الاثنين، 16 يناير 2017

الطفل الباكي لوحة و أسطورة



في خمسينات القرن الماضي قام رسام إيطالي مغمور يدعى جيوفاني براغولين برسم مجموعة من اللوحات بعنوان "الطفل الباكي" لمجموعة من الأطفال تجمع فيما بينهم ملامح البؤس و العيون الدامعة، و قد بيعت مئات آلاف النسخ الرخيصة الثمن من هذه اللوحات في مختلف أنحاء العالم.

و في عام 1985 نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريراً مثيراً مفاده أن عاملين في فرق الإطفاء المحلية في مقاطعة إسكس البريطانية صرحوا بأنهم قد وجدوا نسخاً غير محترقة من لوحة "الطفل الباكي" في ركام عدد من البيوت المحترقة حديثاً، و في الشهور اللاحقة نشرت "ذا صن" و صحف بريطانية أخرى سلسلة من التحقيقات حول منازل أخرى تعرضت للحريق في حين بقيت لوحات "الطفل الباكي" التي تحتويها سليمة، و في شهر  نوفمبر من العام نفسه نظمت الصحيفة حملة لإحراق جميع نسخ لوحة "الطفل الباكي" بهدف إبطال اللعنة.

من جهة أخرى أجرى برنامج إذاعي كانت تبثه القناة الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية آنذاك تحقيقاً حول القضية توصل بموجبها إلى أن معظم اللوحات المذكورة قد تمت معالجتها عند صنعها بمادة الورنيش التي تحتوي على عناصر مقاومة للنيران، و بالتالي فما من لعنة في الأمر كما روجت صحيفة "ذا صن"، و مع ذلك فقد ظلت هذه القضية تثير الكثير من الجدل و تلهب خيال محبي 
الألغاز و الماورائيات و الباحثين عن اللعنات و القصص الغريبة.


 بعض لوحات مجموعة "الطفل الباكي" للرسام الإيطالي جيوفاني براغولين

مانشيت صحيفة "ذا صن" التي أثارت القضية عام 1985

صورة من الحملة التي شنتها صحيفة "ذا صن" لإحراق اللوحة 

شاهد أيضاً :

الأحد، 15 يناير 2017

سوريون في السينما المصرية



هالة شوكت وعمر الشريف في فيلم "موعد مع المجهول"

منذ انطلاقها في عشرينات القرن الماضي استقطبت صناعة السينما في مصر المواهب من كافة أرجاء العالم العربي فتحولت بحق إلى "هوليوود الشرق"، و اللافت أن السينما المصرية استطاعت أن تمصّر كل المواهب التي وردتها إليها، فقامت بإدماجهم ضمن اللهجة و البيئة المحلية، حتى أن المشاهد في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يميز إذا ما كان الممثل الذي أمامه على الشاشة مصرياً بالفعل أم سورياً أو لبنانياً أو من أي بلد عربي آخر.

"أنتيكا" تفتح معكم ملف أبرز الفنانين و الفنانات السوريين الذين ظهروا في السينما المصرية منذ سنواتها الأولى و حتى تسعينات القرن الماضي علماً أن المقصودين هنا هم الفنانين الذين ولدوا وعاشوا في سورية ثم انتقلوا للعمل في مصر كما هو الحال مع هالة شوكت و رغدة مثلاً، أو الذين ولدوا في سورية وهاجروا إلى مصر في سن مبكرة كأسمهان وفريد الأطرش، لذلك لن يتضمن هذا الاستعراض السوريين من أبناء الجيل الثاني الذين جاء أهلهم من سورية و ولدوا هم و تربوا في مصر كما هو حال الياس مؤدب و أنور وجدي و سعاد حسني.



أسمهان و فريد الأطرش :

ينتمي الموسيقار فريد الأطرش و شقيقته آمال المعروفة باسم اسمهان إلى عشيرة آل الأطرش الشهيرة في جبل العرب في سورية وقد جاؤوا مصر مع والدتهم السيدة علياء المنذر إثر نشوب الثورة السورية الكبرى في جبل العرب عام 1925 ضد الإحتلال الفرنسي و اضطراب أحوال البلاد على اثرها، و في القاهرة سكنت العائلة في حي الفجالة، و في الثلاثينات بدأت شهرة الشقيقين فقدما معاً فيلمهما السينمائي الأول "انتصار الشباب" عام 1941، و في عام 1943 قدمت أسمهان فيلمها السينمائي الثاني و الأخير "غرام و انتقام" و الذي شهد مقتلها في حادث سيارة قبل إتمام تصوير جميع مشاهده، أما فريد فقد قدم و حتى رحيله عام 1974 عشرات الأعمال السينمائية من أهمها : "حبيب العمر" عام 1947، "لحن الخلود" عام 1952، "الخروج من الجنة" عام 1967، و"الحب الكبير" عام 1968، بالإضافة إلى مساهمته االموسيقية الهامة في العديد من الأفلام السينمائية الأخرى التي لم يشارك فيها كممثل. 




 أنور البابا (أم كامل) :

اشتهر الفنان أنور بابا في سوريا بأداء شخصية "أم كامل" النسائية الفكاهية على المسرح و في الإذاعة، ما أهله للظهور على شاشة السينما المصرية لأول مرة إلى جوار اسماعيل ياسين في فيلم "اسماعيل ياسين للبيع" عام 1957، ثم في فيلم "بنت البادية" عام 1958، و أخيراً في فيلم "الأزواج والصيف" عام 1961. 





 هالة شوكت : 

إسمها الحقيقي فاطمة توركان شوكت و قد أطلق عليها المخرج عاطف سالم اسمها الفني الذي اشتهرت به : هالة شوكت، بدايتها كانت مع السينما المصرية خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر حين لعبت دور البطولة في فيلم "موعد مع المجهول" عام 1959 إلى جوار عمر الشريف و سامية جمال، و ظهرت في العام التالي في فيلم "وطني و حبي" إلى جوار حسين صدقي، عادت بعدها هالة شوكت إلى سورية حيث انخرطت في العمل الفني هناك و حققت شهرة كبيرة، و اقتصرت مساهماتها في السينما المصرية في السنوات اللاحقة على بعض الأعمال المشتركة من أهمها فيلم "الزائرة" عام 1972 من بطولة ناديا لطفي و محمود ياسين و الذي تم تصويره بين مصر و لبنان.




سلوى سعيد :

كما هو حال هالة شوكت بدأت شهرة سلوى سعيد في السينما المصرية خلال فترة الوحدة  فقدمها كامل التلمساني لأول مرة في فيلمه "الناس اللي تحت" عام 1960، ظهرت بعدها في عدد من الأفلام كان آخرها "الحب الخالد" عام 1965 مع هند رستم و عماد حمدي و حسن يوسف، عادت بعدها للعمل في سورية، قبل أن تعود في السبعينات للظهور في السينما المصرية من خلال بعض الأعمال المشتركة مثل "لست مستهترة" مع نبيلة عبيد وحسن يوسف عام 1971، و "إمرأة حائرة" مع نور الشريف و ناهد شريف عام 1974.





 رغدة :

إسمها الحقيقي رغداء محمود نعناع من مواليد مدينة حلب، بدأت مسيرتها الفنية في مصر من خلال الأعمال التلفزيونية، ثم انتقلت إلى شاشة السينما حيث قدمها كمال الشيخ في فيلم "الطاووس" عام 1982 إلى جوار نور الشريف و ليلى طاهر و صلاح ذو الفقار، و في السنوات التالية لمع نجم رغدة بفضل جمالها وموهبتها حيث باتت واحدة من نجوم الصف الأول في مصر و قدمت عشرات الأعمال السينمائية لعل أبرزها الأفلام التي قدمتها مع أحمد زكي مثل "كابوريا" و "الامبراطور" عام 1990، و "استاكوزا" عام 1996. 




 غادة الشمعة : 

بدأت غادة الشمعة مسيرتها الفنية أواخر السبعينات في سوريا من خلال السينما و التلفزيون، و في عام 1987 انتقلت إلى مصر 
حيث ظهرت لأول مرة في فيلم "المشاغبات الثلاثة" إلى جوار إلهام شاهين و ليلى علوي، و تتالت بعدها الأعمال السينمائية التي كان من أهمها "المشاغبات والكابتن" عام 1991 مع ممدوح عبد العليم و آثار الحكيم و هالة صدقي، و "القلب وما يعشق" عام 1991 مع الفنان محمد فؤاد. 

شاهد أيضاً :

السبت، 14 يناير 2017

حمص قبل نصف قرن


في عددها الصادر في آذار مارس 1963 نشرت مجلة "العربي" الكويتية تقريراً مصوراً حول مدينة حمص السورية، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من هذا التقرير مع مقتطفات منه كما وردت في المجلة المذكورة :


في شوارع حمص كما في شوارع أي مدينة عربية نشهد خليطاً من الأزياء فالمرأة الحديثة تلبس الملابس الأوروبية و تضع على وجهها قطعة سواء شفافة حلت محل الحجاب، بينما نرى البدويات يسرن بملابسهن الملونة التي تضفي جواً جميلاً على المدينة

في حمص تكثر المساجد و المزارات و من أشهرها الجامع النوري الذي أعاد بنائه نور الدين زنكي عام 1128 فسمي باسمه منذ ذاك الوقت 

كانت حمص التي دخلها العرب صلحاً بالاتفاق مع مواطنيها عام 637 واحدة من المراكز العربية الرئيسية الخمس خارج الجزيرة العربية و هي الكوفة، البصرة، دمشق، حمص، و الفسطاط، و في عهد الخلفاء الراشدين كان لحمص شأن كبير، و قد أصيبت المدينة بزلزالين أولهما عام 1127 و الثاني عام 1208 خرباها تماماً، قبل أن يعاد بناؤها، و تقوم في حمص اليوم المباني الحجرية الكبيرة (الصورة العليا) مكان مبانيها القديمة بينما أصبحت أغلب شوارعها فسيحة باتجاهين (الصورة السفلى)


قفز عدد سكان حمص قفزات كبيرة متواصلة ففي عام 1958 كان عددهم 143 ألف نسمة، وصلوا اليوم إلى 200 ألف بفضل الرخاء الصناعي الذي تنعم به حمص، و الشارع الرئيسي في حمص هو شارع السرايا وهو جزء من طريق دمشق حلب و حلب بيروت، و في وسطه صفان من الأشجار يستظل الناس بظلها و هم سائرون في الطريق 

يبرم مزارعو الشوندر السكري عقوداً مع شركة السكر لبيع محصولهم لها و كان عدد هذه العقود 52 عقداً عام 1949 وصلت إلى 1545 عقداً عام 1960 و تأتي المياه إلى هذه المزارع من بحيرة حمص التي أقيم عليها سد يحجز خلفه 200 مليون متر مكعب من الماء 

دفع رخص الأيدي العاملة في حمص أصحاب الشركات و الأعمال إلى بناء مصانعهم فيها، بينما بقيت مجالس الإدارة و المراكز في حلب أو دمشق، و الصورة لمعمل نسيج مركزه في حلب و آلاته في حمص، و هو يقوم بطبع مليون و نصف مليون متر من قماش القطن و 35 ألف متر من الحرير و الكروتون شهرياً


هل هذا القبر الرخامي هو قبر خالد بن الوليد بطل اليرموك ؟ أهل حمص يؤكدون ذلك، بينما يقول بعضهم أنه مات بالمدينة و دفن فيها، و يقول آخرون أنه مات بقرية على بعد نحو ميل من حمص، و أن هذا الذي يزار إنما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية، و هو الذي بنى القصر القديم بحمص

ثلاث أشهر يقطع خلالها الرعاة مع أغنامهم مسافة 500 كم من مراعيهم قرب حدود العراق حتى يصلوا بها أسواق حمص لبيع أغنامهم فيها، و يأتي التجار الطرابلسيون إلى حمص لشراء الأغنام من أسواقها و نقلها إلى منطقتي طرابلس و البقاع في لبنان لرعيها هناك، و عند مشارف حمص تتجمع مئات القطعان قبل أن ينقلها التجار عبر الشوارع و الأزقة إلى أسواق حمص 

أفلام مصرية لم تسمع بها من قبل


بدأت مسيرة الإنتاج السينمائي في مصر عام 1927 و منذ ذلك العام تواصلت مسيرة السينما المصرية دون انقطاع، و قد شهدت السنوات الأولى للسينما المصرية انتاج أفلام ضاع بعضها في حين ما زال بعضها موجوداً لكنه نادراً ما يعرض على شاشات التلفزيون لذلك فإن الجيل الحالي بغالبيته لم يسمع بهذه الأفلام باستثناء بعض المهتمين و المتخصصين بتاريخ السينما، "أنتيكا" اختارت لكم بعضاً من هذه الأفلام النادرة التي تعود إلى بدايات السينما المصرية في عشرينات و ثلاثينات القرن الماضي : 

قبلة في الصحراء (1927) : فيلم صامت من بطولة بدر لاما و إيفون جوين و إخراج إبراهيم لاما، تدور قصة الفيلم في البادية المصرية حيث تلتقي فتاة أجنبية بشاب عربي و تغرم به 

تحت سماء مصر (1928) : فيلم صامت من بطولة بشارة واكيم و فاطمة رشدي و من إخراج وداد عرفي، تدور قصته حول طالب مصري يدرس في باريس و يتزوج من فتاة روسية و يأتي بها لمصر، قامت منتجة الفيلم فاطمة رشدي بإحراق جميع نسخ هذا الفيلم لأنه و بحسب رأيها جاء دون المستوى 

بنت النيل (1929) : فيلم صامت من بطولة عزيزة أمير و أحمد علام و عباس فارس و من إخراج عمر وصفي، تدور قصة الفيلم حول فتاة تغرم بعالم آثار لكن أمها تجبرها على الزواج من رجل آخر لا تحبه ما يقودها إلى الجنون 

أنشودة الفؤاد (1932) : فيلم من بطولة زكريا أحمد، جورج أبيض، و المطربة نادرة، و من إخراج الإيطالي ماريو فولبي، تدور قصة الفيلم حول رجل يقع في غرام راقصة أجنبية ما يؤدي لخلاف بينه و بين زوجته ينتهي بقيام الزوج بقتل شقيق زوجته

الضحايا (1932) : فيلم من بطولة بهيجة حافظ، عطا الله ميخائيل، زكي رستم، و عبد السلام النابلسي، و من إخراج إبراهيم لاما، تدور قصة الفيلم حول ضابط شاب يحب ابنة عمه التي لا تستطيع الزواج قبل شقيقتها الكبرى التي تحب بدورها الضابط و تريد الزواج منه 



المندوبان (1934) : فيلم من بطولة شالوم، عبده محرم، و فوزي الجزايرلي، و من إخراج توجو مزراحي، تدور قصة الفيلم حول صديقين مسلم و يهودي يحاولان إيجاد عمل حتى يتمكنا من الزواج بحبيبتيهما 



عنتر أفندي (1935) : فيلم من بطولة مختار عثمان ، سميرة خلوصي، حسن فايق، و استيفان روستي، و من إخراج استيفان روستي، تدور قصة الفيلم حول صديقين يقوم أحدهما بإفساد أخلاق الآخر

الدكتور (1939) : فيلم من بطولة سليمان نجيب و أمينة رزق و من إخراج نيازي مصطفى، تدور قصة الفيلم حول طبيب يرفض أهل حبيبته أن يزوجوه إياها لأنه دون مستواهم الإجتماعي 


شاهد أيضاً :