الأربعاء، 26 أبريل 2017

قصة تحية كاريوكا : فنانة و إنسانة من الطراز النادر و ست بـ 100 راجل !



تحية كاريوكا أسطورة من أساطير الزمن الجميل، ليس فقط بفضل أعمالها الخالدة، بل أيضاً بفضل مواقفها الوطنية و الإنسانية التي لا تنسى، و بفضل سيرة حياتها المثيرة و التي مثلت حالة تمرد على العادات و التقاليد و السلطة الأبوية في المجتمع. 

ولدت بدوية محمد علي النيداني و هو اسم تحية كاريوكا عند الولادة في الاسماعيلية يوم 22 شباط فبراير 1919 لوالد "مراكبي" يسافر بسفينته إلى الحجاز ويعود مرة كل سنة، ويتجاوز عمره الـ 60 عاماً، وأم شابة  تصغره بأربعين عاماً، هي السابعة بين زوجاته.

أطلق على المولودة إسم بدوية تيمناًَ باسم الولي الصوفي السيد البدوي صاحب المقام المعروف في مدينة طنطا، و بعد ولادتها بفترة قصيرة توفي الوالد و انتقلت بدوية للعيش في بيت أخيها الأكبر أحمد النيداني.

في بيت أخيها تحولت بدوية إلى خادمة لأخيها و زوجته بعد أن أخرجها من مدرسة الراهبات التي كانت قد التحقت بها لفترة قصيرة، و ذات يوم ذهبت بدوية إلى زفاف كانت تحييه المطربة سعاد محاسن في الإسماعيلية و رقصت أمامها، فأعجبت بها المطربة المعروفة و وطلبت منها أن تلتحق بها في شارع عماد الدين في القاهرة كي تحترف الرقص الشرقي.

علم شقيق تحية كاريوكا بنيتها السفر إلى القاهرة فضربها بشدة و قام بتقييدها إلى وتد على سطح المنزل كان مخصصاً لربط الخراف و ظلت هناك لثلاث أيام كاملة حتى كادت تموت، إلى أن جاء عثمان ابن شقيقها الآخر مرسي فأشفق عليها و قام بفكها دون علم عمه، و على الفور فرت بدوية من المنزل و اتجهت إلى القاهرة.

في شارع عماد الدين تنقلت بدوية من مسرح لآخر حتى استقرت في مسرح بديعة مصابني و هناك كانت انطلاقتها الحقيقية، حيث تعرفت إلى الفنان سليمان نجيب رئيس دار الأوبرا المصرية آنذاك و الذي شجعها على تعلم اللغات الإنكليزية والفرنسية ومبادئ الإتيكيت و البروتوكول، كما بدأت بتوسيع ثقافتها و قراءة روائع الأدب العربي و العالمي. 

في عام 1940 غيرت بدوية محمد إسمها إلى "تحية كاريوكا" بعد أن برعت في أداء رقصة الكاريوكا البرازيلية، و في السنوات اللاحقة تحولت إلى واحدة من أهم الراقصات في مصر و العالم العربي، فشاركت في عشرات الأفلام السينمائية و الأعمال المسرحية مع كبار الفنانين في مصر. 


بالملاية اللف في مهرجان كان عام 1956

في حياتها الخاصة تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة كان أولها من أنطوان عيسى ابن شقيقة بديعة مصابني الذي تزوجت به عام 1939 و انفصلت عنه عام 1940، و في العام نفسه تزوجت الثري المعروف محمد سلطان باشا الذي طالبها بهجر الرقص فلم تقبل و تم الانفصال بعد 6 أشهر من زواجهما، لتتالى بعدها زيجات تحية كاريوكا التي ضربت بها الرقم القياسي لعدد الزيجات بين الفنانات، و كان من أشهر أزواجها المخرج فطين عبد الوهاب و الفنان رشدي أباظة و الفنان محرم فؤاد، أما أطول زيجاتها فكانت من الكاتب و المخرج المسرحي فايز حلاوة حيث استمرت 18 عامأً و انتهت بخلافات وصلت بهما إلى ساحات المحاكم.


مع زوجها الفنان فايز حلاوة

إلى جانب تاريخها الفني الحافل فقد كان لتحية كاريوكا نشاط وطني مشهود و من المعروف عنها أنها كانت عضواً في عدة تنظيمات وطنية حيث ساهمت في دعم الفدائيين في منطقة القناة مادياً و كذلك في تهريب السلاح و الذخيرة، و هي كذلك التي خبأت الضابط الشاب أنور السادات بعيد اغتيال أمين عثمان باشا في الأربعينات، و بعد ثورة يوليو تعرضت تحية كاريوكا للسجن لنحو 100 يوم بتهمة الانتماء لتنظيم شيوعي، في حين قادت في الثمانينات إضراب نقابة الفنانين الشهير و الذي أصرت خلاله على الإضراب عن الطعام رغم وضعها الصحي الصعب.

كما تروى عن تحية العديد من الحكايات التي و إن كانت غير دقيقة أو موثقة إلا أنها تعبر عن شخصيتها القوية و سمعتها كإنسانة تتمتع بحس وطني عالٍ، حيث يروى مثلاً أنها قالت للملك فاروق ذات يوم حين كان يشاهد رقصها في فندق الأوبرج الشهير: "مكانك مش هنا يا جلالة الملك، مكانك في القصر" ما أغضب الملك منها و سبب له حرجاً وسط حاشيته، كما يروى أنها هاجمت خلال مهرجان كان السينمائي عام 1956 الممثلة الأمريكية سوزان هيوارد المعروفة بدعمها للكيان الصهيوني و كادت تضربها. 

في أواسط الخمسينات اعتزلت تحية كاريوكا الرقص بشكل نهائي  بناء على نصيحة من الأطباء و منذ ذلك الحين اقتصر نشاطها الفني على التمثيل فقط.

و قد عرف عن تحية كاريوكا صراحتها الشديدة التي كانت تسبب لها المشاكل في كثير من الأحيان، و عن هذا تقول في أحد لقاءاتها أن الكثيرين لديهم انطباع خاطئ بأن "لسانها طويل" لكنها ليست كذلك بل هي "صريحة و تقول للأعوج أنت أعوج فى وجهه".

في أواخر أيامها ارتدت تحية كاريوكا الحجاب كما باتت مقربة من الشيخ متولي الشعراوي، و ذات يوم  وجدت طفلة رضيعة أمام باب شقتها فقررت أن تتبناها وأطلقت عليها اسم "عطية الله" و تولت رعايتها من بعد وفاتها الفنانة فيفي عبده.

في يوم 30 أيلول سبتمبر 1999 رحلت أسطورة الرقص الشرقي تحية كاريوكا عن عالمنا عن 80 عامأً بعدما تعرضت لالتهاب رئوي حاد عقب عودتها من رحلة عمرة تاركة وراءها إرثاً فنياً و إنسانياً لا ينسى. 


في أواخر أيامها

شاهد أيضاً : 

الاثنين، 24 أبريل 2017

كازانوفا زير النساء الذي أصبح أسطورة



في الحياة أسماء تصبح بفضل سمعة أصحابها مرادفة لصفات و معان تدخل معها في قاموس الأدب و الفن و الثقافة الشعبية، هكذا هو حال كازانوفا أشهر زير نساء في التاريخ الذي أصبح إسمه مرادفاً للفحولة و تعدد العلاقات الغرامية و المهارة الاستثنائية في إغواء النساء. 

ولد جاكومو كازانوفا عام 1725 في فينيسيا الإيطالية لوالدين كانا يعملان كممثلين، في ذلك الوقت كانت فينيسيا مدينة المتع المحرمة في أوروبا المحافظة حيث كانت مليئة بالحانات و دور القمار و بيوت الدعارة التي يقصدها السياح من كل أرجاء القارة، في ظل هذه البيئة نشأ كازانوفا في كنف جدته بعد أن توفي والده و هو بعد صبي في الثامنة في حين كانت والدته دائمة الغياب في جولات مسرحية في أرجاء أوروبا. 

في سن الحادية عشرة عرف كازانوفا أول تجربة غرامية في حياته، حين التقى في منزل معلمه بالجميلة بتينا شقيقة المعلم الصغرى التي أغرمت به و نشأت بينهما علاقة ظلت مستمرة حتى بعد زواجها، يقول كازانوفا في مذكراته عن بتينا : "لقد كانت هي من أشعل في صدري شرارات العاطفة الأولى التي تحولت فيما بعد إلى شغف جارف".

إلى جانب وسامته و جاذبيته كان كازانوفا شعلة متقدة من الذكاء فقد برع في الفلسفة و اللغات و تخرج و هو في السابعة عشرة من عمره من مدرسة القانون و اصبح بذلك محامياً كنسياً، و في الوقت عينه بدأ يظهر إدمانه على القمار الذي سوف يظل ملازماً له طيلة حياته، في حين بدأت أولى الفضائح الجنسية تطارد كازانوفا و التي كان من أبرزها علاقته بالشقيقتين ماريا و نانيتا ابنتي الرابعة عشرة و السادسة عشرة.

فضائح كازانوفا و ادمانه على القمار الذي جعل منه دائماً شخصاً مثقلاً بالديون أديا سريعاً لطرده من وظيفته الكنسية و سجنه، و بعد خروجه من السجن انضم كازانوفا لفترة قصيرة إلى الجيش لكن الحياة العسكرية التي تنطوي على الرتابة و الانضباط لم تناسبه فتركها سريعاً.

لقطة من فيلم "كازانوفا" انتاج 1927

بعد فترة من اليأس و الإحباط تنقل خلالها بين مهن عديدة تفتحت أبواب الأمل لكازانوفا مجدداً حين تعرف صدفة إلى أحد النبلاء الذي اتخذ منه مستشاراً قانونياً له، فعاد كازانوفا في ظل راعيه الجديد إلى حياة اللهو و الاستهتار، حتى اتهم ذات يوم باغتصاب فتاة شابة فاضطر إلى الفرار من فينيسا خشية الاعتقال.

بفراره من فينيسا بدأت رحلة كازانوفا المغامر و الأفاق و العاشق الأسطوري الذي راح يجوب أرجاء أوروبا باحثاً عما يروي ظمأه للمتعة و المغامرة و النساء، رحلة كازانوفا حملته إلى باريس و برلين و فيينا و موسكو و غيرها من المدن و العواصم الأوروبية، أحداث هذه الرحلة يختلط فيها الواقع بالخيال ففيها يتنقل كازانوفا من القصور الملكية و قاعاتها الفخمة إلى الحانات الرخيصة و زنازين السجون، و من مخادع نساء الطبقة المخملية ذوات الألقاب الملكية النبيلة إلى بائعات الهوى اللاتي يعملن في أفقر شوارع و أزقة المدينة. 




 كازانوفا في لوحة للرسام أليساندرو لونغي 

ببساطة لقد كانت حياة كازانوفا سلسلة لا تنتهي من التنقل و العبث لا هدف منها سوى البحث عن أكبر قدر من اللذة و المغامرة، و في سبيل ذلك لم يكن شيء ليثني كازانوفا فقد دخل السجن عدة مرات و أصيب بأمراض منقولة جنسياً تركت على جسده و صحته آثاراً ظلت ملازمة له طيلة حياته في حين دخل في عدد لا يحصى من المبارزات و المشاجرات مع أزواج النساء المتزوجات اللاتي كان يعاشرهن، كل هذا لم يزده إلا سعياً خلف الملذات بكل أشكالها، فقد كان يقول دائماً : "إن الحصول على كل ما يمنحني المتعة الحسية هو عملي الرئيسي في الحياة أما كل شيء عدا ذلك فهو غير مهم، لقد ولدت لأجل النساء و كل ما كنت أقوم به في حياتي كان هدفه الحصول على إعجابهن".

إلى جانب مغامراته العديدة كان كازانوفا أديباً صاحب فلسفة في الحياة و الإنسان، و قد وضع عدداً غير قليل من المؤلفات يظل أشهرها كتاب مذكراته الذي ضمنه مغامراته الغرامية العديدة و قد ألفه في سنواته الأخيرة التي قضاها في قلعة في المانيا قبيل رحيله عام 1798 عن 73 عاماً.

لوحة تمثل فضيحة كازانوفا مع الأختين ماريا و نانيتا

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :

الجمعة، 21 أبريل 2017

أكثر الاحتفالات بذخاً في القرن العشرين تكريماً لملوك الفرس !



مطلع السبعينات من القرن الماضي كان شاه إيران محمد رضا بهلوي في عز نشوته بسلطته المطلقة متربعاً على عرش الطاووس بعد نجاح أصلاحاته التي أطلق عليها إسم الثورة البيضاء، و بعدما نصبته الولايات المتحدة الأمريكية شرطياً على منطقة الخليج باعتراف و مباركة حكام المنطقة، لذلك جاءت مناسبة مرور 2500 عاماً على إنشاء الإمبراطورية الفارسية بمثابة فرصة تاريخية لحاكم إيران لاستعراض ثروته و سلطته أمام ملوك و رؤساء العالم الذين تمت دعوتهم لمراسم احتفالية أقيمت في مدينة برسبوليس الأثرية بين 12 و 16 تشرين الأول أكتوبر 1971.

و لأجل هذا الاحتفال تم تحديث مطار شيراز و طريقها السريع، كما تولت شركة خاصة تنظيف المنطقة المحيطة بالمدينة التاريخية من الأفاعي و الحشرات و قامت بزراعة الأشجار و الورود التي وزع بينها أكثر من 50 ألف طير مغرد تم استيرادها خصيصاً من أوروبا، في حين أقيمت لخدمة الضيوف مدينة أطلق عليها إسم "مدينة الخيام" أو "المدينة الذهبية" حيث تم تزويد كل خيمة بأفخر المفروشات الفارسية و بأحدث أجهزة التلفون و الفاكس و التيلكس التي تعمل بالاتصال الفضائي.  

الاحتفالات تضمنت عرضاً لتاريخ الجيش الإيراني منذ عهد فارس حيث تم استعراض الجنود بملابس الجيش الفارسي، في حين مثلت الوليمة التي أقامها الشاه لضيوفه في الخيمة الرئيسية يوم 14 تشرين الأول أكتوبر بالتزامن مع عيد ميلاد الامبراطورة فرح بهلوي ذروة الاحتفال حيث حضرها أعضاء من الأسرة المالكة و كافة الضيوف من ملوك و رؤساء حيث بلغ إجمالي عدد المدعوين نحو 600 شخص استمتعوا بروائع المطبخ الفارسي و بأجود أنواع الخمور النادرة و المستوردة من أوروبا.

عند نهاية الاحتفال و رحيل الضيوف كان الحدث قد كلف الخزينة الإيرانية نحو 200 مليون دولار أمريكي ما يجعل منه أكثر الاحتفالات بذخاً في القرن العشرين، و في حين أراد الشاه لهذا المهرجان أن يكون احتفالاً بقوته و عظمة الدولة التي يحكمها فإن الأثر جاء عكسياً إذ أثار الاحتفال كثيراً من النقد في الصحافة الغربية و كذلك لدى المعارضة الإيرانية التي كان يتزعمها آنذاك رجل الدين الشيعي آية الله الخميني.

أما أبرز المدعوين لاحتفالات برسبوليس فقد كانوا على الشكل التالي :

1. الإمبراطور هيلاسيلاسي (أثيوبيا)
2. الملك فريدريك التاسع و الملكة إنغريد (الدنمارك)
3. الملك بودوان الأول و الملكة فابيولا (بلجيكا)
4. الملك حسين و الأميرة منى (الأردن)
5. الملك ماهندرا و الملكة راتنا (نيبال)
6. الملك أولاف الخامس (النرويج)
7. الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (البحرين)
8. الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (قطر)
9. الشيخ صباح السالم الصباح (الكويت)
10. الملك قسطنطين الثاني و الملكة آن ماري (اليونان)
11. السلطان قابوس بن سعيد (عمان)
12. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (الإمارات العربية المتحدة)
13. الأمير رينيه الثالث و الأميرة جريس كيلي (موناكو)
14. الأمير فيليب و الأميرة آن (بريطانيا)
15. الأمير خوان كارلوس و الأميرة صوفيا (إسبانيا)
16. الأمير فيكتور عمانويل و الأميرة ماريانا (إيطاليا)
17. الأمير تاكاهيتو ميكاسا و الأميرة يوريكو (اليابان)
18. الأمير عبد الله بن محمد الخامس و الأميرة لمياء الصلح (المغرب)
19. الرئيس جوزيف بروز تيتو و السيدة الأولى يوفانكا بروز (يوغوسلافيا)
20. الرئيس نيكولاي بودغورني (الإتحاد السوفييتي)
21. الرئيس فرانز جوناس (النمسا)
22. الرئيس تودور جيفكوف (بلغاريا)
23. الرئيس إميليو غاراستازو ميديسي (البرازيل)
24. الرئيس أورهو ككونن (فنلندا)
25. الرئيس جودت صوناي (تركيا)
26. الرئيس لودفيك سفوبودا (تشيكوسلوفاكيا)
27. الرئيس یحییٰ خان (باكستان)
28. الرئيس سوهارتو (أندونيسيا)
29. الرئيس سليمان فرنجية (لبنان)
30. الرئيس نيكولاي تشاوتشيسكو و السيدة الأولى إلينا تشاوتشيسكو (رومانيا)
31. الرئيس جاوبوس يوهانس فوش (جنوب أفريقيا)
32. الرئيس مختار ولد داداه (موريتانيا)
33. الرئيس فاراهاجيري جيري (الهند)
34. الرئيس ليوبولد سنغور (السنغال)
35. الرئيس رودولف جاناجي (سويسرا)
36. الرئيس موبوتو سيسي سيكو (زائير)
37. رئيس الوزراء جاك شابان دلماس (فرنسا)
38. رئيس الوزراء كيم جونغ بيل (كوريا الجنوبية)
39. رئيس الوزراء ايميليو كولومبو (إيطاليا)
40. نائب الرئيس سبيرو أغنيو (الولايات المتحدة)
41. نائب الرئيس جوو موروو (الصين)
42. رئيس البوندستاغ كي أوفي فون هاسل (المانيا الغربية)










شاهد أيضاً :