأن عليه المسجد الذي يضم  قبر النبي يونس، و مما يذكر أن مدينة نينوى العظيمة كانت قائمة على هذين التلين 

برج بيزا في الموصل ! تعتبر منارة الجامع النوري أو الجامع الكبير من الآثار الهامة المعدودة في العراق، فقد جاء بناؤها معوجاً ناحية الشرق ولكنها ظلت حتى يومنا هذا مائلة لا تقع، و تعتبر هذه المنارة أطول منارة من نوعها في العراق فارتفاعها 55 متراً  

تفتقر مدارس الموصل إلى المباني الحديثة و لكن الإقبال على التعليم شديد بشكل ظاهر، حتى اضطرت المدارس إلى اتباع نظام الفترتين إحداهما من الصباح حتى الظهر، و الأخرى في المساء، و هذه مجموعة من طالبات ثانوية الفنون البيتية أثناء الدرس  

روضة أطفال الموصل النموذجية و تضم 500 طفل من مختلف الأعمار، لقد فتحت هذه المدرسة أبوابها عام 1948 و زارها عدد كبير من الزوار من مختلف الأنحاء و أبدوا إعجابهم الزائد بها  

بالنظر إلى حاجة العراق الماسة إلى عدد كبير من الأطباء فقد وجد من الضروري فتح كلية للطب في الموصل بجانب كلية بغداد، و ترى في الصورة مجموعة من الطالبات و الطلبة يعملون جنباً إلى جنب في أحد مختبرات الكلية  

تمتاز الموصل بنوع خاص من البطيخ الكبير يسمونه في بغداد "ركى" بينما يسميه أهل الموصل "الشمذى"، إنه يزرعونه على سواحل دجلة و يجمعونه في سوق الموصل استعداداً لتصديره إلى مختلف ألوية العراق التي تقبل على شراءه لحلاوة طعمه و كبر حجمه 

يعتبر المجتمع الموصلي من أكثر المجتمعات العراقية محافظة على التقاليد القديمة و العادات المتوارثة و تتقدم المرأة فيه بخطى وئيدة بطيئة، فالعباءة ما زالت تحتل مكانها التقليدي فوق أكتاف المرأة، و تعمل منظمة نساء الجمهورية على النهوض بالمرأة و دفعها للعمل في المشروعات الإجتماعية و الخيرية، و قد أقامت أخيراً معرضاً في الموصل لقي نجاحاً باهراً كما شاهد تمازجاً غريباً بين العباءة الحريرية السوداء و الملابس الزاهية الملونة كما ترى في الصورة 

تقوم بجوار المستشفى الكبير بالموصل مدرسة لتدريب الممرضات فتحت أبوابها عام 1959 باثنتي عشر طالبة فقط أما اليوم فتضم 98 طالبة و يتولى أطباء المستشفى إلقاء المحاضرات العلمية عليهن 

مصنع دبغ الجلود بالموصل و يعمل فيه 15 عاملاً ينتجون شهرياً 130 ألف قدم مربع من مختلف أنواع الجلود المدبوغة التي توزع على مختلف ألوية العراق  

في الساعة السابعة من صباح كل يوم يصل إلى الموصل القطار القادم من بغداد حاملأً معه الركاب و المسافرين إنه يقطع المسافة في ليلة واحدة و تراه في الصورة يعبر جسراً فوق أحد شوارع الموصل الذي ازدحم بسيارة نقل تحمل بالات القطن في طريقها إلى مصانع الغزل  

جزء من ماكينات طبع القماش في مصانع الغزل و النسيج الحكومية في الموصل، إن هذا المصنع الكبير يضم 25 ألف مغزل و مئات الجومات الأوتوماتيكية فضلاً عن ماكينات الصبغ و الطبع و هو يؤلف مدينة كاملة داخل الموصل، فحول المصنع 1163 مسكناً للموظفين و العمال و مدرسة و مستوصف و ساحة كرة قدم و فندق و سوق عصري

شاهد أيضاً :

السبت، 14 يناير 2017

حمص قبل نصف قرن


في عددها الصادر في آذار مارس 1963 نشرت مجلة "العربي" الكويتية تقريراً مصوراً حول مدينة حمص السورية، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من هذا التقرير مع مقتطفات منه كما وردت في المجلة المذكورة :


في شوارع حمص كما في شوارع أي مدينة عربية نشهد خليطاً من الأزياء فالمرأة الحديثة تلبس الملابس الأوروبية و تضع على وجهها قطعة سواء شفافة حلت محل الحجاب، بينما نرى البدويات يسرن بملابسهن الملونة التي تضفي جواً جميلاً على المدينة

في حمص تكثر المساجد و المزارات و من أشهرها الجامع النوري الذي أعاد بنائه نور الدين زنكي عام 1128 فسمي باسمه منذ ذاك الوقت 

كانت حمص التي دخلها العرب صلحاً بالاتفاق مع مواطنيها عام 637 واحدة من المراكز العربية الرئيسية الخمس خارج الجزيرة العربية و هي الكوفة، البصرة، دمشق، حمص، و الفسطاط، و في عهد الخلفاء الراشدين كان لحمص شأن كبير، و قد أصيبت المدينة بزلزالين أولهما عام 1127 و الثاني عام 1208 خرباها تماماً، قبل أن يعاد بناؤها، و تقوم في حمص اليوم المباني الحجرية الكبيرة (الصورة العليا) مكان مبانيها القديمة بينما أصبحت أغلب شوارعها فسيحة باتجاهين (الصورة السفلى)


قفز عدد سكان حمص قفزات كبيرة متواصلة ففي عام 1958 كان عددهم 143 ألف نسمة، وصلوا اليوم إلى 200 ألف بفضل الرخاء الصناعي الذي تنعم به حمص، و الشارع الرئيسي في حمص هو شارع السرايا وهو جزء من طريق دمشق حلب و حلب بيروت، و في وسطه صفان من الأشجار يستظل الناس بظلها و هم سائرون في الطريق 

يبرم مزارعو الشوندر السكري عقوداً مع شركة السكر لبيع محصولهم لها و كان عدد هذه العقود 52 عقداً عام 1949 وصلت إلى 1545 عقداً عام 1960 و تأتي المياه إلى هذه المزارع من بحيرة حمص التي أقيم عليها سد يحجز خلفه 200 مليون متر مكعب من الماء 

دفع رخص الأيدي العاملة في حمص أصحاب الشركات و الأعمال إلى بناء مصانعهم فيها، بينما بقيت مجالس الإدارة و المراكز في حلب أو دمشق، و الصورة لمعمل نسيج مركزه في حلب و آلاته في حمص، و هو يقوم بطبع مليون و نصف مليون متر من قماش القطن و 35 ألف متر من الحرير و الكروتون شهرياً


هل هذا القبر الرخامي هو قبر خالد بن الوليد بطل اليرموك ؟ أهل حمص يؤكدون ذلك، بينما يقول بعضهم أنه مات بالمدينة و دفن فيها، و يقول آخرون أنه مات بقرية على بعد نحو ميل من حمص، و أن هذا الذي يزار إنما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية، و هو الذي بنى القصر القديم بحمص

ثلاث أشهر يقطع خلالها الرعاة مع أغنامهم مسافة 500 كم من مراعيهم قرب حدود العراق حتى يصلوا بها أسواق حمص لبيع أغنامهم فيها، و يأتي التجار الطرابلسيون إلى حمص لشراء الأغنام من أسواقها و نقلها إلى منطقتي طرابلس و البقاع في لبنان لرعيها هناك، و عند مشارف حمص تتجمع مئات القطعان قبل أن ينقلها التجار عبر الشوارع و الأزقة إلى أسواق حمص