‏إظهار الرسائل ذات التسميات جامعات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جامعات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 21 مارس 2018

فيلم الفدائيين الذي تحول صنّاعه إلى شهداء حقيقيين !



الواقع قد يكون أشد غرابة من الخيال أحيانأً، ومأساة صنّاع فيلم "كلنا فدائيون" تستحق هي نفسها أن تتحول إلى فيلم سينمائي، فلعلها المرة الأولى وربما الأخيرة في تاريخ السينما التي استشهد فيها طاقم عمل الفيلم بالكامل خلال التصوير بمن فيهم المنتج والمخرج وعدد من الممثلين، هذه هي الحكاية المنسية لشهداء السينما اللبنانية الذين لم يعد أحد يتذكرهم اليوم !

ففي أواخر الستينات وبعيد نكسة 67 تصاعد العمل الفدائي وتحولت بيروت في ظل الحضور الفلسطيني المسلح فيها ووجود شريحة واسعة من اللبنانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية خاصة في الأوساط القومية واليسارية، تحولت إلى مركز ثقافي وفكري داعم للكفاح المسلح، وشكلت السينما جانباً هاماً من هذه الحالة، فظهر عدد من الأفلام التي تمجد بطولات الفدائيين الفلسطينيين مثل "الفلسطيني الثائر" و"الطريق إلى القدس" و "أجراس العودة" وغيرها من الأفلام التي باتت بحكم المنسية اليوم خاصة أن المحطات الفضائية لا تقوم بعرضها.

ومن تلك الأفلام فيلم "كلنا فدائيون" الذي انتج عام 1968 وله قصة تستحق أن تروى لتتذكرها الأجيال اللاحقة، فخلال تصوير المشهد الأخير من الفيلم ليلة السبت - الأحد  الخامس من تشرين الأول أكتوبر 1968 في استريو "البورغاتوار" بمنطقة الحازمية ببيروت، وكان مشهد تفجير يقوم به فدائي فلسطيني انتقاماً لرفاقه الذين قتلتهم قوات الاحتلال، وكان من المفترض أن المكان الذي يتم تفجيره هو بار في تل أبيب يدعى "بار استير"، أمر المخرج بتفجير المفرقعات الخلبية وبدء التصوير، لكن الانفجار الذي وقع كان حقيقياً، وكما تبين لاحقاً فقد قام أحدهم باستبدال المتفجرات الخلبية بأخرى حقيقية، أدت لتدمير موقع التصوير واستشهاد عشرين شخصاً من بينهم المنتج الكبير أدمون نحاس (أحد مؤسسي استديو نحاس الشهير في مصر)، مخرج العمل كاري كربيتيان، الممثل الشاب سامي عطار، الممثلة الشابة منى سليم المعروفة باسمها الفني "تغريد"، المصور سركيس غوغونيان، صاحب الاستريو جورج غصن وابنة أخته كوليت ناصيف عبد الساتر (16 عاماً).


منى سليم في لقطة من الفيلم

بعيد الحادث أجرى الأمن العام اللبناني تحقيقاته والتي رافقتها تسريبات إعلامية عديدة نشرتها الصحافة اللبنانية وقتها وأشار بعضها إلى احتمال تورط بعض الإيطاليين الذي كانوا مساهمين في إنتاج الفيلم والذين بينت التحقيقات أنهم كانوا ينوون بيع نسخة منه إلى إسرائيل، كما روت التسريبات أن انفجاراً آخر كان قد وقع سابقاً خلال تصوير الفيلم لكن الممثلين نجوا منه بأعجوبة، في النهاية لم تكشف تحقيقات الأمن العام حقيقة ما حدث في استريو "البورغاتوار" ومع مرور السنين طوى النسيان الملف مثل كثير من االحوادث الأمنية التي شهدها لبنان وظلت ملابساتها غامضة حتى يومنا هذا. 

في عددها رقم 664 الصادر يوم 14 أكتوبر تشرين الأول 1968 نقلت مجلة "الشبكة" اللبنانية عن الفنانة الشابة منى سليم التي كانت ما تزال تصارع الموت على فراشها في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت وقد تشوه جسدها الذي تحول إلى كتلة من الجروح والحروق، تساؤلها بكل مرارة : "هل أصبحنا كلنا فدائيين !". 

أما المخرج كاري كربيتيان وهو أرمني الأصل عراقي المولد، ولد في بغداد عام 1935 ودرس الإخراج في الولايات المتحدة، وعمل مخرجاً في تلفزيون لبنان منذ تأسيسه عام 1959، فقد أشارت التحقيقات إلى أنه كان قادراً على النجاة بنفسه من الحريق، إلا أنه أبى أن يغادر الاستريو إلا بعد أن يساعد كل رفاقه المصابين، فكانت النتيجة أن مات اختناقاً، وقد كان كاري يحضر قبل وفاته لفيلم آخر عن العمل الفدائي يحمل عنوان "ياشا مصطفى"، وياشا كلمة أرمنية معانا عاش في حين أن مصطفى هو إسم الفدائي الذي تدور حوله قصة الفيلم. 


جزء من الاستريو المحترق وفي الإطار صور شهيد الفن كاري كربيتيان (من أرشيف محمد جبوري)

شاهد أيضاً :

الأحد، 25 يونيو 2017

بالصور : القاهرة 69


صدر في القاهرة عام 1969 كتاب بعنوان "القاهرة قصة حياة في 1000 عام" و ذلك بمناسبة مرور 1000 عام على تأسيس مدينة القاهرة، الكتاب الذي صدر بطباعة فاخرة و باللغتين العربية و الإنكليزية، احتوى عشرات الصور التي ترصد جوانب الحياة المختلفة في مدينة القاهرة زمن إصدار الكتاب أي العام 1969، "أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور من الكتاب المذكور و التي نتمنى أن تنال إعجابكم : 


 طالبات المعهد العالى للموسيقى العربية 

كلية الدراسات الإسلامية للبنات التابعة لجامعة لأزهر  

المعهد العالي للترجمة و اللغات 

المعهد العالي للترجمة و اللغات 

 طالبة في كلية الهندسة في تدريب عملي 

تصوير فيلم سينمائي في أحد استديوهات القاهرة 

 مجلس الأمة 

 استاد القاهرة 

 صناعة السيارات من طراز "نصر"

 الشركة العربية للراديو والأجهزة الإلكترونية ( تليمصر)

 صناعة الحديد و الصلب 

 الصناعات الدوائية 

 فندق شبرد

 مطار القاهرة 

 حديقة الحيوانات بالجيزة 

 ميدان التحرير 

برج القاهرة

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

تاريخ العلمانية التركية من أتاتورك إلى رجب طيب أردوغان


شكلت الثورة الفرنسية عام 1789 بداية التحول في أنظمة الحكم في العالم من الأنظمة الدينية القائمة على التحالف بين المؤسسة الدينية و السلطة الحاكمة إلى الأنظمة العلمانية التي تقوم على مبدأي فصل الدين عن الدولة و فصل الدين عن السياسة.

و في العالمين العربي و الإسلامي ظل الاشتباك بين دعاة الدولة الدينية و الدولة العلمانية قائماً منذ مطلع القرن العشرين و حتى يومنا هذا، و يمكن تعريف معظم الأنظمة القائمة في البلاد العربية و الإسلامية حالياً بأنها مزيج ما بين نظامي الحكم الديني و العلماني كما هو الحال مثلاً في سورية و مصر و الجزائر و العراق و غيرها، ففي حين تتبنى هذه الأنظمة بعض القوانين الوضعية و السياسات الحداثية فهي في الوقت عينه تستوحي كثيراً من تشريعاتها من الشريعة الإسلامية كما هو حال التشريعات الخاصة بالزواج و الطلاق و الإرث و تغيير الدين و غيرها كما أن دساتير معظم هذه البلاد تحدد دين الدولة و دين رئيس الجمهورية ما يخالف المبادئ العلمانية التي تقوم على تحييد الدين لصالح مبدأ المواطنة. 

و على مستوى العالم العربي تبدو تونس حالة خاصة و وحيدة كنظام علماني خالص أرسى دعائمه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، في حين تبدو التجربة التركية التي أسس لها أبو تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك مطلع القرن الماضي تجربة فريدة في العالم الإسلامي و إن كانت هذه التجربة مهددة اليوم بسبب صعود حزب العدالة و التنمية ذي التوجه الإسلامي و سعيه المحموم للاستحواذ على السلطة المطلقة في البلاد.

"أنتيكا" تستعرض لكم في هذا المقال المصور تاريخ العلمانية التركية و أهم ملامحها و أبرز التحديات التي تواجهها في وقتنا الراهن :   


مثلت الحرب العالمية الأولى المسمار الأخير في نعش السلطنة العثمانية المتهالكة و التي كانت تلقب برجل أوروبا المريض، حيث انتهت الحرب بهزيمة تركيا و احتلال الحلفاء الجزء الأكبر من أراضيها في حين استغلت اليونان جارة تركيا و عدوتها التاريخية الفرصة و قامت باحتلال قسم كبير من الأراضي التركية، في ظل هذه الظروف العصيبة ظهر مصطفى كمال الضابط التركي الشاب الذي لمع نجمه خلال الحرب في معركة جاليبولي الشهيرة ضد قوات الحلفاء، فقد رفض مصطفى كمال الواقع الذي فرض على تركيا و جمع حوله ما بقي من الجيش و دعمه بقوات من المتطوعين وشن حرب تحرير شعبية ضد الحلفاء و اليونانيين انتهت بتوقيع اتفاق لوزان عام 1923 الذي أفضى لتأسيس الجمهورية التركية التي اختير مصطفى كمال من قبل مجلس الشعب ليكون رئيساً لها في حين تم وضع دستورها عام 1924 و الذي نص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.


خرج مصطفى كمال من الحرب بطلاً قومياً حيث أطلق عليه لقب "أتاتورك" أي "أبو الأتراك" و قد أتاحت له هذه الشعبية الكبيرة إجراء إصلاحات علمانية جذرية، فأعلن عام 1924 إلغاء الخلافة العثمانية كما قام بإغلاق المدارس الدينية و التكايا و المحاكم الشرعية و قام بإرساء نظام تعليم علماني موحد، و في عام 1926 تم فرض قانون مدني للأحوال الشخصية مستوحى من القانون السويسري حيث باتت المرأة بموجب هذا القانون مساوية للرجل فيما يخص الزواج و الطلاق و الإرث و بات تعدد الزوجات محظوراً بموجب القانون، و عام 1928 صدر تعديل دستوري ألغى عبارة "الإسلام هو الدين الرسمي للدولة" في حين صدر عام 1937 تعديل دستوري آخر نص صراحة على علمانية الدولة التركية.


إلى جانب الإصلاحات العلمانية اتخذ أتاتورك اجراءات هدفت إلى تغريب الدولة التركية فمنع ارتداء الطربوش و استبدل أحرف الكتابة العربية  بالأحرف اللاتينية و غير يوم العطلة الرسمي من الجمعة إلى الأحد كما كان على المستوى الشخصي يحرص دائماً على ارتداء الملابس الغربية و كان يشرب الكحول علناً في الأماكن العامة ليراه الناس و يتشجعوا على تبني نمط الحياة الغربي كما مول إنشاء مصنع حديث و ضخم للبيرة في العاصمة الجديدة للجمهورية التركية أنقرة.


على عكس ما يعتقده كثيرون لم تشمل إصلاحات أتاتورك على الإطلاق حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، و الواقع أن حظر ارتداء الحجاب في  الجامعات و الدوائر الرسمية التركية هو أمر حديث نسبياً حيث تم بموجب قوانين صدرت عام 1982 بعيد انقلاب 1980 العسكري بقيادة الجنرال كنعان ايفرين.


اليوم تشهد تركيا منذ وصول حزب العدالة و التنمية الإسلامي للسلطة عام 2002 توجهاً نحو إعادة أسلمة الدولة حيث تم صرف كثير من الموظفين المعارضين لتوجهات الحزب الدينية من مؤسسات الدولة و في عام 2008 أقر البرلمان التركي قانوناً يسمح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات كما تم إحياء تراث تركيا العثماني ما جعل كثيرين يتهمون أردوغان بالسعي ليكون سلطاناً عثمانياً جديدأً، و رغم أن تركيا ما تزال حتى الآن بشكل رسمي دولة علمانية إلا أن القوى العلمانية التركية تبدي تخوفها من أجندات الحزب الرجعية والرامية إلى تأسيس دولة دينية خاصة بعد أن رسخ الحزب سلطته و صفى خصومه مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 كما قام مؤخراً بتمرير تعديلات دستورية تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات شبه ديكتاتورية، و يورد العلمانيون الأتراك في سياق مخاوفهم تصريحات مثيرة للجدل لبعض أقطاب حزب العدالة و التنمية كتصريح رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان في مؤتمر للعلماء والكتاب المسلمين في اسطنبول عام 2016 و الذي قال فيه " إن العلمانية لن يكون لها مكان في دستور جديد لأن تركيا دولة مسلمة ولذلك يجب أن يكون لدينا دستور ديني". 

الأربعاء، 8 مارس 2017

كيف اختفى الموديل العاري من كليات الفنون في العالم العربي




للعالم العربي تاريخ عريق مع الفنون بأشكالها، فالشرق مهد الحضارات و الحضارة و الفن صنوان لا يفترقان، من مصر القديمة إلى بعلبك و تدمر و أوغاريت و آشور و بابل برعت شعوب المنطقة في فنون الرسم و النحت و العمارة فتركوا لنا روائع التحف الأثرية التي باتت اليوم إرثاً انسانياً لا يقدر بثمن.

و في العصر الحديث مع مطلع عصر النهضة العربية حاول العالم العربي تلمس طريقه و اللحاق بركب الغرب في ميدان الفنون الانسانية بعد أن تأخر عنها لقرون طويلة، فافتتحت في العواصم العربية كليات الفنون الجميلة و أرسل كثير من الشبان و الشابات لدراسة الفنون في العواصم الغربية.

و يعرف معظم الفنانين أن تشريح الجسد البشري هو واحد من أهم و أصعب المواضيع في عالم التصوير و النحت، حتى  أن فناناً مثل مايكل آنجلو اعتبر عبقرياً لبراعته في رسم و نحت الجسد البشري بمختلف حركاته و أوضاعه، لذلك كان الموديل العاري واحداً من المواد الأساسية في كليات الفنون الجميلة حول العالم و التي تتيح للطلاب معرفة أشكال أجزاء الجسم البشري و تناسق أبعادها و تغير شكلها مع تغير الحركة، لكن هذه المادة تعرضت لكثير من سوء الفهم من قبل الفئات المتعصبة في المجتمعات العربية، ما أدى لاختفاء هذا التقليد الأكاديمي تدريجياً من مختلف كليات الفنون الجميلة في العالم العربي، و إليكم التفاصيل من ثلاث بلاد عربية : 

1. مصر :

مطلع القرن العشرين و تحديداً عام 1905 أشرف الأمير يوسف كمال باشا على إنشاء مدرسة لتعليم الفنون الجميلة في القاهرة تحولت لاحقاً إلى كلية قبل أن تصبح لاحقاً جزءاً من وزارة التعليم العالي في مصر.

في البداية كان تصوير و نحت الجسد العاري مادة أساسية في المدرسة و كان أول موديل عاري الشقيقان عبد العزيز و عبد الوهاب هيكل حيث كانا يتقاضيان مقابلاً مادياً جيداً عن هذا العمل، ثم توالت على الكلية العديد من الموديلات العارية منهن فتيات من بنات الطبقة الأرستقراطية في مصر آنذاك كن يقمن بدور الموديل العاري دون مقابل مادي حباً بالفن. 

في هذه الفترة ظهر عدد من الفنانين الذين برعوا في تصوير الجسد البشري من بينهم النحات الشهير محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر الشهير، و الفنان عبد البديع عبد الحي جمعة الذي قدم العديد من الأعمال المميزة حول جسد المرأة و كان يتخذ من زوجته موديلاً عارياً في معظم الأعمال التي قدمها. 

استمر وجود الموديل العاري في كلية الفنون الجميلة في مصر حتى الستينات، و في مطلع السبعينات و مع صعود التيارات الإسلامية المتطرفة في الجامعات المصرية و بخاصة جماعة الإخوان المسلمين بمباركة من نظام الرئيس أنور السادات أثار الطلاب الإسلاميون موضوع الموديل العاري و ضغطوا على إدارة الكلية حتى أصدرت عام 1973 قراراً بمنع تدريس الموديل العاري باعتباره مخالفاً للشرع و الدين الإسلامي.


مرسم مدرسة الفنون الجميلة عام 1927 

الفنان عبد البديع عبد الحي جمعة


الفنان جمال السجيني مع أحد أعماله


2. سوريا : 

في مطلع القرن الماضي لم يكن في سوريا كلية للفنون الجميلة، لذلك فقد درس جيل الرواد من الفنانين السوريين في مصر أو في المدارس و الكليات الغربية، و نقلوا حين عودتهم إلى سوريا تقليد الموديل العاري في مراسمهم و محترفاتهم، من أبرز هؤلاء فتحي محمد و ناظم جعفري و محمود حمّاد حيث يبدو الموديل العاري حاضراً و بقوة في أعمالهم. 

مطلع الستينات تم تأسيس كلية الفنون الجميلة بدمشق و كان الموديل العاري مادة أساسية، و حين كان الموديل يغيب لسبب ما كان أحد الطلاب يقوم بالحلول مكانه، آنذاك كان هناك ميزانية مخصصة للموديل العاري من قبل الكلية و كان الموديل يعتبر تقريباً موظفاً لدى وزارة التعليم العالي، و يذكر بعض طلاب الكلية أن من بين من قاموا بدور الموديل العاري مطلع السبعينات الفنانة المعروفة نبيلة النابلسي، و حول طريقة تعامل الطلاب آنذاك مع الموديل العاري يقول الفنان التشكيلي أسعد عرابي : "كانت تغلق الأبواب و خاصة على غرباء الكلية، ويتم رسم الموديل العاري بالرصانة نفسها التي يتم بها اليوم تشريح الجثث في كليات الطب. ذلك أدى إلى علاقة رصينة بين الطلاب والأساتذة مع الموديل التي كانت تتمتع بالاحترام بل وبنوع من الاعتراف بالجميل. كما ويتحوّل عمل الموديل إلى مهنة كريمة كباقي المهن".

في السبعينات تراجع دور الموديل العاري في الكلية مع تراجع الميزانية المخصصة لها حتى لم تعد الكلية تجد امرأة تقبل العمل كموديل عاري، كما أن الجو العام في البلاد الذي أصبح أكثر محافظةَ و انغلاقاً أدى لاختفاء الموديل العاري تماماً من الكلية رغم عدم صدور قرار رسمي بمنعه كما حصل في مصر. 


من أعمال الفنان محمود حماد

3. لبنان : 

في لبنان كان الجسد العاري حاضراً بقوة في أعمال رواد الفن التشكيلي مطلع القرن الماضي أمثال داوود قرم و حبيب سرور و مصطفى فروخ ممن درسوا الفن خارج لبنان، و مع تأسيس الجامعة اللبنانية كان الموديل العاري متواجداً في كلية الفنون في خمسينات و ستينات و حتى سبعينات القرن الماضي، و كان من أشهر الموديلات اللاتي عملن في الكلية رينيه ديك ومريم خيرو و ميشلين ضو و كانوا موديلات محترفات يتمتعن بسمعة طيبة في الوسط الفني، لكن سيطرة ميليشيات ذات توجه ديني متطرف على المنطقة التي تقع ضمنها الكلية خلال سنوات الحرب الأهلية أدى لمنع مادة الموديل العاري ابتداء من عام 1983، في البداية اعتقد الطلاب أن هذا الوضع مؤقت و أن الأمور ستعود قريباً إلى طبيعتها، لكن القرار ظل سارياً حتى بعد انتهاء الحرب. 


من أعمال الفنان مصطفى فروخ


من أعمال الفنان جورج قرم


شاهد أيضاً :

الأحد، 19 فبراير 2017

أعرق الجامعات في العالم العربي



تستعرض لكم "أنتيكا" في هذه القائمة أعرق الجامعات العربية مرتبة حسب تاريخ تأسيسها علماً أن هناك  جامعات أخرى كالأزهر في مصر و المستنصرية في العراق و الزيتونة في تونس و القرويين في المغرب قد تأسست كمدارس دينية منذ قرون عديدة لكنها لم تتحول إلى جامعات حديثة و لم تنل لقب جامعة بشكل رسمي إلا في وقت لاحق ابتداءً من ستينات القرن الماضي لذلك لم نقم بإدراجها في هذه القائمة :
  1. الجامعة الأمريكية في بيروت (لبنان) : تأسست عام 1866 تحت إسم الكلية السورية الإنجيلية
  2. جامعة القديس يوسف (لبنان) : تأسست عام 1872 
  3. جامعة الحكمة (لبنان) :  تأسست عام 1875
  4. جامعة الخرطوم (السودان) : تأسست عام 1902 تحت إسم كلية جوردون التذكارية
  5. جامعة القاهرة (مصر) : تأسست عام 1908  تحت إسم الجامعة المصرية
  6. جامعة الجزائر (الجزائر) : تأسست عام 1909
  7. الجامعة الأمريكية بالقاهرة (مصر) : تأسست عام 1919
  8. جامعة دمشق (سوريا) : تأسست عام 1923 تحت إسم الجامعة السورية
  9. الجامعة اللبنانية الأمريكية (لبنان) : تأسست عام 1924 تحت إسم كلية بيروت الجامعية 
  10. جامعة الإسكندرية (مصر) : تأسست عام 1938 تحت إسم جامعة فاروق الأول
  11. جامعة الشرق الاوسط (لبنان) : تأسست عام 1939
  12. جامعة عين شمس (مصر) : تأسست عام 1950 تحت إسم جامعة ابراهيم باشا
  13. جامعة الروح القدس الكسليك (لبنان) : تأسست عام 1950
  14. الجامعة اللبنانية (لبنان) : تأسست عام 1951
  15. جامعة بنغازي (ليبيا) : تأسست عام 1955 تحت إسم الجامعة الليبية 
  16. جامعة بغداد (العراق) : تأسست عام 1957
  17. جامعة أسيوط (مصر) : تأسست عام 1957
  18. جامعة الملك سعود (السعودية) : تأسست عام 1957
  19. جامعة حلب (سوريا) : تأسست عام 1958

الجمعة، 10 فبراير 2017

بالصور : الإختلاط في الجامعات المصرية عام 1943


من بين الصور الطريفة و الهامة في آن معاً و التي عثرنا عليها في أرشيفنا ثلاث صور منشورة في مجلة "الاثنين و الدنيا" عام 1943  تتناول موضوع الإختلاط في جامعة القاهرة ننشرها لكم مرفقة بالوصف كما ورد في المجلة المذكورة : 


لا زالت الطالبات يجلسن في مقاعد مخصصة لهن، و الطلبة في مقاعد أخرى !  

أما في "المعمل" فيجوز للطالبة أن تجاور زميلاً لها، مدة التجربة العلمية فقط ! 

و في "الفسحة" ترى الطلبة وحدهم يتحدثون، أما الطالبات فيبتعدن عن الطلبة كأن بهم جرباً ! .. 

شاهد أيضاً :

بالصور : الموصل حاضرة العراق و عاصمة الشمال كيف كانت عام 1961




تحت عنوان "الموصل مدينة أبي تمام و ابن الأثير تنفض عنها غبار النسيان" نشرت مجلة "العربي" الكويتية في عدد مارس آذار 1961 استطلاعاً مصوراً حول مدينة الموصل حاضرة الشمال العراقي و المدينة الثانية بعد العاصمة بغداد الواقعة على ضفة نهر دجلة ذات التاريخ العريق و التركيبة السكانية المميزة. 




"أنتيكا" اختارت لكم بعض الصور المميزة من الإستطلاع المذكور مع الوصف كما ورد حرفياً في المقال الأصلي : 


يقسم نهر دجلة الموصل إلى قسمين يرتبطان بجسرين حديديين يوصلان إلى مختلف القرى و المدن المحيطة بالموصل، و ترى هنا جسر "نينوى" الذي يقع في نهاية الشارع المسمى بنفس الإسم  

بوابة نركال إحدى بوابات سور مدينة نينوى لقد تم تجديدها و تحويلها إلى متحف وضعت بداخله نسخ من اللوحات الآشورية الأصلية الموجودة في متاحف أوروبا  

ميدان الجندي المجهول أكبر الميادين و أوسعها إن بلدية الموصل تأمل أن توافق مديرية الآثار على نقل بعض الآثار الضخمة التي عثر عليها في نينوى إلى الساحات الخالية من أي أثر يدل على تاريخ المدينة المجيد  

من بين مشروعات تجميل الموصل مشروع إقامة كورنيش على شاطئ دجلة في المنطقة الواقعة بين الجسرين  

إن منتهى آمال رجال الآثار هو أن يسمح لهم بالتنقيب في هذا التل .. تل التوبة، فجميع الآثار الهامة عثر عليها في تل قوينجق، أما تل التوبة فلم يسمح لأحد حتى الآن بالتنقيب فيه لأن عليه المسجد الذي يضم  قبر النبي يونس، و مما يذكر أن مدينة نينوى العظيمة كانت قائمة على هذين التلين 

برج بيزا في الموصل ! تعتبر منارة الجامع النوري أو الجامع الكبير من الآثار الهامة المعدودة في العراق، فقد جاء بناؤها معوجاً ناحية الشرق ولكنها ظلت حتى يومنا هذا مائلة لا تقع، و تعتبر هذه المنارة أطول منارة من نوعها في العراق فارتفاعها 55 متراً  

تفتقر مدارس الموصل إلى المباني الحديثة و لكن الإقبال على التعليم شديد بشكل ظاهر، حتى اضطرت المدارس إلى اتباع نظام الفترتين إحداهما من الصباح حتى الظهر، و الأخرى في المساء، و هذه مجموعة من طالبات ثانوية الفنون البيتية أثناء الدرس  

روضة أطفال الموصل النموذجية و تضم 500 طفل من مختلف الأعمار، لقد فتحت هذه المدرسة أبوابها عام 1948 و زارها عدد كبير من الزوار من مختلف الأنحاء و أبدوا إعجابهم الزائد بها  

بالنظر إلى حاجة العراق الماسة إلى عدد كبير من الأطباء فقد وجد من الضروري فتح كلية للطب في الموصل بجانب كلية بغداد، و ترى في الصورة مجموعة من الطالبات و الطلبة يعملون جنباً إلى جنب في أحد مختبرات الكلية  

تمتاز الموصل بنوع خاص من البطيخ الكبير يسمونه في بغداد "ركى" بينما يسميه أهل الموصل "الشمذى"، إنه يزرعونه على سواحل دجلة و يجمعونه في سوق الموصل استعداداً لتصديره إلى مختلف ألوية العراق التي تقبل على شراءه لحلاوة طعمه و كبر حجمه 

يعتبر المجتمع الموصلي من أكثر المجتمعات العراقية محافظة على التقاليد القديمة و العادات المتوارثة و تتقدم المرأة فيه بخطى وئيدة بطيئة، فالعباءة ما زالت تحتل مكانها التقليدي فوق أكتاف المرأة، و تعمل منظمة نساء الجمهورية على النهوض بالمرأة و دفعها للعمل في المشروعات الإجتماعية و الخيرية، و قد أقامت أخيراً معرضاً في الموصل لقي نجاحاً باهراً كما شاهد تمازجاً غريباً بين العباءة الحريرية السوداء و الملابس الزاهية الملونة كما ترى في الصورة 

تقوم بجوار المستشفى الكبير بالموصل مدرسة لتدريب الممرضات فتحت أبوابها عام 1959 باثنتي عشر طالبة فقط أما اليوم فتضم 98 طالبة و يتولى أطباء المستشفى إلقاء المحاضرات العلمية عليهن 

مصنع دبغ الجلود بالموصل و يعمل فيه 15 عاملاً ينتجون شهرياً 130 ألف قدم مربع من مختلف أنواع الجلود المدبوغة التي توزع على مختلف ألوية العراق  

في الساعة السابعة من صباح كل يوم يصل إلى الموصل القطار القادم من بغداد حاملأً معه الركاب و المسافرين إنه يقطع المسافة في ليلة واحدة و تراه في الصورة يعبر جسراً فوق أحد شوارع الموصل الذي ازدحم بسيارة نقل تحمل بالات القطن في طريقها إلى مصانع الغزل  

جزء من ماكينات طبع القماش في مصانع الغزل و النسيج الحكومية في الموصل، إن هذا المصنع الكبير يضم 25 ألف مغزل و مئات الجومات الأوتوماتيكية فضلاً عن ماكينات الصبغ و الطبع و هو يؤلف مدينة كاملة داخل الموصل، فحول المصنع 1163 مسكناً للموظفين و العمال و مدرسة و مستوصف و ساحة كرة قدم و فندق و سوق عصري

شاهد أيضاً :