‏إظهار الرسائل ذات التسميات قانون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قانون. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 16 يونيو 2017

10 ملايين دولار لمن يحل لغز أضخم سرقة فنية في التاريخ



لوحة "عاصفة فوق بحر الجليل" للرسام رامبرانت واحدة من اللوحات المسروقة 

من بعد منتصف ليل يوم 18 آذار مارس 1990 بقليل، دخل رجلان يرتديان ملابس الشرطة إلى متحف ايزابيلا ستيوارت جاردنر للفنون في مدينة بوسطن الأمريكية، وبعد أن قيّدا عناصر الأمن في المتحف، قاما بسرقة 13 قطعة فنية لا تقدر بثمن من بينها 3 لوحات للرسام الهولندي الشهير رامبرانت، بالإضافة إلى لوحات لفيرمير ومانيه وديجا، و ذلك خلال مدة لا تتجاوز 90 دقيقة، وتتراوح قيمة الأعمال المسروقة ما بين 300 إلى 500 مليون دولار أمريكي، ما يجعل هذه العملية أضخم حادثة سرقة فنية في التاريخ.

وقد عرض المتحف حينها مبلغ 5 ملايين دولار مكافأة للشخص الذي يقوم بإعادة المسروقات، لكن دون نتيجة، وخصوصاً بعدما أجمع المحققون على أن السرقة تمت بالتنسيق مع جهة إجرامية أخطر من السارقين الذين قاما بتنفيذ العملية.

وبعد أكثر من 27 عاماً من الانتظار قرر المتحف أن يضاعف المكافأة لمن يعيد الأعمال المسروقة، لتصبح 10 ملايين دولار، شرط أن تتم إعادة الأعمال قبل نهاية العام الحالي 2017.

و قد صدرت العديد من الكتب التي ناقشت تفاصيل عملية السرقة هذه، و كلها أجمعت على أن السارقَين و الأفراد الذين يعلمون بمكان وجود الأعمال الفنية لم يعودوا على قيد الحياة، ما يجعل الأمل بإيجاد هذا الكنز الفني يرتبط بأي شخص حي يعرف مكانها، ولهذا السبب ، تمت مضاعفة قيمة الجائزة للشخص الذي يعيد المسروقات.

شاهد أيضاً :

الجمعة، 26 مايو 2017

بحكم المحكمة : هل حقاً أراد العرب رمي اليهود في البحر ؟



الوزير العمالي كريستوفر ميهيو صديق الرئيس عبد الناصر الذي فضح أكاذيب الدعاية الصهيونية 

حتى يومنا هذا ما تزال عبارة أن العرب أرادوا رمي اليهود في البحر تتردد، لا على ألسنة الفلسطينيين أو العرب، بل على ألسنة أبواق الدعاية الصهيونية التي يحلو لها باستمرار أن تصور اليهود و كيانهم الغاصب بمظهر الضحية البريئة التي يتربص بها الأعداء الحاقدون الكارهون من كل حدب و صوب، فما أصل هذه العبارة ؟ و ما مدى صحتها ؟ و هل دعا العرب حقاً لإبادة اليهود من خلال إغراقهم في البحر ؟

لمعرفة هذا سوف نعود إلى ستينات القرن الماضي، حينها ازداد تركيز الدعاية الصهيونية في الغرب على هذه المقولة، ما دفع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليطلب من مساعديه البحث في وثائق الدولة و أرشيف تصريحات الزعماء العرب و جميع المصادر المتاحة عن أصل هذه العبارة، و بعد بحث مضن شاركت فيه وزارة الخارجية و أجهزة الأمن في الجمهورية العربية المتحدة، لم يتم العثور على أي أصل لهذه العبارة، فتأكد الرئيس عبد الناصر من أن القصة ليست سوى تلفيق صهيوني يراد به تشويه صورة العرب باعتبارهم يريدون أن يقيموا لليهود هولوكوستاً آخر، فإذا كان هتلر قد أحرق اليهود في افران الغاز، فإن العرب يريدون إغراقهم في البحر !

و بناء على ذلك قام الرئيس عبد الناصر بإبلاغ أصدقاء مصر في العالم العربي و الخارج بهذه الحقيقة، و كان من هؤلاء الوزير العمالي الأسبق في الحكومة البريطانية كريستوفر ميهيو. 

و بعد رحيل الرئيس عبد الناصر عام 1970 عادت الأبواق الصهيونية لاستخدام اللازمة نفسها، مع إلصاقها هذه المرة بالرئيس عبد الناصر نفسه، ما استفز ميهيو الذي قرر أن يفضح الأكذوبة الصهيونية، فنشر عام 1973 في الصحف البريطانية إعلاناً قال فيه بأنه سيقدم مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه استرليني لمن يستطيع أن يثبت أن الرئيس عبد الناصر دعا لرمي اليهود في البحر، و في عام 1974 كرر العرض نفسه لمن يستطيع أن يثبت أن أي أحد من الزعماء العرب دعا يوماً إلى رمي اليهود في البحر أو إبادتهم بأي طريقة. 

أثارت حملة ميهيو جدلاً و اسعاً و جندت القوى الصهيونية في بريطانيا كل طاقاتها من أجل احباط مسعاه، و بالفعل أعلنت صحيفة "جويش كرونيل" الصهيونية بأن أحد محرريها عثر على الوثيقة المنشودة و التي لم تكن سوى قصاصة من صحيفة تعود إلى عام 1948 و تحتوي على تصريح لأول أمين عام لجامعة الدول العربية المصري عبد الرحمن عزام باشا، يقول فيه أن على اليهود الذين جاؤوا فلسطين عن طريق البحر، أن يعودوا من حيث جاؤوا، على ذات السفن التي حملتهم، عبر البحر أيضاً !!

و كان رد ميهيو بأنه فضلاً عن أن عبد الرحمن عزام ليس واحداً من الزعماء العرب، فان العبارة التي قالها لا تحمل أي دعوة إلى رمي اليهود في البحر، و ازاء التعنت الصهيوني لجأ الفريقان إلى القضاء البريطاني للبت في القضية، و بالفعل نظر القضاء البريطاني في الملف، و بعد الاستماع لآراء ميهيو و المحرر الصهيوني أصدر القضاء قراره في شباط فبراير من عام 1976، و الذي جاء في صالح ميهيو، حيث ذكر قرار المحكمة صراحة بأن جمال عبد الناصر أو أي أحد من الزعماء العرب لم يدع يوماً إلى رمي اليهود في البحر.

و رغم أن براءة العرب من هذه التهمة قد اثبتت بحكم المحكمة البريطانية، فما زالت أبواق الدعاية الصهيونية تستخدم هذه العبارة بسبب و بغير سبب، عملاً بمبدأ وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز القائل اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك.

شاهد أيضاً :

الاثنين، 22 مايو 2017

الحريم العثماني : صراعات السلطة و الشغف !




لعب الحريم دوراً بارزاً خلال فترة حكم السلطنة العثمانية التي امتد نفوذها لقرون من بلاد البلقان إلى مكة و الحجاز، حتى أن مصطلح "قادينلَر سَلطَناتي" أي "سلطنة الحريم" ظهر آنذاك للإشارة إلى التأثير القوي للحريم على قصر السلطان العثماني وتدخلهن في أمور الدولة و الحكم. 

و لعل الصراع بين نوربانو و صفية خاتون الذي نشب مع وفاة السلطان سليم الثاني وصعود ابنه مراد الثالث إلى سدة الحكم هو خير مثال على صراعات الحريم العثماني و تأثير الجواري و المحظيات على سلاطين بني عثمان. 

فبعد وفاة السلطان سليم الثاني عام 1574 خلفه ابنه مراد الثالث و هو ابن جارية تدعى نوربانو هي ابنة عائلة من نبلاء مدينة البندقية كان  القراصنة العثمانيون قد اختطفوها و باعوها كجارية لحريم السلطان، فأصبحت سريعاً إحدى الجواري المفضلات لدى سليم الثاني و أنجبت له ابنه الذي خلفه على العرش، في حين حملت هي لقب "السلطانة الأم".

و في مشهد أصبح معتاداً في التاريخ العثماني كان أول عمل افتتح به مراد الثالث عهده هو اغتيال إخوته الخمسة، حتى يؤمن عرشه من أي انقلاب داخلي، وكان المحرض الأكبر له في هذا القرار الدموي والدته السلطانة الأم.

هكذا استحوذت نوربانو على النفوذ الهائل الذي لطالما حلمت به، بعد أن حصلت على لقب السلطانة الأم و احتفظت به حتى وفاتها، و قد كانت ثاني امرأة تحصل على هذا اللقب بعد السلطانة حفصة خاتون أم السلطان سليمان القانوني، و قد شبه بعض المؤرخين نوربانو  بكاترين دي مدتشي الملكة الأم في فرنسا، فكلتاهما تنحدران من أصول إيطالية، وكلتاهما حصلت على نفوذ هائل داخل القصر الحاكم في بلدها، وأدارت شؤون الحكم من خلف ستار، خاصة أن السلطانة العثمانية والملكة الفرنسية عاصرتا فترة تولي حكَّام ضعاف الشخصية في ظل أوقات عصيبة.

و لم تتوقع نوربانو و هي في عنفوان سلطتها أن يأتيها التهديد من المكان الذي خرجت هي منه و استمدت سلطتها من خلاله، ألا و هو حريم السلطان، فمراد كان معروفاً بعشقه للنساء، فانغمس في علاقاته مع الجواري و كانت النتيجة ذرية من صلبه جاوزت المائة، لكن جارية واحدة خطفت لبه فعشقها حتى الجنون و هي الجارية الإيطالية الأصل صفية خاتون، التي ربما رأى فيها مراد الثالث صفات أمه ذات الأصل الإيطالي أيضاً، فكان طبيعيا أن يضج  الحريم بصراع السلطانة الأم المتمسكة بكل قطرة في نفوذها المتصاعد، و الجارية الحسناء المدعومة بحب السلطان.

صراع المرأتين بدأ بإعادة تقسيم الحريم بما يتناسب مع نفوذ السلطانة الأم و جارية السلطان المفضلة، و بناء على رغبة الأم وافق مراد الثالث على إعادة ترتيب جناح الحريم في قصر الباب العالي من جديد، و لهذا الغرض تمت الاستعانة بأشهر معماري في التاريخ العثماني سنان باشا، و الذي أعاد تقسيم الحريم بحسب توجيهات السلطانة الأم التي اعتبرت أنها كسبت هذه الجولة، بعد أن ضمنت زيادة مساحة جناح الحريم بصورة غير مسبوقة، خاصة أنها جعلت من غرف الجواري البنية التحتية لجناحها الخاص، فعندما تخرج السلطانة الأم من جناحها تطل مباشرة من شرفة علوية على جميع أرجاء الحريم، و بذلك حققت نوربانو انتصارها بإعلانها الرمزي، أن مكانتها هي الأعلى من مكانة أي امرأة أخرى داخل الحريم، بما في ذلك جارية السلطان المفضلة صفية خاتون.

وجه آخر من وجوه الصراع بين السلطانة الأم وصفية خاتون، تمثل في تخصيص جناح داخل الحريم لولي العهد محمد بن السلطان مراد من صفية خاتون، فالسلطانة الأم أرادت أن تضع حفيدها تحت رعايتها و تشرف على تربيته، حتى إذا ما تعرض ابنها السلطان مراد لأي مكروه، فإنها تضمن لنفسها حب و ولاء السلطان الجديد، و هكذا تم بناء جناح ولي العهد بالقرب من جناح السلطانة الأم و فوق جناح والدته، و هو ما جعل ولي العهد تحت سيطرة نساء الحريم بعيداً عن مجالس رجال الدولة، ما سيكون له أثره البعيد على مستقبل دولة بني عثمان. 

كما لعبت السلطانة نوربانو دورا بارزاً في السياسة الخارجية للدولة العثمانية، فعملت  على تدعيم أواصر الصداقة مع بلدها الأم جمهورية البندقية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين السلطنة العثمانية وجنوا عدوة البندقية، و قد استخدمت نوربانو في علاقاتها الخارجية شخصية نسائية بارزة في هذا العصر وهي سيدة يهودية تدعى إستر كيرا كانت زوجة جواهرجي القصر، و قد اتخذتها السلطانة الأم مساعدة شخصية لها، فتمكنت بذلك من أن تلعب دورا كبيرا في السياسات الداخلية والخارجية للدولة العثمانية، و من خلال تغلغلها في دائرة الحريم ودعم السلطانة الأم المطلق لها، أصبحت إستر كيرا مسؤولة عن جمارك إسطنبول بفرمان رسمي أصدره السلطان نفسه، و يرى بعض المؤرخين أن هذه السيدة الغامضة مارست نشاطاً تخريبياً في السلطنة العثمانية، من خلال تزييف العملة، مما انعكس سلباً على مالية الدولة، كما عملت على بيع المناصب و شكلت شبكة فساد واسعة امتدت أذرعها إلى معظم دوائر الدولة. 

هكذا تربعت السلطانة الأم على رأس هرم السلطة في السلطنة العثمانية حتى وفاتها عام 1583، فرحلت بعد أن وضعت أساس ما بات يعرف رسمياً بعصر "سلطنة الحريم"، الذي هيمنت فيه الجواري على مقدرات الدولة، و ما ان رحلت السلطانة الأم حتى أطلت عدوتها اللدود الجارية صفية خاتون، لتتربع هي الأخرى لعقود على رأس "سلطنة الحريم" فحكمت البلاد و العباد من خلف الكواليس من خلال نفوذها الواسع على زوجها مراد الثالث، و من بعده على ابنها السلطان محمد الثالث الذي حصلت في عهده على لقب السلطانة الأم، و ظلت محتفظة به حتى وفاتها عام 1619.

شاهد أيضاً : 

الأحد، 21 مايو 2017

إليزابيث باثوري : "كونتيسة الدماء" و المرأة الأكثر شراً في التاريخ !




ألقاب عديدة أطلقت عليها من "كونتيسة الدماء" إلى "السيدة دراكولا"، في حين وصفها البعض بأنها المرأة الأكثر وحشية و شراً في التاريخ، إنها الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري، و إليكم قصتها : 

ولدت إليزابيث باثوري عام 1560، في إحدى مقاطعات هنغاريا (المجر)، لأسرة أرستقراطية، فابن عمها كان رئيسًا لوزراء هنغاريا و خالها كان ملك بولندا، و في طفولتها تعرضت لصدمة نفسية لم تخرج منها أبداً و ذلك حين رأت أثناء تمرد المزارعين اغتصاب أختيها الأكبر منها من قبل الخدم، و ذلك قبل أن يتم إنقاذها و قمع التمرد.

في سن الخامسة عشرة تزوجت من الكونت فيرينك نيداسدي و انتقلت للعيش معه في قلعته، و هناك بدأت ميولها السادية بالظهور، حيث ابتكرت طريقة لتأديب الخدم وأطلقت عليها إسم "رقصة النجوم"، فكانت تقيد الخادمة التي تريد تأديبها و تضع  قطعاً ورقية مبللة بالزيت بين أصابع قدميها، ثم تقوم بإشعال النار في طرف القطع الورقية، وحين يصل اللهب إلى الخادمة تبدأ في التخبط بطريقة عشوائية محاولة إبعاد النار عن قدميها و هي تصرخ من شدة الألم، و عاماً بعد عام راحت  إليزابيث باثوري تطور طرق تعذيبها للخدم و تتفنن بها، دون أن تجد من يردعها، حتى أنها في بعض الأحيان كان تلفق التهم للخادمات حتى تستمع بتعذيبهن، ففي إحدى المرات إتهمت خادمة بسرقة نقود، و عقاباً لها قامت بتسخين قطعة نقود معدنية حتى ابيضت من السخونة ثم دقت قطعة النقود الساخنة بيد الفتاة حتى التصقت بها !

و رغم وحشية ما كانت تقوم به إليزابيث باثوري إلا أن جرائمها اقتصرت حتى ذلك الحين على تعذيب الخادمات، لكن الأيام المقبلة سوف تحمل ما هو أكثر بشاعة و أشد إجراماً من كل ما سبق. 


قلعة إليزابيث باثوري التي ارتكبت فيها معظم جرائمها

فبعد وفاة زوجها و استيلاء أحد أقاربه على معظم أملاكه لم تجد إليزابيث باثوري ما تنفس به عن غضبها سوى إيقاع صنوف العذاب بالخادمات، و لم تكتف بهذا، فمع تقدمها بالسن راحت تخشى من تلاشي جمالها، و لأنها سمعت بأسطورة قديمة تقوم بأن الاستحمام بدماء العذراوات الجميلات يجدد الشباب، فقد راحت تتصيد العذراوات من القرى المحيطة و تأتي بهن إلى قلعتها بحجة تشغيلهن كخادمات، ثم تقوم باحتجاز الفتاة في قفص مرتفع، حيث يقوم أحد الحرس بطعن الفتاة برمح مسنون ليتم تجميع الدم النازف في برميل خاص حتى تستخدمه الكونتيسة في الاستحمام، و أحيانا كانت تخلط الدم بالنبيذ و تقوم بشربه، أو تقوم بقضم قطع من لحم الفتيات الحي. 

كان يمكن لإليزابيث باثوري أن تنجو بفعلتها لو أنها ظلت تقتل الخادمات و الفلاحات، إلا أن تعطشها إلى دماء الجميلات جعلها تسعى خلف بعض فتيات الطبقة النبيلة، ما أوقع بها و كتب الفصل الأخير في قصتها المرعبة، فحين حاولت الإيقاع بابنة أحد الكهنة النافذين اشتكت الفتاة الأمر لوالدها، الذي تدخل لدى السلطات التي أرسلت كتيبة مسلحة قامت باقتحام قلعة الكونتيسة فوجدت هناك أكثر من 650 جثة لفتيات عذبن و قتلن بأبشع الطرق، و رغم هذا و بسبب مكانتها الإجتماعية فقد اكتفت السلطات بسجن إليزابيث باثوري في إحدى حجرات قصرها، في حين تم إنزال أقسى العقوبات بالخدم الذين كانوا يقومون بمساعدتها في جرائمها، و بعد 4 سنوات قضتها في سجنها وجدت إليزابيث باثوري مقتولة و غارقة في دمائها دون أن يعرف أحد من قام بقتل كونتيسة الدم. 


لوحة تمثل إليزابيث باثوري تستحم بدماء ضحاياها

شاهد أيضاً :

مريض عقلي حكم فرنسا 217 يوماً !




مريض عقلي يصبح رئيساً للجمهورية !! ، هو أمر قد لا نتخيل وقوعه سوى في الأفلام الهزلية أو القصص الخيالية، أو ربما في بعض بلدان عالمنا العربي المحكوم بالجنون أصلاً ! لكنك سوف تفاجئ حين تعلم أن الأمر قد حدث فعلأً في فرنسا عام 1920 حين حكم مريض عقلي يدعى بول ديشانيل البلاد مدة 217 يوماً، فكيف حدث هذا ؟ إليكم التفاصيل : 

ولد بول ديشانيل عام 1850 في مدينة صغيرة تقع بالقرب من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث كان والده يعيش هناك في منفاه القسري بسبب كونه أحد المعارضين لحكم الإمبراطور نابوليون الثالث، و بعد عودته إلى فرنسا درس ديشانيل المحاماة و أصبح نائباً في البرلمان عن منطقة "أور ولوار" مرتين، الأولى من 1898 إلى 1902، و الثانية من 1912 إلى 1920، و في 9 كانون الثاني يناير 1920 انتخب رئيسأً للجمهورية، و استلم منصبه في 18 شباط فبراير، حتى هنا تبدو سيرة ديشانيل طبيعية، لكن أيامه المقبلة في القصر الرئاسي سوف تحمل له و للمحيطين به الكثير من المفاجآت التي لا تصدق !

فبعد تنصيبه بفترة قصيرة بدأت تظهر على الرئيس تصرفات غير طبيعية، فذات مرة حين كان يلقي خطاباً في مدينة نيس و رأى بأن الجمهور سعيد بخطابه، أعاد الخطاب مرة أخرى ! ، و في مناسبة أخرى قدمت له طفلة صغيرة باقة من الورد فقذفها في وجهها، في حين كانت أكثر تصرفاته غرابة حين استقبل سفير بريطانيا العظمى في مكتبه و هو عار تماماً إلا من الوشاح الرئاسي، أما الحادثة التي قصمت ظهر البعير و لفتت نظر الرأي العام بشكل واسع إلى وضع الرئيس العقلي الغير طبيعي فوقعت حين كان يمشي في نومه فخرج من نافذة القطار الرئاسي و وجده رجال الشرطة يتجول بالقرب من السكة الحديدية حافي القدمين و مرتدياً ملابس النوم !

و بعد سبعة أشهر قضاها الرئيس غريب الأطوار في منصبه أصبح خلالها حديث البلاد و أضحوكتها اضطر للاستقالة يوم 21 أيلول سبتمبر 1920، و رغم حالته العقلية الغير مستقرة انتخب مجدداً لعضوية البرلمان عام 1921، حيث بقي نائباً حتى وافته المنية عام 1922 عن 72 عاماً.


رسوم كاريكاتورية نشرتها الصحافة الفرنسية تسخر فيها من الرئيس المجنون 

خبر استقالة ديشانيل في الصحافة الفرنسية 

شاهد أيضاً :

الاثنين، 15 مايو 2017

محمد علي و أصل تسمية الـ"يوسف أفندي" !




كان طوسون أحب أبناء والي مصر محمد علي باشا إلى قلبه، و قد أرسله إلى الحجاز على رأس الحملة التي كانت مكلفة بإخماد تمرد الوهابيين على الدولة العثمانية، و كان سن طوسون وقتها لا يزيد عن 18 عاماً، و مع هذا تمكن طوسون من إنزال هزيمة منكرة بالوهابين و حلفائهم فاستعاد منهم مكة و المدينة و أرسل مفاتيح الكعبة إلى والده محمد علي باشا، و لكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة بسبب الهجوم المضاد الذي شنه الوهابيون سافر محمد علي باشا بنفسه ليساند ابنه، و حين عاد طوسون إلى مصر في 29 أيلول سبتمبر سنة 1816 ، قرر محمد علي إقامة مأدبة كبيرة واحتفالات عظيمة فرحاً برجوع ابنه الأثير إلى قلبه، ولكنه فوجئ في بداية الإحتفالات بإصابة طوسون بمرض الطاعون الذي فتك به في أقل من 24 ساعة فتوفي و هو بعد في الثانية و العشرين من عمره، ففطر قلب أبيه الذي حزن عليه بشدة.

ولإهتمام محمد علي باشا الكبير بالزراعة، إستحضر إلى مصر من تركيا أشجار العنب والتوت والتين والليمون، و قام بتخصيص 100 فدان بالقرب من حديقة شبرا لزراعة النباتات الأوروبية والآسيوية، و كان محمد علي باشا قد أرسل مجموعة من الشبان المصريين ليتعلموا أصول الزراعة في الخارج، ليعودوا و يعلمونها للفلاحين المصريين، و من بين من تعلموا بالخارج كان هناك طالب يدعى يوسف أفندي و قد أتى ببعض أشجار الفاكهة الجديدة التي اشترى مقداراً كبيراً منها من سفينة بالقرب من مالطا كانت قادمة من الشرق الأقصى، و حين عاد الطلبة إلى مصر استقبلهم محمد علي باشا شخصياً بالإسكندرية،  و كان يوسف أفندي  يحمل طبقاً من الفاكهة الجديدة قدمها إلى محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها فسأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر فأجاب : "نسميها طوسون باشا"، فتأثر محمد علي من هذه البادرة، وقال له:  "حسناً سوف نسميها يوسف أفندي"، وأمر محمد علي أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي حتى يشرف على زراعتها بنفسه، ومنذ ذلك الحين أصبح الإسم الشائع لهذه االثمرة هو "يوسف أفندي".

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 10 مايو 2017

هكذا أصبحت روسيا أرثوذوكسية !




يعود تاريخ تأسيس الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية إلى ألف عام و نيف، و تحديداً إلى عام 988 ميلادية، حين قرر أمير كييف فلاديمير الأول اعتناق المسيحية على المذهب الأرثوذوكسي و دعا جميع رعاياه ليحذوا حذوه، و في القرن الرابع عشر انتقل مقر الكنيسة الروسية إلى موسكو، و اليوم تعتبر روسيا أكبر بلد أرثوذوكسي في العالم. 

و الواقع أن لاعتناق روسيا الأرثوذوكسية قصة طريفة، فقد ارتبط هذا التحول المصيري في تاريخ الأمة الروسية بقرار رجل واحد، هو فلاديمير الأول الذي كان متردداً بين الإسلام و اليهودية و المسيحية الأرثوذوكسية و المسيحية الكاثوليكية، لكن قراره وقع أخيراً على الأرثوذوكسية، و إليكم التفاصيل : 

تعود بداية القصة إلى عام 978 حين أصبح فلاديمير الأول أميراً خلفاً لأبيه، و قد اتبع في البداية الديانة الوثنية التي اعتنقها أسلافه لقرون، و في عام 986 بدأت الشكوك تساور الأمير بشأن معتقداته الدينية فاستدعى مبعوثين عن أتباع مختلف الأديان، فجاء إليه أتباع الإسلام من بلاد التتار و حدثوه عن دينهم فأعجبت معتقداتهم الأمير لكنه لم يكن راضياً عن تحريم الإسلام لأكل لحم الخنزير و شرب الخمر خاصة أن الخمر كان جزءاً أساسياً من التقاليد في روسيا القديمة، ثم جاءه مبعوثون عن بابا روما، فاستمع إلى حديثهم ثم قال لهم : "إن آباءنا و أجدادنا لم يقبلوا قانونكم"، بعد ذلك جاء يهود بلاد الخزر و بعدما سمع الأمير حديثهم قال لهم : "كيف تعظون الآخرين في الوقت الذي نبذكم فيه الرب و جرى تشتيتكم في كافة أرجاء الأرض عقاباً على ما اقترفتموه من ذنوب، لو أحبكم الرب و أحب عقيدتكم لما شردكم في أراضي الغير، هل تريدون أن يكون مصيرنا مثل مصيركم"، أما البيزنطيون فقد بعثوا إلى فلاديمير بأحد فلاسفتهم الذي حدثه عن ميلاد المسيح و حياته و موته و قيامته.


تمثال الأمير فلاديمير في موسكو

بعد ذلك قرر فلاديمير إرسال مبعوثين إلى مختلف البلدان ليشاهدوا كيف تقام الطقوس الدينية في كل واحدة منها، و حين عادوا من جولتهم أبلغوه بأن مراسم العبادة في الكنائس الأرثوذوكسية التي شاهدوها في بيزنطة قد أعجبتهم أكثر من غيرها، كما أعجبهم شكل و تصميم الكنائس، فقالوا له : "حين أتينا إلى بلاد الروم و اقتادونا إلى كنيستهم حيث تجري طقوس العبادة، لم نعرف هل نحن في السماء أم على الأرض، و لا يوجد على الأرض ما هو أكثر جمالاً منها".

و بناء على نصيحة مندوبيه قرر فلاديمير اعتناق المسيحية على المذهب الأرثوذوكسي، و تعمد سكان كييف في معمودية جماعية بنهر الدنيبر على يد كهنة جيء بهم من بيزنطة، و مذ ذاك الحين أصبحت المسيحية الأرثوذوكسية هي الدين الرسمي للأمة الروسية.


لوحة تمثل تعميد سكان كييف بعد اعتناقهم  المسيحية عام 988

شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 9 مايو 2017

شريهان : النجمة التي أسعدتنا و لم تعرف السعادة يوماً



شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، أبصرت النور في القاهرة يوم 6 كانون الأول ديسمبر 1964،  والدها المحامي و رجل الأعمال أحمد الشلقاني كان قد تزوج من والدتها عواطف هاشم زواجاً عرفياً و هو الزواج الثاني لوالدة شريهان بعد زواجها الأول من المصور السينمائي احمد خورشيد و الذي رزقت منه بابنها الأول عمر، في حين رزقت من زواجها الثاني بابنتين هما شريهان و شقيقتها الكبرى جيهان.

لم تعرف شريهان يوماً والدها الذي توفي بعد ولادتها بفترة قصيرة، و في طفولتها كانت شريهان مدلّلة أمها وشقيقها، و رغم ذلك عاشت طفولة صعبة، لأنها كانت في بيت بلا أب، الأمر الذي انعكس على كل حياتها.


مع والدتها عواطف هاشم

لم تكن شريهان يوماً غريبةً عن الوسط الفني فهي الأخت غير الشقيقة لملك الجيتار عمر خورشيد،  حين رأتها  أم كلثوم ترقص في زفاف عمر قالت: "إن هذه الصغيرة لها مستقبل كبير"، وحين زارت العندليب الأسمر برفقة أخيها وغنّت أمامه وقلّدت بعض الفنانين، أهداها عبد الحليم خرزة زرقاء لتحميها من الحسد و اعترف بأنها ستكون ذات يوم نجمة لامعة في سماء الفن.

بدأت شريهان حياتها الفنية مبكراً فسجلت ظهورها الأول و هي في السادسة من عمرها في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970 مع فؤاد المهندس و شويكار، ثم مسلسل "المعجزة" عام 1973 مع عمر الحريري و ليلى طاهر، لتتالى بعدها الأعمال الفنية في مسيرة تصاعدية أوصلتها منتصف الثمانينات إلى موقع متقدم بين نجوم الصف الأول في مصر و العالم العربي و بخاصة بعد دورها في مسرحية "سك على بناتك" و دورها في فيلم "العذراء و الشعر الأبيض".

في عام 1981 فجعت شريهان بفقدان أخيها عمر خورشيد في حادث سير ما تزال ملابساته غامضة حتى اليوم، ما عرضها لصدمة لم تستطع يوماً الخروج منها، و جعلت كل حياتها مليئة بالحزن، و في جنازة عمر و من بين كل الحاضرين بدا أن شريهان و كذلك زوجة عمر الفنانة مها أبو عوف كانتا أكثر الموجودين حزناً حيث ظهرتا في حالة انهيار تام.


مع أخيها من والدتها الفنان عمر خورشيد

في الثمانينات دخلت شريهان في مشاكل قانونية مع أسرة أبيها من أجل الميراث وإثبات النسب، وبقيت القضية عالقة في ساحات المحاكم فترة طويلة ما أنهكها و استهلك الكثير من وقتها و أعصابها خاصة أن الصحافة لم ترحمها و تناولت القضية بطريقة أساءت لشريهان و أسرتها. 

شكل عام 1986 نقلة نوعية في مسيرة شريهان الفنية، حيث بدأت فيه تجربة الفوازير و التي استطاعت أن تتحول من خلالها إلى نجمة استعراضية أولى لا يمكن لأحد أن ينافسها، فقد أثبتت من خلالها شمولية فنها فكانت تمثل و ترقص و تغنّي و  تقدم التراجيديا والكوميديا في آن معاً.

يوم 24 أيار مايو 1989 تعرضت شريهان لحادث مؤلم بمدينة الإسكندرية  ما تزال كثير من تفاصيله مجهولة حتى اليوم، تقول شريهان : "هاحتفظ بأصل القصة لحد ما ييجي يوم و أقدر أحكيه، الحادثة صعبة جدًا، هي فعلا سيارة اتقلبت بيا كذا مرة، ضهري اتكسر و كمان العمود الفقري و الحوض اتكسر، العضم دخل في النخاع الشوكي"، بعد هذا الحادث سافرت شريهان إلى باريس حيث خضعت لأكثر من 30 عمل جراحي و بفضل عزيمتها استطاعت أن تتعافى بسرعة أذهلت حتى الأطباء المعالجين.

الواقعة تم تقييدها على أنها مجرد حادث سير عادي، لكن كثيراً من الإشاعات أثيرت آنذاك حول تورط أجهزة أمنية في تدبير الحادث، بعدما تحدثت بعض الصحف عن قصة حب كانت تجمع شريهان بعلاء مبارك، الذي صمم على الزواج منها، فاعترضت أسرة الرئيس على زواج ابنها من فنانة، و قامت بتدبير الحادث للتخلص من شريهان، خاصة  أن تعلق علاء بها وصل لدرجة خطيرة، حيث قيل أنه حمل المسدس و هدد أسرته بالانتحار إذا لم يوافقوا على زواجه من شريهان.

صدمة جديدة كانت بانتظار شريهان بعد سنوات قليلة من عودتها العجائبية من الحادث المشؤوم، الصدمة كانت إصابتها بمرض السرطان الذي اضطرها للابتعاد عن العمل الفني مجدداً حيث اضطرت للبقاء في أوروبا سنوات طويلة تتعالج حتى تحسّنت صحتها أخيراً وعادت إلى مصر، حيث لا تزال تخضع لعلاج دائم.

هكذا لم تعش شريهان سعيدة، هذه الحسناء التي زرعت السعادة في قلوب الملايين الذين تابعوها خلال مشوارها الفني المضيء، عاشت حياة مليئة بالقلق و الألق، طفولة امتزج فيها الحزن بالسعادة، ودرب فنّي مليء بالورود و الأشواك، وحياة شخصية مليئة بالإنكسارات و ببعض من السعادة و الفرح.



شاهد أيضاً :

الخميس، 4 مايو 2017

برامج لا بد أن تتذكرها إذا كنت من مشاهدي التلفزيون السوري في التسعينات


في مطلع التسعينات من القرن الماضي كان التلفزيون السوري بقناتيه الأولى و الثانية هو التلفزيون الوحيد تقريباً الذي يصل بثه إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، في ظل غياب المنافسة من أي محطات خاصة أو قنوات أجنبية، باستثناء قنوات البلدان المجاورة و خاصة لبنان التي كان بثها يصل أحياناً إلى بعض المدن القريبة من الحدود، لذلك شكلت برامج التلفزيون العربي السوري في تلك الفترة جزءاً هاماً من ذاكرة السوريين الذين كانوا يتابعونها بشغف باعتبارها المادة الترفيهية الوحيدة المتوفرة بين أيديهم، "أنتيكا" تذكركم ببعض أهم برامج التلفزيون السوري في تلك الفترة و التي يتذكر السوريون بعضها بحنين و بعضها الآخر بنوع من الفكاهة و التندر : 

1. البرامج الرياضية 

كان للبرامج الرياضية حصة أساسية في التلفزيون السوري أولاُ لشغف السوريين الكبير بالرياضة و خاصة كرة القدم، و ثانياً بفضل الإعلامي الراحل عدنان بوظو الذي كان في تلك الفترة يشغل منصب مدير دائرة البرامج الرياضية في التلفزيون، أبرز البرامج الرياضية في تلك الفترة كان برنامج "محطات رياضية" الذي كان يبث كل ثلاثاء قبل نشرة أخبار الثامنة و النصف و كان يقدمه الإعلامي عدنان بوظو حيث كان البرنامج يقدم جردة حساب لأهم الأحداث الرياضية المحلية و العالمية خلال الأسبوع الفائت، و غالباً ما كان البرنامج يبدأ بتقديم فقرات استعراضية من الباليه المائي أو الرقص على الجليد أو من حفل افتتاح دورة المتوسط التي استضافتها سوريا عام 1987، و غالباً ما كان الوقت المخصص للبرنامج ينتهي قبل انتهاء الفقرات و الأخبار التي يفترض عرضها ! .

أما برنامج "الأحد الرياضي" فكان يقدمه الإعلامي ياسر علي ديب الذي انتقل لاحقاً إلى فضائية أوربت، و كان البرنامج مخصصاً في البداية للمباريات الأرشيفية القديمة، ثم أصبح لاحقاً مخصصاً لأخبار الدوريات الأوروبية و بخاصة الدوري الإنكليزي و الدوري الألماني. 

أما برنامج "عالم الرياضة" فكان يبث يوم الجمعة و كان يقدمه الإعلامي وجيه شويكي، و كان مخصصاً للأخبار الرياضية المنوعة و بشكل خاص للرياضات الأخرى غير كرة القدم و التي لا تحظى باهتمام كبير في بقية البرامج.

لاحقاً بدأت القناة الثانية في التلفزيون السوري تبث برنامج "ما يطلبه الرياضيون" و الذي كان مخصصاً لبث مباريات و لقطات رياضية من الأرشيف، و قد تتالى على البرنامج عدد من المقدمين من بينهم الإعلامي مصطفى الآغا الذي انتقل لاحقاً إلى قناة إم بي سي. 

و يجب أن لا ننسى أيضاً برنامج "الرياضة حياة" الذي ظهر لفترة محدودة من تقديم الإعلامي عدنان بوظو و كان مخصصاً بالكامل لمباريات الدوري السوري. 

و إذاعياً لا يمكن أن ينسى السوريون برنامج "ملاعبنا الخضراء" الذي كان خطوة رائدة في زمنه حيث كان يتابع على الهواء مباشرة مباريات الدوري السوري في مختلف المحافظات و كان يبث على أثير إذاعة دمشق بعد ظهر كل يوم جمعة. 




2. برامج النقابات و رسائل المحافظات 

جزء كبير من الدورة البرامجية للتلفزيون السوري كان مخصصاً لبرامج النقابات و التي كانت غالباً ما تثير ملل السوريين بسبب لغتها الرتيبة و موادها التي غالباً لا تهم إلا الشريحة التي يتناولها البرنامج، من هذه البرامج كان "بناة الأجيال" المخصص للمعلمين، "مع العمال" المخصص للعمال، "أرضنا الخضراء" المخصص للفلاحين، "الأيدي الماهرة" المخصص للحرفيين، "حماة الديار" المخصص للعسكريين، و برنامج "مع الشبيبة" المخصص لمنظمة شبيبة الثورة، و كانت هذه البرامج تبث غالباً في بداية فترة المساء بعد انتهاء برامج الأطفال. 

من جهة أخرى كان هناك رسائل المحافظات و التي كانت تحظى بمشاهدة لا بأس بها حيث كان تعرض مقابلات و أخبار من المحافظات السورية المختلفة.




3. ما يطلبه الجمهور 

يعبر برنامج "ما يطلبه الجمهور" أحد أطول البرامج استمراراً على شاشة التلفزيون السوري، البرنامج الذي كان يبث في أمسية كل خميس قبل نشرة أخبار الثامنة و النصف كان يحظى بمشاهدة عالية، حيث كان تقريباً البرنامج الوحيد المخصص لبث الأغاني العربية، رغم أن معظم وقت البرنامج كان يذهب لقراءة الإهداءات التي تسبق كل أغنية، و بفضل هذا البرنامج تحولت مقدمته ماريا ديب أو "أم عمار" إلى علامة مسجلة في ذاكرة ذلك الجيل من السوريين و السوريات. 




4. سهرة الخميس : "مجلة التلفزيون" و الفيلم العربي 

بدأ بث برنامج "مجلة التلفزيون" في السنوات الأولى من عمر التلفزيون العربي السوري، و قد تتالى عليه عدد كبير من المقدمين و المقدمات، و البرنامج الذي كان يبث كل خميس بعد نشرة أخبار الثامنة و النصف كان مخصصاً كما هو واضح من إسمه للحديث عن أخبار نجوم التلفزيون و لرصد الأعمال التلفزيونية الجديدة التي يتم الإعداد لها، أو لاستطلاع آراء المشاهدين بالبرامج التي بثها التلفزيون السوري خلال الأسبوع المنصرم، البرنامج المنوع كان يسبق بث الفيلم العربي الذي كان ما أن يبدأ حتى تقاطعه نشرة اخبار الساعة الحادية عشرة و التي قد تطول في بعض الأحيان حتى يكون المشاهد قد نسي حبكة الفيلم الذي بدأ بمشاهدته. 


5. "طريق النجوم" : النسخة السورية من برامج الهواة 

لموسمين متتالين بث التلفزيون السوري برنامج "طريق النجوم" و الذي كان يقدمه الإعلامي ياسر علي ديب و الإعلامية عزة الشرع، و يمكن القول بأنه كان نسخة سورية مبكرة من برامج الهواة التي نشاهدها اليوم، البرنامج الذي كان الهواة يقدمون فيه مواهب مختلفة من غناء و تقديم تلفزيوني و تقليد و غيرها خرج عدداً غير قليل من المواهب التي لم تحظى بما تستحقه من شهرة و نجاح بسبب ضعف المتابعة و الإهتمام بها بعد انتهاء البرنامج.




6. "منكم و إليكم و السلام عليكم" : المنوعات و الكاميرا الخفية 

من البرامج الترفيهية التي قدمها التلفزيون السوري في هذه الفترة  و التي حظيت بنجاح كبير داخل سوريا و خارجها برنامج "منكم و إليكم و السلام عليكم" و الذي قدم لأول مرة ثنائي الكاميرا الخفية زياد سحتوت و جمال شقدوحة الذين وقع ضحية لمقالبهما عدد غير قليل من النجوم السوريين و العرب نذكر منهم : عماد رشاد، سعاد نصر، تيسير فهمي، سيد زيان، سليم كلاس، سوزان نجم الدين، و كثيرون غيرهم. 

البرنامج تم تقديمه في موسمين الأول من تقديم الإعلامي عبد المعين عبد المجيد، و الثاني قدمه الفنان عباس النوري، و قد احتوى إلى جانب الكاميرا الخفية فقرات عديدة أخرى كالمسابقات و المقابلات الحية مع الفنانين. 




7. طرائف من العالم : 

لسنوات طويلة قدم الإعلامي الدكتور توفيق البجيرمي برنامج "طرائف من العالم" و الذي كان يستعرض فيه أطرف الأخبار المنوعة من كل أنحاء العالم، و كان ينهي كل خبر منها بعبارة "فتأمل يا رعاك الله"، البرنامج حقق شهرة كبيرة بين السوريين  بسبب طرافة و غرابة الأخبار من جهة، و بسبب أسلوب البجيرمي المميز من جهة أخرى و الذي كان يتميز بدرجة عالية من البلاغة و السخرية في آن معاً. 


8. "آفاق علمية" و "ظواهر مدهشة" : خيال علمي بنكهة سورية

برنامج "آفاق علمية" الذي كان يقدمه الإعلامي الدكتور طالب عمران كان مخصصاً للظواهر الخارقة للطبيعة كالمخلوقات الفضائية و السفر عبر الزمن و عالم الأرواح و غيرها و التي كان يتم تناولها بأسلوب علمي رزين، و كان البرامج يحتوي بعض المقاطع التمثيلية التي كانت تثير خوف و فضول الكثير من المشاهدين. 

الدكتور طالب عمران كان يعد أيضاً برنامج "ظواهر مدهشة" الذي كان يقدم على أثير إذاعة دمشق و الذي كان يدور في نفس الفلك تقريباً. 




9. "الشرطة في خدمة الشعب" و "حكم العدالة" : دراما الجريمة و العقاب 

يوم الثلاثاء من كل أسبوع كان موعد الجمهور السوري مع برنامجي "حكم العدالة" على أثير إذاعة دمشق، و "الشرطة في خدمة الشعب" على شاشة التلفزيون السوري، كلا البرنامجين كانا يقدمان قصص جرائم و سرقات من الواقع، الأول بشكل تمثيلي درامي و الثاني بشكل مقابلات مع المجرمين و الضحايا و ضباط الشرطة، البرنامجان في النهاية كانا يقدمان في إطار وعظي يعيد تقديم نفس الكليشيهات المعروفة من أن الجريمة لا تفيد و أنه ما من جريمة كاملة و أن يد العدالة لا بد أن تصل إلى المجرم مهما كانت درجة ذكائه. 

10. التلفزيون و الناس : 

برنامج "التلفزيون و الناس" كان واحداً من البرامج الأكثر شعبية و متابعة على شاشة التلفزيون السوري، البرنامج الذي كان يقدمه الإعلامي عبد المعين عبد المجيد كان وفياً لإسمه حيث تضمن مقابلات و تقارير مصورة تنوعت مواضيعها و إن ظل رجل الشارع البسيط هو عنوانها الرئيسي.




11. غداً نلتقي 

برنامج "غدأً نلتقي" كان ختام برامج التلفزيون السوري في كل أمسية و كان يحتوي على بعض الأغاني و المقاطع الضاحكة و الشعر بالإضافة إلى استعراض لبرامج اليوم التالي.



شاهد أيضاً :

الاثنين، 24 أبريل 2017

كازانوفا زير النساء الذي أصبح أسطورة



في الحياة أسماء تصبح بفضل سمعة أصحابها مرادفة لصفات و معان تدخل معها في قاموس الأدب و الفن و الثقافة الشعبية، هكذا هو حال كازانوفا أشهر زير نساء في التاريخ الذي أصبح إسمه مرادفاً للفحولة و تعدد العلاقات الغرامية و المهارة الاستثنائية في إغواء النساء. 

ولد جاكومو كازانوفا عام 1725 في فينيسيا الإيطالية لوالدين كانا يعملان كممثلين، في ذلك الوقت كانت فينيسيا مدينة المتع المحرمة في أوروبا المحافظة حيث كانت مليئة بالحانات و دور القمار و بيوت الدعارة التي يقصدها السياح من كل أرجاء القارة، في ظل هذه البيئة نشأ كازانوفا في كنف جدته بعد أن توفي والده و هو بعد صبي في الثامنة في حين كانت والدته دائمة الغياب في جولات مسرحية في أرجاء أوروبا. 

في سن الحادية عشرة عرف كازانوفا أول تجربة غرامية في حياته، حين التقى في منزل معلمه بالجميلة بتينا شقيقة المعلم الصغرى التي أغرمت به و نشأت بينهما علاقة ظلت مستمرة حتى بعد زواجها، يقول كازانوفا في مذكراته عن بتينا : "لقد كانت هي من أشعل في صدري شرارات العاطفة الأولى التي تحولت فيما بعد إلى شغف جارف".

إلى جانب وسامته و جاذبيته كان كازانوفا شعلة متقدة من الذكاء فقد برع في الفلسفة و اللغات و تخرج و هو في السابعة عشرة من عمره من مدرسة القانون و اصبح بذلك محامياً كنسياً، و في الوقت عينه بدأ يظهر إدمانه على القمار الذي سوف يظل ملازماً له طيلة حياته، في حين بدأت أولى الفضائح الجنسية تطارد كازانوفا و التي كان من أبرزها علاقته بالشقيقتين ماريا و نانيتا ابنتي الرابعة عشرة و السادسة عشرة.

فضائح كازانوفا و ادمانه على القمار الذي جعل منه دائماً شخصاً مثقلاً بالديون أديا سريعاً لطرده من وظيفته الكنسية و سجنه، و بعد خروجه من السجن انضم كازانوفا لفترة قصيرة إلى الجيش لكن الحياة العسكرية التي تنطوي على الرتابة و الانضباط لم تناسبه فتركها سريعاً.

لقطة من فيلم "كازانوفا" انتاج 1927

بعد فترة من اليأس و الإحباط تنقل خلالها بين مهن عديدة تفتحت أبواب الأمل لكازانوفا مجدداً حين تعرف صدفة إلى أحد النبلاء الذي اتخذ منه مستشاراً قانونياً له، فعاد كازانوفا في ظل راعيه الجديد إلى حياة اللهو و الاستهتار، حتى اتهم ذات يوم باغتصاب فتاة شابة فاضطر إلى الفرار من فينيسا خشية الاعتقال.

بفراره من فينيسا بدأت رحلة كازانوفا المغامر و الأفاق و العاشق الأسطوري الذي راح يجوب أرجاء أوروبا باحثاً عما يروي ظمأه للمتعة و المغامرة و النساء، رحلة كازانوفا حملته إلى باريس و برلين و فيينا و موسكو و غيرها من المدن و العواصم الأوروبية، أحداث هذه الرحلة يختلط فيها الواقع بالخيال ففيها يتنقل كازانوفا من القصور الملكية و قاعاتها الفخمة إلى الحانات الرخيصة و زنازين السجون، و من مخادع نساء الطبقة المخملية ذوات الألقاب الملكية النبيلة إلى بائعات الهوى اللاتي يعملن في أفقر شوارع و أزقة المدينة. 




 كازانوفا في لوحة للرسام أليساندرو لونغي 

ببساطة لقد كانت حياة كازانوفا سلسلة لا تنتهي من التنقل و العبث لا هدف منها سوى البحث عن أكبر قدر من اللذة و المغامرة، و في سبيل ذلك لم يكن شيء ليثني كازانوفا فقد دخل السجن عدة مرات و أصيب بأمراض منقولة جنسياً تركت على جسده و صحته آثاراً ظلت ملازمة له طيلة حياته في حين دخل في عدد لا يحصى من المبارزات و المشاجرات مع أزواج النساء المتزوجات اللاتي كان يعاشرهن، كل هذا لم يزده إلا سعياً خلف الملذات بكل أشكالها، فقد كان يقول دائماً : "إن الحصول على كل ما يمنحني المتعة الحسية هو عملي الرئيسي في الحياة أما كل شيء عدا ذلك فهو غير مهم، لقد ولدت لأجل النساء و كل ما كنت أقوم به في حياتي كان هدفه الحصول على إعجابهن".

إلى جانب مغامراته العديدة كان كازانوفا أديباً صاحب فلسفة في الحياة و الإنسان، و قد وضع عدداً غير قليل من المؤلفات يظل أشهرها كتاب مذكراته الذي ضمنه مغامراته الغرامية العديدة و قد ألفه في سنواته الأخيرة التي قضاها في قلعة في المانيا قبيل رحيله عام 1798 عن 73 عاماً.

لوحة تمثل فضيحة كازانوفا مع الأختين ماريا و نانيتا

شاهد أيضاً :

الأحد، 23 أبريل 2017

الماركيز دو ساد فيلسوف السادية : عقل متحرر أم وحش مجنون ؟


لقطة من فيلم "120 يوم في سدوم" المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم للمركيز دو ساد

جميعنا سمع بشكل أو بآخر بمصطلح السادية و الذي يستعمل عادة لوصف اللذة الجنسية التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر، لكن قليلين فقط من سمعوا عن الشخص الذي تشتق السادية اسمها منه : الماركيز دو ساد الأديب الفرنسي صاحب الروايات الفلسفية المتحررة من كافة القوانين الأخلاقية، و التي تستكشف مواضيع وتخيلات دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية و الاغتصاب، فما سر هذا الرجل و ما الأفكار التي أتى بها حتى يصبح إسمه و إلى الأبد مرادفاًُ للعنف والألم و الدموية ؟ 

ولد دوناسيا ألفونس فرانسوا دو ساد عام 1740 في باريس لأسرة من نبلاء فرنسا العسكريين و كان الابن الوحيد لوالديه، و خلال طفولته شاهد دو ساد والده يهجر أمه التي فضلت أن تقضي بقية حياتها في أحد الأديرة، و بذلك تمت تربية دو ساد من قبل الخدم فكان و هو بعد طفل صغير السيد المطلق الذي لا يرد له طلب ما أثر كثيراً في بناء شخصيته في السنوات اللاحقة.

في سنوات شبابه الأولى التحق دو ساد بمدرسة عسكرية تخرج منها ملازمًا في كتيبة المُشاة الملكية، ثُم اشترك في حرب السنوات السبع التي فتحت له باب الترقيات داخل الهرم العسكري، و بعد انتهاء الحرب تزوج دو ساد بابنه أحد القضاة المشهورين و التي أنجبت له ولدين و بنت. 

الماركيز دو ساد 

بعد زواجه بفترة قصيرة تعرض دو ساد للاعتقال بعد أن اتهم بتعذيب إحدى الفتيات حين كان يمارس معها الرذيلة في شقة خاصة، سجن دو ساد لبضعة أشهر ثم أطلق سراحه فكانت تجربة السجن هذه البداية في رحلة طويلة له داخل السجون و المعتقلات. 

الفضائح التي ارتبط اسم دو ساد بها أكثر من أن تحصى، فبدءاً من ممارسة الجنس مع موظفي قصره من كلا الجنسين، إلى شراء البغايا و ضربهم و تعذيبهم و اغتصابهم، إلى إقامته علاقة محرمة مع شقيقة زوجته الصغرى، إلى التجديف على الله و قد كانت تهمة خطيرة في تلك الأيام يمكن أن تؤدي لإعدام صاحبها. 

ففي عام 1768 مثلاً  قابل دو ساد أرملة متسولة تدعى روز كيلر و أخبرها بأنه سوف يعطيها المال مقابل أن تعمل لديه، في البداية اعتقدت بأنها سوف تعمل لديه كخادمة، لكنها و حين حضرت إلى قصره قام بتمزيق ملابسها و قيدها إلى الأرضية من أطرافها الأربعة و قام بتعذيبها و سكب الشمع الذائب في المواضع الحساسة من جسدها و ظل يكرر الأمر عدة أيام، و حين علمت والدة زوجة دو ساد بالأمر قام باستصدار أمر ملكي باعتقاله. 

فضيحة روز كيلر لم تكن إلا واحدة في سلسلة فضائح دو ساد الأخلاقية و التي أدخلته السجون مرات عديدة فقد عاش دو ساد 74 عاماً قضى منها 32 عاماً في السجون بتهم أخلاقية و جنائية، من بينها 10 سنوات في قلعة الباستيل الرهيبة، كل هذا لم يثن دو ساد عن الاستمرار في "التحرر" الذي كان مرادفاً عنده لأبشع و "أنجس" التصرفات البشرية.

بالمقابل يعتقد بعض المؤرخين بأن دو ساد لم يقم بكل الأفعال المشينة التي نسبت إليه و يستشهدون على ذلك بمقولته : "قمّة سعادة الإنسان تكمن في المُخيّلة"،  فالمؤكد أن دو ساد تخيّل أمورًا شنيعة في أعماله الأدبية لكن ليس بالضرورة أن يكون قد مارسها بنفسه، يقول دو ساد : "نعم لقد ارتكبت مجونًا، وتخيّلت في كتاباتي كل ما يُمكن تخيّله. لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته، ولن أفعل أبدًا. أنا ماجن، لكنني لستُ مُجرمًا".

 في المقابل يبدو مؤكداً أن دو ساد قد انغمس في ممارسات جنسية يزعم ميشيل فوكو أنّ التاريخ لم يعرفها كحركة ثقافية واسعة الانتشار إلا في أواخر القرن الثامن عشر، مثل حفلات الجنس الجماعي التي تتخللها كافة أنواع الممارسات ما بين مثلية بينه وبين خادمه المقرب وغيرية بينهما وبين العاهرات، مُستخدمًا فيها الجلد بالسياط واللسع بالشموع، فضلًا عن تعاطي أنواع المُخدرات المُختلفة.

وعمومًا، فإنّ الماركيز دو ساد وهب نفسه كما كان يقول لتحرير العقل الإنساني من كل القيود الدينية والأخلاقية المُرتبطة بتصورات المُجتمعات المُسبقة مع الوصول به إلى الخيال المحض و ربط الخيال بالطبيعة التي يرى أنّها قطعًا تتعارض مع الفضيلة، لذلك ألّف كتابه "بؤس الفضيلة" عام 1785 و الذي يقول فيه : "تكمن السعادة في كل ما يُثير ويُهيّج، وليس هُناك شيء يُثير مثل الجريمة، أما الفضيلة التي هي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تُفضي إلى السعادة".

أهم مؤلفات دو ساد كتبها و هو في السجن، فخلال سنواته العشرة في الباستيل مثلاً كتب روايته الشهيرة "120 يوم في سدوم"على مخطوط  طوله 12 متراً وعرضه بضعة سنتيمترات  وكان قد خبّأها في شق بأحد جدران زنزانته، قبل أن يتم اكتشافها لاحقًا بعد سنين طويلة، ثُم تتعرض للسرقة و تباع لأحد هواة جمع المخطوطات بمبلغ ضخم، هذه الرواية التي اشتقت إسمها من بلدة سدوم التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس حيث كان يقطنها قوم لوط، نشرت لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين بعد وفاة صاحبها بعقود طويلة،  قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائي شهير عام 1975 بعد أن تمت عصرنة القصة حيث تدور أحداث الفيلم في زمن إيطاليا الفاشية.

تريلر فيلم "120 يوم في سدوم" (ملاحظة : يحتوي هذا المقطع على لقطات لا يجوز مشاهدتها لغير البالغين)

شاهد أيضاً :

الخميس، 20 أبريل 2017

جذور الصراع في شبه الجزيرة الكورية


اليوم تعود طبول الحرب لتقرع من جديد في شبه الجزيرة الكورية و التي تعتبر منذ عقود طويلة واحدة من بؤر التوتر الحساسة في العالم و المهددة دوماً بالانفجار في أي لحظة، فما هي جذور الصراع في شبه الجزيرة الكورية ؟ و ما سر العداء التاريخي بين جمهورية كوريا الديمقراطية و بلاد العم سام ؟ 

- احتلت الامبراطورية اليابانية شبه الجزيرة الكورية عام 1910 و قد عومل الكوريون خلال فترة الاحتلال الياباني معاملة وحشية حيث سخر منهم الملايين كعمال لصالح المجهود الحربي الياباني في حين استخدمت مئات آلاف النساء الكوريات لمعاشرة الجنود اليابانيين حيث كان يطلق عليهن اسم "نساء المتعة"، كما تم تدمير كثير من معالم الحضارة و الثقافة الكورية و تم توطين مئات آلاف اليابانيين في شبه الجزيرة.

-  بعيد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وضعت شبه الجزيرة الكورية نتيجة تسويات ما بعد الحرب تحت إدارتين، أمريكية في الجنوب و سوفييتية في الشمال، و رغم وجود مساعي لتوحيد شبه الجزيرة إلا أن سياسات الحرب الباردة و تزايد العداء ين القطبين العالميين أدى لقيام دولتين منفصلتين، حيث انسحبت القوات الأمريكية و السوفييتية من شبه الجزيرة عام 1948 و أعلن عن تشكيل جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) الموالية للغرب  و عاصمتها سيؤول في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة، في حين تم إعلان قيام جمهورية كوريا الديمقراطية (كوريا الشمالية) الموالية للمعسكر الإشتراكي و عاصمتها بيونغ يانغ في الشطر الشمالي من شبه الجزيرة.


مؤسس جمهورية كوريا الديمقراطية كيم إل سونغ مع زعيم الصين الشيوعية ماوتسي تونغ

- في يوم 25 حزيران يونيو 1950 أقدم زعيم كوريا الشمالية كيم إل سونغ على الدفع بقواته لاجتياج الجنوب بهدف إعادة توحيد شبه الجزيرة، و رغم تحفظ السوفييت إلا أن الزعيم الكوري الشمالي كان يعتمد على دعم الصين الشعبية بزعامة ماوتسي تونغ له، تقدمت القوات الشمالية بسرعة و وصلت إلى العاصمة سيؤول يوم 28 حزيران يوليو، و بالتزامن مع تقدم القوات الشمالية قامت حكومة كوريا الجنوبية بارتكاب مجزرة جماعية بحق الشيوعيين و كل من يشتبه بتعاطفه مع الشمال، و يقدر تعداد من قتلوا خلال عملية الإبادة هذه بنحو 100 ألف شخص. 


تصفية الشيوعيين و المتعاطفين مع كوريا الشمالية من قبل جيش كوريا الجنوبية 


- رغم سقوط العاصمة سيؤول إلا أن حكومة الجنوب واصلت القتال في حين تدخلت القوات الأمريكية إلى جانب الجنوب تحت راية الأمم المتحدة، حيث تم تشكيل قوات دولية عمادها الأساسي من الأمريكيين و دول حلف شمال الأطلسي، و في يوم 5 تموز يونيو 1950 وقعت معركة أوسان و التي تعتبر أول اشتباك مباشر بين الأمريكيين و الكوريين الشماليين حيث قتل و أسر فيها عشرات الجنود الأمريكيين. 

- استمرت الحرب الكورية ثلاث سنوات و قتل فيها نحو 2.5 مليون مدني من الكوريتين، في حين فقدت القوات الأمريكية نحو 37 ألف عسكري قتلوا خلال المعارك مع القوات الشمالية، و إلى جانب الأمريكيين و الكوريين اشتركت في الحرب قوات من بريطانيا و أستراليا و كندا و تركيا و أثيوبيا وعدة بلدان أخرى حاربت إلى جانب الجنوب تحت راية الأمم المتحدة، في حين شاركت إلى جانب الشمال قوات من الصين الشعبية. 


استخدام الكوريين كدروع بشرية من قبل القوات الأمريكية خلال الحرب الكورية 

آثار القصف الجوي الأمريكي على قرية في كوريا الشمالية


- انتهت الحرب الكورية بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار يوم 27 حزيران يونيو 1953، الاتفاق نص على وقف جميع الأعمال القتالية بين طرفي النزاع، كما نص على أنه ما من اتفاق سلام نهائي قد تم التوصل له، و بموجب هذا الاتفاق عادت قوات البلدين إلى مواقعها السابقة على بداية الحرب على طرفي خط العرض 38 الذي يفصل بين شطري شبه الجزيرة الكورية. 

- بعد انتهاء الحرب خرجت كوريا الجنوبية مدمرة و منهكة، لكن الولاياة المتحدة و الدولة الغربية دعمت إعادة إعمار كوريا الجنوبية التي استطاعت بعد عقود قليلة أن تصبح واحدة من القوى الاقتصادية و الصناعية الرائدة في آسيا و العالم.

- من ناحيتها تعافت كوريا الشمالية سريعاً من آثار الحرب و شهدت ازدهاراً اقتصادياً و صناعياً لافتاً في سنوات الستينات، لكن عقد السبعينات شهد تطبيع العلاقات بين الصين حليفة كوريا الشمالية الأساسية و الغرب، نتيجة لذلك ساءت العلاقات بين كوريا الشمالية و الصين و أعلن الكوريون اعتمادهم سياسة الإكتفاء الذاتي في حين زادت عزلة البلد عن محيطه.


النصب التذكاري للحرب الكورية في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ

- في التسعينات توفي مؤسس كوريا الشمالية  كيم إل سونغ و خلفه ابنه كيم جونغ إل، في الوقت عينه بدأت الأمور تحتدم بين كوريا و الغرب بسبب مشروع كوريا الشمالية النووي، في حين تعرضت البلاد لفيضانات شديدة أدت لأضرار كبيرة بالمحاصيل الزراعية ما تسبب بمجاعة كبرى في البلاد استغلها الغرب في حربه الدعائية ضد كوريا الشمالية لتصويرها كبلد بائس يجوع شعبه في حين ينفق زعماؤه موارد البلاد على صنع الصواريخ و القنابل النووية.

- في عام 2011 توفي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إل و خلفه إبنه و حفيد مؤسس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي واصل سياسة تحدي الغرب، حيث تواصل مشروع كوريا الشمالية النووي و الصاروخي رغم اعتراضات الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

- لا تمتلك كوريا الشمالية حالياً سلاحاً متطوراً حيث تعود معظم الأسلحة التي يمتلكها جيشها إلى حقبة الحرب الباردة، لكن القوة الضاربة لكوريا الشمالية و التي تخشى منها أميركا و حلفاؤها تتمثل في الصواريخ الاستراتيجية التي طورها الكوريون عبر سنوات حيث باتت تشكل تهديداً حقيقياً للقواعد الأمريكية في آسيا في حال نشوب أي حرب بين كوريا و الغرب، بالإضافة إلى احتمال امتلاك كوريا لأسلحة كيميائية و نووية متطورة. 


القوة الصاروخية لكوريا الشمالية

شاهد أيضاً : 

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

تاريخ العلمانية التركية من أتاتورك إلى رجب طيب أردوغان


شكلت الثورة الفرنسية عام 1789 بداية التحول في أنظمة الحكم في العالم من الأنظمة الدينية القائمة على التحالف بين المؤسسة الدينية و السلطة الحاكمة إلى الأنظمة العلمانية التي تقوم على مبدأي فصل الدين عن الدولة و فصل الدين عن السياسة.

و في العالمين العربي و الإسلامي ظل الاشتباك بين دعاة الدولة الدينية و الدولة العلمانية قائماً منذ مطلع القرن العشرين و حتى يومنا هذا، و يمكن تعريف معظم الأنظمة القائمة في البلاد العربية و الإسلامية حالياً بأنها مزيج ما بين نظامي الحكم الديني و العلماني كما هو الحال مثلاً في سورية و مصر و الجزائر و العراق و غيرها، ففي حين تتبنى هذه الأنظمة بعض القوانين الوضعية و السياسات الحداثية فهي في الوقت عينه تستوحي كثيراً من تشريعاتها من الشريعة الإسلامية كما هو حال التشريعات الخاصة بالزواج و الطلاق و الإرث و تغيير الدين و غيرها كما أن دساتير معظم هذه البلاد تحدد دين الدولة و دين رئيس الجمهورية ما يخالف المبادئ العلمانية التي تقوم على تحييد الدين لصالح مبدأ المواطنة. 

و على مستوى العالم العربي تبدو تونس حالة خاصة و وحيدة كنظام علماني خالص أرسى دعائمه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، في حين تبدو التجربة التركية التي أسس لها أبو تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك مطلع القرن الماضي تجربة فريدة في العالم الإسلامي و إن كانت هذه التجربة مهددة اليوم بسبب صعود حزب العدالة و التنمية ذي التوجه الإسلامي و سعيه المحموم للاستحواذ على السلطة المطلقة في البلاد.

"أنتيكا" تستعرض لكم في هذا المقال المصور تاريخ العلمانية التركية و أهم ملامحها و أبرز التحديات التي تواجهها في وقتنا الراهن :   


مثلت الحرب العالمية الأولى المسمار الأخير في نعش السلطنة العثمانية المتهالكة و التي كانت تلقب برجل أوروبا المريض، حيث انتهت الحرب بهزيمة تركيا و احتلال الحلفاء الجزء الأكبر من أراضيها في حين استغلت اليونان جارة تركيا و عدوتها التاريخية الفرصة و قامت باحتلال قسم كبير من الأراضي التركية، في ظل هذه الظروف العصيبة ظهر مصطفى كمال الضابط التركي الشاب الذي لمع نجمه خلال الحرب في معركة جاليبولي الشهيرة ضد قوات الحلفاء، فقد رفض مصطفى كمال الواقع الذي فرض على تركيا و جمع حوله ما بقي من الجيش و دعمه بقوات من المتطوعين وشن حرب تحرير شعبية ضد الحلفاء و اليونانيين انتهت بتوقيع اتفاق لوزان عام 1923 الذي أفضى لتأسيس الجمهورية التركية التي اختير مصطفى كمال من قبل مجلس الشعب ليكون رئيساً لها في حين تم وضع دستورها عام 1924 و الذي نص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.


خرج مصطفى كمال من الحرب بطلاً قومياً حيث أطلق عليه لقب "أتاتورك" أي "أبو الأتراك" و قد أتاحت له هذه الشعبية الكبيرة إجراء إصلاحات علمانية جذرية، فأعلن عام 1924 إلغاء الخلافة العثمانية كما قام بإغلاق المدارس الدينية و التكايا و المحاكم الشرعية و قام بإرساء نظام تعليم علماني موحد، و في عام 1926 تم فرض قانون مدني للأحوال الشخصية مستوحى من القانون السويسري حيث باتت المرأة بموجب هذا القانون مساوية للرجل فيما يخص الزواج و الطلاق و الإرث و بات تعدد الزوجات محظوراً بموجب القانون، و عام 1928 صدر تعديل دستوري ألغى عبارة "الإسلام هو الدين الرسمي للدولة" في حين صدر عام 1937 تعديل دستوري آخر نص صراحة على علمانية الدولة التركية.


إلى جانب الإصلاحات العلمانية اتخذ أتاتورك اجراءات هدفت إلى تغريب الدولة التركية فمنع ارتداء الطربوش و استبدل أحرف الكتابة العربية  بالأحرف اللاتينية و غير يوم العطلة الرسمي من الجمعة إلى الأحد كما كان على المستوى الشخصي يحرص دائماً على ارتداء الملابس الغربية و كان يشرب الكحول علناً في الأماكن العامة ليراه الناس و يتشجعوا على تبني نمط الحياة الغربي كما مول إنشاء مصنع حديث و ضخم للبيرة في العاصمة الجديدة للجمهورية التركية أنقرة.


على عكس ما يعتقده كثيرون لم تشمل إصلاحات أتاتورك على الإطلاق حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، و الواقع أن حظر ارتداء الحجاب في  الجامعات و الدوائر الرسمية التركية هو أمر حديث نسبياً حيث تم بموجب قوانين صدرت عام 1982 بعيد انقلاب 1980 العسكري بقيادة الجنرال كنعان ايفرين.


اليوم تشهد تركيا منذ وصول حزب العدالة و التنمية الإسلامي للسلطة عام 2002 توجهاً نحو إعادة أسلمة الدولة حيث تم صرف كثير من الموظفين المعارضين لتوجهات الحزب الدينية من مؤسسات الدولة و في عام 2008 أقر البرلمان التركي قانوناً يسمح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات كما تم إحياء تراث تركيا العثماني ما جعل كثيرين يتهمون أردوغان بالسعي ليكون سلطاناً عثمانياً جديدأً، و رغم أن تركيا ما تزال حتى الآن بشكل رسمي دولة علمانية إلا أن القوى العلمانية التركية تبدي تخوفها من أجندات الحزب الرجعية والرامية إلى تأسيس دولة دينية خاصة بعد أن رسخ الحزب سلطته و صفى خصومه مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 كما قام مؤخراً بتمرير تعديلات دستورية تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات شبه ديكتاتورية، و يورد العلمانيون الأتراك في سياق مخاوفهم تصريحات مثيرة للجدل لبعض أقطاب حزب العدالة و التنمية كتصريح رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان في مؤتمر للعلماء والكتاب المسلمين في اسطنبول عام 2016 و الذي قال فيه " إن العلمانية لن يكون لها مكان في دستور جديد لأن تركيا دولة مسلمة ولذلك يجب أن يكون لدينا دستور ديني". 

الأحد، 2 أبريل 2017

ملكات الغواية في الأدب و التاريخ : دوّخن أقوى الرجال و لعبن بمصائر شعوب و أمم


جمال المرأة و فتنتها قد يكونان في بعض الأحيان أشد فتكاً و دماراً من أقوى الأسلحة خاصة إذا صاحبهما ثقافة واسعة و ذكاء حاد و دهاء لا حدود له، هذا ما أثبتته بعض النساء اللاتي لعبن أدوراً محورية في التاريخ أو في كتب الدين و الأدب بعد أن استطعن إغواء بعض من أقوى رجال عصرهن، و غيرن مصائر شعوب و أمم، فكن ملكات الغواية بلا منازع. 


1. دليلة التي أخضع حبها شمشون الجبار : 


وردت قصة شمشون و دليلة في العهد القديم من الكتاب المقدس، و بغض النظر عن مدى صحتها تاريخياً، فإن هذه القصة تركت أثراً كبيراً في الأدب و الثقافة العالمية، تدور القصة حول شمشون الجبار و هو بطل من أبطال بني إسرائيل تكمن قوته في شعره الطويل حيث يقع في حب فتاة رائعة الجمال تدعى دليلة تتلاعب به و تقوم بقص شعره حتى يتمكن أعداؤه من النيل منه، حيث يقومون بأسره و تقييده إلى أعمدة المعبد، لكن شمشون يستعيد قوته بعد أن يطول شعره من جديد و يقوم بهدم المعبد عليه و على أعداءه في مشهد درامي خالد. 


2. إستير اليهودية التي أنقذت بني إسرائيل : 


قصة إستير هي الأخرى وردت في العهد القديم من الكتاب المقدس، و هي قصة فتاة يهودية يقع في غرامها ملك فارس و يتزوجها، و في حين يحاول مستشار الملك إقناعه بالتخلص من اليهود تنجح إستير بإقناعه بحمايتهم حتى ينتهي الأمر بانقلاب السحر على الساحر و إعدام المستشار الماكر، و بذلك يكون جمال إستير و فتنتها قد أنقذا شعب إسرائيل من إبادة وشيكة. 


3. هيلين التي أشعل جمالها حرب طروادة: 


ورد ذكر هيلين في إلياذة هوميروس و هي بذلك مثل دليلة و إستير من غير المؤكد إذا ما كانت شخصية حقيقية أم أدبية، و بحسب هوميروس فإن غرام باريس أمير طروادة بهيلين زوجة ملك إسبارطة التي كانت أجمل نساء عصرها و فرارهما معاً أدى لاندلاع الحرب بين طروادة و بلاد اليونان، و التي انتهت كما هو معروف باجتياح طروداة و إحراقها عن بكرة أبيها بعد أن تسلسل أعداؤها إليها في حصان خشبي.


4. كليوباترا التي أغوت يوليوس قيصر و مارك أنتوني :


كليوباترا هي آخر حكام مصر من أسرة البطالمة، كانت امرأة مثقفة و جميلة و بحسب الروايات التاريخية فقد نجحت في خطف قلب يوليوس قيصر الذي تزوج بها و أخدها معه إلى روما، و بعد اغتيال قيصر أوقعت كليوباترا بالقائد الروماني مارك أنتوني و أقنعته بإعلان التمرد ضد القيصر أغسطس، لكن التمرد فشل و انتهت الحرب باجتياح قوات أغسطس قيصر لمصر و انتحار كليوباترا. 


5. سالومي التي رقصت فطار رأس يوحنا المعمدان : 


بحسب رواية العهد الجديد من الكتاب المقدس فإن سالومي كانت ابنة شقيق الملك هيرودس ملك اليهود الذي كان يشتهيها، و ذات ليلة طلب الملك من سالومي أن ترقص له و وعدها أمام مجلسه بأن يمنحها أي شيء تطلبه مقابل رقصتها، فطلبت منه رأس يوحنا المعمدان و ذلك بناء على رغبة والدتها هيروديا التي كانت تكره يوحنا بشدة، و هكذا أطاحت رقصة سالومي برأس القديس الذي يؤمن المسيحيون بأن ظهوره كان تمهيداً لظهور السيد المسيح. 


6. مدام دي بومبادور عشيقة لويس الخامس عشر : 


من بين كل عشيقات ملوك فرنسا تعتبر مدام دي بومبادور الأشهر بلا منازع، و رغم أنها كانت متزوجة برجل آخر إلا أنها أصبحت عشيقة الملك لويس الخامس عشر الرسمية لنحو عشرين سنة من 1745 و حتى وفاتها عام 1764، و خلال هذه الفترة أثرت مدام دي بومبادور التي منحت لقب ماركيزة على الحياة الثقافية و الاجتماعية في فرنسا القرن السابع عشر حيث كانت امرأة واسعة الثقافة و كان صالونها ملتقى لأهل الأدب و الفكر و الطبقة الأرستقراطية. 


7. السلطانة صفية من سوق الرقيق إلى فراش السلطان العثماني و عرشه :


ولدت صوفيا بيلوجي بافو لأسرة أرستقراطية إيطالية عام 1550، و في سن الخامسة عشرة تعرضت سفينة كانت تستقلها بغرض السياحة لغارة من القراصنة العثمانيين الذين باعوها في سوق الرقيق في اسطنبول فانتهى بها الأمر في حريم السلطان مراد الثالث الذي هام عشقاً بها فأنجبت له أربع أولاد، و وسط مؤامرات الحرملك و القصر الملكي نجحت صفية في شق طريقها إلى قمة السلطة حيث باتت هي الحاكم الفعلي للدولة العثمانية في زمن ابنها السلطان محمود الثالث حيث أطلقت على نفسها لقب السلطانة الأم.


8. ماتاهاري الغانية التي تلاعبت بمصير الحرب العالمية الأولى : 


اشتهرت الراقصة الهولندية ماتاهاري في فرنسا مطلع القرن العشرين بجمالها الشرقي و رقصها الخليع و خلال سنوات شهرتها راحت ماتاهاري تتنقل من عشيق لآخر وسط أجواء بذخ أسطورية حيث كان أغلب عشاقها من علية القوم الذين كانوا يغدقون عليها الأموال و الهدايا دون حساب، و خلال الحرب العالمية الأولى نجح الألمان في تجنيدها لصالحهم حيث كانت تستخلص من عسكريي و سياسيي الحلفاء المعلومات الحيوية على فراش الملذات في حين كانت المعارك تحتدم على الجبهات و كان مصير الأمم الأوروبية و العالم على المحك، لكن الفرنسيين اكتشفوا أمر ماتاهاري في النهاية و قاموا بإعدامها عام 1917، لتتحول إلى أسطورة من أساطير الغموض و الجاسوسية.


9. كريستين كيلر المراهقة التي أسقطت حكومة صاحبة الجلالة:


في عام 1961 هزت بريطانيا فضيحة كبرى بعد أن تم الكشف عن علاقة غرامية ربطت المراهقة كريستين كيلر ابنة الـ 19 عامأً بجون بروفومو وزير الحرب في حكومة هارولد ماكميلان، و نتيجة التحقيقات تبين أن لكريستين كيلر علاقات أخرى عديدة و متشعبة إحداها مع ضابط يعمل في السفارة السوفييتية بلندن، تداعيات هذه الفضيحة أدت في النهاية لاستقالة حكومة ماكميلان عام 1963 و خسارة حزب المحافظين لانتخابات عام 1964 أمام حزب العمال.


10. مونيكا لوينسكي المرأة التي هزت عرش الرئيس الأمريكي : 


في عام 1997 كاد رئيس أقوى دولة في العالم أن يستقيل من منصبه بسبب فضيحة جنسية هزت عرش ساكن البيت الأبيض، بعد أن تم الكشف عن علاقة سرية ربطت الرئيس الأمريكي بل كلنتون بمتدربة عشرينية في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي، مونيكا التي لم تكن تتمتع بجمال باهر استطاعت الايقاع بسيادة الرئيس و كادت أن تطيح به بعد أن اكتشف الرأي العام الأمريكي أن رئيسه قد أدلى بشهادة كاذبة حول حقيقة هذه العلاقة.

شاهد أيضاً : 

الأربعاء، 15 مارس 2017

كلمات و ألحان أثارت غضب رجال الدين !



قليلة هي الحالات التي كان فيها أهل الدين و أهل الفن على وفاق، بل يمكن القول أن الطرفين غالباً ما يكونون في حالة هدنة طويلة سرعان ما يقاطعها ظهور فيلم أو أغنية أو قصيدة أو كتاب يثير الجدل و يشعل نار الحرب بين الطرفين. 

و من الأغاني العربية نذر غير يسير أثار معارضة رجال الدين بسبب أفكار حملتها تلك الأغاني أو جمل معينة وردت فيها واعتبرها رجال الدين مخالفة للتعاليم الدينية، فيما يلي قصص بعض أشهر تلك الأغاني : 


1. الطلاسم (محمد عبد الوهاب - عبد الحليم حافظ)

في عام 1944 قدم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلمه "رصاصة في القلب" قصيدة "الطلاسم" للشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي و التي يقول مطلعها : "جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت، و لقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت، و سأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت، كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري"، و هي من الأغاني القليلة في تاريخ الموسيقى العربية التي تدور كلماتها حول موضوع فلسفي حيث تقدم تساؤلات عن ماهية الحياة و معنى الوجود و حيرة الإنسان أمام هذا الكون، و في عام 1962 أعاد العندليب الأسمر تقديم الأغنية في فيلم "الخطايا"، و في كلتا الحالتين أثارت الأغنية حفيظة رجال الأزهر الذين اعترضوا على محتواها و بخاصة جملة : "جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت" ما يتعارض حسب رأيهم مع الإيمان بوجود خالق للإنسان و الكون، كما وجه الشيخ المتشدد صاحب التسجيلات واسعة الانتشار في السبعينات عبد الحميد كشك انتقاداً لاذعاً لعبد الوهاب بسبب هذه الأغنية حيث قال : "لا تدري من أين جئت ؟ إقرأ سورة المؤمنون لتعلم من أين جئت !". 


2. لست قلبي (عبد الحليم حافظ)

في عام 1967 قدم عبد الحليم حافظ أغنية "لست قلبي" في فيلم "معبودة الجماهير" و هي من كلمات الشاعر كامل الشناوي و ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، و قد أثارت الأغنية سخط رجال الأزهر بسبب جملة : "قدر أحمق الخطى سحقت هامتي خطاه" و التي اتهم عبد الحليم بسببها بالإعتراض على المشيئة الإلهية ! و اعتبر الشيخ محمد الغزالي في لقاء إذاعي أنه لا يجوز وصف القدر بالأحمق لأن هذا مخالف للدين، في السنوات اللاحقة و بعد رحيل العندليب قامت دار الأوبرا المصرية في إجراء إعتباطي بتعديل هذه الجملة أثناء أداء بعض المطربين للأغنية لتصبح "قدر أحكم الخطى" عوضاً عن "أحمق الخطى" إرضاءً لأهل العمائم !.


3. المسيح (عبد الحليم حافظ)

في عام 1967 قدم عبد الحليم حافظ بعيد نكسة حزيران يونيو واحدة من أجمل أغانيه الوطنية "المسيح" من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي و ألحان بليغ حمدي، و رغم جمال الأغنية و روعة معانيها إلا أن هذا لم يشفع لها لدى الأزهر الذي اعترض على كلمات الأغنية بسبب تبنيها لرواية الكتاب المقدس حول حادثة صلب السيد المسيح في حين ترى الرواية القرآنية أن المسيح لم يصلب، و بسبب معارضة الأزهر هذه تم منع عبد الحليم من أداء الأغنية في مصر فكان أن قدمها لأول مرة خلال حفلته في قاعة ألبرت هول في لندن خلال الحفلة الشهيرة التي حضرها نحو 8 آلاف متفرج و عاد ريعها لدعم المجهود الحربي للجيش المصري الذي كان يخوض أنذاك حرب الاستنزاف ، بعد نجاح الأغنية و الانتشار الواسع الذي حققته أعادت الرقابة النظر في قرار المنع و سمحت بأداء الأغنية و توزيعها في مصر رغم معارضة الأزهر. 



4. الحب كله (أم كلثوم) 

في عام 1971 قدمت كوكب الشرق أم كلثوم أغنية "الحب كله" من كلمات احمد شفيق كامل و ألحان بليغ حمدي، الأغنية التي نالت استحسان الجمهور أثارت غضب الأزهر الذي توقف عند عبارة : "يا أرق من النسمة و أجمل من ملاك" حيث قال الأزهر في معرض اعتراضه على الأغنية : "كيف تعتبر أن هناك إنسانا أجمل من ملاك ؟"، و يعتقد النقاد أن أم كلثوم بعد هذه الأغنية باتت شديدة الحذر في انتقاء كلمات الأغاني حتى أن أغنية "اسأل روحك" التي لحنها محمد الموجي كانت تحتوي مقطعاً فيه كلمة "ملايكة" فخشيت أم كلثوم أن تجد نفسها فى حرج مع رجال الدين فقالت للموجي بكل خفة ظل : "يا موجي اصرف الملايكة".


5. من غير ليه (محمد عبد الوهاب)

قدم محمد عبد الوهاب أغنية "من غير ليه" عام 1989، و التي كان من المفروض أن يغنيها العندليب عبد الحليم حافظ إلا أن القدر لم يمهله الوقت الكافي فرحل قبل أن يقدمها للجمهور، الأغنية التي كتب كلماتها مرسى جميل عزيز و لحنها عبد الوهاب أثارت عاصفة من النقد من قبل المشايخ و رجال الدين و بخاصة مطلع الأغنية الذي يقول : "جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عايزين إيه" و كذلك جملة : "و زي ما جينا جينا مش بايدينا جينا"، أما الأزهر فرأى أن في الأغنية دعوة صريحة للكفر و الشرك بالله، و أصدر الشيخان المتشددان عبد الحميد كشك و صلاح أبو اسماعيل فتوى تكفر موسيقار الأجيال و تعتبره خارجاً عن الملة في حين تلقف أحد المحامين الإسلاميين الفتوى و اعتمد عليها في رفع دعوى حسبة ضد عبد الوهاب قال فيها أن كلمات الأغنية تزدري الآية القرآنية : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، لكن المحكمة رفضت الدعوى و برأت ساحة عبد الوهاب و بذلك نجا موسيقار الأجيال من الوقوف أمام منصة المحكمة و هو ابن 87 عاماً في ذلك الوقت !. 


6. أنا يوسف يا أبي (مارسيل خليفة)

في عام 1995 قدم الفنان اللبناني مارسيل خليفة أغنية "أنا يوسف يا أبي" ضمن ألبومه "ركوة عرب" و هي من كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش و ألحان مارسيل خليفة نفسه، الأغنية التي احتوت إسقاطاً لمأساة يوسف الذي نبذه إخوته كما وردت في التوراة و القرآن على مأساة الشعب العربي الفلسطيني أثارت غضب رجال الدين المسلمين و لا سيما مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني، فرفعت تحت مسمى الحق العام دعوى قضائية ضد مارسيل خليفة بتهمة "تحقير الشعائر الدينية" و ذلك بسبب تلحينه و غناءه لقصيدة تحتوي على جزء من آية قرآنية : "هل جنيت على أحد عندما قلت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"، و لم يشفع لمارسيل خليفة تاريخه الفني المشرف و غناؤه للقضية الفلسطين و القضايا العربية طيلة سنين، فمثل أمام المحاكم اللبنانية وسط موجة تضامن واسعة معه في أوساط المثقفين اللبنانيين و العرب، و في عام 1999 صدر قرار من المحكمة بتبرئة مارسيل خليفة من التهم الموجهة إليه.


شاهد أيضاً :